الفصل السادس

309 4 0
                                    

الفصل السادس :-
راقبت الطريق عبر النافذة الزجاجية المجاورة لها فتذكرت ما حدث في الصباح حينما دلفت غرفة حسن وهو بالمرحاض فتحت حقيبته وأخرجت ورق القضية وأستبدلته بمجلة نسائية أبتسمت بفرحة سمعت صوته وهو يقفل باب المرحاض فخبأة الأوراق وراء ظهرها وأسرعت بالخروج من غرفته ودلفت غرفتها وضعت الأوراق على مكتبها الخاص تخيلت وجهه وهو يقف أمام القاضي ويعطيه تلك المجلة فضحكت بشدة فتساءلت الفتاة الجالسة بجانبها :
- بتضحكي على ايه ؟
أجابتها ميرنا قائلة :
- أبدا أفتكرت حاجة كدا .
دلف حسن الزنزالة فوجد هناك كثير من الرجال من المجرمين والسارقين وقف أحدهم قائلاً بصوت مرتفع و بسخرية :
- أيه دا يا رجالة هو فيه أشكال نضيفة تدخل الزنزالة دي بردو .
زفر بقوة لو كان تنين لحرقهم جميعاً أقترب منه ذلك الرجل وهو يتطلع على جسده قائلاً :
- والبيه جاي في أيه قتل ولا سرقة ولا مخدرات شكلك مخدرات .
أردف حسن بنفاذ صبر :
- بقولك أيه أبعد عن وشي علشان انا عفريت الدنيا بتتنطط قدامي دلوقتي .
ضحك الأخر بسخرية قائلاً :
- أنا مش شايف حاجة ما توريني يا نجم عفريتك دول .
دفعه حسن مبتعداً عنه كاد أن يدخل بمعركه لا يعلم مصيرها حتى فتح باب الزنزالة ودلف العسكري قائلاً :
- فين أستاذ حسن المحامي .
وقف معتدلاً قائلاً :
- أنا .
أجابه الأخر :
- تعالى معايا .
خرج حسن خلف العسكري حتي دلف مكتب الضابط وجد أبيه يجلس معه ويتحدث معه وقف فهمي وأقترب منه أمسكه من ذراعيه قائلاً :
- أيه يا حبيبي اللي حصل ؟
أردف حسن قائلاً بتضايق :
- سوء فهم من القاضي اداني حبس يوم .
قال له أبيه وهو يرتب على ظهره :
- متقلقش ياحسن هوصي عليك ميقعدكش في الزنزالة المجرمين وتقعد في أوضة الظابط .
زفر حسن بشدة متضايق من الموقف الذي وضعته به تلك الحمقاء ،جلست بغرفتها تحتضن دميتها سمعت صوت باب الشقة يفتح أسرعت بالخروج معتقدة أنه قد أتى ولكن ظنها خانها من أتى هو أبيه،أقتربت منه زوجته وأخذت منه حقيبته فتساءلت  :
- فين حسن مجاش معاك ليه .
أبتلعت الأخرى ريقها وهو يجيب قائلاً :
- بايت عند صحبه وبكرة باذن الله هيجي .
قالت له ريهام :
- هحضرلك العشا .
دلفت ميرنا غرفتها وأغلقت الباب شعرت بأن فهمي يكذب على أمها وأن حسن قد أصابه مكروه بالمحكمة نظرت لأوراق القضية فشعرت بالذنب تجاهه فما ذنبه بذنب أمها معها أصبحت كالوحش يأكل جميع من يسكن أمامه ولكن ماذا ستفعل .
***********************************
فتح عيونه وجده بغرفته نائم بهدوء كطفل نعس فحملته أمه لتضعه على الفراش أعتدل بجلسته مستغرباً مجيئه الى الفيلا طرق باب الغرفة فنظر ناحيته وجد سلمى تدلف الغرفة تحمل بيديها صنية بها أطباق الطعام وضعته بجانبه على الفراش قائلة بإبتسامة  :
- كل كويس يا زياد .
نظر لها فتابعت قائلة :
- أنا هسيبك تاكل ونبقي نكمل دروسنا يا بطل .
تركته وغادرت الغرفة أمسك رأسه وهو يحاول تذكر ما حدث منذ يوماً واحداً ...
- أبلة سلمى .
لم تمهله فرصة ليتكلم بل لكمته بقوة فأبتعد عن باب الشقة بضع خطوات وهو يمسك أنفه متألماً فأردفت قائلة بتضايق وهي تقترب منه :
- أيه يا زياد مستني سوسو المنحرفة اللي كلمتك على النت .
ضاق عنيه وحاول أن ينكر ما قالته فأعطاها ظهره قائلاً :
- أيه أنتي بتقولي دا أنا مكلمتيش حد .
وقفت أمامه فتابعت :
- اللي متعرفهوش يا بيه أني أنا سوسو المنحرفة .
نظر لها بشدة فأكملت قائلة :
- أقصد أنا اللي عملت فيها سوسو علشان أعرف مكانك .
أزاح وجهه بعيداً عنها فقال :
- أنتي عاوزة أيه بالظبط .
أجابته :
- عاوزاك تيجي معايا لباباك دا هيموت نفسه علشانك  .
زفر بضيق وأبتعد عنها ليدلف المطبخ وكأنه يحاول أن يهرب من مواجهتها فتابعته قائلة :
- ممكن تقولي أنت مش عاوز تيجي ليه ليه بينك عداوة وبين باباك  ؟
أمتلىء عيناه بالدموع وهو يقول :
- ملكيش دعوة بينا أنتي مش أكتر من مدرسة بتشتغلي عندي .
أقتربت منه وهي تقول :
- أنا بشتغل عند شريف بيه مش عندك ولعلمك أنا كان بالسهل عليا أقوله على مكانك وأخليه يجي ياخدك بالقوة بس أنا حبيت أني أجي أتكلم معاك وأخدك معايا بنفسي .
  أبتسم بسخرية قبل أن يقول :
- ما تقوليله مكاني أنا مبقاش يهمني حاجة لو فضل طول عمره يحبسني .
تابع قائلاً بنبرة جامدة :
- هفضل طول عمري أهرب منه .
صمتت قليلاً فقال لها بغضب :
- مستنية أيه أتصلي بيه وقوليله لاقيت أبنك خلي يجي .
نظرت له فأقترب منها أكثر فأخذ منها هاتفها بقوة قائلاً :
- عنك أنتي.
بحث عن رقمه فأجاب الأخر حتى سمع صوت أبنه قائلاً :
- أنت زياد .
دمع عينيه وهو يقول :
- تعالى خدني .
أغلق المكالمة ونظر لها بإستنكار :
- مبروك عليكي المكافاة ياأبلة .
************************************
في مركز التدريب خرجت نيرة من مشفى المركز وجدت أمامها مباشرة معتز أبتسم قائلاً :
- حمدالله على السلامة .
أزاحت وجهها بعيداً عنه قائلة :
- الله يسلمك شكراً يا معتز بيه على وقفتك جمبي .
نظر له الأخر مردفاً :
- متقولش كدا أحنا كان بنا عيش وملح بردو .
أبتلعت ريقها قبل أن تقول :
- بستأذنك هروح على التدريب .
أمسك يديه فشعر بإرتجافه بيديه فسأله :
- مالك ؟
قالت له :
- أسف يا معتز بيه أنا لسه تعبان .
نظر له معتز بعينيه التى تحاول ألا تتقابل به قائلاً :
- لسه زعلان مني ؟
أزاحت يديه قائلة :
- بعد أذنك .
تركته دون أن تجيبه فقضب حاجبيه بتضايق فإنه يبدو أنه شخص صارماً لا يعرف العفو ولكنه غير ذلك فإن قلبه نقي كنقاء الماء ولكن كيف سيصلح ما قد سببه له .
************************************
جلس أسفل حوض المطبخ ينتظر قدوم أبيه كمن ينتظر الموت لأحظت أرتباكه من إيماءات جسده اقتربت من وجلست بجانبه فقالت له :
- أنا مش وحشة أوي زي ما أنت متصور أنت اللي مش عاوز تساعد نفسك .
نظر لها وأشاح بوجهه الناحية الأخرى وكأنه يخبرها أن تصمت ولكنها تابعت :
- تعرف أنا عشت سنين في دار أيتام علشان جبانة .
أنتبه لها فقالت :
- يمكن لو كنت في لحظة قدرت أني أقف وأواجه كانت حياتي هتبقى أحسن .
قاطعها قائلاً :
- أنتي ماعشتيش اللي عشته .
أمتلىء عيونه وهو يقول :
- كل يوم أمي تحبسني في الأوضة علشان مشوفهاش وهو بيعذبها .
نظرت له وجدته يدمع وهو يقول :
- كنت لما أجري عليها علشان أحوشه  كنت بضرب زيها بالكرباج لحد لما جسمي يجيب دم .
أمسكت يديه فوجدته يبكي بشدة :
- أنا مش عاوز أبقى زيه .
لأحظت يديه أصبحت كقطع الثلج حاولت تهدئته قائلة :
- أهدى يا زياد .
نظر لها زياد بعينان دامعتان قائلاً :
- ساعديني يا أبلة .
بلحظة أغمض عينيه وهوى رأسه على صدرها فاقداً الوعى صرخت به وفركت بوجهه وهي تبعده عنها قائلة :
- زياد فوق يا زياد أبوس إيديك فوق  .
طرق باب الشقة فأعتدلت واقفة وأسرعت نحو الباب فلعل هناك من يساعدها وجدت أبيه يقف ومعه أحد رجاله فقالت له بهسترية :
- أ أ لحقني يا شريف بيه زياد أغم عليه ومش عارفة أفوقه .
دلف الشقة وأتجه نحو المطبخ وجد أبنه ملقاه على الأرض وجهه شاحب كثمرة لليمون ظن أنها حيلة من حيل أبنه لينال عطفه فدفعه بحذاءه قائلاً :
- قوم يلا وبطل شغل الصعبنيات دا أنا عارف أنك بتستعبط .
وقفت كلوح الثلج لم تستطيع أن تفتح جوفها لتصرخ به قائلة :
- أنت بتهبب ايه دا أبنك .
ولكنها فضلت السكوت فهى غريبة بالنسبة لهو ولن يتقبل كلامها ،أشار لرجاله بأن يحملون أبنه ليذهب به للفيلا فتابعتهم سلمى حتى رحل الجميع ...
وصلوا للفيلا وأناموا زياد في فراشه فوقفت سلمى تنظر لملامحه الهادئه فقطع شرودها شريف وهو يقف أمامها كالحائط مانعها من رؤية زياد قائلاً :
- أنا مش عارف أشكرك أزاي يا ميس بجد أنتي مدرسة تمام مكنتيش هعرف هلاقيه من غيرك .
أدعت الأبتسامة فخرجت من غرفة زياد بعدما أخبرها بأنها تعود إلى الفيلا مرة أخرى فدلفت غرفتها ونامت على الفراش لم تعرف لما تشعر بالضيق وكأنها تختنق :
- أظلمته ؟
هكذا تساءلت أنها أرادت أن تحميه من نفسه ولكنها ندمت على ذلك فهو معه حق فإن شريف ذلك الرجل الحديدي لن ينحني أمام ولده بسهولة أبنه الذي يذكرها بنفسها ولكن منذ فترة طويلة...
- سافري أنتي .
قالها والدها وهو يجلس على كرسي الأنترية  فقالت له زوجته :
- هسافر ازاي والبنات مينفعش أخد الأتنين .
أجابها قائلاً :
- خدي نيرة وسيبي سلمى .
قالت له بإقتناع :
- خلاص أنا هسيبلك سلمى وهاخد أنا نيرة البت لسه صغيرة ومحتجالي لحد لما ربنا يسهل وهرجع أخدكم .
أمتلئت عيناها بالدموع وهى تترجاه أمها بأخذها ولكنها رفضت وأخبرتها أنها ستعود قريباً رحلت الطائرة وذهب معها قلب الصغيرة قبل أن يأخذها أبيها الى البيت حتى حبسها بغرفتها كما أعتاد أن يفعل لم يمر كثيراً حتى سمعت صوته يتحدث إلى فتاة تبدو لعوب من صوتها الهادىء وضحكتها التى تطلقها بميوعه دلف بها غرفة أمها جلست بالأرض أسفل الغرفة وأخذت تبكي وهي تضغط على أذنيها حتى لا تسمع صوتهم .
************************************
أغمضت عيناها بقوة وهى تتحمل قطعة الجمر الملتهبة التى تمزق عقلها وقفت أمام المرآه نظرت لشعرها الغير مصفف وعيناها الدامية لم تتحمل الألم ،بحثت عن الدواء الذي تتناوله عندما يشتد عليها الصداع فلم تجده تذكرت أنها نسيت أن تشتري علبة بليلة أمس جلست بالأرض تستند على الحائط بجسدها لم يمر سوى ثواني حتى دمعت لم تعد تستطيع أن تسيطر على مقلتيها فضربت برأسها الحائط أكثر من مرة فعلمت أن ذلك الهلاك ربما يكون ذنباً صنعته بحياتها أو من الممكن أن يكون ذنب حسن ،نامت على الأرض فلم تسطيع أن تعتدل واقفة لتلقي بجسدها على الفراش .
خرج حسن من محبسه وأوقف أحد سيارات الأجرة قائلاً :
- المعادي لو سمحت .
وصل السائق أمام عمارة الذي يسكن بها حسن حاسبه وقف أمامها فرأى سيارته مكانها بالصف فعلم أن أبيه أحضرها له أستخدم المصعد كور قبضة يديه وهو يتوعد لتلك العنيدة الحمقاء دلف الشقة فبحث عن أبيه ولكنه لم يجده فعلم أنه ذهب لعمله وزوجته لم تكن موجودة أيضاً فإنها ذهبت إلى النادي تساءل قائلاً :
- وميرنا .
أجابته نعمات قائلة :
- كانت في أوضتها من شوية يا بيه .
تابع قائلاً :
- شكراً يا دادة .
تقدم وهو يرتب الكلمات التي سيلقيها على تلك الفتاة ليوبخها وبداخله بركان من الغضب طرق باب غرفتها فلم يجد أي صوت ففتح الباب لم يجد أحد بالغرفة فعلم أنها من الممكن أن تكون بالمرحاض طرق الباب قائلاً بنبرة صارمة  :
- ميرنا أنتي ياللي أسمك ميرنا  ردي عليا .
رفعت رأسها من الحوض بعدما سمعت صوته أنه أتى للتو فتحت صنبور الحوض لتتخلص من الدماء المتعلقة بها فتقدمت بضعف نحو الباب فتحته فوجدها تبدو شاحبة أمامه ولكنه لم يهتم بل وبخها قائلاً :
- أنتي فاكرة أنك كدا كسرتيني .
تابع قائلاً بنبرة تهديد :
- أقسم بالله يا ميرنا لو عملتي كدا تاني لأكون .
لم تستمع لما يقوله بل لم تشعر بجسدها الذى خر أمامه بضعف فجذبها ناحيته حتى لا تقع على الأرض الحمام الصلبة فأحتضنها قبل أن ينحني بجسده ليحملها صائحاً بالخادمة بإحضار كوبٍ من العصير أنامها على الفراش وأخذ زجاجة عطرها وضع القليل بيديه وأقربه لأنفها لعلها تستفيق من رحيق القوي احضرت الخادمة كوب العصير والماء وأعطته لحسن فأعدل رأسها ووضع القليل بفمها ولكن دون فائدة فوضع الكوب مرة أخرى على الكومود وأخذ يضغط على جبتها بقوة لعلها تشعر بالألم وتستفيق وحرك وجهها يميناً ويساراً قائلاً :
- أبوس إيديك فوقي بقي .
صاح بالخادمة قائلاً :
- أمها في أني داهية .
اجابته قائلة :
- في النادي يا بيه .
وقف مبتعداً عنها ودس يديه بجيب بنطاله فأخرج هاتفه ليتحدث إلى الطبيب ،فتحت عيونها بعدما أغلق المكالمة فجلس بجانبها مرة أخرى قائلاً :
- مالك يا ميرنا .
أمتلىء عيونها بالدموع قائلة :
- وديني لعمتو .
نظر بساعته قائلاً :
- الدكتور زمانه جاي .
دفعته بعيداً عنه محاولة الوقوف قائلة :
- وسع من وشي .
أمسكها من يديها قبل ان ترحل قائلاً :
- أنتي متخلفة أزاي هتمشي وأنتي تعبانه تعالي أترزعي بقولك الدكتور جاي .
نظرت له بضعف قائلة :
- أستناه أنت .
أساندت على الأثاث متجه نحو الباب فتابعها وهو يستشيط غضباً أوقفها قبل فتحها لباب الشقة وأسندها على الحائط قائلاً :
- أنتي غبية صح متخلفة مخك دا أيه مكانه كوتشي .
دفعته بعيداً عنها ولكنها كانت أضعف من ان تقوم بذلك فأمسك يديها بقوة قائلاً بتهكم :
- بت أنتي أتلمي بقى .
كادت أن تفقد وعيها مرة أخرى وهي تقول بترجي :
- وديني لعمتي .
حملها مرة أخرى ولكن لم يدخل بها غرفتها هذه المرة بل فتح باب الشقة بمساعدة نعمات وغادر  ...
************************************************
صاح نور قائلاً :
- الكل يروح ناحية حمام السباحة .
أرتعشت وهى تنظر للجميع وهم يتوجهون نحو حمام السباحة فأتى أحد العساكر قائلاً :
- أيه يا نور مجتيش ليه يالا .
شردت قليلاً وهى تتوقع ماذا سيحدث فإن الرجال ينزعون ملابسهم العلوية أثناء السباحة فماذا ستفعل هى بالتأكيد سينكشف سرها فالجميع سيعلم بأنها فتاة تقدمت مع الجميع وصلوا إلى حوض السباحة فنزع الجميع ملابسهم العلوية أحمر وجهها خجلاً وأزاحت وجهها الناحية الأخرى وضربات قلبها تزداد بالخفقان قائلة لنفسها :
- ماذا أفعل ؟
فإن نزلت الحوض فسينكشف سرها لعنة للحظة عقلها الأحمق الذي أحضرها لذلك المكان أخذت أنفاسها فرأته يتقدم ناحيتها فقال لها :
- أيه يا نور مجهزتيش ليه لتدريب السباحة ؟
حاولت الأ تنظر بعينيه مباشرة فيكشف أمرها أنها خائفة فقالت له بثبات :
- هجهز حاضر بس أنا عاوز أغير في الحمام .
تعالت الضحكات الصاعدة من العساكر وهم يتهامسون بسخط فرمقهم معتز بغضب فصمت الجميع دون أن يتفوه بكلمه واحدة فأردف قائلاً :
- روح طيب يا نور أجهز بسرعة علشان التدريب .
تركته وذهبت لحمام الرجال دفعت باب ودلفت أحدهم فجلست على المرحاض تنظر بنقطة ما بالباب المتسخ من الأتربة قالت لنفسها بصوت مسموع :
- أعمل ايه بس أخرج وأنزل البسين ما كل حاجة هتبان وهيعرفوا أني بنت ولا مخروجش وأقولهم أن بطني وجعاني هيتنقوروا عليا يارتني كنت موت ومجاش اليوم دا أعمل أيه بس .
ضربت بقبضتها الحائط قائلة :
- أعمل أيه ؟
لأحظ تأخره في المرحاض فتقدم لداخل ليستعجله فسمعه يقول :
-لو مخرجتيش معتز زفت دا مش هيسكت وهيقلب الدنيا ماهو مش طايق أهلي .
كور قبضة يديه محاولاً السيطرة على أعصابه فتقدم ناحية المرحاض الجالس به وطرقه بقوة قائلاً :
- أنت أخلص الكل مستنيك برة ايه هتبات في الحمام .
أرتعدت لثواني وهي تسمع صوته غاضباً ففتحت باب المرحاض فرمقه معتز بسخط قائلاً :
- بقالك ساعة ولسه مجهزتيش تعالالي هنا .
أمسكه معتز بقوة ليجذبه ناحيته قبل ما يدفعه نحو الحائط المجاور للمرحاض وهو يمسكه من ياقة قميصه ،أتسعت حدقة عيناها وهي تنظر له وقد أصبحت وجهها كلون حبة الطماطم الطازجة وهو يقول بتهكم :
- أنا اللي هخليك تخلع الهدوم دي  .
يتبع ...
#الباشمدرسة_أية_أحمد

رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن