سنيك

5.4K 272 19
                                    

كشرت الطبيعه عن أنيابها معلنه عن عاصفه هوجاء زأرت لها الرياح بقوه وتخفت الشمس خلف ستار من الغيوم الكثيفه أحالت النهار ليلا مظلما مزقه البرق بمخالبه ليضئ المكان أمام ذلك الشبح الصغير الذي يشق طريقه بصعوبه بين أشجار الغابه اليابسه محاولا المحافظة على سرعته في مواجهة الرياح القويه والأرض الزلقه من الأمطار .

تلفت الشبح خلفه وقلبه يقصف بقوه مع هدير الرعد وقد شعر بأقتراب مطارده فزاد سرعته أكثر محاولا الأبتعاد عنه ممنيا نفسه بقرب النجاه وقد لاحت أمامه أكواخ صغيره من بعيد.

عصفت الرياح بقوه ولطمت الأمطار وجهه فأنزلقت قدماه و أرتطم بعنف بشجره كبيره شقت جبهته فتأوه قبل أن يوازن نفسه سريعا مستندا عليها وأكمل طريقه بأنفاس متلاحقه وجسد مرتعش حتى وصل للأكواخ ليقرع باب أولها مستغيثاً بهم: أدخلوني بسرعه أنها تسعى خلفي

ولكن لم يجيبه سوى الصمت فتلفت خلفه بخوف وقرع باب أخر بقوه أكبر و هو يصرخ متوسلا, ومض البرق مضيئا وجهه لتظهر تفاصيله أكثر لم يكن سوى فتاه صغيره لا تتعدي السابعه من عمرها ترتدي ثوبا هزيلا كجسدها تنتفض كورقة شجر تتلاعب بها الرياح في فصل الخريف يعلو وجهها علامات الهلع والذعر وهي تقرع باب تلو الأخر بدون إجابه كأنه مكان تسكنه الاشباح حتى سمعت صوت من الداخل يقول : أبتعدي عن هنا أيتها البائسه لن نخاطر بحياتنا من أجلك .

احتقنت عيناها بالدموع وتخشب لسانها في فمها وهي تراها تقترب أكثر وقد خسرت ملاذها الأخير فدارت عينيها في المكان بيأس لتستقر على كوخ شبه مهدم على الجهه الأخرى فأنتعش قلبها بالأمل وقفزت قفزه عاليه لتعبر بداخله موصده بابه المتهالك خلفها بأحكام وجلست على الأرض تحاوط جسدها بيديها وتنظر للباب بخوف .

مرت لحظات ثقيله عليها لم تسمع فيها سوي صوت الرياح تعوي بالخارج حتى أصطدم شيئا ما بالباب بقوه قفزت له خوفا في مكانها ووضعت يدها على فمها لتكتم شهقاتها ولكن الباب صمد أمام تلك الصدمه وساد الهدوء بالمكان من جديد.

فجأه برزت رأس أفعى من أرضيه الكوخ التي تشققت بعنف لتخرج تلك الأفعى الضخمة منها مصدره فحيح مخيف ونظرت للفتاه بعيونها الحمراء الواسعه نظره المنتصر قائله :هل ظننتي بأنك تستطيعين الأفلات مني .

تلعثمت الفتاه وقلبها يكاد ينفجر من الخوف: أر أرجوكي أترك يني

نظرت لها الحية نظره مخيفة: سنيك لا تترك أحداً يفلت من قبضتها ثم أنقضت عليها.

فدوت صرخة الصغيرة في الأرجاء.

سمع لوي صرخة دارك فركض بأتجاه حجرته وفتح الباب بقلق وبحث بعينيه سريعا فلم يجد دارك وقبل أن يغلق الباب خلفه شعر بحركة بالقرب من المرآه فأغمض عينيه وفتحهما فإذا هي بيضاء وعاود النظر بإتجاه المرآه فوجد دارك يجلس على الأرض بجانب المرآه يضم قدميه الى صدره مستندا برأسه على ركبتيه فأقترب منه وجلس بجواره واضعا يده على ظهره وهنا رفع دارك رأسه بذهول قائلا أنت تراني.

النبؤة THE  PROPHECY ( الجزء الثاني من قلب الليكنز)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن