الفصل التاسع عشر

228 11 5
                                    


اخاف فقدك وارتجف بقربك واموت لو ابتعدت عني ..
...................

عاد فرحات من مهمته التي انتهى منها على اكمل وجه .. عاد فرحات وقد ترك والده غارقا بدمائه مثلما تركه يوما ما غارقا بدموعه .. تركه لحياة بائسه سيعيشها .. مع هدية كان قد اوصى عابدين عليها سيتلقاها رؤوف في الوقت المناسب ..
ركن سيارته بالقرب من الكوخ . سمعت اصلي التي كانت تجلس في الغرفه الصغيره صوت اطفاء محرك السياره ارتعبت اول الامر ... مدت راسها لترى من الشباك من القادم .. كان الجدرضا يجلس في الخارج على ارجوحه مصنوعه من الخشب ينتظر قدوم فرحات ..
شعرت ان قلبها يدق بسرعه. .. لما رأته ينزل من السياره ..خرجت مسرعه .. ارتمت في احضانه بدون اي تفكير ..كانت خائفه جدا ..اعتقدت انها لن تراه مره اخرى وخاصه حينما وجدته يأخذ اسلحه من عابدين ..
كانت تحتظنه بكل قواها وهو ساكن مستغرب لرده فعلها هذه .. ابتسم وقال ..

.. ماهذا الاستقبال الحميم .. سااصدق بالفعل اننا زوجا وزوجه وبينتا عشق مستحيل ..

ردها بهذه الكلمات ..لما وعت على نفسها بما فعلت ..ابتعدت عنه وهي تبعد خصل شعرها من على وجهها وقالت ..

.. لم اقصد ان افعل هذا .. لكني كنت خائفه ان لاتعود ..

اجابها فرحات ..وهو ممسكن بذقنها ينظر الى عينيها الخضراوتين التين تلمعان كلما نظرتا اليه ..وقال

.. متى وعدتك بشي ولم اوفي به .. لن اموت بسهوله ..ولن تتخلصي مني

.. حمد لله على سلامتك .. اين ذهبت اخبرني وكيف امي ومتى سنعود ..

.. على رسلك .. امك بخير لاتقلقي عابدين يهتم بها .. وغدا سنعود .. وانا ذهبت لالقن احدهم درسا لن ينساه ابدا وماتبقى له من عمر ..

..هل ذهبت الى رؤوف .. اخبرني ..

لم يجبها لان الجد قاطعهم وهو يقول ..

.. يابني ..ادخل وارتح قليلا  ساحضر بعض الشاي. تعالي ياابنتي وساعديني لابد ان زوجك متعب ..

.. فعلا احتاج للشاي بشده .. هل كل شي على مايرام ايها الذئب العجوز ..

ابتسم الجد رضا وقال .. كل شي على مايرام

دخل ثلاثتهم الى الكوخ .. تمدد فرحات على السرير الذي يتسع لشخصين .. واصلي حلست في الصاله الصغيره وهي تراقب الجد يعد الشاي .. اخرجت هاتفها وحاولت مره اخرى ان تتصل بامها لكن دون جدوه لاتوجد اشاره . اعادت هاتفها الى الحقيبة .. ثم عادت تسرح الى الخارج من النافذه ..

ارتاح فرحات قليلا .. وصوت ابريق الشاي يعلن عن فورانه ..الابخره المتصاعده تملئ اثمطبخ الصغير الذي هو شبيه بالمطبخ ثكنه يفي بالغرض .. نهض فرحات من السرير .. ذهب ليغسل وجهه قليلا ثم خرج الى الحديقه التي كانت فيها الارجوحه .. لم يذهب ليرى اصلي .. لايريد ان ترى في عيونه شوقا اليها ..
صب الجد رضا الشاي في اقداح مخصصه لها اعطى لاصلي واخبرها ان تخرج الى فرحات .. ان تكون بقربه .. ان تشعره بوجودها .. ابتسمت اصلي لكلام الجد وهي لاتعرف هل تتقرب منه ام تبتعد. .
اخذت الشاي من يده .. وخرج هو ليعطي قدح فرحات .. جلس بجانبه وقال ..

ما سِرُ عَيناكِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن