الثامن عشر

2.7K 55 0
                                    

الفصل الثامن عشر
________________
فخ... وكر... شرك
والفأر وقع في المصيدة
كلما شعرت بقرب النهاية
حتي وجدت الطريق أمامها بعيد
والأشواك تملئ المكان
حديقة زاهية الألوان من بعيد
ولكن ما أن تقترب حتي
تجدها عبارة عن صحراء خاوية
لا يسكنها سوي الضباع
________________
الأفاعي  ترفض أن يقترب أحدهم من وكرها
إلا إذا أرادت هي إدخاله
وحينها إما أن يكون صديق إلي وقت معين
وتقتله بعد أن تمل وجوده
أو أن يقتل في الحال
وفي كلا الحالتين هو ميت
دخلت وكرهم بنفسها... تشعبت بداخله
وعلمت عنهم الكثير... تعلم أنها لن تخرج منه
علي قدميها مرة أخري  ولكنها أخذت قرارها
بالإنتقام...
أقسمت أن تعيد حق دماء أسرتها   ...
انتهت دموعها منذ زمن...
عرفت بإمرأة الأوقات  الصعبة
تستطيع أن تنهي أعمالهم بدقة ومهارة
لها عيون في أكثر من بلد أجنبي ولكن  ليس كل ما يراه المرء حقيقة فربما كان قناعاً... زيفاً
أرادت ثقتهم... فحصلت عليها
هي الآن علي متن الطائرة المسافرة إلي لندن
جلست تهيئ نفسها للقائهم وهي تمني نفسها بمعرفة زعيمهم واثناء تفكيرها في الأمر
ورد إلي ذهنها وداع صغيرتها إليها
وكم بكت وهي تتعلق بعنقها ترفض أن تتركها
حتي أقنعتها ووعدتها بأنها ستعود ولن تتأخر في العودة إليهة
ملك: احلفي يا سارة إنك هترجعيلي
سارة: حبيبتي أوعدك إني هحاول أرجع بدري
ملك: هستناكي أوعي تسيبيني انتي كمان زي بابي ومامي وجدو وتيتة
سارة: متقلقيش يا حبيبتي اللي ربنا عايزة هيكون
ودعت البقية بعدها وأخذت حقيبتها وذهبت إلي المطار وفي الطريق
اتصلت بنور
سارة: ألو 
نور: اهلا سارة
سارة: أنا مسافرة دلوقتي.. مش هوصيكي أي جديد في الشغل ابعتيهولي علي الإيميل علي طول
وتابعي مع شركة الشريف الشغل واعمليلي تقارير شاملة بكل حاجة وأنا هحاول أرجع بدري
نور: من عنيا يا ستي توصلي بالسلامة يا حبيبتي
سارة: تسلميلي يا حبيبتي يلا سلام
نور: لا إله إلا الله
سارة: محمد رسول الله
أنهت الإتصال ودخلت المطار لتنهي إجراءات السفر وتصعد علي متن الطائرة
ولا تعلم ما ينتظرها هنااك
............................
الحياة فرصة  إما أن تقتنصها
أو تقتنصك هي ...
في قانون البشرية
هناك الذئب والراعي والشاه
وهناك أيضاً  ذئب متخفي في جلد شاه
والإختبار يكمن في من تكون أنت
الراعي أم الذئب أم  الشاه
..
وصلت لندن وأول ما فعلته
كان الإتصال بملك لتطمئن عليها
وبعد مكالمة مفعمة بالحماس من الصغيرة
لأجل الهدايا التي أعطتها وعداً أن تحضرها لها
أنهت الإتصال
وجلست تفكر في حياتها وما وصلت إليه
هل أخطأت من البداية بدخولها
مدينة الموت بإرادتها
أم ماذا....؟
........
في مصر
في شركة الشريف
يجلس في مكتبه يغمض عينيه بإنزعاج
ويتذكر مكالمته
بأن عليه الحضور في  الحال
وأن يترك ما في يده والسفر
أغمض عينيه بتعب وهو يُرجع رأسه للخلف
عسي أن يرتاح قليلاً
ولكن هل تأتي الراحة..!
دلف أدهم إلي مكتبه دون أن يطرق الباب
ليهتف بمرح: الله الله يا أستاذ إسلام
سيادتك نايم في الشغل
استعاد إسلام نفسه وكأن أدهم
انتشله من بئر أفكاره
ليرد بنفس الطريقة المرحة : مش عيب تدخل عليا
المكتب بالطريقة دي
جائه الرد من زياد  الذي دخل خلف أخيه
المكتب : دا علي أساس إنه دخل عليك الحمام
ما تظبط يلا كدة في ايه
لتبدأ نوبة ضحك تشارك فيها ثلاثتهم 
ليجلسوا يتناقشوا في بعض الأعمال
بعد ساعة
انتهوا فيها من وضع ميزانية المشروع
والإتفاق عليها
ليهتف إسلام : أنا مسافر بكرة يا شباب
زياد بتساؤل:مسافر ...ليه
إسلام بضيق: أوامر عليا
زياد : يااه خالتي وحشتني أووي ماشي يا صاحبي
تروح و تيجي بالسلامة سلملي عليهم كلهم
أدهم : لازم تسافر يا إسلام
إسلام: ما أنا قلتلك أوامر عليا
وبالفعل هو يعنيها "أوامر عليا "
فلو كان الأمر بإختياره ما  فعلها أبداً
نظر إليه أدهم بتفهم فهو يعلم أن علاقة إسلام
بأسرته ليس جيدة نظراً لبعد المسافات
وأن والديه دائمي السفر بينما هو اختار البقاء معهم
أدهم: هستناك متأخرش
ليومئ له بإبتسامة هادئة
زياد: ااه بالمناسبة نسيت أقولكم..شركة الشربيني
اتصلوا وعايزين نسخة من ملف الميزانية
عشان يبعتوه للمديرة
أدهم بتساؤل: يبعتوه ليه
زياد: أصل سارة مسافرة لندن طيارتها كانت إنهاردة الصبح
أدهم بخفوت: سافرت
زياد: ااه
أدهم : طيب خلاص جهز نسخة وابعتهالهم
زياد : تمام
أنهي حديثه وخرج من المكتب ليبقي أدهم وإسلام
إسلام: مالك يا أدهم
أدهم: مفيش حاجة
إسلام: أمال وشك اتغير ليه لما عرفت إنها سافرت
أدهم: هاا..لا أبدا مفيش
إسلام : لو بتحبها بجد يا صاحبي متضيعهاش من إيدك
أدهم بهدوء : قلبي بيقولي إعترفلها بس عقلي رافض
خايف تكون بتحب حد تاني ووقتها قلبي يتكسر
إسلام: ولو فضلت ساكت كتير هتلاقي اللي ياخدها ساعتها هتيجي بدل الدموع دم من الندم
أدهم : مش عارف يا إسلام...مش عارف
إسلام: معاك فرصة لحد ما ترجع من سفرها فكر وقرر هتعمل ايه
أدهم : معاك حق
إسلام: أشوف وشك بخير يا صاحبي
أدهم بإبتسامة: متأخرش هناك هتوحشني جامد يا
إسلام ..خد بالك من نفسك
إسلام : وإنت كمان خد بالك من نفسك
إحتضنا بعضهما البعض في وداع سريع ليرحل الصديق
حيث رحلة قد تغير مجري حياته
________________
وصل إليه خبر سفرها لتنتابه حالة من الجنون ..
هو من عشقها منذ الوهلة الأولي ورفض بعدها أن تري عيناه أنثي أخري فقط تمني لو تبادله نفس مقدار العشق حتي لو أقل منه ..فقط تكون له وتحبه
كان يجلس في أحد "البارات" يمسك كأساً ويتجرعه للنهاية دفعة واحدة وعندما انتهي منه أمسك بالزجاجة
ليبتلع نصفها تقريباَ ...أشفق عليه النادل فأمسك هاتفه
وقام بالإتصال بآخر رقم وقد كان الحظ من نصيب
أدهم الشريف والذي كان نائماً فالوقت اقترب من الفجر ليجيب علي هاتفه بصوت ناعس دون النظر لهوية المتصل
أدهم: ألو
النادل: حضرتك أنا بتكلم من تليفون واحد عندنا في البار بس حالته صعبة أوووي ...
أفاق من نومه وجلس معتدلاً ينظر للهاتف ليري من صاحب الرقم ليجده مسجل بإسم ياسر العمري
أدهم بجدية: أيوة أنا عارف صاحب الرقم
النادل: طب لو سمحت ممكن تيجي تاخده لأن زي ما قلتلك حالته صعبة ومظنش هيعرف يسوق
أدهم: طب إديني العنوان
النادل: ***
أغلق معه وجلس يفرك عينيه قليلاً ليسرع بإرتداء ثيابه وأخذ مفاتيحه وهاتفه وخرج من غرفته ليجد
والده أمامه يخرج من غرفته ليسأله
طاهر: رايح فين يا أدهم
أدهم : جالي تليفون من واحد في بار بيقولي إن ياسر العمري هناك وحالته مش مظبوطة
طاهر: وليه يكلموك إنت
أدهم : تقريباً كنت آخر رقم عنده في الإتصالات عموماً هروحه بيته وآجي علي طول
طاهر : ماشي متأخرش وأنا مستنيك لحد ما تيجي
خرج من منزله وذهب للعنوان الذي أملاه له الرجل
أصابته حالة من التقزز لرؤية هكذا مكان ورائحة الخمور كذلك
تحرك بضع خطوات للداخل ليجده هناك حالته مذرية
وما أن اقترب منه حتي وجد النادل يقترب منه هو
الآخر ليعطيه هاتفه ويساعده في إسناده للخارج حتي سيارته ليضعه في الكرسي ويربط له حزام
الأمان ليتحرك للجهة الأخرى ويصعد في مكانه
في الطريق كان المخمور يهذي عن فتاة يحبها
ولكنها ترفضه وهذا يؤلم قلبه وبشدة أدرك أدهم من حديثه أن الفتاة هي سارة ...ومن غيرها
أوصله للمنزل وهناك وجد مدير أعماله ينتظره بعد
أن هاتفه أدهم في الطريق ليقترب سريعًا من السيارة
ويخرج رئيسه وهو يشكر أدهم علي معروفة
دخل به المنزل مترنحاً ومازال علي هذيانه عن تلك
الفتاة
بينما الآخر عاد لمنزله وبعقله آلاف الأسئلة عن سبب
رفضها له أو ربما هي تحبه أو عما قد يحدث إن اعترف هو لها بحبه هل سترفضه كما فعلت مع هذا
أم أن هناك رأي آخر
تعب عقله من التفكير ليسقط نائماً
.......................
في لندن وصلت إلي مقرهم وهو عبارة عن منزل كبير
له عدة طوابق والإجتماع كان في الطابق الأول
دخلت وإتخذت مكانها لتجد حولها الكثير من رجال
الأعمال فجلست بكبريائها المعتاد وهي تضع ساقاً علي
الأخري لتسمع صوت بجانبها يتحدث إليها
لتنظر له فتتسع عيناها من الصدمة لم تعلم أنه سيأتي
هو الآخر لتسأله
سارة: جيت ليه يا إسلام
إسلام بألم: تفتكري هقدر أرفض
سارة : انت ملكش ذنب في كل اللي بيحصل هنا امشي يا إسلام
إسلام بسخرية: معدش فيه وقت للرجوع خلاص
Game over
سارة : أنا السبب في دخولك اللعبة دي
إسلام: هتصدقيني لو قلتلك إنك مش السبب
وإن دخولي هنا أكبر مني ومنك
كانت ستكمل الحديث لولا الصمت الذي سيطر علي المكان لتصمت هي الأخرى فزعيمهم قد وصل
.............

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن