مرت الليله طويله جدا ولم اكن الوحيدة التي جفاها النوم فالجميع لم يرف له جفن ماعدا هديل ، فطارق وعمي يتحدثان لوحدهما في الصاله وصياحهما يسمعه كل من في الشقه الصغيره .
- امي ارجوك اتركيهم لوحدهم ، عسى ان يتمكن والدي من اقناعه بالعدول عن السفر معكم
- حسنا يا ولدي ولكني اخاف ان يصمم على قراره فهو عنيد وياخذ الموقف بشكل شخصي.
- ادخلي امي للغرفه الان وساكلمه انا ايضا.
كان صوت خالد ووالدته قرب الباب وانا اتظاهر بانني نائمه بينما حنان ترضع الصغير لينام .
- لن اتركها لوحدها يا ابي
- انت تزيد الطين بله، وتعرض الفتاه للخطر يا طارق
- مالذي ستقوله لعائلتها، ها ، اخبرني، البنت خرجت من بيتها متزوجه ، كيف ستشرح لهم انها في بيتك طوال هذه الفتره ؟.
- لقد تعرضت لحادث ومات زوجها وهي فقدت الذاكره ولم اتمكن من معرفه هويتها الا حين استعادت ذاكرتها .
- الاوراق ! والشرطه ! كان من الممكن ان تبلغ عنها ...ابي انت تعلم ان ما تقوله غير منطقي !.
- و ما الشئ المنطقي من وجهه نظرك ؟
- ان اذهب واقول الحقيقه.. كل الحقيقة ، لن اكذب ، هم الذين اخطاؤا بحق ابنتهم عندما لم يتمكنوا من حمايه الامانة التي تركها اخاهم بعد وفاته ، زوجوها لنخاس ولم يسالوا عنها .
- طارق ، انا اخاف عليكما، انت تفهم ان قول الحقيقة خطر عليكما !.
- انت تخاف علي انا يا ابي، وانا لن اتركها لوحدها لانها بلا اب ليخاف عليها ، انها مسوؤليتي ، وانا سأحميها.
- الم يكن الخيار الثاني افضل ياولدي
سال العم خليل بعتاب واضح، فصرخ طارق بعنف وارتفع صوته
- كلا يا ابي ، انا لا افهم لم تفعل كل هذا من اجل قبله !. ستضحي بها !.
- انا احميها
- ممن تحميها ؟ مني ! لقد كانت معي شبه عاريه واغلق علينا باب واحد ، وما الذي فعلته ، ها ! نزعت قميصي لاستر به جسدها ، انت تجرحني يا ابي بشكك هذا .
- كان هذا قبل ان تتغير
- مالذي تغير في !. اتعلم كم مره كانت الفرصه متاحه امامي لفعل ما تفكر به؟، اتعلم كم مرة دخلت غرفتها ليلا والكل نائم عندما كانت تصرخ فزعه، انا طارق ابنك ولم اتغير ابدا.
- لا بل تغيرت ياطارق، ولدي انا لايتناول الخمر ، ولدي انا لا يستغل فتاه اخذ على عاتقه حمايتها، ثم انك تشتهيها فلم تنكر ؟
- ابي ساخرج قليلا ، وغدا ساذهب معكم سواك كان هذا برضاك ام لا.
صوت والدته طارق التي تقف قرب باب غرفه خالد وهي تهمس لخالد وتحثه على الخروج
- الحق به يا خالد، لقد جن اخاك ياولدي، اذهب معه وحاول ان تقنعه بالهدوء
- لاتقلقي يا امي لن اترك طارق وحده وساكلمه ، انت فقط اهدئي وادعي لنا بدعواتك يا غالية عسى ان يهديه الله .
بعد سماع تلك المحاورة جافاني النوم حتى الصباح وكنت اتقلب في سريري وانا ادعو ربي تاره وافكر بكلام طارق تاره اخرى حتى اشرقت الشمس .ودعت الجميع ولكن خالد اقترب مني ووضع يده على كتفي واخذني الى غرفته واغلق الباب ودس الي بورقه.
- علا خذي هذه
نظرت اليه وانا مذهوله ، فخالد لم يعتد ان يضع يده علي وانا اراه الان يتكلم بجد
- ماهذا ؟
- عنوان صديقي ، بيت عائلته ، في حال احسست بالخطر اهربي واذهبي هناك ولا تقلقي ابد، امهليني فقط مسافه الطريق وساكون قربك لاخذك .
ضحكت له وابعدت الورقه التي بيده
- يبدو انك تشاهد افلام المغامرات هذه الايام بكثره
- ارجوك علا ، ضعيه في جيبك ولا تضيعيه .
نظرت اليه وانا ارى في عيونه الحرص والخوف فهززت له راسي نافيه.
- ارجوك
- حسنا حسنا ولكن لاداعي لكل هذا القلق ياخالد.
-انها عائله محترمه ولقد اخبرت صديقي انك قريبتي ، واذا احتجت للنقود ، استلفي المبلغ الذي تريديه وانا ساحسابه.
نظرت اليه وانا ممتنه له ، لم يكن لي يوما اخ ، ولكن خالد اليوم كان اخا حنونا جدا،
- لاتقلقي لم اخبر احدا بهذا انه سر بيننا نحن الاثنان فقط
ابتسم لي بحنان قبل ان يقول
- رافقتك السلامه يا اختي الغاليه
قبل راسي من فوق الطرحه واهداني خاتم صغير
- هذا هديه مني ومن حنان
لبست الخاتم وانا ابتسم له
- انا فخور بك ، انت فتاه رائعه.
ادمعت علي ، فكم كان مولما وداع هذه العائله وبرغم كل محاولاتي لعدم البكاء والتظاهر بالقوه والابتسام الا اني بكيت، لا وبل بكيت بحرقه.سافرنا وانا عائده لعائلتي من نفس الطريق الذي قطعته قبل حوالي الثلاث سنوات ، ولكن الفرق كان شاسعا، فمعي عائله الان تكبدت الكثير من اجلي وانا فتاه غريبه عنهم وهم يحاولون حمايتي بشتى الطرق بينما في الماضي كنت لوحدي اسافر مع رجل غريب ختم اسمه قرب اسمي بعقد زواج سريع ، قبل ان يبيعني هو فقد باعتني عائلتي لنخاس ليبيعني هو بالمعنى الحرفي المؤلم ويقبض ثمني.
طارق سافر معنا بالطبع فهو لا يتراجع عن قرار قد اتخذه ابداً.
قضيت الطريق نائمه فقد انهكني التفكير والقلق وسهر الليالي ، ولاول مره يزورني ابي الغالي في الرؤيا لم يتكلم معي ولكنه ابتسم لي و تركني ومشى وحاولت اللحاق به ولكنه بدا يتلاشئ واخذت ابكي وانا اصرخ به
- ابي توقف ابي ساذهب معك، ابي لاتتركني ارجوك
- زينه ، ابنتي استيقظي
كانت خالتي تهزني وهي تحاول ان توقظني
وانا اصرخ وابكي في نومي ، فتحت عيوني واذا بالكل ينظر الي حتى طارق الذي كان يجلس في المقدمه قرب السائق ، نظرت لطارق وقلت له وعيوني تتركز على عيونه
- اول مره احلم به منذ تلك الليله التي ..
ولم اكمل لاني شهقت بالبكاء فاجاب طارق وكانه قد فهم جملتي قبل ان اقولها
- انه عقلك الباطن يا زينه ، انت تحلمين به عندما تكونين بحاجه للقوه .
(معك حق طارق ) فانا الان بحاجه للقوه ،انت تفهمني وكانك في عقلي، ربتت خالتي على كتفي فوضعت راسي على صدرها وانا خائفهوصلنا بعد فتره لبيت اختي سمر فنزلنا وطرق عمي خليل الباب وقلبي على وشك ان يتوقف من الخوف، كنت ارتدي الحجاب وتزين يدي اسوره ناعمه صغيره هديه من عمي وخاتم خالد ومعي حقيبه سفر كبيره مليئه بالاغراض والملابس وكاني عروس ازف الى بيت عريسي.
فتح عمي عقيل الباب ولم يعرفني في البدايه، كانت خالتي ممسكه بيدي بقوه ويدها ترتجف، كنت ساعتها ارتدي فستان طويل متموج الالوان بين الشذري والزهري وفوقه ستره قصيره شذرية اللون مع حجاب بنفس الالوان فتقدم عمي خليل منه ومد يده ليصافحه
- سيد عقيل ، انا خليل ابراهيم
فصافحه عمي
- سيد خليل تفضلوا ، اهلا .. اهلا وسهلا
والتفت الي وهو مذهول وكانه لايعرفني اخذ ينظر لي مطولا وهو غير مصدق، ثم تسائل متعجبا
- زينه !
أنت تقرأ
𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }
ChickLit☑مكتملة☑ ⭕يمنع منعا قاطعا نقل رواية او الاقتباس ❌ ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ ...لقد شارفت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء, وختامها مسك كما يقال. كالعاده سادتي, الأفضل يتنظر للأخر - غزل, إنه دورك . امسك ياسر بيدي وقادني للدخول إلى ذلك المسرح الض...