جوري (الوردة الحمراء) - منى سليمان (الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء)

جوري (الوردة الحمراء) - الفصل الثاني والثلاثون

جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء

الفصل الثاني والثلاثون - بقلمي منى سليمان 

* فراق *

قبل الفصل نفس الرجاء بتاع امبارح محدش يشتم عماد والله أنا عيطت علشانه وأنا بكتب مشهده، تخيلته وهو واقف عاجز وبينادي عليها... بجد حسيت وجعه وحسيت روحه بتخرج منه.... مرضه منعه يواجه الماضي، منعه يكمل علاجه، منعه يصارحها، منعه يعيش حياة طبيعية زي أي إنسان بس حبها واتمنى يفضل لأخر عمره جمبها والفراق مكنش بأيده 😭😭😭😭

فاق عماد من نوبته الجنونية وجثى على ركبتيه وهو يكاد لا يصدق ما فعله بحبيبته، أبعد رأسها عن الأرض ووضع إياها على إحدى قدميه ثم بدأ يمرر يده على وجهها وينادي بأسمها علها تفيق ولكن دون جدوى فشعر بالخوف حينما انتبه إلى الدماء الساقطة على قدميها ووقف مُسرعاً عن الأرض ثم حملها بين ذراعيه وغادر سلم الطوارى وبدأ يصرخ بأعلى طبقات صوته طالباً للمساعدة فتجمع حوله الكثير من الأطباء وحملوا عنه لمياء وعلى الفور أدخلوها إلى إحدى غرف الطوارئ ليتم فحصها... ثنى عماد ركبتيه وجلس القرفصاء أمام غرفة الطوارئ واضعاً رأسه بين كفيه وظل على تلك الحالة حتى غادر الطبيب  غرفة لمياء

- باين عليها أثار ضرب عنيف وفي نزيف في الرحم هنبعت حالا نجيب دكتور نساء لأن الجنين في خطر
- جنين؟!

هكذا تمتم عماد بحسرة فهو لا يعلم أنها تحمل برحمها قطعة منه والآن قتله بيديه فكور قبضته وتمنى أن يفتك بنفسه لكنه فاق من صدمته حينما سأله الطبيب

- مين اللي عمل فيها كده؟

تسارعت نبضات قلب عماد ولم يستطع أن يعترف بفعلته خوفاً من فقدانها إلى الأبد فأجابه بصوت مرتعش

- ما ما حدش عملها حاجه، ها هي وقعت من على السلم

ارتفع حاجبي الطبيب باستنكار فالسقوط عن الدرج يسبب كدمات بثائر الجسم وليس الوجه فقط، فأيقظه عماد من شروده حينما تابع

- أنا قلقان عليها، ممكن أدخل أشوفها؟
- لا

أجاب الطبيب بحزم بعد أن ساوره الشك بأن عماد هو الجاني ومع ذلك لن يستطيع إتخاذ أي إجراء قانوني قبل أن تفيق لمياء فاكتفى بمنعه من الدخول حتى لا يؤذيها أكثر... بعد مرور لحظات قليلة حضرت الطبيبة النسائية ودلفت إلى الداخل فتفاجأت برؤية لمياء وتحدثت بحزن

- دي دكتورة لمياء بتدرب في قسم النساء، إيه اللي حصل ومين بهدلها كده؟
- محدش عارف بس أنا شاكك في الأستاذ اللي بره

قالها الطبيب الشاب فأتسع ثغر زميلته بصدمة وكادت أن تتحدث إلا أنها انتبهت إلى تململ لمياء في الفراش وهي تضع يدها على جنينها فاقتربت منها على الفور وبدأت في معاينتها قبل أن تسترد وعيها فتابع الطبيب