زارتنا حنان في المساء مع عائلتها وكانت جميله وهادئه واحسست بانها تنظر لي بنوع من الشفقه وان حاولت ان لا تبدو عليها ، واخذت تساعدنا في تجهيز العشاء للعائلتين .
اخذت تحدثني بعد العشاء في الصاله حيث يشاهد والدها والعم خليل الاخبار وكم كان حديثها ممتعا ولطيفا، يشبه روحها النقيه، وسألتني بعض الاسئله اثناء حديثنا بلطفها المعتاد :
- في أي مدرسه كنت ؟
وبكل غباء وعفوية اجبت !
ـ في ثانوية النخبه . كنت الأولى على الفرع العلمي .
ـ ما شاء الله !
ـ أجل فقد كنت اعشق الدراسة واملي ان ادخل كلية الطب لأحقق وصية وال ...
والتفت صدفه لأرى العم خليل يتفحصني وكله اذان صاغية .
ـ اشعر بالعطش ، اسمحي لي .
ركضت للمطبخ وانا خجله من نفسي . كيف نسيت نفسي في حديث كهذا وشرحت تفاصيل كثيره ؟ غبية ! كيف استطاعت حنان خلال دقائق قليلة ان تستدرجني في الإفصاح عن تفاصيل لم يتمكن العم خليل او طارق طوال ذاك الوقت من استدراجي للبوح بها ؟! كيف نسيت ادعائي لفقدان الذاكرة ؟!
اقترب العم خليل دون ان اشعر به فانتفضت ما ان ربت على كتفيّ لأنتبه من غفلتي .
ـ هل لي بقدح ماء يا ابنتي ؟
نظرت اليه وضحكه رقيقه تلوح بين شفتيه . شرب الماء وقبل ان يخرج قال لي :
ـ عودي للصاله فانا لم اسمع شيئا . لا تخافي .سيعود خالد بعد غد . كم مبهج وجوده ! شخصيته المرحه غيرت حتى طارق الجاد في كل تصرفاته وكأن خالد وطارق يتنفسان وجود بعض. ضحكات خالد على الغداء وفي المساء ، وكأنه لون البيت كله بالوان قوس قزح . كنت انوي الخروج للحديقة ليلاً وكل ظني ان الجميع نائم ، ولكن اصوات الأخوين وهما يتحدثان في الصالة اجتذبني وكأنه مغناطيس قوي . وقبل ان ادخل الصاله لاجلس معهم سمعت خالد يتكلم :
ـ هل تعني انك نادم على ما فعلت ؟
توقفت فجاءة وكأن جدارا قاسيا قد ظهر من العدم لأصطدم به بكل قوة وانا اخمن فحوى حديثهم .
ـ اجل انا نادم .
اقتربت بهدوء دون ان اكون في مجال رؤية الاخوين .
ـ أ تعلم يا خالد ، كانت لحظة مجنونة . لم افكر بما افعله . مشاعري سيطرت علي وتهورت ساعتها .
ـ لقد خسرت شقتك يا اخي !.
ـ ليست الشقة وحدها يا خالد، ولكن هديل تلتصق بها كالعلقة . انا اعلم انه لا ذنب لها في ما حدث ولكني لا اريد هذا التقارب بينهما . انها ليست بنقاء هديل .
هل سقط السقف على رأسي ؟! لا ، انه ثابت محله ! لماذا اذن اشعر بأن جمجمتي قد تهشمت الان وانا استمع لكلمات طارق .
ـ انها بريئه يا طارق ، مجرد طفلة !
ـ اعلم ، اعلم .. ولكنها قد قضت فترة هناك . تدربت وتغيرت وغُسلوا لها دماغها وانا لا اريد لهديل ان تفقد نقائها. يا اخي لا تربط الجرباء قرب صحيحة ..
اكمل خالد المثل الذي كان ابي يردده دوما على مسامعي :
ـ خوفاً على تلك الصحيحة تجربُ .
ابتعدت ببطء ودموعي كحبات لولو تناثرت بهدوء . الطعنات تتوالى والالم والحزن يسكن روحي من جديد .
ـ لم لا تعيدها لأهلها ؟ ابي يقول انك تعرفها .
ـ تتكلم مثل ابي !
ـ انه المنطق يا طارق . اعدها لعائلتها وسيدفعون لك المبلغ الذي دفعته ثمنا لها .
ـ لا اعلم يا خالد . انا افكر في حل ما . عائلتها لم تصن الأمانة وفرطت بها ولكني لن افرط في اختي .
ـ اريد ان اسألك سؤالا يا اخي .
ـ تفضل .
ـ لو عاد الزمن بك الى ذاك اليوم ورايتها تُباع من جديد امام عينيك ، هل ستفعل ما فعلته وتشتريها من جديد ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/188925804-288-k256360.jpg)
أنت تقرأ
𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }
ChickLit☑مكتملة☑ ⭕يمنع منعا قاطعا نقل رواية او الاقتباس ❌ ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ ...لقد شارفت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء, وختامها مسك كما يقال. كالعاده سادتي, الأفضل يتنظر للأخر - غزل, إنه دورك . امسك ياسر بيدي وقادني للدخول إلى ذلك المسرح الض...