لفصل الرابع عشر

5.4K 213 13
                                    

حان وقت دفع الحساب !."
لم اعد ارتجف بل ارتخى جسدي بأكمله من الرعب ، فتلقفني بين يديه .
ـ اهدئي يا علا فانا لن اوذيك . لا تخافي مني ابدا .
أومأت برأسي موافقة وكأني اصدق ! وقال :
ـ حان الان وقت العودة .
طلب مني ان استعد للمغادرة . كيف استعد؟ هل سأهيئ حقائبي ! او سأغير قميصه مثلا !.
دخل علينا النادل للغرفة مرة ثانية ولكنه هذه المرة ناولني حبه دواء مع كاس ماء، تناولتها بلا نقاش.
هذا هو الاستعداد للسفر الذي كان يعنيه طارق والذي لم افهمه انا .
استيقظت لأجد نفسي نائمه في المقعد الخلفي لسياره وطارق يجلس بجانب رجل يقودها . صداع قاسٍ يفتك بي وتوقعات لمستقبل اسود لا ترحمني ولو لثانية واحدة . تظاهرت بالنوم وكأن النوم هو الحل لكل مشاكلي !
وقفت السياره بعد مسافه ليست بالبعيد .
ـ علا !
ناداني طارق بصوت هادئ ففتحت عيني .
ـ استيقظي ، لقد وصلنا .
ساعدني لأنزل من السياره وادخل البيت المكون من طابقين.

كانت الممر الفاصل بين باب البيت الخارجي والداخلي ليس طويلاً ، لكن بالنسبة لي كان وكأنه ممتد الى ما لانهايه ! على جانبيه حديقة منظّمة تتنافس الازهار فيها لإظهار جمالها، أشجار عالية تغطي سور البيت لتبدو وكأنها سور ثانٍ أعلى وأزهى من الاول .
سيدي يسير امامي مرفوع الرأس عريض المنكبين . ليتني اموت الان قبل ان ادخل بيته ! وكأن عقلي استجاب فالتوى كاحلي وسقطت . لا لم اسقط بل كدت ان افعل لولا يديه الضخمتين اللتين اطبقتا عليّ !
جلست ارضا فارتخت يديه وتركني أجلس انكس رأسي لأسفل أتذكر والدتي ساعة سافرت . هل هذا عقاب عقوقي لها ؟
ـ أ أنت بخير ؟
رفعت رأسي نحوه . نفس الموقف يتكرر ولكني انا من اجثو ارضا وهو يقف شامخا يعرض لي يده.
دمعة نزلت من عيني وانا لا اقوى على اجابته . تناثر شعري على جانبي وجهي ليغطي ملامحي المنكسرة . اجلس عند ساقه قمة في الذل ، وَهُو يراقبني فلم أجرؤ علَى النظر اليه ورأسي مرتفع فقد كتب على الهوان والذل .
ـ يا إلهي ما الذي فعلوه بك ؟!
جلس قربي ورفع لي رأسي بيديه الاثنتين يحتظنه، وكانه يحتظن شي ثمين ، وجهه غاضب وصوته هامس
ـ لا تخافي مني ، ثقي بي !
هززت رأسي مؤيدة .
ـ انطقيها يا علا ، قولي انا اثق بك .
فتحت فمي وفعلت كما امرني لكن صوتي الخائن تسرب مني . عيونه تنظر لي بإصرار فعدت اهمس له من جديد وصوتي يخونني من جديد . لا شيء سوى شفاه تتحرك " انا اثق بك"، جملة أمر ان انطقها فلم تُنطق .

لم اكن اعي ان درجة ارتجافي كانت ستصيبه بالجنون . بالنسبة لي قد أصبح الخوف شيء طبيعي اتعايش معه في كل يوم وكل لحظة . القصص التي سمعتها من البنات عما تجرعنّ من اسيادهن ، كانت كلها تدور الان بمخيلتي وانا انظر لجدران البيت الذي سأدخله .
لم اشعر به الا وهو يحملني .
ـ اهدئي ارجوك ، كفى ارتجافاً !
تجرأت ونظرت لوجهه . تعابيره غريبة ! ما تلك التي تلمع في عينه اليسرى ؟
هل عينه تدمع ؟!
أتخيل منظري بين ذراعيه عارية الساقين . سيجعلني ادفع ثمن حمله لي هذا مؤكد !
ـ ارجوك سيدي اسمح لي بالسير .
تململت بين يديه فأنزلني دون ان ينظر نحوي .

𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن