الثاني والعشرون

3.7K 56 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون
____________________
قد تقتلك صدفة جعلتك تدرك أن الحياة ماهي إلا كذبة ثقيلة علي القلب تأخذك مع الأمواج وتدور بك بين البحار والأنهار ثم تلقي بك علي الشاطئ في أقرب وقت
الحياة لعبة ...مارسها
ضع لها قوانين واخترقها
كن أنت البادئ وضع لها النهاية
.......
يجلس مكانه علي الرصيف الأسمنتي داخل غرفة الحجز بمركز الشرطة شارداً ينظر للاشئ يعتصر عقله
للوصول لأي خيط ينقذه لكن يبدو أن الخيوط تقطعت
فهو لا يصل لشئ ليدور حديث صامت داخله بين عقله الذي يشعر أن إختفائها له يد فيما يحدث بينما القلب ما يزال يلتمس لها الأعذار
ليبدأ  العقل بتوجيه الإتهامات لها : هي السبب في كل ما يحدث معي منذ ظهورها في حياتي وأنا مشتت لا أدري بأي طريق أنحني
القلب: لا تأخذها ذريعة في أفعالك هي لا تقوم بهذا
العقل: وبم  تبرر إختفائها والقبض علي
القلب  : إتخذت دور الضحية والقاضي ثم حكمت أنها الجاني وتطالب بتنفيذ الحكم عليها الآن
العقل: ليست ضحية ..هي مدمرة
القلب : ليست هكذا أنت فقط تبحث عمن تعلق عليه
أخطائك لو كنت راجعت أعمالك جيداً ما كنت هنا
شعر برأسه ستنفجر من التفكير ومن الصراع داخله لينفض رأسه ويتحرك في الغرفة جيئة وذهاباً
مرة ..إثنتين ..وفي الثالثة فُتح الباب وسمعهم ينادون عليه ليأخذوه لغرفة الضابط وهناك وجد أبيه وأخيه بإنتظاره مع الضابط المسئول عن القضية
ليقترب من أبيه متلهفاً يحتضنه ويقبل يداه بينما الأب يحاول التماسك أمامه حتي لا ينهار ابتعد عنه ليسحبه أخيه إلي أحضانه وهو يتمتم بقرب النجاة
بعد فترة من الأحضان والإشتياق جلس أربعتهم
يتحادثون ليعرفه علاء بنفسه
علاء: أنا الرائد علاء من مكافحة المخدرات
اتفضل اقعد يا باشمهندس
أدهم: حضرتك أنا مظلوم أنا مليش دعوة بكل دا
علاء: إحنا واثقين  من دا كويس
أدهم: طب أنا مقبوض عليا ليه مدام أنا برئ
لو سمحت أنا عايز أخرج من هنا
علاء : الموضوع مش بالسهولة دي زي ما انت فاكر ولا إيه يا طاهر بيه
طاهر: إسمعني  كويس يا أدهم علاء بيه عايز يساعدنا عشان تخرجك من هنا
أدهم بعدم فهم : إزاي
زياد: أنا هحكيلك من كام يوم علاء بيه جالنا البيت

فلاش باك
علاء : طاهر بيه موجود لو سمحت
زياد: أيوة اتفضل
علاء : شكراً
وصل به لغرفة المكتب وتركه ثم ذهب لينادي أبيه
بعد دقائق
جلس ثلاثتهم متقابلين ليبدأ علاء الحديث: طبعا إنتو مستغربين وجودي هنا
طاهر: بصراحة آه
علاء : أنا اللي ماسك قضية أدهم
طاهر بقلق : في أي أخبار عن القضية
علاء : اللي بلغ عنه قاصد يلبسه القضية
طاهر : يعني إيه
علاء: يعني في حد لفق القضية دي لأدهم ابن حضرتك زي ما يكون عايز يخلص منه
زياد: مين الشخص دا
علاء: ليه مش عارفين عشان كدا بفكر في الطريقة اللي نخليه يظهر بيها ونثبت براءة أدهم
طاهر : طب ودا هيحصل إزاي

عودة
طاهر : بعدها علاء بيه قالنا علي الخطة اللي نقدر
بيها نخرجك من هنا
أدهم: إزاي
علاء: دلوقتي اللي بلغ عنك مبلغ وهو متأكد من وجود المخدرات اللي تثبت عليك التهمة لكن لو غيرنا في المخدرات دي وقلنا إنها مش مخدرات وإن الطب الشرعي أثبت كدا  ف القضية هتتقلب لبلاغ كاذب
ومش هيكون فيه قضية من الأساس ساعتها اللي قاصد يعمل معاك كدا هيحاول يعمل أي حاجة تضرك تاني لأنه عايز يخلص منك وكمان العيال اللي  اعترفت عليك هو هيشك أنهم اعترفو عليه فهيعوز يخلص عليهم وقتها نقدر نمسكه متلبس
أدهم: ياريت
علاء : متقلقش إن شاء الله خير
طاهر: يارب
.....................
في مدينة الضباب لنا عودة
بعد أن تركهم ذهب لأسرته وهناك إحتضنته أمه بحب
ليبادلها بشوق ثم إبتعد ....
سأل عن أبيه لتخبره أنه في المكتب ينهي بعض
الأعمال ليستأذنها ويدخل إليه
وجده منكباً علي العمل لينظر له نظرة غريبة تحمل في باطنها آلاف المعاني ليرفع أبيه نظره إليه يبدو
أنه شعر به لينظر له بشوق ولهفة ثم يقترب منه معانقاً إياه ينهره علي الإبتعاد عنهم كل هذه الفترة
شعر بتيبس إبنه بين أحضانه ليبتعد عنه بنظرة بها تساؤل عن سر هذا الجفاء ليردف: مالك يا إسلام
إسلام بتهكم: مالي ...ما أنا كويس أهو
هاشم: مالك يا إسلام حاسس إنك مش مظبوط دي مقابلة تقابلني بيها بعد الفترة دي كلها
إسلام بسخرية : دا علي أساس إن دي أول مقابلة بينا يعني ....يا ....يا بوص
هاشم : تقصد ايه يا إسلام
إسلام بتعب: أقصد إني تعبت ...مش كفاية كدا يا بابا
أنا زهقت من الحياة دي ...علي كف عفريت مش ضامن لو خرجت في يوم هرجع تاني ولا لا حياتنا مش ملكنا ..ملك الدايرة اللي احنا فيها يا بابا
أقسملك بالله إني تعبت
هاشم: الدايرة دي مفيهاش خروج ...للأسف قوانينها واضحة يا قاتل يا مقتول
إسلام : والغريب انك دخلتها ومكمل
هاشم: دخولها كان غصب لكن الخروج منها مش بإرادتي وإنت عارف دا كويس
إسلام بخيبة أمل: مفيش فايدة...هتفضل طول عمرك في اللعبة دي..براحتك بس أنا مش هكمل أنا برا
هاشم بخوف: يعني إيه الكلام دا
إسلام: يعني هنا نهاية دوري في اللعبة دي
كفاية كدة
هاشم: بلاش يا إسلام اللي بتعمله دا فيه موتك
إسلام: ما إحنا بنأذي الناس ونموتهم
سلام يا هاشم بيه
رحل سريعاً من أمام أبيه حتي لا يضعف ويعود عن قراره .....
وصل إلي المطار وإستقل الطائرة مع ياسر وداني للعودة للبلاد حيث نهاية المطاف أو بدايته
.....................
وصل خبر خروجه من السجن إلي من تسبب فيه
ليضغط علي الكأس في يده حتي ابيضت مفاصله
لينكسر الكأس مهشماً بين أصابعه لينظر إلي بقاياه المختلطة بدمائه دون أن يرف له طرف كأن شيئاً لم يكن  ليهدأ قليلاً ويدور برأسه في الأرجاء عدة مرات بجنون وهو يهمس بإسمها كتعويذة تلقنه أحرفاً
لتهدئته .......
هو مصاب بالجنون وجنونه من نوع خاص ...!
هي الداء والترياق ...هي الحب والكراهية
هي الشهوة والفضيلة ..هي الأبيض والأسود
وهو المبتسم بشجن نحوها...بعشق مريض أصابه في نصف قلبه ليسقط صريعاً لهواها
بينما هي تهتز من الرعب تتساقط دموعها من الخوف
تتمني لو يعود لسابق عهده معها لو يعود هذا اللطيف
لكنها مجرد آمال وأماني فقط سبق السيف العذل
وحانت المواجهة ......
..........
في المنزل إجتمع أدهم وأبيه وزياد معهم إسلام وياسر وصديقه داني وأيضاً الضابط علاء
يتحدثون في كل ما مر بهم ويحاولون ربط الأحداث فيما بينهم ليصلوا إليها بعد ما علمت كل العائلة عن إختفائها...!
دخل عليهم عمر الصغير وفي يده حاسوبه المحمول وهو يهتف بهم
عمر: وصلت ليها يا بابا
طاهر: مين
عمر : سارة ...لقيت سارة يا بابا لقيتها
........

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن