جوري (الوردة الحمراء) - الفصل الثالث

14K 346 43
                                        

جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء

الفصل الثالث - بقلمي منى سليمان

* صدمة *  

مع الساعات الأولى للصباح تململ أدم في فراشه على صوت طرق على باب غرفته فابتسم بسعادة بعد أن فتح عينيه اعتقاداً منه أن الطارق جوري، فترك فراشه واتجه صوب الباب وفتحه ليجد أحلام أمامه

- صباح الخير يا أدم

قالتها فحك مؤخرة رأسه بأطراف أنامله وقال مازحاً: أفتكرتك جوري، بس ده ما يمنعش أني أقولك صباح الورد يا لولي يا عسل

ابتسمت أحلام على جنونه الذي لا يتوقف فبادلها بغمزة من عينه وتابع متسائلاً

- القمر عايزني في إيه؟
- تعالى نقعد في البلكونة وأقولك

أفسح لها المجال لتمر فدلفت واتجهت صوب الشرفة وجلست على أحد المقاعد فلحق بها وجلس على المقعد المقابل لها، وقبل أن يسألها عن ما تريده سبقته دموعها التي انهمرت بغزارة على وجنتيها فانتفض عن مقعده ثم ثنى ركبتيه وجلس أمامها والقلق يظهر بوضوح داخل مقلتيه وعلى قسمات وجهه

- مالك، قوليلي إيه حصل ولا حد زعلك في حاجة؟
- أنا عندي سرطان ثدي ولازم أعمل عملية في أقرب وقت، لأني من سنة بأجلها لحد ما جوري تاخد الثانوية والحمد لله أخدتها ومبقاش في وقت للتأجيل

عجز أدم عن الكلام فما سمعة مفاجأة من العيار الثقيل جعلته يفقد توازنه فجلس على أرض الشرفة واضعاً رأسه بين كفيه وهو يكاد لا يصدق ما سمعه فتابعت حديثها معه وبمجرد أن انتهت وقف عن الأرض واقترب منها قائلاً

- بأمر الله هتبقي كويسه وترجعي أحسن من الأول و

قاطعته قائلة بصوت أقرب إلى الرجاء: أوعدني أنها ما تعرفش دلوقتي وأوعدني تنفذ اللي طلبته منك

- أوعدك أني هعمل كل اللي طلبيته وأحميها العمر كله بس أرجوكي بلاش نبرة الحزن واليأس اللي في صوتك وخلي أملك في ربنا كبير
- ونعمة بالله، هقوم قبل ما جوري تصحى

وقفت عن مقعدها ثم ربتت على كتفه وغادرت فجلس وهو مازال تحت تأثير الصدمة وظل هكذا لعدة دقائق قطعتها جوري عندما دلفت إلى الغرفة وهي تشعر بالقلق فقد طرقت بابه أكثر من مرة دون أن يبادلها بالرد فاقتربت منه وقالت برقة

- أدم

أعاده صوتها العذب إلى أرض الواقع كما سرقه من أحزانه فارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهتف

- عيونه
- صباح الخير

مد يده وجذبها بخفة لتجلس إلى جواره ثم أزال الخصلات الهاربة على وجهها ليرى عينيها بوضوح وقال

- صباح الورد، نمتي كويس؟

حركت رأسها كإشارة بنعم وتساءلت: مالك؟ أول مرة أخبط كتير كده وما تفتحش، سرحان في إيه؟

جوري (الوردة الحمراء) - منى سليمان (الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن