الفصل الخامس :-
رجع بمخيلته مرة أخرى لم يشعر بعينيه التى أذرفت الدموع دون شعور بها وكأنه لا يستطيع أن يتحكم فيها ويتوقف عن البكاء أغلق عيناه بأسى وهو يحاول أن ينسى جميع ما حدث معه وأمه ولكننا كبشر لا ننسى الذكريات الأليمة المزعجة التي تزخرف على حائط أفكارنا مهما حاولنا نسيانها تظهر لنا كأنها تقول ها أنا هنا ولكن الذكريات السعيدة تتطاير ك بخار الماء ،شغل السيارة مرة أخرى وأنطلق مسرعاً وهو لا يعلم لأين أيذهب مرة أخرى لعمته التى لن تتردد لحظة بأن تقدمه لأبيه على طبق من فِضة أم يذهب لميرنا التى تتألم مع أمها هي الأخرى حزم قراره أنه سيذهب لشقته الخاصة ولن يستسلم لشريف مرة أخرى ...
في ذلك الوقت وصل شريف لفيلا شيرين فهو يعلم كَم يحبها أبنه ومتعلق بها فبالتأكيد هو يجلس عندها يشكو لها ما حدث ولكنه لم يتوقع جلوس سلمى عندها فنظر لها بقوة قائلاً :
- أنتي أيه اللي جابك هنا ؟
وقفت سلمى كأحترام لكبر سن شريف وأنها تحترم شخصيته فكيف تكلمه وهي تجلس وهو واقف أمامها فأجابته :
- جيت أزور شيري .
حاول إمساك لجام أعصابه ولا يصنع حماقة ويضربها فأردف قائلاً بنبرة جامدة :
- فين زياد يا هانم ؟
أبتلعت ريقها قبل أن تجيبه قائلة :
- في الفيلا يا شريف بيه أنا سيبته وقولت أجي أزور شيري شوية وكنت هروح دلوقتي .
تابع شريف مستنكراً :
- البيه مش في الفيلا ولا في أي مكان أنتي لازمتك أيه أن الولد يخرج من البيت وأنتي متعرفيش مكانه .
لاحظ وجهها الذي أصبح يتصبب عرقاً فقالت له :
- أسفة يا شريف بيه أنا هلاقيه متقلقش .
أبتعد عنها قليلاً قائلاً وهو يشير ناحية باب الفيلا :
- أتفضلى روحي شوفيه ومترجعيش من غيره .
أخذت حقيبتها وتقدمت لخارج المكان وهي تلتفت حولها باحثة عنه وبداخلها بركان من الغضب من ذلك الشاب المستهتر أمسكت هاتفها وحاولت الإتصال به ولكن هاتفه كان قد أغلقه حتى لا يكلمه أحد ،جلس شريف على الكرسي وزفر بشدة فحاولت أخته تهدئته فصاح بها قائلاً :
- أنتي اللي دلعتي الولد دا .
أجابته قائلة :
- أنا مالي .
تابع بتضايق :
-الصرصار دا يفضل مدوخني وراه السبع دوخات أنا كل شوية أسيب شغلي وأدور عليه أنا لو أطول أربطه في السرير زي الكلب هعملها بس الاقيه .
نظرت له شيرين قبل ما تتساءل قائلة :
- هو أيه اللي حصل ؟
ألقى بجسده على الفراش بعدما فتح هاتفه فوجد معلمته تتصل به وكأنها تنتظر بأن يخطو فكرة تشغيل هاتفه لم يجيبها بل جلس يبكي كطفل فقد لعبته المفضلة كاد أن يغلق الهاتف مرة أخرى ولكنه تلقى رسالة قائلة :
- أنت كويس أنا قلقانه عليك ؟
مسح دموعه وأعاد إغلاق الهاتف مرة أخرى تنهدت بضيق عندما حاولت أن تكلمه بعدما أغلق الهاتف ولكنه لم يجيب هذه المرة بل تلقت صوت يقول :
- هذا الرقم مغلق أو غير متاح عاود الإتصال بوقت لاحق .
جلست تفكر أين ستذهب الأن فقد طردها شريف من الفيلا حتي يعود زياد فقررت أن تذهب لإحدى الوكاندات لتبيت هناك بضع أيام فتقدمت بضع خطوات نحو الحافلة ...
***********************************
لقد أتوا من أسبوع شهر العسل فرحين لا يشغل عقلهم سوى الحب المتبادل بينهم لم تهتم ماذا حدث لأبنتها بذلك الأسبوع أذهبت لمدرستها ودروسها أم لا ولكنها بالفعل لم تذهب لأي مكان بل حبست نفسها بغرفة بين أربع جدران طوال الأسبوع تتجنب رؤية حسن لها وهو الأخر علم أنها لا تريد أن ترى وجهه فلم يحاول أن يجلس معها ويتحدث بل أوصى نعمات الخادمة بأن تهتم بأكلها فهو يعلم إن ماتت جوعاً لن تفتح جوفها لتطلب قدر من الطعام خرجت من غرفتها ولأول مرة منذ أسبوع يراها أمامه تبدو أنحف مما سبق وجهها هزيل شاحب عيناها متورمتان قليلاً شعرها تركاه منسدلاً فأصبح مقصف تقدمت منهم وإرتمت بحضن أمها وكأنها تشتاق لذلك الحضن منذ أن كانت بالعاشرة لم تتلقى عناق من قبل أمها،ربطت على كتفها بحنان فدمعت ميرنا وهي تقول :
- وحشتيني .
قالت لها بجمود :
- وانا كمان .
أبتعدت عنها ميرنا قليلاً وجلست على الكرسى المقابل لها فقال لها فهمي :
-أنا لو كنت أعرف أنها هتوحشك جامد اوي يا ميرنا كنت قطعت الأجازة وجيت من بدري .
نظر لها حسن وجدها تفرك بأصابعها فتساءل فهمي :
- أيه يا بطل خليت بالك من أختك الصغيرة في الأسبوع دا وكنت بتوديها مدرستها .
نظر لها حسن فوجد عيناها تترجاه بالا يخبرهم بعدم خروجها من البيت طوال الأيام الماضية فقال له كاذباً :
- أكيد يا بابا متقلقش عليها .
أبتسمت له ريهام وهي تقول :
- ربنا يخليك يا حبيبي طول عمرك راجل يعتمد عليه .
وقفت ميرنا وقالت لهم :
- بعد أذنكم هدخل أذاكر .
أوقفها حسن قائلاً :
- أستني ياميرنا هنتعشى الأول كلنا وبعدين ذاكري .
قبضت كفها بضيق فقالت :
- مليش نفس الف هنا ليكم أنتم .
كادت ان ترحل ولكنه لم يمهلها فرصة لتحرك بل وقف أمامها كالحائط مبتسمٍ بود قائلاً :
- لازم تاكلي دي أول مرة نتجمع كلنا وناكل على سفرة واحدة ولا أنت رايك ايه يا بابا .
نظر بعيناها الثاقبتان عليه وكأنها تحذره بالأ يفعل ولكنه تجرأ أكثر ليجذبها من معصمها نحو السفرة وأجلسها على الكرسي كادت أن تقوم ولكنها أجلسها رغماً عنها وجلس بجانبها هو الأخر فضحك الجميع نظرت له بشعلة غضب ولكنه حرك لها حاجبيه بطريقة مضحكة ليضيقها أكثر فوضعت الخادمة الطعام أمامهم
وأخذوا يأكلون ولكنها لم تتناول الطعام بل ظلت تنظر لأمها وهي تطعم زوجها لأحظ حسن تضايق من إطعام أمها لأبيه فأخذ من الطعام ووضعه بطبقها قائلاً :
- كلي يالا عاوز الأكل دا كله ينسف .
نظرت له فأمتلىء عيونها بالدموع فحاول إضحكها ولكن وجهها لم يطرق بابه الفرحة منذ فترة طويلة قلبها الحزين يحمل الكثير من الأسى ،حشرت الطعام بجوفها رغماً عنها وتركتهم ودلفت غرفتها بعدما أدعت أنها لا تقدر على تناول المزيد ،وقفت أمام المرآه تحدق بوجه شاحب فخاطبت نفسها قائلة :
- لما يحدث لى ذلك ماذا فعلت بحياتي لأصبح أبنتها لا أريد منها سوى أن تقدم لى بعض الحب تشعرني بأني أبنتها ولو للحظات .
نزلت دموعها فلحقتها بمسحها بأطراف أناملها سمعت صوت فهمي يحدث حسن قائلاً :
- بكرة أول جلسه في قضية مرشدي بيه .
أجابه حسن :
- عارف يا بابا وجهزت كل الأوراق متقلقش أنا سهران عليهم من أمبارح .
تابع فهمي قائلاً :
- لازم تكسب القضية دي بأي شكل من الأشكال أن عارف دي قضية تقيلة وصحبها أتقل .
نظر لأبيه قبل أن يردف بثقة قائلاً :
- وأنا قدها وهكسبها بأي شكل من الأشكال أنا متراهن عليها .
أقتربت من باب الغرفة لتسمعهم أكثر وهم يتحدثون عن تلك القضية فخطرت ببالها فكرة ظنتها ستنجح أقترب موعد رحيلها من تلك الشقة والعيش معهم أبتسمت كأبتسامة الشياطين بأنها ستقدر على فعلها فتوعدت قائلة :
- إن شاء الله مش هيعدي الأسبوع ولا يفوت غير وأنتي مطلقة ومرجعاني لبيت بابي تاني .
**********************************
عاد مرة أخرى للجيش وهو يجر حقيبته طرق باب المركز ففتح له العسكري وهو يلقي عليه التحية العسكرية قائلاً :
- أتفضل يا معتز بيه .
دلف معتز المكان وأتجه لمكتب اللواء سعد ليعلمه أنه قد أتى المعسكر فوجد أمامه نور يقف أمام اللواء يبدو هزيلاً ضعيفاً فقال له معتز بغضب :
- أنت أيه اللي جابك هنا ومين اللي خرجك من الحبس .
حاولت ألتقاط أنفاسها أمام رهبته ولكن اللواء سعد أوقفه قائلاً بغضب :
- أنت أتجننت يا معتز أزاي تزعقله قدامي وفي مكتبي .
وقف معتز معتدلاً أمام اللواء سعد فقال معتذراً :
- أنا أسف يا سعد باشا بس الواد دا .
كاد أن يكمل ولكن قاطع حديثه وهو يقول :
- أنا اللي خرجته عندك أعتراض يا حضرة الرائد .
أجابه معتز قائلاً :
- لا يا باشا براحتك .
قال له سعد :
- أتفضل ودي نور على التدريب وخلي بالك منه سامع .
ألقى التحية العسكرية مرة أخرى وهو يرحل فخرجت ورائه نيرة وقف فوقفت تلقائي نظر له قبل أن يقول بنبرة تهديدية :
- أنت فاكر أنك لما تحكي أني بهدلتك في السجن لسعد بيه أنا هتأذي في شغلي لا ولا هيحصلي حاجة أنا هنا من عمدان المركز سامعني يا هباب أنت .
أبتلعت ريقها وأخفضت رأسها لتهرب من النظر لعينيه الغاضبة منها فتحرك وتحركت خلفه حتى خرج لمركز التدريب أشار له بأن يقف معتدلاً مع العساكر ليبدء التدريب مع الضابط نور فظل يراقبه وهو يقوم بالتدريبات الشاقة التي أمتنع عنها وهو يعلم بأنه يخدعه أبتسم وهو يرى نور يوبخه وهو لا يعلم كيف يصعد على الحائط قائلاً :
- أسف بس أنا عامل الزايدة وخايف يأثر الطلوع دا على العملية .
راقبه معتز من على بعد ونور يرفض عذره ويأمره بذلك فلم تجد عذرٍ أخر ليمنعها من الصعود وبالفعل بدءت بالصعود بضع أمتار نظرت للأسف فصاح به نور بأن يكمل الصعود قائلاً :
- أخلص يابني قاعد ساعة بتطلع .
شعرت بالدوار من الإرتفاع التى قامت بصعوده فأنزلق يديها من أحدى السندات فكادت أن تقع فوقف معتز عندما أحس بأنه لا يستطيع الصمود على الحائط وهرول ناحيته حتى أصبح بأسفلها مباشرة حاولت التمسك وهى تستمع لصوت معتز يصيح به بالأ ينظر بالأسفل حتى لا يفقد توازنه ولكن خدعها قوتها وتركت الحائط فوقعت ولكن لحسن الحظ بأنه قام بإمساكها حتى لا تصطدم بالأرض الصلبة فيتكسر ضلوعه أزاح الحزام الأمن من بطنها وجده قد فقد وعيه حاول إيفاقته ولكنه لم يتسطيع فتحت عيونها وجدته يحرك بوجهها يصيح بنور بأن يحضر طبيب المركز ولكنها لم تستطيع الصمود أكثر حتى فقدت وعيها مرة أخرى ..
***********************************
جلست كريمة بجانبه بعدما أنامت الصغيرة فقالت :
- مفيش أخبار عن زياد ؟
أجابها قائلاً بغضب :
- مش لاقيه فص ملح وداب .
تساءلت قائلة :
- طيب وسلمى ؟
نظر لها ولم يعلق ،في مكان أخر دلف المطبخ وأحضر زجاجات الخمر من الثلاجة وضعها على السفرة وأحضر كاسات ليضع بها المشروب وضع الطعام من كباب وكفتة ضغط على زر تشغيل الموسيقي فطرق باب شقته أسرع بالوقوف أمام المرآه ينظر إلى وجهه الوسيم وشعره المصفف فتأكد إن كل شىء على ما يرام قبل فتحه لباب الشقة وهو يقول :
- أيوة يا مُزه .
صعق عندما وجد سلمى أمامه مبتسمة له قائلة بميوعة وهي تسند جسدها على الحائط المجاور للباب :
- مفاجاة مش كدا ؟
أبتلع ريقه وهو يقول :
- أبلة سلمى .
************************************
أستعادة وعيها بمجرد سماع طبيب المركز يُحدث معتز عن حالة العسكري الراقد بالفراش قائلاً :
- متقلقش يا معتز باشا هو تمام بس الظاهر أنه بقاله فترة مبيكولش كويس فضغطه وطي .
تذكر معتز ملامح وجه نور عندما رأه أول مرة منذ رجوعه فكان شاحباً وبالرغم ذلك أجبره على صنع التدريبات العسكرية بدون رحمة منه ،لأحظ أنه قد أستيقظ فتقدم ناحيته بثبات قائلاً :
- أنت كويس ؟
أجابه قائلاً :
- الحمدلله .
حاول الإعتدال ولكن معتز أمسكه من يديه ليمنعه من التحرك قائلاً :
- خليك مرتاح .
توترت ملامحها وهي تقول :
- لا أنا لازم أقوم أنا بقيت كويس .
فتقدم ناحيتها الطبيب فهو يبدو في أواخر الثلاثون شعره أسود كاليل عينيه توحي بالقوة وجهه حاد ،نحيل الجسد .
أمسك يديها فلاحظ إرتعاشها فقال الطبيب لمعتز :
- أنا من رايي أنه يستني هنا لحد بكرة علشان نطمن عليه أكتر .
أجابه معتز قائلاً :
- اللي تشوفه يا دكتور سيد أنت أدرى تصبح على خير .
تركهم معتز وغادر الغرفة أقترب الطبيب منها وجلس بجانبها قائلاً بنبرة جامدة :
- ممكن أعرف أنتي دخلتي هنا أزاي ؟
أبتلعت ريقها قائلة :
- أنت بتقول أيه وسع خليني أقوم .
جذبها وهو يمسك يديها من معصمها ليمنعها من الوقوف قائلاً :
- منتهى البجاحة لما بنوته تبقي في وسط شباب بالمعسكر فهميني دخلتي هنا أزاي لأما أقسم بالله هلم عليكي المركز كله وانتي عارفة ممكن يحصل فيكي أيه .
أخفضت رأسها بخذي فهي لا تعلم ماذا ستجيبه فلم تعلق ،وقف وقال لها بجمود :
- مش عاوزة تقولي أوك أنا هقول للكل عليكي .
أمسكت يديه لتمنعه من التحرك قائلة بدموع :
-هقولك هقولك على كل حاجة .
************************************
مع شمس جديدة أشرقت بنورها لتنير الكون،صوت زقزقة العصافير أزعجت النائمة ولكنها عليها أن تصحو وبالفعل دلفت المرحاض قبل الجميع فهي تعلم بأنه يستيقظ في الصباح وبالتحديد الساعه السادسة ليستخدمه فحاولت أن تضايقه بتأخرها به طرق حسن باب المرحاض قائلاً :
- ميرنا أنتي جوه ؟
أجابته ببرود وهي تمشط شعرها قائلة :
- عاوز أيه يا حسن .
وقف يتلوى ويضرب قبضته بالحائط قائلاً :
- أنجزي أنتي مش عايشة لوحدك في زفت بنادمين عايشين معاكي .
أبتسمت وهي تنظر لصورتها بالمرآه قائلة :
- أنا لسه قدامي شوية يا حسن لسه هستشور شعري .
فغر شدقاه وهو يقول بغضب :
- وحياة أمك ؟
حاولت كتم ضحكتها من تضايقه بالصباح قائلة :
- أسمها مامي .
ضرب الحائط بقوة بقبضته فهو لم يعد يتحمل أكثر فقال :
- أنتي ياللي معندكيش دم أطلعي أتنيلي أستشوري شعرك في أوضتك خليني أدخل الحمام عندي محكمة مينفعش أتاخر .
لم تجيبه فأخذت تدندن بأحدى الأغاني الشعبية فأستفزته أكثر وهي تغني :
-عايم في بحر الغدر شط الندالة ملياااااان .
أردف بغضب :
- ماشي يا ميرنا أن شاءالله معنك طلعتي أنا راجل ممكن أعملها في أي مصيبة أن شاء الله حتى أعملها في البلكونه أو .
عقدت حاجبيه قبل أن يقول لها تابعٍ بمكر :
- في أوضتك فيدولابك مثلاً خليكي بقى وانا هتصرف بمعرفتي .
أتسعت عيناها فتركت ما بيديها سريعاً وفتحت باب المرحاض دفعته بقوة وهرولت بداخل الغرفة ،أبتسم بإبتسامة نصر ولكنها كانت تستشيط غيظاً من فشل خطتها ،رحلت حافلة المدرسة كانت ميرنا تقصد ذلك لتعطله عن الذهاب للمحكمة فوقفت أمام حجرته وقد أرتدت زي المدرسة قميص وردي بأسفله تنورة بنية اللون نظر لهيئتها كطفلة صغيرة ذاهبة للمدرسة واضعة زوج من التوك بشعرها لتمنعه من الإنسدال قالت له بمكر كالحية :
- ممكن تخدني معاك توصلني للمدرسة ياحسن .
نظر بساعته فإيقن بأن الوقت لن يكون بصالحه إن أذهبها للمدرسة فقال لها وهو يزيحها عن طريقه قائلاً :
- مش فاضي أن شاءالله معنك روحتي المدرسة .
كاد أن يرحل ولكنها قالت له :
- أنت متعرفش مش أنا أخدت ورق القضية بتاعتك من شنطتك .
أعطته ظهرها فتابعت بخبث :
- مش عارفة ايه اللي هيحصل لو مروحتيش بيها .
أقترب منها سريعاً وجذبها نحوه قبل أن يرمقها بقوة لو كانت فتاة ضعيفة لخرت قدماها أمامه من الرعب قائلاً بنبرة صارمة :
- هاتي ورقي يا ميرنا ولميها لألميك.
أكملت بلؤم المرأة وبتحدي لم يكن يتوقعه منها :
- مش هديلك حاجة وأعلى مافخيلك أركبه .
حاول أن يمتص غضبه فإن أطال بمناقشة تلك البلهاء لن يحضر القضية فقال لها بإستسلام :
- المطلوب أيه يا ميرنا هانم .
أبتسمت بمكر وهي تنظر لعينيه التي تريد أن تمزقها من شدة غضبه فأردفت قائلة :
- وديني المدرسة بس .
كور قبضة يديه محاولاً أن يمسك أعصابه قائلاً :
- أتفضلي قدامي .
أمسكت الحقيبة المدرسية بيديه قبل أن تلقيها عليه ليحملها فأمسكها وكاد أن يقذفها بها وهو يتمتم بسخط من طريقتها قائلاً :
- ربنا يخدك يا بعيدة .
أنتبهت له قائلة :
- بتقول حاجة يا أبيه .
أبتسم لها وهو يحمل الحقيبه على ظهره قائلاً :
- بدعيلك يارب اسمع دعائي .
تركته وفتحت باب الشقة قبل أن تركب المصعد فتابعها وهو يغلق باب الشقة خلفه ،أركبها السيارة وتأكد من أنها قامت بربط حزام الأمان قام بتشغيل السيارة وقام بالقيادة بسرعة كبيرة جعلتها تندم أنها أرادت أن تجعله يوصلها أمسكت به بقوة وهي تصيح بأن يتوقف :
- وقف الهبابه دي أنت مجنون هنموت كدا .
لم يعلق بل أكمل طريقه للمدرسه فإن هدفه أن يصل للمحكمة قبل موعد الجلسة رغم القيود التي أحاطت به أوقف السيارة فترجلت منها وهي تمسك رأسها من الصداع والدوار تشعر بالغثيان أبتسم لها تلك الأبتسامة البارده قائلاً :
- حمدالله على سلامة الجميل .
نظرت له بغضب فتابع :
- ورقي لو سمحت .
أردفت قائلة :
- حطيته في شنطتك .
أكمل قائلاً :
- أشوفك على الغدا سي يوه يا مرمر .
أدار السيارة وتحرك مسرعاً شغل أغاني بفرح أنه قام برد الصفعة التي قامت بها بالصباح فإن كانت تلك الفتاة عنيدة فهو أشد منها بكثير ،وصل للمحكمة وتقدم للداخل لم يمر سوى ربع ساعة بذلك المكان حتى وقف بالقاعة والجميع يضحك عليه وهو قد تغيرت ملامحه ليصبح وجهه كلون حبات الطماطم من شعوره بالخجل ،قد خدعته طفلة وصنعت منه أضحوكة أمام الجميع في لحظة قال له القاضي بغضب :
- أنت بتستقل بهيئة القضاه .
أجابه حسن قائلاً :
- والله أبداً حضرتك هو فيه سوء تفاهم .
قام المستشار بوقف ضحكات الناس بالقاعة وقال بنبرة جدية :
- تؤجل القضية لجلسة خمسة سبعة لأعادة النظر وحبس محامي الدفاع لمدة أربعة وعشرون ساعة .
قبض على أوراقه بغضب وهو يتمتم قائلاً :
- أها يا بنت *** والله لأوريكي .
#يتبع ...
#الباشمدرسة_أية
أنت تقرأ
رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد
Romanceالمقدمة... رسالة أنك تشبهني ولكنك تختلف عني حقاً فأنت تريد الحياة التي تصارع فيها لتحصل على ما تريد ولكنني لا أريد تلك الحياة طالما هو بها ،من المفترض أن يحميني هو من يطعن قلبي فلم أعد أتحمل كل ذلك أسفة علي كل لحظة كانت صعبة عشتها معي سأرحل ولن أعو...