ابعدني وفي عينيه شوق، انفاسه ثائره وملامحه عاشقه
- لن اتركك وحدك تواجهين عائلتك ، فلا تخافي.
خرج واغلق الباب خلفه ، وسقطت على الارض بائسه حزينه وفي داخل نفسي تعصف مشاعر هوجاء كاعصار ضخم يحطم كل ما يمر به، مالذي فعلته بي ياطارق ان كنت تظن انها مجرد قبله وداع ، بالنسبه لي لم تكن كذلك ، لا ابدا، قبلتك تلك يا من ملكت القلب قد مزقتني ، دمرتني، بل حتى انك امتلكتني بها قبل ان تخرج.
ايقظتني خالتي سميه صباحا وانا نائمه على الارض ، فقد انهكني التفكير وتضارب الافكار بداخلي فلم اقو على فعل شئ بعد خروجه وكانت الحيره تمزقني ، ان كان يشعر نحوي بشئ ما فلم رفضني !.
- لم تنامين على الارض يا ابنتي ؟
- كنت اضب اغراضي وجلست لاستريح
(ابتسمت لها )
- يبدو اني غفوت دون ان اشعر.
ساعدتني لانهض
- طيارتنا تقلع السابعه مساء
- حسنا
كدت ان اسالها ان كان طارق سياتي معنا ولكني لم اجرؤ، مر اليوم سريعا واتجهنا للمطار ولا احد يعلم اين طارق ،فلم ياتي لوداعنا وحتى انه لم ينام في غرفته ، ولا احد سواي يعلم بزيارته ليلا. صعدت الطائرة وجلسنا انا وهديل وخالتي معنا وجلس عمي لوحده في المقعد الذي بجانبنا ، جلست هديل قرب النافذة اما انا فكنت اتمنى رمي نفسي منها بدل الجلوس قربها ، صعد الركاب وانا انظر نحوهم بملل وهم يضعون حقائبهم بالخزائن وصراخ الاطفال يصم الاذان وضحكات الاصدقاء واصوات مزاحهم تزيد من صداع يفتك بي ، حتى برز لي وجه مالوف ، فهززت راسي بسرعه على امل ان اصحو من احلام اليقظه ، ولكنه لم يكن حلم فها هو طارق امامي يضب اغراضه في الخزانه ويجلس وحيدا في المقاعد الاماميه.
لم اكن وحدي من شاهدته بل خالتي ايضا ، فاخبرت العم خليل ، وكان الارتباك والخوف بادي عليهما فاقتربت خالتي من العم خليل وهمست له
- انه مجنون سيوقعنا بمصيبه
- اهدئي فلنصل اولا وساتكلم معه انا وخالد.
اذن لم اكن وحدي الخائفه فعائله طارق خائفه عليه ايضا ، كنت على يقين انه بما ان نصل سنخرج انا وهو كجنازتين بعد ان كنت اظن ان جنازتي لوحدها ستخرج من بيت عائلتي !وصلنا شقه خالد ليلا حيث كان ينتظرنا ،وقد شهق بشده عند رؤية طارق ولكن والده اشار له بيده ليصمت ، فلم يتكلم احد مع طارق بخصوص قدومه معنا.
استقبلتنا حنان بابتسامتها المعهوده فاجمل مايميزها هو وجهها البشوش حيث تراها دوما مبتسمه ، احتظنتني وقبلتني وكانت خائفه علي هذا ما قالته عيونها وكذلك خالد الذي بدا كاخ حقيقي وبذل كل جهده كي اتصرف على حريتي في بيته الصغير . نام عمي خليل وخالتي وهديل في غرفه الاطفال ونمت انا مع حنان في غرفتها ، بينما افترش خالد وطارق الارض في الصاله الصغيره .
لم اتمكن من النوم ، انا خائفه جدا وما ان اغفو حتى تشن الكوابيس هجوما علي لاينقذني منها الا صرخه صغيره لاصحو على اثرها، كانت صوره عمي طه وهو يذبحني بالسكين كعاده اهل الريف ليغسلوا العار هو الحلم الذي ظل يطاردني تلك الليله حتى ان حنان صحت من النوم على صرخاتي وحاولت ان تهدئني ، ولكن استيقاظ سيف وضحكاته ابعد عني شبح الخوف فاخذت الاعبه بهدوء وطلبت من حنان ان تنام وتستريح ، سمعت صوت اذان الفجر وسيف نائم في احضاني حيث كنت اشعر بالامان والحمايه وهو في حظني وكانني لا اعلم انه طفل رضيع ، فاي حمايه ارجو منه ؟.
خرجت لاتوضا فوجدت الكل مستيقظ العم خليل بالجامع وخالد وطارق وخالتي في اجتماع مغلق في الصالة، تعلقت عيني بطارق بشعره الاشعث وهو مستلقي على الارض وراسه مستند على ذراعيه وهو يستمع بلا مبالاه لخالتي التي كانت تجلس على الارض قربه وهي تحاول اقناعه بالعدول عن قراره ، لمحني فغمز لي بطرف عين ، فالتفت خالتي وخالد في نفس الوقت نحوي لاخفض راسي وادخل الحمام .
اخيرا استسلمت لنوم عميق ولم اصحو الا على صوت عمي خليل وهو يطرق الباب
- استيقظي علا لتفطري معنا
- اتركها عمي فلم تنم طوال الليل
اجابت حنان فسمعته يهمس لها
- خائفه ؟!.
- جدا ، وكل دقيقه تصرخ فزعه من نومها
- يالمسكينه ، لو كان بيدي حل اخر !.
صمت العم خليل فتكلمت حنان بصوت منخفض
- لاتستبق الاحداث ياعمي ، لن يحدث شئ ان شاء الله ، ما فعله طارق ليس بعيب او حرام بالعكس فقد كان يحمي البنت.
- اتمنى ذلك يا ابنتي اتمنى ذلك
بقيت في فراشي وانا احاول الاسترخاء ، وانا اهزأ من تفائل حنان فهي لاتعلم بعمي طه وجنونه .
خرجت بعد فتره وانا احمل سيف بيدي
- صباح الخير ماما
رفعت سيف عاليا وانا اقلد صوت الاطفال والطفل يضحك لي ، نظر الجميع باتجاهي.
- انا جائع ولكني احب اللعب كثيرا.
- صباح الخير حبيبتي ، هل ايقظك
- لقد كنت مستيقظه عندما صحى ، انه لا يمل من اللعب .
ضحكت حنان وضحك الباقين ماعدا طارق فقد ابتسم بصعوبه وبدا سيف يصدر اصوات وحروف عندما شاهد امه.
كانت عيون طارق تتبعني في كل تصرف وحركه وكانه يريد ان يختزن صورتي في ذاكرته ، لكني لم اجرؤ على ان افعل مثله، لم رفضني ؟ كلما وقعت عيني عليه كنت اريد ان اساله هذا السؤال الذي يقتلني ، مع هذا فلم اكرهه حتى وانا اساق الى الموت بسببه، ربما يشعر بالخجل والعار مني، او لربما مازال يحب دنيا بنفس قوه المشاعر التي اكنها له.
خرجنا لتناول الغداء في احد المطاعم التي تطل على شلال ماء ، وكان عمي قد استاجر لنا سياره اخرى بالاضافه الى سياره خالد الصغيره، ركبت مع خالد فتفاجا الجميع وخاصه طارق فتحججت باللعب مع سيف ، ولكن نظرات الجميع كانت توحي بمعرفتهم بالسبب الحقيقي بينما كانت هديل الوحيده بيننا التي لاتفهم مابين السطور.
ان كنت ساعود لعائلتي فيجب ان اعتاد على غياب طارق من الان ، في المطعم لم اجلس امام طارق بل اسرعت للجلوس بعيدا عنه بين خالتي وهديل ، وعندما طلب لنا خالد المثلجات اعتذرت ، كنت قويه ولم انظر اليه ابدا بل كنت الهو مع سيف وكانني في عالم لوحدي ولم اشاركهم الحديث الا نادرا وطارق ايضا كان صامتا معظم الوقت.
قضينا ثلاثه ايام في بيت خالد نخرج يوميا وخالد يحاول جهده الترفيه عني وانا اتظاهر بالسعاده ،حتى تلقى العم خليل ذاك الاتصال الهاتفي مساءا وخالتي معه بينما كنا نجلس في الصاله نشاهد التلفاز وانا متجاهله نظرات طارق نحوي فخرج عمي ووقف الجميع مترقبا ، نظر الي ،تنهد بحسره ثم قال
- غدا صباحا سنسافر باذن الله، لقد وصل عمك من الولايات المتحدة.
ابتسمت وانا اتظاهر بالفرح الشديد والكل ينظر باتجاهي
- شكرا عمي حقا انا لا اعرف كيف اشكرك.
- سامحيني يا ابنتي
اقترب مني وهو حزين عيونه اغروقت بالدموع فتعجبت
- اسامحك !!! على ماذا ! على حمايتي ! اسامحك لاني ابنتك لاكثر من سنتين ونصف ! لقد دخلت بيتك وانا خائفه ووحيده فوجدت في بيتك الامان والحنان والمعامله الطيبه ، لقد فقدت ابا حنونا فعوضني الله بك ياابي.
كانت عيوني قد اغروقت بالدموع انا ايضاً، وانا اعني كل كلمه اقولها فلم يحتمل كلماتي واخذني بين احضانه وقبل راسي فقبلت له يده وانا اشعر فعلا وكانني سافارق والدي من جديد، وعندها نزلت دموعه وبدا يبكي.
- لاتبكِ ارجوك ، انا من فتره طويله اشتاق لعائلتي ولكني كنت اخجل ان اخبرك !.
كذبه مكشوفه للجميع احاول ان احفظ بها ماء وجهي، نظرت في عيون الجميع ابحث عن امل او تفاؤل ولكن كل العيون كانت مثلي تعكس خوفها من الغد .
- اشكركم من كل قلبي ، اشكركم جميعا
ثم نظرت لعيون من احب، تلك العيون التي اسرت قلبي وعقلي واكملت
- انا التي اتمنى ان تسامحوني ، فقد تسببت في خسارتكم للكثير ، اخي طارق انا اسفه لانك بسببي خسرت شقتك وعملك ( رفعت حاجبي الايسر رغما عني عندما اكملت ) وخطيبتك التي تحب ، انا حقا اسفه .
لم يقاطعني احد ، وكان طارق ينظر لي بتفحص وقد بدا الدمع يتجمع في عينيه ، جو الحزن خيم على الجميع فخالتي تبكي وهديل وحتى حنان
- ساشتاق لك يا اختي
احتظنتي هديل بينما ابتسم العم خليل بمراره وقال
- من سيصنع لي الشاي المحترق بعد اليوم
ولاول مره نطق طارق وقال
- بالملح !.
فضحكت من كل قلبي برغم كل دموعي وانا اتذكر مقالبي مع طارق، نظرت الى هديل
- عندما تشتاقون لي ما عليك يا هديل الا ترك الشاي يغلي طويلا ووضع ملعقه ملح كبيره بدلاً من السكر .
عندها ضحك الجميع ماعدا طارق ، فهتفت لاغير جو الحزن الذي خيم على الجميع
- من سيشتري لي المثلجات الان
اجاب طارق وهو يسير ليتناول سلسه مفاتيح سياره خالد
- وهل من سواي تطلبين؟
بهتت والدته ، تنهد والده بحسره، بينما اخذ خالد ينظر لاخيه بحزن وكل ما فعلته انا وقتها هو اني نظرت اليه بتحد، وكاني غير مباليه بكل مايحدث، وكانني لا اعلم ان حياتي قد اصبحت كشعره رفيعه، لم يتبق على انقطاعها الكثير !فخرجنا لتناول المثلجات ولكن العم خليل اعتذر لانه متعب وبقت خالتي معه، كالعاده هو من اشترى لنا المثلجات ودون ان ان يسال كان قد اشتراها لي كما أحب، أخذت اتناولها وانا اضحك وامزح مع هديل، دون ان التفت ناحيته، دون ان اسمح له ان يرى العشق الخالص في عيوني، والانكسار العميق الذي تسبب به هو وحده، كنت اتعمد اغاضته بتجاهلي له، وانا اريد لنيران الرغبه ان تشتعل وتحرق روحه كما احرقني هو، كانت نظراتي له بمغزى ، فانا فتاه لن تتكرر في حياتك ابدا، ولن اسمح لك بنسياني بسهوله ، وهو كان ينظر الي بحزن وكانه فهم ما يدور في عقلي ، لم يحتمل الجلوس معنا طويلا فغادر وعاد بعد قليل وبيده علبتي شكولاته فاخرة، كالتي سرقتها هديل من غرفته في السابق، وضع واحده امام هديل ووضع الاخرى امامي، وقف امامي ويديه الاثنين قد استقرت على الطاوله قرب يدي فرفعت له راسي لارى ابتسامته، وكانه كان يعدني باني ساضل مدللته كما كنت يوماً، العيون تراقبه وخاصه خالد قبل ان يقول بصوت مسموع لكل ممن يجلس على نفس الطاولة.
- هذه للقوارض التي لم تبقى على شي خاص املكه دون ان تقرضه باسنانها
ضحكت هديل وقهقهت، ابتسمت حنان، بينما وقف خالد متألما، وانا معه تسمرت عيوني بعيون طارق وهي تلتقي بالم وعتاب مؤلم، بوداع ابدي لربما، استشف المراره في جملته تلك، لم يا طارق، لم رفضت الزواج بي، لمٓ؟
أنت تقرأ
𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }
Chick-Lit☑مكتملة☑ ⭕يمنع منعا قاطعا نقل رواية او الاقتباس ❌ ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ ...لقد شارفت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء, وختامها مسك كما يقال. كالعاده سادتي, الأفضل يتنظر للأخر - غزل, إنه دورك . امسك ياسر بيدي وقادني للدخول إلى ذلك المسرح الض...