الفصل الخامس عشر

1.3K 6 1
                                    

الفصل الخامس عشر :-
أتسعت حدقة عيناها وهو يقول لها كلمته التي نزلت كالصاعقة عليها ،أمتلىء عيناها بالدموع فتوترت ملامحها وهو ينظر لها بغضب ضرب برأسها بقوة بالأرض فتألمت بشدة وقف فضربها بجسدها وهو يركلها بغضب وكأنه يحاول أن يخرج جميع ثورته بها حاولت الصراخ ولكنها لم تعد قادرة على فعلها فخرج الدماء من فمها وأنفها من كثرة الضرب أنتهى من تخريج جميع شحنته بضربها فركلها بقوة لتتسطح مكانها وهي تدمع لم تجف عيناها ولم تعد قادرة على تحريك أطراف أصابعها فتح باب الغرفة وهو يصيح بأن يأتي له الطبيب فهرول لعنده ومعه ممرضة دلفوا لعنده أقترب منها ليرى مؤشراتها الحيوية فقال له شريف بغضب :
-تدوها دلوقتي جلسة كهربا ومن غير بنج .
ترك الطبيب يديها وأعتدل بوقفته فقال له بتضايق :
-ياشريف بيه دي نبضها ضعيف  هتموت في ايدينا كدا .
أردف الأخر في حزم :
-تموت ولا تغور في داهية اللي أقولك عليه يتنفذ .
أبتلع الطبيب ريقه وهو يردف :
-أسف مش هقدر .
نظر له شريف بغضب فأقترب منه ليقف مقابله وهو يقول له بنبرة تحمل الكثير من التهديد:
- شكلك عاوز تترمي في الشارع يا دكتور ولا أقولك السجن أولى بيك لما أعملك محضر أنك أتعديت على مراتي حبيبتي بالضرب غير الحالات المشبوهة اللي في المستشفى وأنت فاهمني أقصد أيه .
أخفض الثاني نظره عنه وهو يقول له بتتابع :
-اللي تشوفه يا شريف بيه هيتنفذ .
نظر للممرضة قبل أن يقول لها :
-نديهم برة يجوا يشيلوا المدام .
رفعت عيناها للسماء بترجي فإن كانت غير قادرة على الكلام ولكن قلبها يعلمه ربه أوقف رجاله وهو يخبرهم بأنه سيفعل بنفسه فحملها على ذراعيه  وأخذها وهي تتألم ليجهزوها لجلسة كهرباء لم يهدىء غير أنه وجد جسدها ينتفض من كثرة الألم نظرت له بضعف وهي تغمض عيناها فاقدة الوعي فحملها مرة أخرى لفراشها وهو يقول لها :
-لسه متخلقش اللي يمد أيده عليا  .
فتح عيناه وجده مازال بغرفته بالفيلا تقدم نحو الباب طرقه بقوة وهو يصيح بأن يسمحوا له بالخروج ولكن الحرس رفضوا ذلك فإن شريف أمرهم بالا يتحركون من أمام الغرفة خرج للشرفة قفز لشرفة غرفة نومه فطرق باب الشرفة تقدمت له كريمة بلهفة وقالت له :
-زياد أنت أزاي جيت هنا .
أردف قائلاً :
-طنط كريمة عاوزك تساعديني أخرج من هنا سلمى خدوها مني ومعرفش راحت فين ؟
أجابته قائلة :
-أنا سمعته وهو بيكلم أبوها وأنه هيوديهاله .
أتسعت حدقة عيناه وهو يقول لها :
-ايه ؟
حملها على ذراعيه وهي مازالت تحت تأثير المخدر دلف بها شقته فهرولت لعنده زوجته وهي تقول له بلهفة :
-بنتي حبيبتي سلمى عملت فيها أيه ؟
وضعها على الفراش بغرفة نومها حينما كانت صغيرة فجلست أمها بجانبها تمسك يديها تفرك بها لعلها تستيقظ وهي تبكي قائلة :
-قومي يا بنتي ردي عليا .
تركها وغادر الغرفة وهو يقول لها ببرود :
-أنا جعان .
صاحت به وهي تحتضنها قائلة :
-أنت معندكش بنتك مش راضية تفوق .
أجابها قائلاً :
-واخدة بنج يهد جبل خليها تتخمدلها شوية وتعالي حطيلي أكل علشان أعرف أفكر أعمل معاها أيه ؟
أستفاقت من تأثير المخدر وجدت والدتها مازالت بجانبها تمسك يديها بشدة وكأنها ستهرب فعندما تحركت أستيقظت الأخرى وهي تقول لها :
-سلمى حبيبتي أنتي كويسة ؟
أحتضنتها سلمى غير مصدقة بأنها رأتها مرة أخرى فأخذت تبكي وهي تقول لها :
-سيبتيني ليه ؟
سمع صوتها قد أستيقظت ففتح الباب الغرفة وقال لها بغضب :
-بقى يا بنت *** تعملي فيا أنا كدا .
أنكمشت على جسدها وهي تبتعد عنه فتابع قائلاً:
-مش عيلة زيك اللي تضحك على رفعت يا بنت *** ورحمة أمي لاربيكي .
أمسكت بأمها تحتمي بها كما أعتادت منذ أن كانت صغيرة فأرتعدت فأحست أمها بها فوقفت أمامه لتمنعه من ضربها فخرج حينما وقفت له زوجته فأخذتها بحضنها وهي تبكي قائلة :
-ماما أنا أسفة سمحيني .
ربطت على كتفها بحنان وهي تدمع قائلة :
-حبيبتي أهم حاجة أني شوفتك تاني .
أردفت قائلة :
-نيرة فين نفسي أشوفها .
أجابتها أمها :
-في الجيش .
أتسعت حدقه عيناها وهي تقول :
-بتقولي فين ؟
خرج من الغرفة وجدها جالسه تذاكر بالصالة فتساءل قائلاً :
-ميرنا حبيبتي فطرتي ؟
صمتت وهي تتابع في مذاكرتها فأحضر لها الطعام من المطبخ ووضع لها حبات الدواء بطبق خاص فوضعه على المنضدة بجوارها لتتناوله قبل ذهابه للمحكمة فإنه لديه مرافعة أقترب منها وقبل رأسها وغادر الشقة وذهب لعمله تركت المذاكرة وأخذت تحدث صديقاتها على الفيس بوك فوجدت أمها تحدثها ترددت بأن تجيبها ولكنها ردت قائلة :
-أزيك يا مامي .
أجابتها الأخرى :
- بخير يا قلبي وعندي ليكي خبر حلو بس دا مش هقولهولك الا لازم اشوفك .
أردفت ميرنا قائلة :
- عاوزاني أجيلك شقة أونكل .
قالت لها ريهام :
-لا تعالي النادي حسن مع فهمي دلوقتي في المحكمة لما هيخلصوا هيجولنا .
تنهدت وهي تقول :
-حاضر يا مامي هجيلك سلام .
أرتدت فستان ذو الأكمام ليداري جسدها النحيل وقفت وأتجهت نحو المرآة تنظر لرأسها التي أصبحت صلعاء تنهدت وهي تضع الحجاب لتداري ما صنعه بها الكيماوي برأسها أما عن وجهها الذي أصبح باهتاً وضعت كريم يداري عيوب الوجه من هالات سوداء أخذت حقيبتها وغادرت الشقة دون أن تتناول الفطور وتأخذ الدواء.
وصلت للنادي فأحتضنتها بشدة وهي تجلسها بجانبها كادت أن تحدثها فيما أرادت ولكن صديقتها أتت لهم فجلست بجانب ميرنا تذكرت  تلك السيدة فهي والدة ذلك الشاب الذي اراد أن يتزوجها فنظرت لها متفحصة يديها فلاحظت الدبلة بيديها اليسرى فتساءلت قائلة :
-أنتي أتجوزتي ؟
أجابتها ميرنا:
-أيوة يا طنط .
قاطتتها ريهام  :
-أتجوزت حسن أبن فهمي .
لوت الأخرى شفتيها فهي علمت لما وقف ضد أبنها حينما تقدم لخطبتها فنظرت لهيئتها ولباسها الفضفاض غير الذي رأتها به في المرة السابقة فلابد وأنه من أجبرها على إرتداءه ظلت صامتة وهي تنظر لهم وهم يتحدثون فثرثرة السيدات لا تتوقف رن هاتفها المحمول فأجابت حسن قائلة :
-ايوة يا حسن .
أجابها قائلاً :
-أنتي فين أيه الدوشة اللي عندك دي ؟
أردفت وهي تقول له :
-أصل مامي أتصلت بيا وخليتني أجي النادي أنت مش هتيجي .
لم يمهلها فرصة لتحدث بل أغلق المكالمة دون أن يقول كلمة :
-سلام .
نظرت لها ريهام فتساءلت :
-مالك ؟
أجابتها قائلة :
-مفيش سلامتك .
مر حوالي ساعتين حينما وجدته أتي لعندهم مع والده فشعرت صديقتها بالحرج من الجلوس معهم فستأذنت بالذهاب لاحظ حسن بأنها والدة ذلك الشاب الذي تقدم لها من قبل فأمسك ذراعها وهو يقول بتهكم :
-قومي عاوزك .
وقفت فأمسك يديه أبيه ليجبره على الجلوس فأخبره قائلاً :
- مش هنتأخر يا بابا .
أخذها وأبتعدوا عنهم قليلاً فأوقفها قائلاً بغضب :
-أظن أنك متجوزة راجل مش خروف يعني لما تنزلي مفروض تعرفي جوزك مش تنزلي بمزاجك كدا أيه ملكيش كبير .
قالت له بتضايق :
-أنت بتقول ايه مامي قالتلي أنك مع أونكل وهتيجوا على النادي فحبيت أني أجي أفك عن نفسي شوية مش أكتر .
نظر لها بغضب وهو يتابع :
- وأنتي أمك معلمتكيش أنك متخرجيش قبل ما تستأذني جوزك يسمح بدا ولا لا .
فأخفضت رأسها قائلة :
-أسفة يا حسن حقك عليا أنا فعلا غلطانة تحب أننا نمشي مش هقولك لا .
زفر بشدة وهو يقول لها :
-الست الحيزبونه دي كانت عاوزة منكم ايه ؟
أجابته قائلة :
-كانت قاعدة مع مامي قبل ما تيجوا وبس .
تنهد قبل أن يكمل متساءلاً :
-مرخمتش عليكي ولا قالتلك حاجة ؟
اومأت بالرفض فأخذها من يديها وعادوا لوالده فأنه لاحظ بأنهم يراقبونهم فجلسوا بجانب بعضهم البعض قال لهم فهمي :
- تاكلوا ايه ؟
أردف حسن قائلاً :
-أحنا مش عاوزين يا بابا كلوا أنتم أنا شوية كدا هاخد مرمر ونروح .
قاطعته ميرنا  :
-أنا هاكل معاكم .
أمسك يديها بشده فأنتبهت له فنظر لها بغضب فهي تعلم بأنها ممنوعة من الأكلات السريعة الجاهزة وأنها لا تأكل سوى الأكل الصحي المسلوق ولكنها قالت لفهمي :
-أنا عاوزة أكل سمك مشوي .
أردف حسن قائلاً :
-لا .
فأنتبه له الجميع فتابع :
- علشان أنا هأكلها بكرة سمك فبلاش سمك مشوي .
قال له أبيه بأن يتركها تأكل ما تريده فتضايق حسن منها ولكنه حاول التماسك فتناولوا الطعام فتناولت ميرنا الكثير وكأنها لم تأكل سمك منذ سنوات حاول أن يمنعها ولكنها أكلته كله فبعد الغداء قالت ريهام :
-فيه خبر حلو عاوزة أقولهلكم .
أبتسم فهمي وهو يستحثها بأن تخبرهم فقالت :
- كلها كام شهر وهيبقى ليكم أخ صغنتوت .
أتسعت حدقة عيناها أمسكت بمسند الكرسي بشدة حاولت ألتقاط أنفاسها فقال لها حسن :
-مبروك يا مدام ريهام ربنا يقومك بالسلامة .
وقفت ميرنا وهي تقول لحسن :
-يلا نروح .
أمسك حسن يديها وهو يقول لها :
- طيب أقعدي يا ميرنا شوية وهنروح .
أخذت أنفاسها وهي تقول له :
-أنا هستناك في العربية .
حاول حسن وفهمي أوقفها ولكنها كانت سريعة جداً فأعتذر لريهام وأخذ مفاتيحه ليلحقها وقفت بجانب سيارته حتى أتى أليها ففتح لها السيارة وأركبها فيها جلست بها فظلت صامتة فقال لها بغضب :
-ممكن أفهم أيه اللي هببتيه دا فيها أيه لما أمك تخلف من أبويا .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول له :
- مفهاش يا حسن أنا غلطانه  أرتحت .
زفر بشدة وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دلف بها الشقة فوجد الطعام كما هو حتى الدواء لم تتناوله دلف وراءها الغرفة قبل أن تبدل ملابسها فقال لها بغضب :
-مكلتيش ليه والدواء دا متخديش ليه ؟
أعطته ظهرها وهي تنزع الفتسان عنها فظهر قميص نومها أسفله فأمسكها من ذراعها بقوة ليجبرها على الأستماع له :
-أنتي مش بكلمك .
صاحت به قائلة :
-مش هاكل الأكل دا تاني ولا هاخد الدواء اللي بياكل في جسمي ولا بيشفي مش هخده مش عاوزة أتعالج .
أمسكها من ذراعها بقوة وهو يقول لها بنبرة تهديد :
-ماهو مش بمزاجك أنتي هتتعالجي غصب عن عين اللي خلفوكي .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تصيح به :
-مش هتعالج واللي عندك أعمله يا حسن أنا تعبت بقى حرام عليك أنت مش حاسس بيا ليه ؟
قال لها بغضب :
-صوتك ميعلاش عليا علشان ميبقاش معاكي تصرف تندمي عليه وهتتعالجي أن شاء الله حتى أحبسك في الشقة زي الكلبة لحد لما تتعالجي ما دي مش حياتك لوحدك دي حياتي معاكي وعيشتنا احنا الاتنين .
دفعته بعيداً عنها وهي تردف بغضب :
-هي دي عيشة فين العيشة دي أنا مش شايفاها أنا مش شايفة غير المرض والحزن والوجع كان نفسي تملئها معايا بالفرح بس أنت مش عاوز عجبك أمي هتخلف وهتفرح بأبنها أنت بقى مش عاوزني أخلف ليه يا أخي حرام عليك مش أنا من حقي أبقى أم زي أي واحدة .
أمتلىء عيناه بالدموع وهي تقول له :
-أنا عارفة أن عمري قصير بس نفسي أجبلك عيل يفكرك بيا ومتنسنيش .
أعطاها ظهره قائلاٍ بتضايق :
-مين قالك أني عاوز أطفال أنا مش عاوز أحنا كدا سعداء وأنا كدا مبسوط .
تابعت كلامها بإستنكار :
-مين قالك أني أنا بقى مبسوطة أنا مش مبسوطة معاك من غير خلفة مش مبسوطة وانا شايفاك بتديني كل يوم أدوية تمنع عني الحمل علشان عمتي حذرتك من الخلفة بس أنا مش هاخد حاجة يا حسن ولو خلتني اخد  حبوب منع الحمل تاني ل هسف الشريط كله وأموت نفسي وأخلص من الدنيا دي .
أمسك ذراعها ليهدئها فأنه لاحظ بأن وجهها أزرق من كثرة الصياح به فأبعدت يديه عنها بقوة قائلة :
-متلمسنيش أنت مش بتفكر غير في نفسك وأزاي تبقى سعيد معايا أحب أقولك أنك بتدبحني فكر فيا أنا كمان أزاي أبقى سعيدة زي ما انت سعيد معايا  .
تركته وتمددت على الفراش وهي تبكي فتركها وغادر الشقة سمعت صوت الباب وهو يغلقه بقوة خلفه فأن كلامها طعن قلبه لم يعرف الى أين سيذهب فأن الدنيا أصبحت سوداء أمامه فلم يجد بعقله غير صديقه فادي أتصل به وأخبره بأن يجلس على المقهى فأتى أليه فظل يحدثه عما حدث معها ليستشيره كيف يتصرف معها فأنها خطر عليها الحمل ومع ذلك تصر عليه لم يعلم ماذا يفعل معها فقال له فادي :
-اللي لاحظته أن مراتك عنيدة مش هتستجيب لاي كلام.
تنهد حسن وهو يقول :
-أعمل أيه ؟
قال له فادي :
-خليها تحمل .
أردف حسن بإستنكار :
- يابني إنت مجنون بقولك غلط عليها جسمها مش هيتحمل الكيماوي والحمل .
أردف الأخر قائلاً :
-أسمع مني وأشتري وأنا هقولك تعمل ايه ؟
أشتد المساء حينما دلف الشقة وجدها جالسة تذاكر جلس بجانبها وهو يقول لها:
- أنا موافق على أنك تبطلي حبوب منع الحمل ولو عاوزة تخلفي مش همنعك تاني بس تكوني أنتي راضية .
نظرت له بفرح وهي تقول له :
-أنت بتقول أيه يا حسن يعني أنا مش هاخد منع الحمل تاني .
أبتسم لها وهو يخبرها بالرفض فأحتضنته بشدة وهي تبكي قائلة :
-ربنا يخليك يا حسن أنت فعلاً زدت في نظري .
أردف قائلاً :
- أنا حققلك شرطك بس أنتي كمان تحققي شرطي .
أبتعدت عنه قليلاً ونظرت له بتوتر :
-ايه هو ؟
أجابها بنبرة جامدة كالثلج :
-أنك تكملي جلساتك .
أبتعدت عنه ووقفت كادت أن تدخل غرفتها ولكنه أوقفها قائلاً :
-ردك أيه ؟
ألتقطت أنفاسها وهي تجيبه بيأس :
-اللي تشوفه أعمله مبقاش فارقة خلاص .
في صباح اليوم التالي تركها بعدما أعدل لها الفطور ودواءها الخاص وصمم أن تتناوله أمامه
فلم تمانع بذلك فتركها وغادر بعدما أخبرها بأنه سيذهب للجامعة وسيتأخر عليها فيمكنها تناول الغداء بمفردها لم ترد عليه بل أنه تركها ورحل الوحدة تسيطر عليها فلو كان لديها طفلاً لأخذ وقتها شعرت بالحزن بأنها قامت بتضايق على والدتها فأمسكت هاتفها وأتصلت بهافقالت حينما أجابتها الأخرى :
-أنا أسفة .
أبتسمت الأخرى في فرح وهي تقول لها :
-حبيبتي متتأسفيش محصلش حاجة يا ماما بكرة ربنا يرزقك وتجيبيي أولاد كتيرة يملوا عليكي حياتك .
أبتسمت بسخرية وهي تقول لها :
-معاكي حق .
أخذت الأخرى توصيها على حسن وكيف تتعامل معه بالحسنة حتى لا يهملها وينزل لفتاة غيرها فأستمعت لها ميرنا بأهتمام قبل أن تغلق معها المكالمة شعرت بأن كلام أمها على حق فبالتأكيد لن يتحمل حسن معاملتها السيئة والجافة له فهي لا تشعره بأنه متزوج منها أرادت أن تفاجأه فبدلت ملابسها وأرتدت فستان فضفاض ذو اللون الأحمر وحجاب به ورود مزيج من الأحمر والأبيض خرجت من شقتها بل من المنطقة بأكملها وركبت سيارة أجرة لتوصلها للجامعة لديه
وصلت لعنده بعد وهلة دلفت الجامعة بعدما سمح لها رجال الأمن بالدخول فإنهم يعلمون بأنها زوجة المعيد حسن فهمي في كلية الحقوق
تقدمت نحو غرفة المعيدين وهي فرحة مبتسمة
وقفت أمام الغرفة فوجدته يتحدث مع زميلته تنظر له وعيناها تلمع كالنجوم طرقت باب الغرفة فأنتبه لها حسن وقف وأبتسم لها بفرحة بأنها أتت لعنده فدلفت لعندهم نظرت لتلك الفتاة فقال لها حسن :
-أظن أنكم عارفين بعض .
أبتسمت لها ميرنا وأمدت لها يديها لتصافحها فصافحتها الأخرى فقال لها حسن :
-ايه يا حبيبتي اللي جابك ؟
نظرت له قبل أن تردف قائلة :
-حبيت أعملك مفأجاة يارب بس مكنش كنت تقيلة عليك .
تركته وغادرت الغرفة فلحقها وأوقفها ليقول لها :
-حبيبتي أوعي تفهمي غلط أنتي نورتيني بجد تحبي أستأذن وأجي اوصلك .
أمسكت ساعده وهي تقول له تابعة :
- أدخل شوف شغلك أنا عارفة هروح أزاي .
تركها تغادر فعلم أنها تضايقت من كلامه مع زميلته ولكنها صمتت لم توضح لما أتت فجأة ولما رحلت هكذا دلفت شقتها ألقت الحقيبة بالأرض نزعت الحجاب الذي يغطي رأسها بقوة وهي تقول لنفسها :
-أكيد بيحبها عنيها كانت بتلمع أنا شوفتها مفيش واخدة هتبص لواحد كدا اذا مكنتيش بتحبه .
جلست على الفراش وأخذت تبكي بشدة فأتصل بها ولكنها لم تجيبه بل أغلقت الهاتف استأذن بالإنصراف ورحل لعندها فوجدها جالسة تبكي أقترب منها فتساءل :
-مالك يا حبيبتي ؟
أردفت قائلة :
-حسن قولي بصراحة أنت بتحبها قولي ومتكدبش عليا .
أجابها قائلاً :
-أهدي أنتي منفعلة ومش هينفع نتكلم دلوقتي مع بعض
صاحت به وهي تتابع :
-قولي بتحبها صح .
أردف بتضايق :
-هو انا لما أقعد مع زميلتي في الشغل أبقى بحبها أنتي مجنونه يا بنتي أكيد لا .
جليت على الفراش مرة أخرى وهي تشيح بوجهها الناحية الاخرى وهي تدمع فأقترب منها ليمسك يديها قائلاً :
- محديش في قلبي صدقيني أنا لو كنت عاوزها كنت أتقدمتلها من زمان من قبل ما أشوفك .
نظرت له وهي تقول له بدموع :
-بس هي مش زي يا حسن بص عليا كويس وهتعرف أنها مش زي .
قال لها بإستغراب :
-مش زيك ازاي ؟
أجابته قائلة :
-علشان ظروفي .
قاطعها قائلاً :
-أنتي أحسن منها في نظري ولو هيرجع بيا الزمن تاني هحبك تاني وهتجوزك بردو .
دفعت وهي تنظر له فتابع بمزاح :
-يابت انتي مراتي .
ضحكت فمسح لها دمعها قبل أن يقربها أليه ليضمها قائلاً :
-قلقتيني عليكي .
تركها نائمة وخرج من الشقة وهو يعلم بأنها تغار عليه أبتسم بفرح بأنها تحبه بمثل ما يحبها فأراد أن يقدم لها شىء يفرحها ولكن ماذا سيحضر لها.
طرق باب غرفته بقوة ففتح له الحرس وهما يقولون :
-فيه ايه عامل دوشة ليه ؟
وجدوا زياد ملقاه على الأرض متعرق بشدة غير قادر على أخذ أنفاسه فأقترب منه أحد الحرس وهو يحرك بوجهه ويحرك بصدره بحركة دائرية ليستطيع التنفس ولكنه لم يستطيع فأمر الأخر بأن يذهب ليجلب أبيه دلف شريف لعنده فلحقته زوجته وأخته الصغرى فرك أبيه بيديه ليجعله يستفيق فقال للرجاله :
-شيلوه نودي المستشفى .
خرجوا به ففركت كريمة يديها بتوتر فأن زياد لم تصيبه تلك النوبة منذ زمن فقالت لها الصغيرة :
-زياد ماله يامامي .
وصلوا المشفى  فقاموا الأطباء بالفحص فأخبروا شريف بأن ليس هناك داعي للقلق فأنه سيصبح بخير ولكنه يحتاج للراحة دلف غرفته فوجده نائم يخترف بأسمها فجلس بجانبه ينظر لتعبيرات وجهه المتهكمة .
وضعت لها الطعام ولكنها رفضت تناوله بل ظلت جالسة تدمع في صمت فأقتربت منها وتساءلت :
-مالك يا سلمى فيكي ايه ؟
دمعت الأخرى وهي تقول لها :
-عاوزة أمش من هنا .
أردفت أمها في حزن وهي تقول :
-ليه يا سلمى أنا مصدقت لاقيتك يابنتي .
أخذت أنفاسها وهي تقول لها :
-عاوزة أشوف زياد أنا حاسة أني مخنوقة .
دلف لعندها رفعت فصمتت فقال لها بغضب :
-تعالي معايا .
أردفت قائلة :
-هتوديني فين ؟
أجابها قائلاً :
-هنروح للمحامي يرفع دعوة طلاق .
أمسكت بيد أمها وهي تقول له :
-أنت بتقول ايه أنا مش عاوزة أطلق من زياد .
أجابها بتهكم :
-مش بمزاج أهلك هتيجي معايا للمحامي يعني هتيجي معايا لاما أقسم بالله لهتصرف معاكي تصرف يندمك على السنين اللي هربتي فيها منا .
أخذت أنفاسها بصعوبة وهي تراه يخرج من الغرفة وأمها تمسكها لتهدئها فلم يمر الكثير حتى فقدت توازنها ووقعت بأرضية الغرفة .
راقبته وهو يدلف المكتب قبل أن ينظر لها ولكنه تجاهلها وأكمل طريقه ظلت جالسة في الساحة التدريب وقد أشتد الليل إظلام شعرت ببرودة الهواء من خلفها راقبها من بعيد قبل أن يتقدم ناحيتها فوضع عليها معطفه وهو يقول لها بتهكم :
- الجو برد ياريت تروحي تنامي علشان تدريب بكرة .
كاد أن يرحل فوجدته تمسك بيديه لتستحثه على الجلوس فجلس بجانبها وجدها تقول له :
-متزعليش مني أنا مقصديش أزعلك والله مقصد .
أردف قائلاً :
-محصلش حاجة يا أنسة نيرة أنا نسيت الموضوع أصلا بعد أذنك علشان هدخل أنام وياريت تعملي انتي كمان كدا أحنا مش عاوزين يجلك برد واتسأل عليكي .
تركها وغادر ليدلف غرفته تركت المكان وكادت أن تدخل لغرفتها فأوقفها ذلك الطبيب وهو يقول لها :
-ايه اللي مقعدك برة كل دا ؟
نظرت له ولم تجاوب بل كادت أن تدلف لغرفتها ولكنه قطع طريقها حينما وقف مقابلها ينظر لها بنظرات ضايقتها فقالت له :
-عديني لو سمحت .
أردف قائلاً بخبث :
-هو حلو لمعتز ووحش ليا .
دفعته عن وجهها قائلة بغضب :
-ألزم حدودك وإلا وربي لامسح بكرمتك المكان كله .
أوقفها قائلاً :
-ياريت تعمليها وأنا أقول أن أنتي بنوتة وقاعدة منورانا في المعسكر .
دلفت الغرفة وأغلقت بوجهه الباب بقوة فأبتسم وهو يقول :
-مسيرك تقعي ولا حد يقدر يسمي عليكي .
خرج الطبيب من غرفتها وهو يعطي للرفعت ورقة بها بعض من المقويات فقال له رفعت في فضول :
-هي عندها ايه يا ضاكتور .
أردف قائلاً :
-مجرد هبوط .
دلف لعندها فأشار لأمها بأن تتركها وتأتي لعنده فأخبرها بأنه يحتاج للنقود لكي يعطيها للطبيب ويحضر بها العلاج فأمدت يديها له بالمال قائلة :
-دا كل اللي معايا .
نظرت لهم سلمى وعيناها تمتلىء بالدموع فأمسكت بها أمها لكي تهدئها فوجدتها تبكي بشدة أعطى الطبيب قدر من المال ونزل ليحضر لها الدواء  فصعد بهم أمد لها يديه به قائلاً :
- خدي يا روح أمك .
نظرت له وأمسكته أمها منه وقالت له:
-أنا هديهولها يا رفعت .
قال لها بغضب :
-أنتي اللي مدلعاها لولا دلعك مكنتيش هربت وجبتلنا العار .
فتح عيناه فوجدهم حوله فقال بصوت ضعيف :
-سلمى .
أردف أبيه بتضايق لزوجته:
- خدي بنتك وأخرجي وسيبيني معاه .
خرجت لأمره فأقترب منه وجلس بجانبه وهو يقول :
- أنا عاوزك تنسى البنت دي طلعها من دماغك .
نظر له بغضب وهو يقول :
-أنسى أيه مراتي ليه هو أنا قليل الأصل زي ناس رمت مراتتها في مصحة ولا بيعبروهم وتقول أنسى مفتكرش أني أعملها أنا معملش كدا ولو دبحتني .
صك أسنانه مع جملته الأخيرة قبل أن يهتف به بغضب :
-دي تربية الشوارع والملاجىء أنت أتجننت هتجيب واحدة **** وتقعدها معانا على أساس أنها مننا وهسيبك تعملها .
كور قبضة يديه وهو يقول له بغضب :
-مسمحلكش أنك تقول عنها كدا اللي بتتكلم عنها دي عرضي وأنا مقبلش حد يتكلم عنها نص كلمة حتى لو كان .
تابع بتهكم :
-أنت.
أزاح عنه الغطاء وكاد أن يبتعد عنه وهو يقول له :
-هجيبها غصب عن عين الكل دي مراتي وأنا أحق بيها .
وقف شريف خلفه وهو يقول له بخبث :
-أنت فاكر أن ممكن أسيبك تمشي وتروحلها .
نظر له زياد بغضب فوجده يكمل :
- أنا شاكلي قصرت في تربيتك وهربيك من جديد .
دلف رجاله الغرفة فأمرهم بأن يأخذوه رغماً عنه للفيلا لم يهتم بأن أبنه أصبح بخير أم لا كل ما شغل عقله كيف سينهي ذلك الجواز الذي اتى عليه بالإجبار حبسه في غرفته السجين له أربع جدران كلما جاهد بكسر ذلك الباب فشل فإن جسده مازال ضعيف ألقى بجسده على الفراش وهو يضع يديه على قلبه ينظر للسماء ليناجي ربه فهو من قادر على أن يجمعهم مرة ثانية .
حرك بجسدها لتستيقظ ولكنها كانت ناعسة كثيراً قبلها من وجنتيها ليجبرها على الإستيقاظ وبالفعل فتحت عيناها وهي تقول له :
-ايه يا حسن فيه ايه ؟
وضع على فخذيها حافظة فستان فأبتسم لها وهو يقول :
-ممكن تقومي تقيسي دا .
فتحت تلك الحافظة فلاحظت اللون الأبيض الغالب على الفستان فقالت له بإستغراب :
-دا ليه ؟
أجابها قائلاً :
-ياستي قومي قيسي مش هتخسري حاجة يلا بسرعة .
أعتدلت واقفة وبدلت ملابسها بذلك الفستان فوقفت أمامه وهي تتحرك به فرحة قائلة :
-حلو اوي الفستان دا بتاع مين ؟
أجابها مبتسماً :
-مرمورتي حبيبتي .
شهقت بفرحة وهي تضع يديها على وجهها قائلة :
-معقولة دا بتاعي أنا دا جميل أوي .
نظرت لهيئتها بالفستان بالمرآة فهو طويل عاري الأكتاف ضيق من ناحية الصدر والخصر فضفاض من الأسفل أقترب منها وهو يحتضنتها من ظهرها قائلاً :
-حلو ؟
اومأت بإيجاب فقالت له متساءلة :
-ليه جبته أنا مقولتلكش هات فستان .
وضع يديه على فمها لتصمت وهو يقول :
- نعتبر أنهاردة ليلة فرحنا أنا معملتلكيش فرح زي أي بنوتة أها هي الخطوة دي أتاخرت بس أنا مكنتيش ناسيها .
ربطت كفيها معاً حول رأسه وهي تقول :
-بس هنعمل ازاي فرح والفستان عريان كدا ولا ايه يا شيخ حسن .
ضحك وهو يتابع :
-أكيد مش هنزلك كدا وفرحنا يعني فرحتنا أحنا الأتنين بس مش فرحة الناس يعني أحنا اللي مفروض نفرح .
أخرجها بالصالة وأحاطها من خصرها لكي ترقص معه فقالت له :
-مفيش موسيقى يا شيخ .
أبتسم وهو يتابع بمزاح :
-ياشيخة تخيلي .
ضحكت وأحتضنته وهو يرقص معها فقالت له :
-حسن أنا بحبك أوي .
رفع رأسها لتنظر لعيناه وهو يجيبها :
-وانتي كل حياتي أنا مقدرش أبعد عنك وأوعي تفكري أني أقدر أبص لوحدة غيرك  .
قبل رأسها بحنو فقالت له :
-ربنا يخليك ليا ويباركلي في عمرك .
أجلسها على الكرسي وظل ينظر لها بحب فقالت له  :
-نفسي أبقى زيك يا حسن أبقى قريبة من ربنا تعلمني الصلاة أتوضأ ازاي خد بأيدي .
أبتسم لها بفرح وهو يقول لها :
-بس كدا من عنيا الأتنين دا أنا هعلمك تصلي وهحفظك قرآن كمان .
أردفت قائلة بفرحة :
-أنت اللي هتحفظني قرآن وهتقولهولي بصوتك .
أجابها قائلاً :
-أومال عاوزاني أوديكي عن شيخ يحفظك لا يا ستي أنا بغير عليكي أنك تسمعي حد يقول قرآن غيري .
ضحكت فقال لها :
-تيجي دلوقتي نصلي مع بعض العشاء لسه مأذنة .
اومأت بإيجاب فأخذها ليعلمها كيفية الوضوء الصحيحة حتى أنتهت فأخرجها وجعلها تبدل فستانها لترتدي ملابس تليق بالصلاة بعدما أخبرها ماذا ستقول وكيف تصلي وقف فوقفت ورائه أخذت أنفاسها حينما قال :
-الله اكبر .
شعرت بأن قلبها يطرق بقوة كمن يتسارع للخروج من صدرها حينما سجدت أول سجدة أحست بأن الهموم كلها أختفت فوقعت بالأرض أخبرها حسن بأنها إن أرادت أن تكلم ربها فالأفضل أن تكلمه في السجود فيكون قريب لها أخذت تكلم ربها وتبكي على كثرة المعاصي التي أرتكبتها تلك السنين الطويلة التي لم تعرف بها معنى الصلاة غير تلك اللحظة أخذت تبكي فسمع صوت بكاؤها فأكمل حتى أنتهى فوجدها مسحت دموعها وهي تقول له :
- ياريتني كنت أعرف أصلي من زمان ولا كانت أمي علمتني وعوديتني عليها .
أردف قائلاً :
-أبدئي من دلوقتي وصدقيني هتلاقي نفسك مرتاحة كتير في حياتك .
تنهدت بإرتياح وهي تقول له :
-فعلا أنا مرتاحة أوي دا لاني ربنا كرمني بيك يا حسن  .
أبتسم لها وقال  تابعاً :
-يلا نقرأ قرآن .
في اليوم التالي تقدمت نحو مكتبه وهي تجر حقيبة ملابسها لتقول له وهي تمد يديها بورقة :
-اتفضل .
أردف قائلاً :
-أيه دا ؟
أجابته قائلة :
-أجازة عاوزة أنزل اشوف أهلي .
نظر لها نظرة قوية قبل أن يتابع بتهكم :
-وانتي مين صورلك أني هوافق على الأجازة دي روحي على تدريبك يا مجند .
نظرت له بغضب قبل أن تتركه وترحل من أمامه بدئت التدريب مع العساكر فأشرف معتز على ذلك التدريبات حتى أتى أليه نور فقال له :
- معاد الكشف الطبي على العساكر .
أردف معتز بإستنكار قائلاً :
-دا وقته ؟
أجابه نور قائلاً :
- دكتور كبير جيه يتابع الحالة الصحية للعساكر والتقرير هيبقى مع سعد بيه .
نظرت له فأمتلكها الرعب فأنها حتماً سيكشف أمرها ،وقفت في الطابور منتظرة ذلك الفحص الطبي تتصبب عرقاً من شدة الخوف تحاول ألتقاط أنفاسها كادت أن يأتي دورها بالفحص ولكن بلحظة جذبها معتز أليه فكادت أن تصرخ ولكنه كتم أنفاسها قائلاً :
-هشش هتفضحينا .
أخذت أنفاسها بصعوبة فشعرت بأنها لا تستطيع النفس بشكل أفضل من ضيق المكان وتقربه الشديد منها وهي بين ذراعيه حتى هوت بيديه فدلف بها حدى الغرف دون أن يشعر به أحد تركها على كرسي تستعيد وعيها فوقف أمامها وقال لها بخبث:
-أنتي كويسة ولا أروح أجبلك الدكتور .
أمسكت يديه وهي تقول له :
-لا أنا كويسة متجبش حد .
أزاح وجهه عنها وهو ينظر بساعة يديه فقالت له :
-أنا أسفة يا معتز ياريت لو نفضل أصحاب .
أقترب منها قبل أن يردف قائلاً :
- تفتكري الحب هيجي بعد الصحوبية ؟
وقفت فكادت أن ترحل ولكنه أمسكها من يديها ليمنعها من الخروج وهو يقول :
-مينفعش تخرجي الدكتور لسه مخلصش خليكي هنا لحد لما أجيلك .
تركها وغادر الغرفة بعدما أوصد الباب خلفه فأخذت أنفاسها مرة أخرى بتوتر من جملته التي ظلت تتردد في ذهنها :
-تفتكري الحب هيجي بعد الصحوبية.
كورت قبضة يديها وهي تردف قائلة :
-هو موجود يا معتز  بس راجع لحد تاني .
مرحوالي شهراً أو أكثر بعدما أخبرته بأنها تحتاجه كصديق فلم يمانع فإن أغلب قصص الحب تأتي من الصداقة أما عن ذلك الطبيب الذي يحدقها بنظرات تضايقها بين الحين والأخر تحاول أن تتجاهلها فإن ليس هناك الكثير حتى تعود من حيث أتت وتنهي مشروعها لتأخذ مكافأة كبيرة من العمل وتتزوج أبن خالتها مدحت .
أخذت تسعل وهي تفرغ ما بجوفها دمعت عيناها وهي صدرها يألمها بشدة من أخر جلسة صنعتها ظل واقفٍ بخارج المرحاض ينتظرها بتوتر فقالت له ببكاء :
- روح شغلك يا حسن ملكش دعوة بيا .
أمسك هاتفه وهو يقول لها :
- شغل ايه وانتي تعبانه أنا هكلم عمتك تيجي تشوفك .
خرجت وهي تمسك به فأحطها من ظهرها حتى لا تقع فتابعت :
-وديني أنام أنا محتاجة النوم .
أغلقت عيناها في لحظة وهي تفقد وعيها من شدة الألم بين ذراعيه فهلع قلبه عليها وحملها مسرعاً ليداري جسدها نحو أقرب مشفى جامعي للمنطقة فدلف بها الطوارىء قال للطبيب وهو يلهث  :
-هي هي كانت بترجع جامد بقالها فترة وسخنة .
أخبره الطبيب بالأ يقلق وينتظره فقط بالخارج حتى يفحصها فأنتظر حسن في الأستراحة وهو متوتر أتصل بصديقه فادي وأخبره بأنه بالمشفى فأخبره  بأنه سيأتي لعنده .
خرج الطبيب وهو يقول للممرضة :
-التحليل دي تتعمل دلوقتي حالاً .
أقترب منه حسن وتساءل قائلاً :
- خير يا دكتور هي كويسة ؟
أردف قائلاً :
-متقلقش هي هتفوق كمان شوية  .
أتى لعنده فادي مهرولاً وهو يقول بتساءل :
-فيه ايه ايه اللي حصل ؟
أجلسه حسن وجلس بجانبه وهو يخبره بأنه أجبرها على تلك الجلسة منذ يوم فكانت تشعر بأنها ليست بخير ولكنها لم تخبره حتى أشتد عليها التعب طوال الليل من الغثيان فهون فادي عليه قائلاً :
-متقلقش جلسة الكيماوي بتعمل غثيان  هتبقى كويسة  .
تنهد حسن وهو يقول :
-يارب .
فتحت عيناها ببطء بحثت عنه ولكنها لم تجده فرددت أسمه حتى خرجت الممرضة تنادي عليه ليدلف ويراها فدلف لعندها وأخبره فادي بأنه سيتحدث مع الطبيب أقترب منها وأمسك يديها ليقول لها :
-كدا تقلقيني عليكي أنا زعلان أوي .
أبتسمت له وهي تقول :
-انا بخير يا حبيبي متقلقش عليا انا بقيت زي القردة اهو .
قال لها مازحاً :
-متظلميش القردة .
أزاحت يديها وهي تريد أن تضربه فضحك فتألمت أمسك يديها وقبلها وهو يقول لها :
-خلاص حقك عليا أنا بهزر معاكي  .
طرق باب الغرفة فدلف فادي لعنده وقال له :
-حسن عاوزك .
تركها وتقدم للخارج لعنده وهو يتساءل ما سبب الذي يريده به فقال له :
-مراتك حامل .
أبتسم بفرحة قبل أن تتحول تلك الأبتسامة الى العبوس وهو يقول له :
-حامل ؟
أردف فادي قائلاً :
-أنت يابني مش قولتلك حطلها الحبوب في العصير.
أخبره بأنه فعل ذلك بالفعل ولكنه لا يعلم إن كانت أحتست العصير بيوم ما أم لم تفعل ،أزاحت من يديها أبرة المحلول قبل أن تخرج له وهي تيتند علي مسند الباب فتقدم لعندها وضمها أليه فقال لها فادي :
-ايه اللي قومك يا مدام بس وانتي لسه تعبانه .
أجابته قائلة وهي تنظر لزوجها :
-أنا كويسة روحني يا حسن لو سمحت .
تنهد حسن وهو ينظر لفادي فأركبها السيارة ووقف قليلاً مع صديقه وهو يخبره بأنه يجب أن يخبر طبيبتها بذلك الأمر فشكره حسن على وقفته معه وركب سيارته ورحل ظل شارداً طوال الطريق يينما هي كانت قد نعست على الكرسي الجالسة عليه بعدما ذهب بها للبيت أتصل بشيرين وقال لها :
- ميرنا تعبانة أوي ومحتاجك تزورينا .
أردفت قائلة :
-مقولتليش ليه أنها تعبت بعد الجلسة ؟
أجابها قائلاً :
-ميرنا حامل  يا دكتورة .
قالت له بتضايق :
-انا جيالكم يا حسن .
أغلقت معه المكالمة وأتجهت لعندهم بعد حوالي
ساعتين جلست معه بعدما فحصتها  فأردفت بغضب :
-أنا مش قولتلك مفيش خلفة لحد لما تبطل كيماوي أنتم ليه مش بتسمعوا الكلام .
أجابها قائلاً بتبرير :
-والله كنت بديها الحبوب اللي كتبتيها ولما حلفت أنها متخدهاش كنت بحطهالها في العصير بس دي أرادة ربنا ملناش دخل فيها .
زفرت من شدة غضبها وهي تقول له :
-هنضطر نوقف جلسات لحد لما يمر شهر او شهرين والجنين يكبر علشان ميجلهوش تشوهات ويارب ميكونش كيماوي امبارح قصر عليها بس أكيد قصر دي في فترة الأولى من الحمل أنا مش عارفة أعمل معاكم ايه بجد تعبتوني .
أمتلىء عيناه بالدموع وهو يقول لها :
- طيب والعمل يا دكتورة؟
أجابته قائلة :
-أنا مش هرد يا حسن برحتكم بقى أنتم الأتنين دي لو تعبت من الحمل ومن وقف العلاج أنا مليش دعوة أنا حذرتكم كتير لحد لما تعبت ومفيش فايدة فيكم برحتكم خالص بعد أذنك .
أخذت حقيبتها وغادرت حاول أن يهدىء من أفعالها ولكنها لم تستمع له ورحلت فدلف شقته وغرفته مرة أخرى نظر لملامحها الهادئة فأقترب منها ووضع يديه على رأسها قائلاً :
- يارب يبقى بخير  .
نزلت مع أمها للشارع فإن والدها حلف بالطلاق إن خرجت بمفردها من باب الشقة فسيطلقها بعدما علم بأن زياد يريد أن يأخذ زوجته فلم يعطيه الحق في ذلك حتى رفع عليه دعوة طلاق
أتصلت برقم هاتفه فأجابها حينما أستمعت لصوته دمعت وهي تقول له :
-ايوة يا زياد أنا سلمى .
أردف قائلاً بلهفة :
-حبيبتي أنتي بتكلميني منين وانا أجيلك ؟
أخبرته على مكانها هي وأمها وأوصته بالأ يتأخر فأخذ هاتفه وهرول للخارج الفيلا ليركب سيارته
أمسكت أمها يديها وهي تقول لها :
-طيب أقعدي على الرصيف لحد لما يجي بلاش تقفي كدا .
دمعت وهي تقول لها :
- متخفيش أنا مش تعبانه .
لم يمر سوى نصف ساعة حتى وصل لعندها ضمها أليه في شوق ولهفة فدمعت بحضنه وهي تقول له :
-وحشتني اوي .
أمسك يديها وقال لها  :
- عاملة أيه عند رفعت ؟
نظرت لأمها قبل أن تردف :
-انا كويسة.
أخبرتها أمها بأنها ستنتظرها بخارج المحل فأبتعدت عنهم فقالت به بتتابع :
-  طمني عليك عامل ايه في المذاكرة فاضل كام يوم على الأمتحانات بتذاكر كويس .
أمتلىء عيناه بالدموع وهو يقول لها :
-مش عارف أذاكر كل تفكيري فيكي أنتي أنا مش عاوز أدخل الأمتحانات السنادي .
أمسكت يديه بشدة وهي تقول  له بترجي :
-لا أبوس ايديك يا زياد أنا عاوزك تدخل الأمتحانات وتحل كويس علشان تدخل الجامعة بقى .
أخبرها بأنه سيبذل ما بوسعه لينال على درجات جيدة قالت له  بأنها تريد أن تخبره بشىء مهم فأنتبه لها بإهتمام فأمسكت يديه ووضعتها على بطنها فنظر لها بشدة قبل أن تتحول أبتسامته لفرحة كبيرة وهو يضمها أليه محتضنها  وعيناه تملئهما الفرحة فقال لها :
-عرفتي أمتى يا سلمى ومقولتليش ليه ممكن البيبي دا يقربنا من بعض اكتر .
دمعت وهي تقول له :
-مش مهم عرفت أمتى المهم اني مش عاوزة حد يعرف يا زياد لان رفعت لو عرف هينزله فساعدني أننا نهرب بعيد عنه قبل ما بطني تكبر قدامه  .
مسح دموعها وهو يقول لها :
-متعيطيش يا حبيبتي أحنا مخلفناش في الحرام علشان نخبي طفلنا أنا هقف قصاد الكل علشانك انتي وهو بس عاوزك تستحملي أكتر وتخلي بالك منه .
اومأت بالإيجاب فقبل يديها فوجد أمها أتت أليهم لتخبرها بأن رفعت في المنزل ويستشيط غضباً ويريدهم فأمسكت أمها يديها وهي تأخذها منه فتركها وعيناها تنظران له ولكنها إن تأخرت عليه فسوف يضربها ضربٍ مبرحاً حتى الإغماء ولكنها أتقت شره ودلفت غرفتها دون أن تتفوه بحرفاً واحداً فإن قلبها تركته معه في تلك الدقائق القليلة ، تقدم زياد من أبيه وقد حمل قدراً كاملاً من الشجاعة حينما قال له بثبات :
-مبروك يا شريف بيه هتبقى جد قريب .
يتبع ...
#الباشمدرسة_ايه_احمد

رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن