مشهد خارج الرواية

5.5K 178 75
                                    

جوري (الوردة الحمراء)

مشهد خاص لأبطال الرواية - بقلمي منى سليمان

تململ في الفراش بكسل حينما داعب شيء أملس وجنته لكنه لم يستطع فتح عينيه نظراً لحاجته إلى استكمال ساعات نومه... بعد لحظات قليلة لم يجد أمامه مفر ففتح عين واحدة بصعوبة لتُقابله بابتسامة أسرة للقلوب ففتح عينه الأخرى على الفور وبادلها ابتسامتها ثم جذبها إليه وجعلها تفترش صدره وبعدها تحدث بغصب مصطنع

- أعمل فيكي إيه؟
- ممكن تفضل حابسني في حضنك كده سنة أو أتنين، براحتك خاااالص وممكن كمان تسيبني أبعد شوية علشان تبوسني هنا

رفعت سبابتها وأشارت نحو جبينها فابتسم لا إردياً وتساءل: وده بقى عقاب ولا بكش؟

- لا ده محن يا روحي

قالتها بتلقائية فانفجر عماد ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته فشاركته لمياء الضحك وبمجرد أن تمالكت أنفاسها رفعت وجهها قليلاً وطبعت على وجنته قبلة ثم تابعت

- مكنتش مصدقة نفسي لما فتحت عينيا ولاقيتك جمبي

طبع على خصلات شعرها قبلة وبعدها شدد في تقريبها إليه ثم قال بصوت دافئ غلفه العشق: مقدرتش أستنى لبكرة، أول ما خلصت شغلي جيت

- طيب أعمل حسابك مفيش سفر تاني من غيرنا
- غصب عني كان لازم أسافر علشان المعرض وأنتي حامل وأحمد كان تعبان وصعب عليا تتبهدلوا معايا
- أنا كلها شهرين وهولد وأحمد الحمد لله بقى كويس يعني أي معرض كده ولا كده رجلنا على رجلك، مفهوم؟

سألته بحزم بعد أن اعتدلت في جلستها وأشهرت سبابتها في وجهه فرفع كفيه لأعلى وأجابها بجدية مصطنعة: مفهوم يا باشا

أطالت النظر إليه لتُخبره بدون كلام أن كل قطعة منها تشتاق إليه فغمز لها وتابع: أحمد لسه نايم؟

حركت رأسها كإشارة بنعم ثم أرجعت خصلات شعرها خلف أُذنها فاعتدل في جلسته قليلاً ومال عليها بشدة حتى أسند جيبنه على جبينها وأردف بصوته الحنون

- وحشتيني
- وأنت وحشتني وبجد البيت كان وحش أوي من غيرك
- وحياتي كمان مكنش ليها طعم من غيرك وكنت بعد الدقايق والأيام علشان أرجعلك

طوقت عنقه بذراعيها وشرعت أن تتحدث لكنه سبقها ومال على شفتيها ليسرق القبلة التي تمناها منذ أن عاد في الرابعة فجراً إلا أنه وجدها تغفو فلم يرغب في إيقاظها واكتفى بالنوم إلى جوارها

- بابي

قالها أحمد بعد أن دلف إلى الغرفة بدون سابق إنذار فابتعد عماد عن لمياء قبل أن يُحقق أمنيته بينما ركض أحمد باتجاهه وأمطر وجه والده بقبلات طفولية فزم عماد شفتيه وردد بغيظ

- أهلاً يا حبيب بابي، يا قلب بابي، يا تخصص قطع اللحظات المهمة على بابي

لم تصمد لمياء أمام كلماته وطريقته الساخرة في الحديث فضحكت بجنون بينما رفع عماد أحد حاجبيه باستنكار وتابع: أضحكي أضحكي، تلاقيكي أنتي اللي موصياه

جوري (الوردة الحمراء) - منى سليمان (الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن