ما سِرُ عَيناكِ

الفصل الثالث

 اللون الاسود
لون التمرد
والغموض
والجاذبية
لون الغموض والأسرار فهو عميق ومخيف ويرمز إلى الأسف والتحدي معاً .
يقال أن اللون الأسود، هو سيد الألوان، وهو لون حيادي، لا اختلاف في دلالاته، و والبحث عن الأسود تقتضي البحث عن الأبيض بسبب التعارض القائم بينهما.
تأثيره نَفسياً
اللون الأسود تربطه علاقة بالقوة والأناقة والرسميات..ويعطي شعور بالعمق..وهو لون الاكتئاب او الاغراء
ويضاف اليه لون فرحات المفضل قلبا وقالبا .
...........

كعادته الصباحيه هي الرياضة باشكالها .. يركض فرحات لساعتين كل صباح حتى في الشتاء القارص .. يركض حتى تصبح ملابسه مبلله بالعرق وكانه كان يمشي تحت المطر .. يركض كي يفرغ كل غضبه الذي لايستطيع التحكم فيه في بعض الاحيان .. يركض لان طبيبه النفسي قد نصحه بهذه الرياضة التي تريح جسده من تعب التفكير الامتناهي ...
يعود الى منزله يستحم ويبدل ملابسه .. لايتناول فطورا صباحيا .. فطوره عباره عن كوب قهوة فقط .. ثم وقت الغداء يأكل مايشتهي ..
ياخذه سائقه الخاص الذي يعمل لديه منذ عده اعوام .. كان قد التقاه صدفه في المانيا ومنذ ذلك الوقت وهو لايفارقه .. حارس شخصي بهيئة سائق بسيط ..
كان رمضان يجلس في مقعد السائق ينتظر فرحات لكي يقله الى الشركه في فرعها الجديد .. فلقد نقل الفرع الرئيسي الى هذه المدينة وترك الاخر بيد احد اكثر  موظفيه الأكفاء ... رجال فرحات الذين يثق بهم قليلون جدا .. ورمضان وعابدين من اقربهم اليه ..

يخرج فرحات من باب المنزل واضعا نظاراته الشمسية الدائريه السوداء على عيونه .. يخرج رمضان من السياره ليفتح الباب لفرحات ..

.. فرحات بيه ..صباح الخير ..

. صباح النور .. كيف كانت ليلتك الاولى هنا ..

بابتسام يجيب رمضان .. كانت لابأس بها .. هل نذهب الى الشركه ..

هز  براسه مجيبا .. نذهب الى الشركه .. هيا بنا ..

ركب فرحات السياره وقادها رمضان ذاهبين الى بطريقهنا .. كانت عيناه تنظر الى المرآة في كل مره تسمح له الطريق .وبعد القليل من الوقت ... شك بشي غريب على الطريق..
انتبه فرحات لحركات رمضان التفتت وكان بيديه بعض الاوراق يراجعها وجه نظره الى المرآه حيث تعكس عينا رمضان ..  ثم قال ..

... يبدو ان لدينا رفقه .. يارمضان ..ماذا تقول ..

اجاب رمضان باابتسامه جانبيه .. يبدو ذلك فرحات بيه. . لابد انهم اشتاقو اليك ..

.. هل تعتقد انهم اعداء ام احباء ..

ضحك رمضان بسخريه ثم قال .. احبابك كثر ماشالله واعدائك اكثر ..

ابتسم فرحات وهو غير مهتم لما يحدث خلفه من مطاردات واعاد نظره الى الاوراق التي بيده ثم قال ..
يبدو انهم يعرفون انني اشتقت الى براعتك في قيادة السياره ومهاراتك في المطاردات والتخلص من المراقبين .. الم تشتاق للسرعة ..