الواحد والعشرون

2.8K 55 2
                                    

الفصل الواحد والعشرون
________
الأحزان طريق ..
السعادة طريق ..
الحياة أساساً طريق
اليقظ من يتقن إختيار رفيقه
ثم يذهب في الطريق
تم القبض علي رجل الأعمال أدهم الشريف في محاولة
منه لتهريب شحنة من المواد المخدرة البلاد
داخل بعض مواد البناء الخاصة بشركة الشريف
للإنشاءات فما كان من رجال الشرطة إلا مداهمته
أثناء بقائه في موقع العمل والقبض عليه بعد أن تم
الإمساك بأحد رجاله المكلفين بالتصرف في المواد المخدرة ليعترف  عليه ...!
لم يكمل مشاهدة الأخبار ليغلق التلفاز بعصبية واضحة
وهو يزفر بضيق من إنتشار هذه الأخبار عن ابنه
كإنتشار النار في الهشيم
له يومين يبحث بكل الطرق الممكنة ليخرج ابنه من جدران هذا المكان ...يكاد يفقد عقله ليعرف هوية
من ألصق تلك الجريمة بإبنه
بينما بجانبه تجلس زوجته تبكي بشدة وابنته كذلك
لينظر لهن في ضعف للأسف موجود في عينيه
فالقضية كاملة الأطراف بشهادة الرجال المقبوض عليهم
ليزفر بضيق ينظر له ابنه الثاني بقلة حيلة حتي سمع
جرس الباب ليتحرك زياد صوبه ويفتح فيجد أمامه
شخص لم يعرفه ينظر له بتساؤل واضح في عينيه
ليتولي الآخر مهمة التعريف عن نفسه
_ الرائد علاء من مكافحة المخدرات منزل طاهر الشريف 
............
قبل يومين في لندن
نظر كلاهما بصدمة للآخر من هكذا لقاء غير متوقع
بالمرة ليكون ياسر أول المتحدثين : إسلام.....بتعمل ايه هنا
دخل الغرفة ليقترب منه وهو يسأله ليغلق داني الباب خلفه ويدلف خلف صديقه ليعرف من هذا الشاب
نظر إليه إسلام ببرود: جاوب انت علي السؤال دا
ياسر بعصبية: متجننيش تعرف ايه عن سارة
إسلام: ميخصكش أعرف ايه عنها
اقترب منه وأمسك بتلابيبه وهو يزعق: سارة فين يا إسلام  ...انطق
أبعد يده عن ثيابه ونظر إليه: ملكش دعوة ثم انت جاي هنا ليه أصلاً
ياسر: بدور  عليها بقالي كام يوم وهي مختفية مش عارف أوصلها...تعرف عنها يا إسلام
إسلام : وأنا كمان بدور عليها
ياسر: أنا أعرف كل حاجة عن شغل سارة بالمناسبة
عشان كدة حاسس إنها ممكن تكون في خطر
إسلام بقلق: تعرف إيه
ياسر بثقة: أنا واثق إنك فاهمني ...ومادام إنت هنا دلوقتي وبتدور عليها تبقي عارف عنها كل حاجة دا لو مكنتش معاها ..ولا ايه
إسلام ببرود :أياً كان شغلنا إيه دا ميخصكش إنت عايز إيه دلوقتي
ياسر : عايز ألاقيها واطمن إنها بخير
إسلام: مش لوحدك
نطق ثالثهم أخيراً بجملة جعلتهم ينظرا لبعضهما البعض
بثقة : طب ما تدورو عليها سوا يمكن تقدرو توصلو ليها أسرع
............
وصل إليه خبر القبض علي صديقه ليسرع بالإتصال علي ياسر وإخباره فهما لهما يومان يبحثان عنها وأيضاً لم يصلا لشئ عنها كمكعب من السكر سقط في كأس من الماء ليذوب ويختفي
بعد فترة وصل إليه ياسر ليجلسا بمقهي علي الطريق
ليبدأ إسلام الحديث: في مصيبة في مصر
ياسر بقلق: مصيبة إيه
إسلام: أدهم اتقبض عليه
ياسر بدهشة : إيه إزاي
إسلام: مش عارف كل اللي أعرفه إنه اتقبض عليه في قضية مخدرات دخلت عن طريق شركته
ياسر : إزاي يعني
إسلام : مش عارف بقولك
ياسر: طب هنتصرف إزاي دلوقتي
إسلام بتعب: مش عارف من جهة سارة المختفية ومن جهة أدهم واللي مش عارف مصيره إيه
صمت وبداخله يهمس سراً أن هناك جهة أخري وهي عائلته
نظر إليه ياسر بتمعن يحاول ثبر أغواره وفهمه لكنه
فشل في معرفة إلي تذهب أفكار الجالس أمامه
قاطع سيل أفكاره وصول صديقه داني الذي جلس
سريعاً بعد أن ألقي التحية عليهما
ليبادره إسلام بالسؤال أولاً : قدرت توصل لحاجة
داني : الشخص اللي طلبت مني أدور عليه اللي اسمه جورج دا
إسلام : ماله
داني : سافر مصر إنهاردة الصبح مع صديق مصري ليه إتوفي من كام يوم وخلص إجراءات سفر الجثة لمصر عشان يندفن هناك
ياسر بتساؤل: مين صديقه دا
داني : واحد اسمه خالد فواز
ياسر : ممكن أعرف ليه جورج دا بالذات
إسلام: عشان هو كان آخر واحد ليه شحنة نازلة مصر والشحن دي كانت هتدخل عن طريق  سارة وحد تاني
الحد دا لسه محدش يعرفه غير جورج وبس عشان كدا شكيت انه ممكن يكون ليه يد في اختفاء سارة  بس بعد الكلام قلبي بيقولي إنه هو الوحيد اللي عارف مكانها
ياسر: وايه العمل دا
إسلام: لازم ننزل مصر الحل هناك بس قبلها عندي مشوار مهم لازم أخلصه
ياسر : مشوار إيه دا
إسلام: إستنوني في المطار كمان ساعتين
رحل من أمامهما وهما ينظران لبعضهما البعض بتعجب
ليقفا بعدها ويذهبا لتجهيز الطائرة التي ستعود بهما
للبلاد حيث نهاية اللغز
..............
إستطاع المرور بالتابوت المحمل بجثتها الفاقدة الوعي بعد دفع مبلغ وقدره لأحد المسئولين ممن باعوا ضمائرهم لقاء حفنة من الأوراق
وضع رجاله التابوت في السيارة وما أن ابتعدا عن المطار حتي رفعوا عنها الغطاء ثم تحركوا بها نحو وجهتهم وعلي وجهه إبتسامة غريبة
بعد مرور ساعتين
أفاقت لتجد نفسها في غرفة جديدة نظيفة غير التي كانت محتجزة فيها سابقاً فقدت القدرة علي تمييز الوقت من كثرة تخديرها
مازالت مقيدة في الفراش حتي لا تتحرك ...
لكن حتي لو أرادت أن تتحرك فلن يسعفها جسدها
علي الحركة تشعر أن أطرافها أصيبت بالشلل
وأن عقلها متجمد نظرتها زائغة لا تميز الوجوه
حتي شعرت بمن يمسح علي شعرها برفق وهو يتمتم
بالقرب من أذنها : حبيبتي أخيراً بقيتي في حضني
رفعت عيناها إليه لتقابلها زوج من العيون الزرقاء الباردة كصقيع متجمد لتشهق بفزع وعقلها لا يقدر علي إستيعاب فكرة وجوده هو لا غيره
لتهمس : حسام
............

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن