سمر تبكي في أحضان زوجها وهو يداعب شعرها .
ـ تعالي صغيرتي .
ابتعد فلاح عن سمر قليلاً دون ان يفلتها من احضانه ومد لي يده الأخرى وعيونه الحزينة تناديني لأرتمي في احضانه انا الأخرى، استفزني المنظر امامي فتكلمت بغضب:
ـ بأي حق تصرخ بأختي بهذا الشكل ؟ سأخبر والدي كل شيء حين يعود .
ـ انا اسف صغيرتي انا اسف .
تركت يده الممتدة نحوي وتجاهلت صوت اختي الباكي وهو يناديني وانا غاضبة، غاضبة جداً وحزينة ايضاً. اعلم ان الأموات لا يعودون ولكن ابي لم يمت !
كنت أقرأ عن حالات تتوقف فيها اجهزه الجسم دون ان يكون الشخص ميتاً. لقد كتبت الصحف كثيرا عن اشخاص دفنوا وهم احياء بسبب تشخيص خاطئ ، ليموتوا بعدها بفتره بسبب الاختناق ولكن لا احد يصدقني . عرضت الصحيفه التي احتفظ بها على فلاح والعم توفيق وحتى عماد عندما لمحته في الحديقه وهو يساعد العم توفيق بإرجاع الأغراض التي تم استئجارها للعزاء ، دون ان اقترب من عمي المجنون طه الذي كنت اتجنبه كلما رايته، كان الجميع يهز رأسه موافقا ولا يفعلون شيئا .
وصعدت للسطح مره اخرى فالقمر مكتمل اليوم وصورة والدي تتوسطه وانا اشكو قلّة حيلتي لإنقاذ والدي .
مرت عشرة أيام وحالي لم يتغير، اجلس بالسطح فيأتي فلاح ليقتحم خلوتي ليلا ويجلس صامتاً بقربي يده تستقر على كتفي بعد ان يضع شالا يمنع به برودة ليالي الربيع عن جسدي الهزيل ، نهاراً صامتة وغير قادرة على وضع لقمة في فمي ،قشعريره غريبه تصيبني عندما استمع لصوت بكاء والدتي او أختي الذي يزداد ليتحول الى نوبة بكاء هستيري عندما يزورنا احد من المعارف او الجيران وكأنهم في مسابقة أي واحده منهم هي الأكثر بكاءً او والأعلى صوتا ..
حتى جاء مساء يوم الجمعة ، بعد ان عادت اختي سمر وأولادها الصغار الى بيتهم يصحبهم عمي طه الذي لم يرجع لبيته في الريف بعد ، بينما بقيت عمتي وفلاح معنا لقضاء الليل .
ـ آه !
اطلقت صرخه خافته وانا أفاجأ بكومه كتب تنزل من السماء الى الطاوله امامي، لا لم تكن من السماء بل من فلاح الذي كان يشبه والدي في طوله الفارع المتناقض مع قصر قامة والدته .
ـ ما هذا ؟
تساءلت ومازالت دقات قلبي تتراقص بسرعه من تصرف فلاح الذي قاطع شرودي بقسوة .
ـ ألا تقولين ان خالي سيعود؟
هززت رأسي موافقة بكل إصرار فأكمل وهو يبتسم :
ـ حسنا ، هل سيعود ليجدك هكذا ام من الأفضل ان يعود ليجدك الأولى كما وعدته ؟
شهقت برعب وعيوني تنظر لفلاح وابتسامه ماكره تزين ملامحه الرجوليه الوسيمه بالرغم من شعر ذقنه الذي نبت دون تهذيب . كيف لم افكر بهذا ؟كيف نسيت وعدي لوالدي !
نظرة الانتصار في عيونه اشعرتني وكأنه قد أمسكني من يدي التي تؤلمني بقسوه . وكانت هذه البداية لأنسل خارجا من خيوط شبكه النكران التي فرضها عقلي على واقع مؤلم لم اكن قادره على استيعابه لأحدد لي هدفا واضحاً وعليَّ تنفيذه ، وهو الوفاء بالوعد الذي قطعته لوالدي الغالي .
أنت تقرأ
𝓜𝔂 𝓣𝓸𝓻𝓶𝓮𝓷𝓽.....{عذابي }
Chick-Lit☑مكتملة☑ ⭕يمنع منعا قاطعا نقل رواية او الاقتباس ❌ ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ ...لقد شارفت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة على الإنتهاء, وختامها مسك كما يقال. كالعاده سادتي, الأفضل يتنظر للأخر - غزل, إنه دورك . امسك ياسر بيدي وقادني للدخول إلى ذلك المسرح الض...