مشهد لأبطال الرواية

4.5K 134 28
                                    

بعد تفكير دام لساعة كاملة تركت مقر عملها وركبت سيارتها لتذهب إليه وهي عازمة النية على عرض الأمر عليه مهما كان رد فعله، بعد مرور ما يُقارب نصف الساعة وصلت إلى وجهتها والتوتر حليفها وبالرغم من ذلك استجمعت شجاعتها ودلفت إلى الداخل ثم أخذت تبحث بعينيها عن سامر لكنها لم تجده فتنفست بعمق واقتربت من باب غرفة مكتب زوجها... رفعت يدها وهمت أن تطرق بابه إلا أنها توقفت حينما استمعت إلى الحدة المُصاحبة لصوته الغاضب

- ده اسمه إهمال وأنا مستحيل أعدي الموضوع ده
- يا أستاذ عماد

قاطع عماد أحد العاملين بالدار قائلاً بحزم بعد أن ضرب سطح المكتب بكفه: أنت بالذات مش عايز أسمع صوتك وأتفضل أخرج بره حالاً

تسارعت نبضاتها خوفاً وشرعت أن تتراجع إلى الخلف لتُغادر حتى لا تُزيذ غضبه لكن العامل الذي طرده سبقها وفتح الباب فوقعت عينيّ عماد عليها وللحظة نسى غضبه وتبدل حاله فشقت الابتسامة طريقها بسهولة إلى شفتيه وتقدم منها على الفور

- إيه المفاجأة الحلوة دي
- شكلك مشغول ومتعصب، هروح و

قاطعها قائلاً بحنان وصوت دافئ: لما شوفتك نسيت كنت متعصب ليه

ابتسمت بسعادة بالرغم من شعورها بالتوتر فبادلها بأخرى ثم أدار جسده ورسم الجمود على قسماته ليُكمل حديثه مع باقي العاملين وبمجرد أن انتهى طلب منهم المغادرة واقترب من لمياء والسعادة تظهر بوضوح على محياه

- القمر جاي ليه؟
- وحشتني

احتضن كفيها بين كفيه ورفعهما إلى شفتيه واحداً تلو الأخر وبعد أن طبع على باطن كل منهما قبلة حانية رفع بصره إليها وهتف: وأنتي كمان وحشتيني، بس مش عارف ليه حاسس أن في سبب أقوى من أني وحشتك

- هو باين عليا أوي كده؟

حرك رأسه لأعلى وأسفل ليُؤكد لها ما قالته فتنفست بعمق وقررت مصارحته

- بص هقولك على حاجة بس توعدني ما تزعقش
- وأنا من أمتى زعقتلك؟!
- بلاش دي، أوعدني ما تتعصبش ولو مش موافق عادي مش هزعل، المهم ما نزعلش من بعض و

بترت كلماتها حينما أسكتها بقبلة طالت للحظات ثم ابتعد بصعوبة عن شفتيها وهمس بالقرب من أذنها

- بزعل أوي من نفسي لما أشوفك خايفة مني كده، خوفك لازم يكون ماضي وحياتنا الجديدة عايشنها من غير خوف ولا ذكريات

ابتعد عنها قليلاً وتأمل انعكاس صورته داخل مقلتيها ثم تنهد براحة بمجرد أن رأى الطمأنينة داخلهما فتابع

- يلا قولي كل اللي أنتي عايزاه من غير خوف

أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها وقصت عليه ما طلبه زميلها بالمشفى فشعر عماد بقليل من الغيرة ومع ذلك تحدث بهدوء

جوري (الوردة الحمراء) - منى سليمان (الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن