جوري (الوردة الحمراء) - الفصل الثالث والثلاثون

6.9K 269 108
                                    

جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء

الفصل الثالث والثلاثون - بقلمي منى سليمان 

* دوامة عشق *

اتمنى ألاقي الفوت زي نسبة القراءة بجد بزعل لما ألاقيكم مكسلين تدوسوا فوت

انتبهت لمياء إلى صوت فاطمة فانتفضت من مقعدها وصعدت الدرج ثم اتجهت صوب غرفة جوري ورآتها ممدة على الأرض فأخرجت هاتفها على الفور من جيبها واتصلت بوالدها وأخبرته بما حدث فغادر مزرعة الخيل وانطلق بسيارته نحو منزل الطبيب واصطحبه ليطمئن على طفلته الغائبة عن الوعي... لم تمض سوى دقائق قليلة حتى وصل إلى وجهته وصعد مُباشرةً إلى غرفتها مصطحباً الطبيب فقام الأخير بمعاينتها وبمجرد أن انتهى ربت على كتف أحمد وردد مازحاً

- مبروك يا جدو، حفيدك التالت في الطريق

تبدلت ملامح أحمد من القلق إلى الصدمة ولم تقل صدمة فاطمة عنه فقد رحل أدم وبدأ حياة جديدة مع أخرى، بينما ستبقى جوري داخل دوامة عشق بعد أن تجدد الرابط بينهما بجنين سيجمعهما إلى أخر العمر... فاقت فاطمة من صدمتها حينما تململت جوري في الفراش فاقتربت منها وظلت جالسة إلى جوارها حتى استعادت وعيها بالكامل وتساءلت بوهن

- إيه اللي حصل؟

تبادلت فاطمة النظر مع أحمد فكاد أن يتحدث لكن سبقه الطبيب وهتف: مبروك يا جوري، جيلك طفل في الطريق، يلا هستأذن أنا وألف مبروك

غادر أحمد برفقة الطبيب بينما راقبت فاطمة قسمات وجه جوري بعد أن علمت الخبر فشعرت بالأسى عليها عندما تجمعت الدموع داخل مقلتيها... لم تتفوه جوري ولو بكلمة فقد تحدثت الدموع عوضاً عنها فالقدر مازال يسدد إليها صفعات أكبر من قدرتها على الاحتمال

- هي الدنيا ليه مصممة توجعني وتكسرني، ليه مصيري يفضل مربوط بواحد باعني وراح لغيري؟

تساءلت بصعوبة نظراً لبكائها فضمتها فاطمة إلى صدرها وتركتها تُفرغ كل ما بداخلها دون أن تطلب منها التوقف لكنها توقفت فجأةً عن البكاء وابتعدت عن صدر خالتها ثم تابعت

- محدش يقوله أني حامل، اللي في بطني ابني أنا وعمره ما هيكون ابنه
- طيب أهدي وكل اللي أنتي عايزاه هنعمله

خبأت جوري جسدها من جديد في صدر خالتها فشددت الأخيرة في احتضانها لتُشعرها بالحنان الذي تحتاج إليه

***********

بحديقة المنزل جلس أحمد على أحد المقاعد واضعاً رأسه بين كفيه... بعد مرور لحظات قليلة وصل سعد إلى المنزل ورأى والده في تلك الحالة فاقترب منه وتساءل بقلق

- مالك يا بابا؟

حرر أحمد رأسه ووجه نظراته صوب سعد ثم أجابه بنبرة صوت تحمل الحزن والحسرة بطياتها

جوري (الوردة الحمراء) - منى سليمان (الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن