العشرون

2.7K 44 0
                                    

الفصل العشرون
_______________
النهايات ما هي إلا بدايات سابقة ، إعتاد العقل ترجمتها إلي أحداث متتالية تمر أمام أعيننا كشريط
فيلم مصور ....الحياة أيضاً شريط مصور تري فيها
كل الذكريات يسترجع عقلك صوراً من الماضي
ويصنع أفكاراً للمستقبل حيث دنيا الخيال
إما خيالات وردية حالمة أو أشواك ودماء قاتمة
توقظك علي أسوء كوابيس الواقع ....
إستيقظت من سباتها المفروض عليها بتعب لا تدري كم مر عليها وهي غائبة عن الوعي كل ما تتذكره
أنها شعرت بأحدهم خلفها ثم بعدها لم تشعر بشئ
سوي أنها في مكان لا تعرفه مقيدة اليدين مكممة الفم مغطاة العين
أرادت الصراخ فلم يسعفها لسانها بدأت تتحرك بعصبية
تحاول تحريك قدميها ويديها  فلم تستطع
لذا جلست بهدوء مرة أخري تحاول التفكير في طريقة
لتحرر نفسها بأقل الخسائر الممكنة وبداخلها تقسم أن
تنتقم من خاطفها مهما كانت هويته
بعد فترة سمعت صوت أقدام تقترب منها لذا ألقت بجسدها للخلف وهدأت وتيرة أنفاسها ليظن مقيدها
أنها ماتزال فاقدة للوعي
شعرت بالباب يُفتح ثم أصوات متداخلة إنجليزية
بين عدة رجال يتسائلون فيما بينهم عن سبب بقائها
مغيبة عن الوعي حتي الآن ليأمرهم أحد بأن يبعدوا
عن عيناها الغطاء ليقترب أحد منها ويزيلها بالفعل
ثم ما هي إلا لحظات لتشعر بأنفاس تضرب صفحة وجهها وصوت رجل بعربية ضعيفة
_ إفتحي عيونك سارة ....أنا متأكد إنك فايقة
تشجعت بزيف لتفتح عيناها بالفعل لتفاجئ بهوية
من يجلس أمامها وهو يبتسم إبتسامة صفراء ....
....
سافر بالأمس مساءاً إلي مرسي مطروح ليباشر أعماله
هناك مع غيابها الغير مبرر بالنسبة له
هتف به عقله أنها مستهترة لا تليق بالعمل ..لا بد إنها إحتالت عليه في أخذ الصفقة منه لتكون شريكته ثم
اختفت بعدها لتضمن رفع إسم شركتها
لكن قلبه له رأي آخر يهديه أن غيابها لابد له من سبب أو من يدري ربما هي واقعة في مأزق
ليسخر منه العقل ..عن أي مأزق تتحدث لابد أنها تتسوق الآن في لندن بل ربما تتنزه مع حبيب
ليؤكد القلب ألا يظلمها العقل بالتفكير هكذا فيها دون دليل قاطع
نفض عن رأسه غبار التفكير في أمرها لينتبه إلي عمله
.........
لم يصل إلى خبر عنها كل ما أخبره به صديقه أنها
اختفت وليس لها أثر ...!
بإتصالاته إستطاع تدبير طائرة إلي لندن ليطمئن عليها
ويهدئ من روع قلبه
وصل المطار ليجد صديقه في إنتظاره ليسلم عليه ثم
يذهبا تجاه السيارة وما أن صعد كلاهما حتي هتف به
ياسر: ها قدرت توصل لحاجة
داني: طب خد نفسك الأول وبعدين اسأل
ياسر: معلش يا داني بس قلقان جدا عليها و حاسس بحاجة غلط في الموضوع
داني : متقلقش هي ملهاش وجود في سجلات المطار
و دا معناه إنها لسه هنا
ياسر بقلق: حتي لو لسه هنا فهي في خطر
داني بتساؤل: أنا نفسي اعرف انت ازاي بتحبها كدة رغم اللي انت عارفة عنها
ياسر بإبتسامة باهتة: عارف ...بس قلبي شايفها إنها أحسن واحدة في الدنيا مهما عملت فيا ومهما رفضتني هيفضل قلبي يدق ليها هي وبس
داني : أتمني تكون قد حبك دا
ياسر : ألاقيها الأول واطمن عليها وبعدين اللي يحصل يحصل
داني : دلوقتي المفروض نروح علي فين ..تحب تروح علي الفندق الأول ترتاح ولا ..
قاطعه ياسر: لا اطلع علي الفندق اللي سارة كانت حاجزة فيه
غيّر الطريق للإتجاه المعاكس ليذهب نحو الفندق
بينما بجانبه الصديق يفكر في طريقة للوصول إليها
..........
أفاقت من صدمتها علي إبتسامته الصفراء بوجهها
وهو يردف بالعربية الركيكة: سارة ...أهلا بيكي
شعرت بصدمة تجتاح كيانها وهي تناظره بكل معاني الخوف ....ليس الخوف من هويته ولكن الخوف مما هو قادم برؤية هذا الرجل..
لتردف بقوة ظاهرية تحاول إستجماعها من
اللا شئ بعد أن نزع اللاصق عن فمها : جورج
جورج بإبتسامة: عزيزتي سارة ...أعجبتك المفاجأة 
سارة: أنا بعمل إيه هنا ...ممكن تقولي خاطفني ليه
جورج : اووه سارة إنتي  أكيد عارفة انه البيزنس مصالح ولأنه البيزنس لازم يمشي كويس فوجودك هنا مهم ...
سارة: مفهمتش حاجة بردو مين قالك تخطفني
جورج: حبيبتي استني الوقت المناسب وأكيد هتعرفي
سارة بتهديد: نهايتك علي إيدي جورج
جورج بضحكات عالية : waiting
أعاد اللاصق مرة أخري علي فمها ليسكت وابل لسانها
من السب الذي أطلقته بوجهه ليأمر رجاله بتخديرها مرة أخري وحذرهم من أن يمسوها بسوء
ظلت تنظر له بغضب وهي تفكر في من له مصلحة في حجزها هكذا وللأسف لم يسعفها عقلها كثيراً بعد أن تم حقنها بعقار مخدر أفقدها الوعي مرة أخري
لتسقط صريعة أفكارها ولمستقبل لا تعرفه مع شخص
طلب حضورها إجباراً ليسكن الجزء البعيد من عقلها
قبل مغيبها .....
..........
مر يومين آخرين علي إختفائها لم يصل إلى معلومة واحدة عنها حتي إدارة الفندق رفضت بشدة أن يدخل إلي غرفتها
كاد يُجن وهي لا يعرف لها طريقًا لذا قرر التسلل إلي
الفندق مع بعض أوراق نقدية في جيب أحد العاملين
إستطاع الدخول إلى غرفتها
ظل يفتش بين أغراضها بهدوء وهو يبحث عن أي معلومة تقوده إليها ليفاجئ بباب الغرفة يُفتح ويدخل منه آخرين 
لتتسع جميع الأعين من صدمة هكذا لقاء
لقاء غير متوقع بالمرة بين رفقاء عمل ربما...صدفة عمل هي التعبير الأدق عن الموقف
كان ياسر أول الناطقين بصدمة رافقت
نبرة صوته: إسلام
...........
في نفس الوقت في مصر
كان بموقع العمل يباشر الأعمال البنائية بعد إنتهائه من التصميمات ...
واقفاً يتحدث مع رئيس العمال يطالبه ببعض الأعمال
ليسمع خلفه صافرة  سيارات الشرطة ليخلع عنه نظارته ليقترب منه الضابط وهو يتحدث بجدية
مطلقة : إنت أدهم طاهر الشريف
أدهم : اه انا في حاجة
الضابط : معايا أمر بالقبض عليك
أدهم بدهشة: نعم
.........

اصفاد الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن