كانت ثواني تلك التي مرت علي وانا اشعر باني الروح تنتزع مني ، لا بل ربما اجزاء من الثانيه، ولكنها كانت اطول من السنوات التي عشتها بأكملها، الوقت ما هو الا معادلة ظالمه، ساعات السعادة تمر وكانها ثواني وتختفي. اما لحظات الالم فيتوقف فيها الزمن للابد.
- افتحي عينيك فلم يحدث شي
صوت هادئ يكلمني وينتشلني من ذاك السواد الذي يحيط بي، صوت كنت سابيع العالم باكمله في تلك اللحظة لاطمئن فقط على سلامته
- زينة لم يصب احد
صوت فلاح وهو ايضاً يطمنني بصوت مرتبك والرجفة ماتزال بين اوتاره، ففتحت عيني ببطء شديد، لاشاهد وجه طارق الشاحب وهو يشير نحو باب المدخل الخشبي حيث استقرت تلك الرصاصة، وهدوء مؤلم كان قد خيم على المكان.
لحظات مرت قبل ان استوعب ان طارق هو من اخذ السلاح من يدي المقيدة بيد فلاح فارتخى جسدي باكمله لولا ذراعين فلاح القويه التي تلقفتني بسرعة. لقد لعب الحظ لعبته معي حيث تزامن دخول فلاح للصاله في ذاك الوقت دون ان أنتبه، فتحين الفرصه لامساكي وطارق اقترب عندما شاهد فلاح يقف خلفي تماما، فبكيت بألم واحتظني زوج أختي مواسياً
تقدم طارق من عمي طه بكل ثبات واعاد السلاح لَه
- تفضل سلاحك.
نظر الجميع بذهول لطارق، وكأن كل الصفات الرائعه الي يمكلها لاتكفي فيضيف عليها الشجاعه ورابطه الجاش تلك. واخذ عمي سلاحه ووجهه نحو طارق ثانيه، فتراخى جسدي باكمله من جديد ولولا ان فلاح يمسكني بقوة لسقطت ارضاً.
فصرخ به عمي عقيل
- كفى يا طه، ان كنت تخجل منها فلتتعتبرها ميته كما كانت، انا عمها الاكبر وانا ساتولى حمايتها من اليوم فصاعداً.
- حسنا ياعقيل ،انا برئ منها الى يوم الدين.
خرج عمي طه من البيت وهو غاضب وواقترب عمي عقيل من طارق ورفع اصبعه في وجهه متوعدا بغضب اعمى
- ستشرح لي كل شي وبالتفصيل
- حاضر ولكن ساتوضا اولا لتصدقوا كل كلمه اقولها.
قال طارق كلماته وهو يسحب كم القميص ليتوضأ، بينما بدا والده بالكلام
- لو كنت اعلم ان الامور ستجري بهذه الطريقه ماكنت جازفت بارجاعها أبدا.
وجه العم خليل حديثه نحو عمي عقيل بينما خرج طارق من الحمام وهو يطلب مصحفا
- علا هلا صنعتي لنا الشاي من فضلك.
نظر طارق الي فانتبه عمي لمقصده واوما براسه لاختي التي كانت قد دخلت لتقدم العصير، وعمتي وامي
- فلتخرج من تخرج اما انا فاريد ان اعلم ما حل بابنتي طوال فتره غيابها .
- معك حق يا زوجه اخي
- بعد اذنك يا اخي اسمح لي بالبقاء
نظرت له عمتي سعاد وهي تتوسل فهز لها راسه موافقا.
واوما عمي لسمر براسه فامسكت اختي بيدي وخرجنا وانا اترنح في مشيتي محطمه الاعصاب وشاحبه الوجه ، لاقطره دم في جسدي .
- تعالي يااختي لترتاحي في الغرفه
- اتركيني يا سمر ، اريد سماع ما يقولون.
وقفت خلف الباب وانا اريد الاستماع ، حاولت سمر منعي بهدوء واقناعي بالدخول لغرفتها لاستريح، خاصه بعد ان بدا وجهي بالتورم اثر الضربه، ولكنها لم تستطع ، وعندما فقدت الامل باقناعي وقفت لتستمع معي.
سمعت طارق وهو يقسم بانه سيقول الحقيقه وان كل كلمه سيحاسب عليها وبدا كلامه كما قال في البدايه انه تلقى دعوه من احد الاثرياء وذهب ليلتقيه
- لم اكن اعلم بوجود اماكن كتلك حتى شاهدت بام عيني ، كان الفتيات والنساء يباعون والكل يزايد عليهم ، وكاننا في عصر الجواري فشعرت بالتقزز وقررت الخروج ولكني توقفت عندما سمعته يقول ..
صمت طارق لفتره ثم اكمل
- وقفت انظر بفضول وهو يقول الافضل يبقى للآخر، عذراء جميله بعمر ال...
- اخرس
صرخ فلاح بصوت عالي فرد عليه طارق بصوت اعلى
- لقد طلبتم مني الحقيقه وبالتفصيل!.
- اكمل رجاء ، فلاح ارجوك دعه يتكلم
- دفعني الفضول لاشاهدها لم اعرفها ولكني تالمت لمنظرها ، مراهقه صغيره هزيله ومنهكه القوى شارده وكانها في عالم اخر، غير متزنه يمسك ذراعها رجل كي لاتسقط ، حالها ..
صمت طارق وتنهد بالم وخيم على الغرفه صمت ثقيل لايقطعه سوى بكاء امي وعمتي فرفعت راسي باتجاه اختي لاجدها تنظر نحوي بشفقه ودموعها تنساب بصمت
- ماذا كانت ترتدي ؟
- لو سمحتِ سيدتي ..لن اجيب على سؤالك هذا.
أجاب طارق امي التي سألت بصوت خافت متردد
- هل كانت ...
و لم تكمل امي سؤالها وصوتها يغلبه البكاء
- لا ولكن .... سيدتي ارجوك
بدات امي تشهق بالبكاء وسمعت صوت عمي عقيل وهو يتوسل امي
- زوجه اخي ارجوك اذهبي لتطمئني على زينه .
- لا ارجوك لن اتكلم مجددا
- اكمل
- تذكرت اني شاهدت هذه البنت في مكان ما و فجاه وهي تدور تذكرتها فجن جنوني واخذت اصرخ بهم (انا اعرف هذه البنت اتركوها) فسحبني الامن خارجا وضربوني ، تشاجرت معهم وكانوا على وشك ايذائي اكثر لولا ان طلال صديقي تدخل وابعدهم وطلب ايضاحا لما فعلت، لان الثري انزعج واعتبر الامر شخصياً، فقد كنت ضيفه، فطلبت مقابلته، خاصه بعد ان علمت انه هو من اشترى زينه واخذها الى اليخت الخاص به ، توسلته طويلا واخبرته انها كانت جارتي وكنت اريد الزواج بها، وتدخل طلال ايضا وبعد نقاش طويل وتوسلات استجاب لطلبي على شرط ان ادفع ثمنها كاملا، فوافقت ، فتركها لي مقابل التوقيع على وصل بالمبلغ .
صمت طارق فسال عمي عقيل
- كم المبلغ
- ارجوك هذا السر ساحتفظ به لنفسي
- وبعد
- استضافني باليخت الخاص الذي يملك، والذي اقتيدت له زينة ثم ساعدني رجاله لاخذها صباحا لعائلتي .
- اين قضيت الليله ؟
ساله فلاح وهو يرتجف غضبا
- على الكرسي في نفس الغرفه ، حتى اوهمه بانها لم تعد عذراء فلا يعود في قراره!.
- انت سافل ، كان يجب ان يقتلك خالي .
صرخ فلاح بغضب وصوت عمي عقيل يصرخ به
- ان لم تستطع ضبط اعصابك يافلاح فاخرج.
- انه يعرفها كما قال خالي ، الم تلاحظ هذا!.
تكلم عمي وهو يصطنع الهدوء وقد غلبت الحده على صوته
- هل تعرفها؟
- نعم
كان طارق يتحدث بهدوء شديد
- كنت قد رايتها كذا مره وهي خارجه من المدرسه وعند مكتبه العم توفيق .
- فقط ؟!.
- وكدت ان ادهسها عندما كانت تركض خلف سياره الاسعاف .
- اتريد ان تقنعني ان هذا هو ما قد حدث ؟!.
- لقد اقسمت لتوي !.
صمت طارق ثم اكمل بعد تنهيده طويله
- كنت اراها تضحك وهي تسير مع زميلاتها في الشارع وكان الدنيا ملك لها ، طفله تعيش عمرها بمرح و لايعكر صفو مزاجها شيئا
- اذا كنت تعرفها لمَ لم تعيدها ؟ وكنا سنعوضك عن كل ما خسرته
- انا لم اخسر شيئا ، المال يذهب ويعود .
تكلم العم خليل بسرعه
- حاولت ان اسالها عن اي معلومات ، كي اعيدها ولكنها لم تتذكر اي شي .
فتكلم فلاح بحدة وهو يوجه كلامه لطارق
-لكنك كنت تستطيع الوصول لتوفيق وهو صديق خالي رحمه الله، ومع هذا لم ترجعها.
- ساجيبك بصراحه، لاني لم ارى فيكم اناس يستحقون بنت مثلها !.
- اخرس ياحقير
سمعت جلبه وصوت النساء تصرخ ففتحت الباب بهدوء ونظرت يبدو ان فلاح يريد ضرب طارق وعمي عقيل يمسكه
- طارق مالذي تقوله ياولدي
عمي خليل امسك بطارق ويحاول اسكاته، بينما طارق كان قد انفجر ولا يمكن اسكاته بعد الان.
- اقول الحقيقه يا ابي، الرجل الذي لايستطيع ان يحمي طفله يتيمه فلا يستحقها ، بدل ان تحاول ضربي لم لاتبحث عن ذاك النخاس الذي زوجتوها له.
وصرخ فلاح ، واتجه لضرب طارق، لكني عمي امسك به وهو يحاول إسكاته
- ساقتلك
بدا طارق يصرخ غاضبا بصوت عالي وقد فقد اعصابه هو الاخر وهو يشير باصبعه مهددا فلاح ووالده يمسك يده الاخرى محاولا منع الشعلتين الغاضبتين من الالتقاء واحراق المكان بمن فيه:
- كانت محطمه ، جائعه وخائفه ، على وشك الجنون بسبب حبوب الهلوسه التي يجبرونها على تناولها، تنادي الكل بسيدي ، غسلوا لها دماغها واخبروها انها ملك يمين ، فحميتها وحافظت عليها كاختي ، لاتخرج الا بوجودي او بوجود ابي ، اجبرتها علَى جلسات العلاج النفسي لتعود طبيعية، دموعها متحجره ، جسدها يرتجف بلا سبب يكفي ان تنظر اليها ليغمى عليها، لم لا تسالها مالذي حدث لها هناك ؟ او مالذي فعلوه بها ؟ لم لا تسالها كيف عاقبوها عندما حاولت الهرب، او كيف قتلوا صديقتها امام اعينها، هذه البنت كانت حطام ، وانا اعدت بنائها من جديد. هذا هو الذنب الذي ارتكبته بحقكم ايها الساده ، وانا مستعد لاي عقاب ، ولست نادم على ما فعلت.
اقترب عمي عقيل منه وقال له محاولا تهدئته، بينما وقف فلاح مصدوماً وسط صوت بكاء النساء، ينظر لوجه والدته وهو غير مستوعب، تكلم عمي عقيل يحاول امتصاص غضب طارق:
- ارجو ان تعذرنا ولكن الموضوع ليس سهلا.
- ياسيد عقيل انت تستمع لكلمات تقال ، لكني انا كنت هناك وشاهدتها بام عيني ، كانت خائفه لدرجه ان يغمى عليها ما ان ينظر اليها احد. انت سامحني واعذر اسلوبي ، ولكن صورتها في ذاك اليوم لن تغيب عن بالي ما حييت !..
- وما السبب الذي جعلك تعيدها ان كنا لسنا اهل لثقتك !.
تكلم عمي بهدوء وهو يريد ان يعرف كل الحقيقه.
اجاب طارق بياس بعد ان اطلق تنهيده الم
- انه قرار ابي ولم استطع ان امنعه .
- سيد عقيل ، زينه كانت تتظاهر بفقدان الذاكره لانها خائفه من العوده، وبعدما شاهدته اليوم فلا الومها، وبرغم ذكائها وحرصها الشديد الا انها في مرات قليله زل لسانها ، واستطعت ان اجمع هذه الزلات وعندما اتصلت بعائله الفتاه المقتوله ، صديقتها ابتهال كان ابن عمها الضابط قد اخذ على عاتقه تزويدي بكل المعلومات عنها ولكني فكرت جديا باعادتها عندما بدات تُخطب
- تُخطب !، من خطبها؟
- جيراننا، وكذلك اخ زوجه ابني، اعجبوا بها وباخلاقها وطلبوا يدها مني ، فلم اعرف ماذا افعل ، فانا لا املك اي حق شرعي تجاهها.
- لا اعرف مالذي اقوله ولكن ان كان ما تقولاه هو ماحدث فعلا ، فانا لا اعرف كيف ارد لك الجميل.
فاجاب طارق بسرعة
- تستطيع رد الجميل بالاعتناء بها وحمايتها، انها تظن بان لاقيمة لحياتها، لانها لم تشاهد ولا حتى بلاغ واحد منكم عن اختفائها في سجلات الشرطة
- صدقني استاذ طارق لقد بحثنا عنهم في كل مكان ،لكن الادله والدلائل كلها تثبت انها وزوجها قد قتلا في حادث سياره.
تكلم عمي عقيل وهو حزين فاجاب طارق مستهزءا
- زوجها قد قتل فعلا، ولكن الضابط وليد هو من قتله.
وهنا تكلم فلاح بانفعال شديد
- لم يبق مكان لم نبحث فيه عنها، المستشفيات وفي ثلاجات الموتى وفي مراكز الشرطه ، لقد اختفت واختفى زوجها وحتى السائق الذي سافروا معه لم نجد له اثر .
جلس فلاح على الكرسي وضع راسه بين يديه وبدا يبكي ولاول مره اشاهد فلاح يبكي ، فلاح رجل قوي لم يذرف دمعه في وفاه والدي مع انه كان شديد الحزن ، وانا اراه الان يبكي امام الجميع !.
- سافرت للكثير من المدن والدول المجاورة وبيدي صورها محاولا ايجاد ولو خيط يوصلنا لمصيرها المجهول وعندما فقدت الامل عدت من نفس الطريق الذي سافرت به وانا اسال عنها فاخبرونا بان سياره تحمل عروسين قد انقلبت واحترقت بمن فيها وبنفس تاريخ سفرها حتى انهم قد ارشدوني الى القبور حيث دفنوا الجثث المتفحمه، فاقمنا العزاء على روحها،
رفع فلاح راسه ونظر لطارق بالم قبل ان يكمل
- في الوقت الذي كانت فيه حيه ترزق ، وكنت انت غير قادر على اعادتها، لو كنت على الاقل اتصلت بامها لتطمئنها بعد ان جنُت حزنا عليها.
- انا اسف، ولكن يبدو ان هذا ايضا من ترتيب زوجها والعصابه التي يتعامل معها
تاسف طارق بصوت حزين بينما اكمل فلاح
- زينه خرجت من دارها متزوجه ، كاي بنت تتزوج في سن صغير، نعم اعترضنا على زواجها المبكر جميعا ولكن خالي طه كان يريد حمايتها لانها مدللة خالي زياد وروحه وكانت لا تطيع احداً سواه رحمه الله، فقرر خالي تزويجها وهي صغيره كما يفعل مع بناته .
صمت فلاح وصمت الجميع فوقف فلاح وواجه طارق وعيونه دامعه
- كيف تمكنت من اتهامنا بالتقصير !.
- نعم انتم مقصرون بحقها، كان يجب ان تعرفوا الرجل جيدا قبل ان تزوجوها، زوجها هذا كان نخاساً، تزوج الكثيرات قبلها وقبض ثمنهن.
وضع عمي يده على كتف فلاح ونظر الى طارق وهو حزين جدا
- معك حق ، معك حق.
وشاهدت امي تقترب من طارق وهو يخفض لها راسه وهمست باذنه شيئا ما ليهز لها راسه بالايجاب دون ان يتكلم فامسكت راسه بيديها الاثنين وقبلته واخذ يده بين يدها وهي تشهق ببكاء مؤلم وهي تحاول تقبيل يده فابعد يده عنها وهو ينظر لها بعيون دامعه وبابتسامة دافئة .
نظر جميع من في الغرفه لامي التي نظرت بدورها لعمي عقيل وابتسامه تزين وجهها الملى بالدموع فتفحص تعابير وجهها ثم قال
- ستشرفونا على الغداء اليوم
اعتذر عمي خليل وطارق ولكن عمي عقيل اصر ، وهنا اقترب طارق من عمي وقال
- اريد التكلم معك على انفراد لو سمحت
- اجل اجل تفضل سنجلس بالحديقه
وسط ذهول الجميع وخاصه والديه خرج طارق وعمي لوحدهم للحديقة
أنت تقرأ
𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }
ChickLit☑مكتملة☑ ⭕يمنع منعا قاطعا نقل رواية او الاقتباس ❌ ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ ...لقد شارفت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء, وختامها مسك كما يقال. كالعاده سادتي, الأفضل يتنظر للأخر - غزل, إنه دورك . امسك ياسر بيدي وقادني للدخول إلى ذلك المسرح الض...