الفصل الثاني والثلاثون

4.8K 207 1
                                    

وسط ذهول الجميع وخاصه والديه خرج طارق وعمي لوحدهم الى الحديقة ، فركضت لغرفه نوم الاطفال بسرعه وفتحت الشباك علِ اسمع شيئا فشاهدتهم يجلسون في مكان منعزل بعيد وطارق يتكلم مع عمي حيث كان يقف تاره ويجلس تاره اخرى.
- لن تستمعي لشئ ، المسافة بعيدة
نظرت لاختي وهي تقترب مني.
- لا اصدق يا زينة انك حية امامي، لقد حزننا عليك كثيرا وبكينا حتى جفت دموعنا
لم اجب بشئ، وهل ساصدق، اراهم الان وهم يعيشون بسلام، وكان وجودي كان عبئا ثقيلا وقد تخلصوا منه
- لم لم تتصلي بنا يا أختي، لم؟
- اتركيها ياسمر،
دخل فلاح فجأة وهو يتجه نحوي
- خذي يا زينه هذا الثلج ليخف تورم وجهك
نظرت له فرايت ابشع منظر، منظر رجل يبكي لقله حيلته، مد يده لي بكيس الثلج، فاخذته منه ووضعته على ما يؤلم من وجهي، وانا اتذكر مقوله قهر الرجال، كان هذا ما شاهدته في وجه فلاح ساعتها ، قهر والم كبير.
- سامحينا يازينه
وعندها فقط قررت الكلام وكم كانت كلماتي قاسية ولئيمة، وان حاولت ان اخفي هذا اللؤم
- مبارك عليكم الطفل الجديد
- اسمها زينه
تكلم فلاح وهو يقترب من سرير الطفله النائمه
- اقتربي منها يا زينه، وشاهدي زينه الصغيره، انها تشبهك.
لم اقترب ولا اريد ان اراها، رفع راسه ونظر لي بالم :
- صدقيني يا زينه، لو لم يقتل الضابط زوجك هذا لجئت به وقتلته امامك
وبدا يشهق بالبكاء وهو ينظر لطفلته
- انا لا الومكم يا فلاح، انه قدري ، اتمنى منك ان تغير اسم الطفله، فلا اريد ان تصيبها لعنه حظي السئ.
- اسميتها زينة وسيبقى دوما اسمها زينه الصغيرة

انعزلت النساء في غرفه المعيشه والرجال في الصالة الكبيرة، وكان الطعام كثيرا ومن كل صنف ونوع ، فقد اسرع فلاح بالخروج وشراء مالذ وطاب لان احداً لم يستطع الدخول للمطبخ، تبادلت امي وعمتي الاحاديث مع والده طارق وخيم الهدوء على المكان .
لم يسمح عمي لعائله طارق بالذهاب بل دعاهم للمبيت في بيت عمتي وذهب فلاح معهم وكذلك عمتي لتبقى مع زوجها المريض وتقوم بضيافتهم حيث قضوا الليله هناك بينما قضيتُ انا الليله في بيت اختي نائمه في الغرفه مع امي وبقى عمي عقيل معنا، كان خائفا علي وان لم يقل هذا، ولكني لمحت في نظرة عينيه الخوف والحيرة، لم اتمكن من النوم في تلك الليلة، وجهي ينبض بالالم ، وعقلي يسترجع الاحداث كلها، طارق كان من يجلس في المكتبه يستمع لتوبيخ العم توفيق لي ويضحك، منظره وهو يتلو الشهادة وفوهة السلاح تتوسط راسه، كان منظرا لاينسى ابدا، كنت ارتجف دون اشعر بذلك وانا اتذكر مافعله عمي الحنون ، يبدو ان امي انتبهت لذلك فاقتربت مني وشاركتني السرير كطفله صغيره واخذت تداعب شعري باناملها الرفيعة الرقية، وهي تتلو الاية الكريمة
( فرددناه الى امه كي تقر عينها ولاتحزن)
دموعها تتساقط وهي تعيد وتعيد تلاوة الايه بصوتها العذب الحنون فغوت على صدّرها، ودموعها كانت تبلل لي ملابسي.

𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن