الفصل الثاني عشر

5.6K 206 6
                                    

دخل ياسر فجاءة وفرقع باصابعه ليخرجن مسرعات. اقترب مني ببط وبدا يكلمني بهدوء وهو يضع لقمة صغيرة في فمي :
ـ اميرة ، ستكونين اميرة هذه الدار .. انت المفضلة لدي .
نظرت اليه وروحي خاوية، ومتعبة . كان عقلي متعب لدرجة اني غير قادرة على القيام باي مجهود ولا حتى التفكير .
جلس على السرير قربي وتناول دواءا وكشف كتفيّ واخذ يدلكهما بيديه القوية الضخمة وعضلاتي تأن بسبب جلوسي بالقفص لفترة طويلة .
ـ استطيع ان اجعلك تسكنين الجنة نفسها ياجميلة ولكنك يجب ان تطيعي اوامري . الخيار يعود لك ، حورية في الجنة ام حشرة في قفص ؟
والتقطت يده العضلة المتضررة اسفل عنقي فأطلقت صرخة ألم عالية
ـ آآآه !
ـ هنا الألم . اشعر بالتشنج تحت يدي ، اليس كذلك ؟
هززت رأسي مؤيدة .
ـ يا جميلتي ، انهم يستغلون فترة غيابي ليؤذوك . لو كنت هنا ما كنت سمحت لهم . أنا اسافر كثيرا واخاف عليك . يجب ان تطيعي اوامري وستلاحظين الفرق .
هزّة اخرى اجابته .
ـ ما اسمك يا جميلتي؟
وهنا سرحت بعيدا وابتسامة رسمت لها خطا رفيعا على شفتي . سافرت الى الماضي الجميل حين كان والدي يشاكس والدتي . كانت ترغب ان تطلق علي اسم سحر حتى يكون متناسقا مع اسم اختي سمر ولكن والدي هو من اسماني زينة .
ـ كل هذا الجمال يا وداد وسحر ؟ حرام عليك !
ـ طبعا معك حق فأنت لم تدخل لتطمئن علي ساعة ولدتها . ما ان وضعوا زينة بين يديك حتى نسيت الدنيا ومن فيها .
ـ و معي كل الحق في هذا فقد كانت اجمل مخلوقة رايتها . زينتي الغالية .
التفت اليّ والدي ساعتها وهو يضحك بصوته الدافئ :
ـ أتعلمين يا زينة ان والدتي رحمها الله مزقت غطاء رأسها الى قسمين لتخفي بنصفه وجهك خوفا عليك من الحسد ؟!
ـ اجل ابي لقد اخبرتني بذلك كثيرا .
ـ كنت جميلة جدا ! لم يكن ليليق بك سوى اسم زينة . انت متعتي في الحياة ووجودك يزين لي ايامي .
عيون تراقبني بتوجس وانا اتجول بين ذكرياتي الهادئة الرقيقة قبل ان يقطع صوت الواقع لي
خيالاتي :
ـ اين سرحت جميلتي ؟ لم تخبريني باسمك !
وبتصميم اجبت ،بعد ان اتخذت اخطر خيار في حياتي، زينه ماتت، وانا فاقدة لذاكرتي
ـ انا .. انا لا أذكر ما اسمي .
قهقهة عاليه مستفزة وقبلة قذره اسفل أذني سرقتني من هدوئي ليكمل صوته البشع المهمة :
ـ الان بدأت تفهمين . اظن بأنك قد اخترت واحسنت الاختيار .
لقد قررت في تلك اللحظه ان الحل الوحيد هو ان انسى كل الماضي فلن ألوث اسمي الذي اختاره لي ابي بكل حب ليصبح جزءا من كل تلك القذارة التي تنتظرني .
ـ غزل !
جلس امامي وجهه يقابل وجهي وهو ينظر لي بطريقه اقشعر لها بدني
- لو لم تكن خسارتي كبيره اليوم، لما تركت تذوق الحلا لغيري يا غزل
عادت نظراته تتجول على وجهي وجسدي بطريقه لم استطع سوى ان ارتعش بسببها فاخفضت راسي خجلا فاسحة المجال له لينظر كما يشاء،

ـ غزل . شكلك ، بل كلكِ دعوة صريحة للغزل !
جفلت من صوته عندما تكلم
ـ حاضر .
رفع لي وجهي بأطراف أصابعه الخشنة وهو ينظر لعيوني بتصميم قبل ان يصحح لي
- حاضر سيدي
فرددت باستسلام غريب :
ـ حاضر سيدي

𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن