الفصل الاثنى والعشرون الاخيؤ الجزء الاول

485 3 6
                                    

الفصل الأثنى وعشرون والأخير الجزء الأول :
أرتعدت بحضنه من قوة طرق باب الشقة تركها وأتجه ناحية الباب وهو يتوعد بأنه سيلقن درساً لمن يقف خلفه فتح باب الشقة فظهرت خلفه وهي متلهفة لرؤيته قائلة :
-أنت كويس يا حسن قلقتني عليك .
أتسعت حدقة عيناه في صدمة ما الذي جعلها تتجرأ وتأتي لبيته نظرت لميرنا التي ترتدي فستان يشبه قميص نومٍ فتغيرت ملامح وجهها للغضب وهي تقول له :
-شكلي جيت في وقت مش مناسب .
شعرت ميرنا بالحرج من رؤيتها لها بذلك الفستان القصير عاري الذراعين كادت أن تهرول نحو الغرفة لتداري جسدها عن أعين نهى ولكنه لحقها ووقف أمام باب الغرفة ليمنعها من الدخول فضمها أليه أمام الأخرى قائلاً :
-جيتي ليه يا نهى .
نظرت له ميرنا حاولت أن تدفعه بعيداً عنها ولكنها لم تستطيع فهو كان محكم قبضته عليها
أخفضت عيناها عنها وأردفت قائلة :
-أصلي قلقت عليك بقالك كام يوم مش بتيجي الكلية ومش بترد عليا .
نظر لها فشعرت بالحرج منه وقالت له بتضايق :
-الحمدلله اني اطمنت عليك بعد اذنكم .
كادت أن ترحل ولكنه أوقفها قائلاً :
-مش هتباركي لميرنا .
أنتبهت له فتابع بخبث قائلاً :
-حامل .
خرجت وهي تستشيط غضباً من الغيرة التي سيطرت عليها نظرت له بحزن من الموقف الذي غرسها به فقالت له :
-أنت كسفتني يا حسن ليه تعمل كدا ؟
تساءل بإستغراب :
-عملت ايه انا ؟
تركته ودلفت غرفتها أمسكت ملابسها وشرعت بتبديلها فأوقفها قائلاً :
- ايه دا انتي رايحة فين ؟
أجابته قائلة :
-رايحة اصلح اللي بوظته .
لم تعدل من وضعية الحجاب بشكل يليق بها لانها على عجلة من أمرها وقف أمامها ليمنعها من التحرك فأردف بحدة :
-مفيش نزول يا ميرنا .
أردفت قائلة بغضب :
- أنت بتحبسني يا حسن أنا عاوزة أنزل دلوقتي حالاً.
أمسكها من يديها بغضب قائلاً :
-كل دا علشان نهى خايفة منها تشوفك وانتي معايا وزعلانه على زعلها ما تولع أحنا مالنا .
أزاحت يديه عنها بقوة لم يعرف كيف أمتلكتها وهي تتابع :
-اها انا خايفة على زعلها دا علشان تردى تتجوزك من بعدي .
تركته ورحلت وهي تدمع حاول إيقافها ولكنها صرخت به بأن يتركها فخشى عليها بأن تمرض ولكنها أوقفت سيارة أجرة لبيت نهى .
فتحت لها أمها فقالت لها ميرنا :
-ازيك يا طنط .
نظرت لها الأخرى وقالت لها بإستنكار :
-اهلا يا حبيبتي .
أردفت ميرنا متساءلة :
-دكتور نهى موجودة ؟
كانت تجلس بغرفتها تبكي بشدة حتى دلفت ميرنا لعندها فسرعان ما مسحت دموعها فقالت لها ميرنا :
-متزعليش مني يا نهى .
أعتدلت الأخرى قائلة بغضب اشبه بصياح :
-انتي واحدة كدابة منافقة خدعتيني وقولتيلي أنكم بعاد عن بعض وأنتي رفضاه أومال ايه اللي انا شوفته دا كان عربون خصام .
أخذت ميرنا أنفاسها قبل أن تجيبها قائلة :
-انا فعلاً متخانقة مع حسن اقسم بالله احنا متخانقين بقالنا اكتر من اسبوعين وانا عند مامتي وانتي عارفة دا كويس .
ضحت الأخرى بسخرية قائلة :
-فعلا مفيش بينكم حاجة واللي في بطنك دا جيه لاسلكي وانتي في بيت مامتك .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول لها :
- أنا بقالي كتير حامل يا نهى واقسملك باللي خلقنا حولت أنزله أكتر من مرة بس للاسف كنت انا اللي بتأذي جسمياً ونفسياً .
وقفت وأعطتها ظهرها وهي تشيح يديها قائلة :
-ياشيخة بطلي كذب بقى .
تابعت ميرنا قائلة لتوضح الموقف :
-هي دي الحقيقة يا نهى ورحمة بابا مابكدب عليكي أنا دلوقتي هسيبك ومش هرجع شقتي تاني لحد لما تتجوزوا بالسلامة وتنوري الشقة.
أردفت الأخرى بغضب :
-مش هتنيل وأتجوز وانا عارفة انه مش هيبقى سعيد معايا .
أقتربت منها قائلة :
-مين قالك كدا حسن بيحبك وهيحبك اكتر لما تدخلي بيته وتملي حياته  .
نظرت لها بإستنكار وهي تتساءل  :
-وانتي ايه في حياته ؟
أخفضت عيناها عنها وقالت :
- ولا حاجة انا هبقى ولا حاجة .
طرق باب الغرفة قبل أن يدلف بها فوجدهم يقفون معاً فعلم بأنها تتشاجر مع حبيبته فقال لها بعفوية :
-بصي بقى يا نهى قدام ميرنا وقدام أمك وقدام الكل .
أمسكت ساعده فهي شعرت بأنه لن يقول شىء جيد بل سيحطم البيت فوق رؤوسهم ولكنه لم يهتم بمسكتها له بل تابع :
-أنتي أتجوزتيني وانتي عارفة اني متجوز يعني مكدبتيش عليكي يابنت الناس ولا خدعتك .
قالت له ميرنا بإستعطاف :
-حسن بليز يلا نمشي.
أزاح يديه عنها وهو يكمل ما يقوله قائلاً بنبرة جادة :
-البنت دي مراتي ومسؤلة مني هي واللي في بطنها يعني زي ما هقعد عندك بعد الجواز هقعد عندها متجيش تقوليلي تلت التلاته كام لاني لو مليش خير فيها أكيد مش هبقى ليا خير ليكي .
دمعت عيني نهى فظلت أمامه صامتة شارده ولم تردف ولو كلمة واحدة ،أخذها من يديها ونزل بها رُغماً عنها أركبها سيارته وأنطلق بها حاولت أخذ أنفاسها وهي تبكي فقالت له بصوت متحشرج ضعيف :
- أنت اللي بتضيع كل اللي مابنا يا حسن .
أجابها مستنكراً :
-انا اللي بضيع دا انا بعملك قيمة عندها اللي ضيعتيها خلتيها تاخد عليكي .
وضعت يديها على صدرها وهي تردف قائلة :
- وديني عند عمي دلوقتي .
علم بأن نهى أخبرتها بذلك حتى تصبح بعيدة عنه فأشتد غضبه قائلاً :
-هي اديتك الأمر ؟
أجابته قائلة  :
- والله ابدا هي مقالتليش كدا متسأش النية أنا اللي عاوزة أرتاح عند عمي .
أبتلع ريقه قبل أن يتابع قائلاً :
-أنتي اللي بتخليني أكرهها بتصرفاتك دي .
أزاحت وجهها الناحية الأخرى بعيداً عنه وهي تدمع من الظلم الواقع عليها لم يمر الكثير حتى شعرت بسخونه الدماء التي تجري بأنها لتسقط على بلوزتها أرتجفت وهي تراها تنزف حاولت كبح الدماء فلاحظ نزيفها وهو يقود سرعان ما أوقفها وأخذ علبة المناديل يضغط ببعضاً منها بأنفها حتى يتوقف نزيفها وبالفعل توقف وأرجعت رأسها للوراء فقالت له بصوت ضعيف :
-أحنا عمرنا ماهنرجع زي الاول يا حسن .
سمع صوت طرقات على باب الشقة كان يتحدث معها عبر الهاتف يضحكون معاً حتى قطعهم صوت ذلك الباب قال لها :
-استني يا نونه هشوف مين على الباب .
ترك ما بيديه واتجه نحوه فتحه فوجد أمه أمامه تقف جامدة أمامه أبتسمت له بخبث قائلة :
- ازيك يا معتز .
أجابها الأخر بتلعثم :
-الحمدلله يا ماما أتفضلي .
دلفت الشقة تنظر لأثاثها الفخم وكأنها قطعة من فيلتها أخذت تتحسس الأثاث بيديها قائلة :
-عملت دا كله بنفسك يا معتز ؟
أجابها بنبرة جادة قائلاً :
-تشربي ايه يا ماما ؟
جلست على الكرسي ووضعت حقيبتها بجانبها قبل أن تردف قائلة :
-انا مش جاية ضيفة يا معتز وكل اللي انت فيه دا فلوسي انا .
قاطعها قائلاً :
-مين قالك ان دا كله فلوسك دا تعبي وشقايا وورثي من بابا الله يرحمه ولا نسيتي يا دكتورة انه كان سيبلي .
أوقفته قائلة :
- أنت غبي وهتفضل طول عمرك غبي رايح تضيع كل اللي حلتك في شقة علشان نيرة تيجي تبرتع فيها وتخليك تكتبلها كل حاجة وانت زي العبيط هتريل عليها .
كور قبضة يديه في غضب قبل ان يجيبها قائلاً :
- أنتي جاية ودبة المشوار من المعادي للعبور علشان تسمعيلي الكلمتين دول مكنتيش تتعبي نفسك يا ماما .
أمسكت حقيبتها وهمت بالرحيل وكأنه قام بطردها فقالت :
-ابقى خلي بنت رفعت تنفعك يا معتز بيه .
غادرت الشقة صافعة الباب خلفها بقوة أقترب ليمسك هاتفه بعدما تذكر بأنه تركه يهاتفها فوجدها قد أنهت المكالمة لم تتحمل بأن تسمعه يكلم أمه هكذا أو أنها لم تتحمل أهانتها لها حاول أن يهاتفها عدة مرات ولكن بالنهاية أغلقت ذلك الجوال وتركته بجانبها أخذت أنفاسها بتضايق بأنها تعاير بسبب والدها لو كان لديها أبٍ تفتخر به مثل أباء كثيرون ولكن من ضمن الحظ السيء يكون رفعت وليس واحداً اخر .
أخذها لبيته بعدما نعست بالطريق لم يريد أن يوقظها بدل لها ملابسها وأدفئها بالفراش جيداً حتى تنعم بنومٍ هادىء ألقى نظرة عليها قبل أن يتركها ويغادر الغرفة لينام بالغرفة المجاورة كعادته فإن أستيقظت في الصباح وجدتها بجانبه ستغضب عليه فهو لا يريد أن يغضبها وبالفعل بصباح يوم جديد وصوت عصفور الصباح اجبرها على الإستيقاظ وجدته يقف يبدل ملابسه أمام خزانه ملابسه نظرت له فوجدته يقول لها :-صباح الخير يا ميرنا .
لم تجيبه فهي لا تتذكر كيف عادت لبيته مرة أخرى ولكنه أنهى قفل أزرار قميصه وأقترب منها ليجلس بجانبها فقال :-أنا مش عاوزك تزعلي مني لانك عارفة كويس اوي أني مقدرش على زعلك زي مش قادر على بعدك عني .
نظرت لعيناه وهو يتابع قائلاً بصوت هادىء :- أوعدك يا ميرنا أني مش هزعلك تاني والله ماهعملها .
كادت أن تعتدل لتتركه ولكنه أمسك يديها وأكمل قائلاً :
-انا عارف أنك عاوزة تسبيني وتمشي بس أنا عارف أن قلبك مش هيطوعك تعمليها وتسيبي حبيبك لوحده ومحديش يخلي باله منه .
أبتلعت ريقها وهي تنظر له فقال لها :
-أديني فرصة تانية أو أعتبريها الأخيرة اني أبطل العصبية بتاعتي دي والله ماهضغط عليكي في حاجة انتي مش عاوزاها يا ميرنا وانا قدام ربنا مسامحك على كل حاجة حصلت .
أمتلىء عيناها بالدموع وهو يردف قائلاً بحزن :
- أنا هفضل في الأوضة التانية زي ما انا وانتي هتنامي هنا برحتك بس دايماً هيبقى حسي معاكي علشان متحسيش بالوحدة .
دمعت عيناها وهو يتابع :
-أنا دلوقتي هروح الشغل وهعتذر لنهى عن الموقف السخيف اللي حصل أمبارح وأوعدك أني مش هضايقك تاني بموضوعي معاها وهكمل الموضوع لحد الاخر .
ترك يديها ووقف ليكمل :
-أكلك على السفرة كلي كويس هسأذنك دلوقتي يلا سلام عليكم .
تركها ورحل فسقطت دموعها رغماً عنها وهي لا تعلم لما كل ذلك الحزن فهي من فعلت به كل ذلك هذا ما كانت تريده أو ما كانت نهى تريده بأن يبتعد عنها كل ذلك البعد حتى يكون كضيف في شقته يمكن أن ترى وجهه وأحياناً اخرى لا تفعل ولكنه أصبح أمر واقع فرض عليها وعليه هو الأخر .
الشهور تمر عليها كالدهر وهي تتحمل صعوبات الحمل لا تريد أن تزيد عليه ذلك العبىء فهو دائماً لديه عمل إيما بالجامعة أو المحكمة أو بمكتب أبيه وأيضا زيارات وخروجات نهى ليشترون أثاث الشقة أخبرته بأنها يمكنها المكوث بشقة الحسنية على أن تجلس مع أمها بالفيلا ولكنه رفض ذلك فهي لن تترك شقتها حتى يتزوج نهى تنتظره كل مساء لترى وجهه المرهق حينما يدلف الشقة ليلقي بسلسلة مفاتيحه على المنضدة وينام إيما بغرفته الخاصة أو أنه يسقط فوق الكنبة لينام من شدة إرهاقه لم تعد اتحمل رؤيته هكذا لم يعد حسن الذي أحبته بروحه النقية وبخفة ظله وبلحيته الصغيرة بل أصبح كرجل عجوز في عرين الشباب رجل يأتي كل ليلة لينام ليصحو بصباح اليوم التالي يكمل ما يفنيه من صحته يعمل مرهق وقاسي الأيام تتكرر بشكل روتيني أحمق والصغير ينمو يداخبها بكل يوم عن اليوم الذي يسبقه تدمع حينما تذهب للطبيبة بمفردها وهي ترى جميع السيدات معهم أزواجهم ولكنها تختلف عنهم تختلف كثيراً .
- لازم أستاذ حسن يعمل التحاليل  دي يا ميرنا وانتي كمان  .
قالتها الطبيبة وهي تدون بقلمها بعض أنواع التحاليل الطبية فأبتلعت الأخرى ريقها وقالت لها :
-هو فيه حاجة يا دكتور طمنيني .
أجابتها الأخرى قائلة :
-مفيش يا حبيبتي متقلقيش البيبي تمام بس دا من جانب الأحتياط أنا مش بحب أسبق الأحداث .
أخذت منها الروشتة وشكرتها ورحلت ظلت طوال الطريق تفكر كيف ستخبره بتلك التحاليل وهي لا تراه كثيراً من ضغط الشغل فإما أنه يأتي فيراها نائمة أو أنه يأتي فتكون مستيقظة ولكنه سرعان ما يلقي جسده على الفراش لينام دون أن يتناول الطعام أو يتحدث معها ،لم تجد حلاً غير أنها تذهب لعنده بمكتب والده وبالفعل أوصلها السائق للعنوان الذي أخبرته به فنزلت من السيارة واضعة يديها على بطنها متألمة ونظرت نحو لافتة المكتوب عليها أسمه وأسم أبيه بجانب بعضهم البعض .
تقدمت للداخل فوقف السيكرتير وقال لها :
-اتفضلي يا مدام أقعدي المكتب نور لحظة وحدة هقول لأستاذ حسن أنك هنا .
جلست على كرسي المقابل له وأخبرته بأنها ستنتظر حتى ينهي مقابلته مع ذبونه فتح فهمي باب غرفة مكتبه فوجدها تجلس وجهها شاحب بشدة ولكنها تبتسم له أقترب منها بود قائلاً :
-وانا بقول المكتب نور كدا ليه ازيك يا حبيبتي ؟
قبلها من وجنتيها بحنان الأب وهو يتساءل عن صحتها وحفيده فأخبرته بأنهم بخير ولكنها أرادت التحدث معه قليلاً قبل أن تدلف لحسن فأخذها بمكتبه وأمر مساعده  بأن يحضر لها علبة عصير فأجلسها على الكنبة الجلدية ببطء فشكرته وجلس بجانبها قبل أن يردف قائلاً :
-ايه يا حبيبتي خير باذن الله اوعي يكون الواد حسن زعلك تاني .
أومأت بالنفي فقالت له :
- لا يا عمي حسن مش بقعد أتكلم معاه علشان أتخانق أصلاً هو مش فاضيلي الله يعينه .
تابع قائلاً :
-حبيبتي انا عارف اني ضاغط عليه الايام دي سمحيني اني وخده منك .
أخذت أنفاسها وهي تقول له :
-دا مش الموضوع اللي جايلك علشانه يا عمي .
أرجع ظهره للوراء ليسند على الكرسي قائلاً بتساؤل :
- أومال فيه ايه يا حبيبتي ؟
أردفت قائلة :
- ممكن تخلي حسن يجي معايا دلوقتي نروح معمل التحاليل علشان فيه تحاليل الدكتورة أمرتني أننا نعملها .
-خير ان شاء الله .
قالها فهمي في توتر ولكنها سرعان ما أخبرته بأنه أمر روتيني حتى تطمئن الطبيبة على صحة الطفل من تحليلهم فقال لها مبتسماً :
-بس كدا يا حبيبتي عنيا أنا هدخله دلوقتي وهقعد مع الراجل وهخليه يجيلك .
بادلته الأبتسامة شاكرة فتركها وغادر الغرفة وضعت يديها على بطنها الكبيرة وهي تقول للطفل :
- يارب تكون كويس .
دلف الغرفة فوجدها جالسه أقترب منها بلهفة وقال لها :
-انتي كويسة فيكي ايه ؟
أجابته قائلة :
- متقلقش يا حسن انا بخير أنا بس بستأذنك تيجي معايا .
تساءل قائلاً :
-على فين ؟
أنتهى الطبيب من سحب عينة الدم من ساعده فقالت له معتذرة :
-اسفة يا حسن اني بهدلتك معايا انهارده الله يعينك انت تعبان في شغلك .
أبتسم لها وقال :
-انتي هبلة يعني لو مكنتيش هتعب ليكي ولقلبي الصغير هتعب لمين .
أردفت قائلة :
-ربنا يخليك لينا يارب .
أمسك يديها قبل أن يبتسم لها بحب أخذوا التقارير من المعمل بأن كل شىء على ما يرام ،أخذها بسيارته ليعود بها للمنزل أخبرته بأنها تريد أن تأكل مع الذرة المشوية فلم يمانع بل أوقف سيارته بجانب الكورنيش النيل فأجلسها على كرسي وذهب ليحضر لهم الذرة جلس بجانبها فقال لها :
- تصدقي اني انا كمان كان نفسي في الدرة الله يباركلك أكلتهولي اهو .
أبتسمت له وهو يأكل بنهم فقالت له :
-ازي نهى ؟
توقف للحظة عن تناول الذرة ونظر لها قبل أن يردف قائلاً :
-كويسة .
تساءلت قائلة بفضول :
-بتكلمها يا حسن وبتسأل عليها ؟
أجابها بإيجاب فإن الأخرى لا تمهله فرصة بأن يغلق معها المكالمة فحاولت ميرنا التظاهر بالأبتسام وهي تقول له :
-ربنا يتمملكم الجواز على خير .
نظرت للمياة وكأنها أجتمعت الهموم بداخلها حتى أنها قد نسيت بأن تتناول الذرة أوصلها للبيت وأدخلها غرفتها أحضر لها ملابسها وتركها ورحل لغرفته أبتلعت ريقها في حزن فأنه صار لا يعتني بها مثل الماضي فهو كان يعتني بأكلها وبجعلها ترتدي ملابس جميلة يختارها لها يجبرها على تناول الطعام بحب أما الأن فهي مجبره على تناوله ولكن ليس من أجلها بل لأجل طفل ليس له ذنب بما يحدث بين أبيه وأمه .
في سجن الرجال دائماً مايحدث عراك بين المساجين حتى فتح باب السجن ودلف الشرطي صاح بهم فوقفوا جميعاً فقال لهم بحزم :
-انتم مش ناويين تتلموا بقى ؟
أخذ يوبخهم حتى أتى أليه عسكري يخبره بأن هناك زيارة لمسجون ما فعندها قال :
-فين شريف .
وقف شريف معتدلاً ليظهر بملابس السجن يخيره بأنه هو ،دلف غرفة المأمور فوجده يجلس بجانب أمه أتسعت حدقة عيناه كيف خرجت من المصحة أمسكت بزياد حينما رأته يتقدم ناحيتهم وأخفضت عيناها عنه حتى تستطيع التماسك فقال له زياد مبتسماً :
-ازيك يا بابا حلو اوي لون الكحلي عليك .
أردف الأخر بحزم قائلاً :
-بكرة هخرج من هنا وهوريك اللون حلو عليا ولا لا أنت وابن .... اللي رماني هنا.
نظر له زياد قبل أنه ضحك ضحكة ساخرة فقال :
-هو انت متعرفش اخس عليا بجد .
أنتبه له شريف فوجده يتابع قائلاً :
-أنا اللي بلغت عليك أنت ورفعت ضميري أنبني أني مقولكش يلا بقى اديني خلصت ضميري قدام ربنا .
في لحظة أمسكه شريف من ياقة ملابسه ولكمه بقوة فسرعان ما منعه العساكر عن ضرب أبنه فقال له بصياح والعساكر يبعدونه عنه :
-أقسم بالله لاندمك يا زياد وربنا لاوريك انا هعمل فيك ايه سيبوني .
أخذوه على محبسه فنظر لوالدته وجدها تدمع مسح لها دموعها وقال لها :
-انا بخير يا ماما دا أضعف من أنه يأذيني .
أخذها بحضنه ورتب على ظهرها بحنان من ثم خرج بها من ذلك المكان القذر ليذهب بها لفيلا شريف ،أستقبلتهم سلمى فقالت له بلهفة :
-عملت ايه يا زياد شوفت بابا ؟
أردف قائلاً :
-لا مشوفتهوش خدي ماما وطلعيها أوضيتها وتعالي عاوزك .
أستمعت لكلامه وبالفعل أخذت أمه وصعدت بها لغرفتها وعادت له مرة أخرى وجدته جالس بحديقة بالفيلا يتابع أخته وهي تلهو مع الأطفال بالألعاب جلست بجانبه وتساءلت قائلة :
-خير يا حبيبي فيه ايه حصل حاجة في السجن ؟
أجابها قائلاً بنبرة جادة :
-سلمى انا عاوز أرفع قضية على شريف بالحجر على جميع ممتلكاته هو دلوقتي مش هيقدر يتولاها .
وقفت الأخرى وصاحت به قائلة :
-نعم هتحجر على ابوك يا زياد ؟
تابع قائلاً بغِلٍ :
-انا لسه منتقمتيش منه لسه معملتيش فيه تمن اللي عمله فيا انا وامي وهعمل دا يا سلمى حتى لو أضطريت أعمل اي حاجة علشان اخد منه كل حاجة واسيبه على الحديدة .
نظرت له بإستغراب فهو قد تغير كثيراً كل ما يشغل عقله وتفكيره هو الأنتقام من أبيه الذي ألقى أمه بمصحة وأراها العذاب بألوانه قاطعت جلستهم أقتراب العاملة منهم لتخبرهم بأن كريمة قد عادت من بيت أبيها فترك زياد سلمى تتابع الأطفال وصعد لعندها طرق باب الغرفة فأذنت له بالدخول كانت تجلس على كرسي الصالون فأقترب منها وجلس بجانبها ليقول لها :
-كل حاجة زي ما أتفقنا مشيت يا طنط وباذن الله من بكره همشي في القضية .
أبتلعت ريقها وفركت بيديها وهي تتساءل :
-وهو عامل ايه دلوقتي ؟
نظر لها فرأها بأنها تبدو تشتاق لزوجها فقال لها :
-عايش مذلول زي ما ذلينا كلنا .
أمتلىء عيناها بالدموع وقالت له :
-هو اللي عمل فينا كدا بأنانيته .
وجدها تدمع فأقترب منها ليجثو على ركبيته أمامها يمسح لها قطرات الدمع قائلاً :
-كل حاجة هتتغير يا طنط أوعديني أنك هتقفي جمبي نجيب حقنا كلنا منه .
اومأت بإيجاب فربط على يديها وقال لها :
-شكراً علة أنك كنتي دايماً أمي التانية ودايماً واقفة جمبي .
أبتسمت له وقالت :
- طبعاً ما انت أبني وربنا يعلم بمعزتك عندي .
قبل رأسها وغادر الغرفة بعدما أتفق معها بأنه ستذهب معه إلى المحامي لينهي إجراءات القضية .
قبل زفافه بيومين كانت مازالت مع بالشقة وهو كما هو يرتب لذلك الزفاف رغماً عنه لم يعرف لما كل ذلك الضيق الذي يسيطر عليه أما هي فتشعر بألمٍ يجتاح نصفها السفلى لم تريد أخباره كما أنها لا تقدر على الذهاب للطبيبة بمفردها أتصلت بصديقتها شروق لتخبرها بأنها تحتاجها ولكنها لم  تنتبه للوقت المتأخر الذي تكلمها به الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل فأغلقت الهاتف جلست بأرض المطبخ تأن بألم وتبكي حتى أستيقظ على صوتها فبحث عنها حتى وجدها بالمطبخ تجلس على الأرض الباردة تبكي وتتألم أقترب منها ليوقفها ويمنعها من الجلوس بالأرض وتساءل :-مالك ؟
أجابته قائلة :
-مفيش يا حسن أدخل نام أنت جاي تعبان .
أجلسها على كرسي المطبخ ببطء فقال لها متساءلاً :
-قوليلي فيكي ايه أنتي بتعرقي جامد واديكي تلج .
أمسكت بمنضدة المطبخ وهي تغلق عيناها لتتحمل الألم فقالت بصوت مرتفع :
-قولتلك أدخل نام .
لم يتحمل رؤيتها تبكي بألم هكذا وهو يقف عاقد الذراعين حتى أسندها ودلف بها غرفتها ليحضر لها ملابس خروج فقالت له بصوت ضعيف :
-مش هينفع ننزل دلوقتي الوقت متأخر والجو برد .
أردف قائلاً :
-بس يابت بطلي هبل حتى لو الفجر مش هسيبك تعبانه كدا ساعديني أغيرلك .
أخذها المشفى فقال لهم الطبيب بعدما فحصها :
- دي أعراض ولادة .
نظر لها وهي نائمة تتألم من ثم أردف قائلاً :
-ازاي يا دكتور دي لسه في التامن ؟
أجابه الأخر قائلاً :
-أكيد دخلت التاسع وانتم حاسبين غلط  .
مط شفتيه بتضايق وتابع :-طيب هي أمتى هتولد ؟
وضع الطبيب يديه في جيب معطفه الطبي وهو يقول له :-دي حاجة بايد ربنا ممكن انهارده وممكن بكره وممكن أسبوع الله اعلم .
أخذها وخرج من المشفى أركبها سيارته ورحل أخذت ترتجف من شدة البرد فوضع عليها معطفه وقال لها بمزاح:- ابنك مبهدلنا في نصاص الليالي في عز التلج ما تخلص يا سي زفت وتنزل بقى .
ضربته بقبضتها الضعيفة بكتفه وهي تقول :
-متقولش عليه زفت انا ابني هيبقى أحسن واحد في الدنيا .
أمسكها من يديها الباردة وقال لها :
-ان شاء الله يا حبيبتي تشوفيه احسن واحد .
أردفت قائلة بحزن :
-هو انا هعيشله لحد لما يكبر يا حسن .
أجابها قائلاً :
-وتجوزيه كمان وتشيلي عياله .
راقبت الطريق من جانبها فأخبرته بأنها تريد أن تذهب لفيلا أبيه لتكون بجانب أمها حتى يحين موعد ولادتها فلم يعترض على قرارها وبالفعل أخذها وذهب لعندهم أستقبلهم فهمي أستقبال حار وأخذتها ريهام لتدفئها بالفراش فقالت لها :
-أنتي مش عيانه عياه حمل أنتي أكيد محروق دمك على جوزته صح ؟
أخذت أنفاسها وهي تردف قائلة :
-أنا تعبانة ومحتاجة أرتاح .
علمت ريهام بأن أبنتها تقوم بطردها بشكل لائق فخرجت دون أن تتفوه بكلمة واحدة أراحت جسدها على الفراش لتخطو بنومٍ عميق .
في اليوم التالي كانت تشعر بتحسن فتركت الفيلا ورحلت أخذوا يطلبوها كثيراً ولكنها أغلقت هاتفها وقفت مع شروق أمام محل لبيع الفساتين
أردفت صديقتها قائلة بإستنكار :
-أنتي مجنونه اقسم بالله .
أمسكت يديها ودلفوا المحل أخذت تنتقي فستانٍ يليق بكبر بطنها حتى أختارت واحداً كان من النوع الحرير ذو اللون الوردي أخذته وقالت لها :
-مش هتعزميني على حاجة ؟
أخبره والده بأنه لا يعلم أين ذهبت فمنذ أن أستيقظوا لم يجدوها فأنهى عمله بالجامعة وبحث عنها عند صديقتها فلم يعرفوا مكانها فعاد مرة أخرى للفيلا حينما تأخر الوقت ،دلفت الفيلا وهي تحمل حقائب كثيرة وجدتهم جالسون ينتظرونها وقف وقد بدى عليه الغضب فقال لها :
-كنتي فين ؟
نظرت له ولم تجيب فأردف فهمي قائلاً :
-مش مهم المهم أنها بخير .
تقدم ناحيتها وأخذها من ذراعها ليجبرها على الذهاب معه لحديقة الفيلا فأزاحت يديه عنها حينما أبتعدوا عن الجميع فقالت له بغضب :
-اوعى ايدي وجعاني .
-كنتي فين ؟
قالها في حزم وهو ينتظر أجابتها فأردفت قائلة بتوتر :
-كنت بشتري حاجات ليا مع شروق وجيت .
تابع قائلاً :
-أنا روحت عند شروق قالتلي أنك سبتيها العصر من العصر لدلوقتي كنتي فين ؟
أزاحت وجهها بعيداً عنه وقالت :
-مش مفروض أنك تكون مع فادي علشان تشتري البدلة الفرح .
قال في غضب :
-لما أكون بكلمك في موضوع  متوهنيش وتدخلي في حاجة تانية قولتلك كنتي في اني داهية ؟
-كنت بزور قبر بابا .
قالتها في حزن فشعر بالتضايق أنه غضب عليها فتابع قائلاً :
-ربنا يرحمه أنا أسف يا ميرنا .
أبتلعت ريقها قبل أن تخبره بأنها ستتركه لترتاح بغرفتها وبالفعل تركته ورحلت أخذت انفاسها شعرت به يفتح باب الغرفة فأدعت النوم حتى لا يتكلم معها أغلق بابها وكأنه أراد أن يطمئن عليها وفعل حينما وجدها نائمة .
في اليوم التالي حين ضرعت الشمس كانت تقف أمام مرآتها تتطلع الى هيئتها وكبر حجم بطنها يظهر من فستان حريري ذو اللون الوردي مختلط بالأسود من ناحية الصدر وضعت القليل من مساحيق التجميل لتداري شحوب وجهها زينت رأسها بحجاب جميل لم تستطيع أن ترتدي قلادتها الفضية حتى دلف الغرفة وهو يرتدي بذلة سوداء أنيقة مصفف شعره بطريقة يروق لها
أقترب منها وهو يقول :
-ايه الحلاوة دي كلها الله اكبر عيني باردة عليكي .
تركت ما بيديها وقالت له :
-أنت اللي زي القمر يا حسن ربنا يهنيك ويسعدك
بحياتك الجديدة .
أخفض عيناه عنها بحزن بينما كانت تحاول أرتداء قلادتها فأقترب منها أكثر أمسك تلك القلادة عنها وألبسها أياها وهي تراقبه عبر المرآه عندما وجدته أنه شرد قليلاً بجمالها وهو يحدق بها قالت وهي تمسك ساعده :
-يلا يا عريس هنتأخر .
ركبت بجانبه السيارة الخاصة بأبيه وهم بطريقهم للقاعة أخذت أمها تظهر تضايقها من ذلك الزفاف وسخطها عليه ولكنها لم تبالي فقط كل ما يشغل تفكيرها كيف سيمر ذلك اليوم عليها تشعر بشىء غريب يحترق بداخلها أكان قلبها الذي أحبه ولم يرى سواه أم أنه دماءها الذي يسري بجسد هالك نظرت لعيناه فلم ترى بهم الفرح كفرحة أي عريس يذهب لفرحه بل هي نظرة حزينة مكسورة  يختلس لها النظرات بين حين وأخر ،وصلوا لعند نهى بمركز التجميل حيث أطلقت أمها الزغاريد هي ومجموعة من أصدقائها  
أخذها وأركبها السيارة فرأت ميرنا تجلس بها تبدو جميلة كما لو كانت هي العروس شعرت بالغيرة أنها تجلس بجانب زوجها في ليلة عرسهم
فأخبرتها بأن تجلس بجانبها حتى تكون بعيدة عنه فهي لم لم ترى مكان أخر بسيارات أقاربها لطردتها من السيارة ،حاولت الأخرى تجاهل طريقة قبضة نهى على يد زوجها وركزت بالطريق وهي تمسك بحقيبتها الجلدية بشدة كان ينظر لها من مرآة السيارة كيف كان الحب بينهم وكيف أصبح فالأبتعاد يلد الجفاء بين الزوجين ولكن هل يختفي الحب ...
أزدادت أصوات الزغاريد تعلو القاعة وأبتسامتها تزين وجهها وكأنها هي العروس تجلس على كرسي مقابل لهم تحدقهم وتحاول الأبتسام رآت شبح الدموع في مقلتيه وكأنه على وشك الأنفجار وهو ينظر لها وقفت وأبتعدت عن عينيه حتى لا يراها فيضعف أمامها كانت تستمع لصوت همس النساء قريبات نهى وهم يقولون :
-ياقدره مراته بطنها قدامها مترين وهو رايح يتجوز .
نظرت لخاتم الزفاف الخاص بها بيديها فشعرت بالضيق لم تريد أن تضعف أمام الجميع فهرولت للخارج لاحظها تخرج من القاعة نحو المرحاض في عجلة من أمرها كاد أن يلحقها وكأنه تناسى بأن ذلك زفافه حتى أمسكته نهى من ساعده لتجلسه بجانبها قائلة بخبث :
-متقلقش عليها يا حسن واحدة وراحت التويلت محصلش حاجة .
دمعت وهي لا تعرف ماذا سيحدث ولكن الدموع عرفت إلى أين ستركض مهرولة عيناها أصبحت ككأسات الدم شهقت بصوت مرتفع فكتمت فمها حتى لا تكررها فشعرت بسيل الدماء تهرول خارجة من أنفها الصغير حاولت كبح الدماء بالماء ولكنه لم يكن كمثل كل مرة فالأمر أزداد سوء رفعت رأسها فضرب الدوار ذلك الرأس فأمسكت رخام المرحاض وهي تحاول الأ تنهار بفرحه أغمضت عيناها وأحكمت القبض على ذلك الحوض حتى سمعت فتاة تضع يديها على كتفها وتقول لها :
-مدام مدام أنتي كويسة .
فتحت عيناها فلم تراها جيداً فرؤيتها مشوشة أبتسمت لها وقالت :
-انا بخير شكراً  يا حبيبتي .
كادت أن ترحل ولكنها لم تستطيع أن تتقدم خطوة واحدة للخارج فلولا أن تلك الفتاة أسندتها لكانت وقعت أرضاً أمسكت رأسها والأخرى تقول لها :
-تعالي ندخل القاعة أنتي تعبانة .
أخذت الأخرى أنفاسها وهي ترفض التحرك لداخل القاعة فإن دلفت بهيئتها تلك لترك نهى والفرح بأكمله من أجلها فأردفت ميرنا قائلة :
-ممكن أطلب منك طلب ؟
لاحظ بأنها ليست بالقاعة أشار لوالده بإختفاءها فخرج والده من المكان يبحث عنها حاول الأتصال بها فأجابته قائلة :
-ايوة يا عمي .
أردف قائلاً :
-انتي فين ؟
أجابته قائلة :
- أنا روحت الفيلا يا أونكل .
قضب حاجبية قائلاً بتساؤل :
-ليه ؟
حينما دلف القاعة مال على أذن حسن فهمس له قائلاً :
-متقلقش عليها هي في الفيلا .
شعر بضيق في صدره فأمسك يد والده ليميل أليه فقال له :
-بابا معليش خليني أخلص من الفرح دا وروح ليها .
نظر له والده بإستغراب فمازال هناك وقت بالفرح كيف يريد أن ينهيه في تلك السرعة دون أي سبب واضح .
جلست على كنبة تلتقط أنفاسها متعرقة بشدة برغم من برودة الطقس صاحت بها شيرين قائلة بالهاتف :
- متستهبليش أنتي لازم تتحجزي في المستشفى كل لما تتأخري الوضع بيسوء .
أجابتها قائلة وهي تسند رأسها على مسند الكنبة :
-ياعمتي متقلقيش أنا هبقى أحسن لو نمت شوية .
غضبت عليها وقالت لها :
-بطلي هبل هاتي عنوان الفيلا دلوقتي أجيلك .
أردفت الأخرى قائلة بترجي :
-بليز يا عمتي سيبني دلوقتي هنام ولما أصحى هبقى كويسة .
أجابتها في تضايق :
-برحتك يا ميرنا باي .
أغلقت المكالمة قبل أن تقول لها الأخرى كلمة وداع أراحت جسدها بمكانها على الكنبة دون أن تبدل ملابسها فهي لا تقدر على التحرك براكين تشتعل بداخلها وتنفجر واحداً تلوى الأخرى
حتى جاءوا أليها وجدوها تنام على الكنبه تنظر بسقف الفيلا شاردة بملكوت ربها أقترب منها فهمي ليجلس بجانبها فأعتدلت بجلستها وهي تتساءل قائلة :
-وصلتوه لشقته ؟
اومأ بالإيجاب فأبتلعت ريقها وأزاحت وجهها بعيداً عنه وهي تقول :
-ربنا يسعده .
تركتهم وصعدت لغرفتها وهي تهرب من رؤية وجوههم التي الكثير من التساؤلات أكنت بخير أم لا ستقول بأنها ليست بخير وهي تقطع أخر خيط أصبح بينهم فالأن هو زوج لواحدة أخرى تحبه وسيبادلها حبها يومٍ ما أما عنها ستحطم وتلقى بالتراب لتصبح ذكرى منسية لا يتذكرها فرداً واحداً وإن تذكروها سيقولون :
-الله يرحمها .
دفنت وجهها الباكي بين راحتي يديها  تشهق من الضيق والبكاء تتمزق لفتات وهي تتخيله بين أحضان واحدة أخرى وليست هي حبيبته ميرنا.
جلست على فراش بعدما دلفت الغرفة أنتظرته حتى دلف الغرفة أبتلع ريقه حينما وجدها تنتظره وتنظر له بحب فأزاح وجهه عنها وهو يقول بنبرة جامدة :
-أنا مصلتيش العشاء صليتي ؟
اومأت بالرفض فتابع قائلاً :
-طيب تعالي نصلي الأول .
أبتسمت له وهي تخبره بأنها ستبدل ملابسها بالمرحاض وستتوضأ فتركها وجلس على أقرب كرسي نزع رابطة عنقه وفتح أزرار قميصه وكأنه يحتاج لبعض الهواء حينها تذكرها وهي تجلس معه على ذلك الكرسي المجاور له تضحك بصوت مرتفع وكأنها تشعر بالحزن يوماً أبتسمت له وهي تقول :
-أنا بحبك أوي يا حسن .
قال بصوت مسموع :
-أنا بحبك أكتر ياميرنا .
لم يكن صوته عالٍ لذلك الدرجة ولكنها سمعته وهو يتحدث إلى نفسه بحبه لها نظرت لنفسها بتحدي بالمرآة وهي تقول :
- وديني لانسيك اللي خلفوها ولاما أنا لهي .
خرجت بعد فترة وجدته مازال يجلس شارداً حينما وجدها تقترب منه قال :
-كل دا تأخير .
وضعت راحتي يديها على صدره وقالت بميوعة :
-ايه وحشتك ؟
أجابها قائلاً بنبرة جامدة :
-كنت عاوز أصلي يا نهى أعتقد أنك أتوضيتي صح ؟
أجابته بإيجاب فأخذ سجاجيد الصلاة فأرادت أن تصلي على سجادة ميرنا ولكنه قال لها :
-متصليش على دي خدي دي .
أمد له يديه بمصلى جديدة فتساءلت بإستغراب قائلة :
-مش معنى دي يعني ؟
أجابها قائلاً :
-علشان دي بتاعت ميرنا .
قضبت حاجبيها بغضب فبدأ الصلاة وهي تقف خلفه
ألم يغزو بطنها ركلات الصغير تؤلمها وهي تتحرك ذهاباً وأياباً بتوتر في ساحة الفيلا حتى شعرت بالدوار وهي ترى أمها تنزل من الدرج لتقترب منها لا ترى ملامح وجهها بوضوح ولكنها سمعت صوتها :
-ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ؟
أجابتها قائلة :
-مجاليش نوم .
رأت أمها الدموع في عيناها والتوتر الظاهر من تعبيرات وجهها فتابعت الأخرى بتساؤل :
-طالما أنتي بتحبيه كدا مديتهوش حب ليه ليه خلتيه يبص برة ويتجوز واحدة غيرك .
شعرت بخنجر يطعن قلبها فهي تهينها فقالت الأخرى بصرامة :
- طول عمرك وحشة وعفوية وطريقتك دي كرهت جوزك فيكي من برودك  .
صاحت بها ميرنا بغضب قائلة :
-كفاية بقى أنتي أيه مفيش أم بتعمل في بنتها زي ما عملتي فيا أنتي تعرفي ايه عن حياتي علشان تتهميني بالبرود مع جوزي .
قالت لها الأخرى بنبرة جامدة :
-أومال سابك ليه وأتجوز عليكي أكيد العيب فيكي علشان كدا ساعدتيه وروحتي تخطبيله يا بجحتك يا شيخة .
أمسكت قلبها فهي شعرت بألم بصدرها حينها لم تستطيع أن تخبىء سرها أكثر من ذلك فهي بريئة من تهم أمها التي توجهها لها فقالت بصوت ضعيف وعيناها مليئة بالدموع :
- أها يا مامي العيب فيا أنا مريضة مرض ملهوش علاج .
أتسعت حدقت عيناها والأخرى تقول لها بتوضيح وهي تدمع  :
-ورم بالمخ بمرحلته الأخيرة مرضيتش أخليه يعيش لوحده من بعدي وحبيت أجوزه علشان أعوضه عن حياته الصعبة معايا .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تردف قائلة بعدم إستعاب :
-أنتي كدابة .
في لحظة نزعت ميرنا الحجاب الذي يداري صلعت رأسها فلم تكن ترتدي شعر مستعار بأسفله فأبتعدت أمها عنها بصدمة وهي تبكي بشدة :
-لا يا ميرنا مستحيل .
أخذت تسرد عليها جميع ما حدث لها منذ سنوات فبكت الأخرى وميرنا تقول دامعة :
-شوفتي قد ايه أنا أنسانه وحشة وباردة علشان كدا أتجوز عليا .
كادت أن تختل توازنها فأمسكت بمقبض الدرج فقالت لها أمها بلهفة :
-مالك يا ميرنا ؟
أجابتها قائلة بصوت جهوري   :
-أبعدي عني أنا مش عاوزة أشوفك تاني أنتي طول عمرك ظالماني وجاية عليا بتكرهيني ونفسك أموت .
سمع فهمي صوت صياح ميرنا فترك ما بيديه وخرج من الغرفة فوجدهم بالأسفل وزوجته تقول لها بدموع :
-متقوليش كدا أنتي بنتي أنا مليش غيرك .
دعت الأخرى صائحة :
-سيبني في حالي بقى يارب أموت وأبعد عنك واريحك وأريح الكل من قرفي .
شعرت بألم أسفل بطنها وكأن الطفل لا يطيق ذلك الحوار أمسكت بطنها فصرخت بتألم أمسكتها من ذراعها ولكنها سرعان ما أبعدتها عنها بقوة وهي تصيح بها بالأ تلمسها قائلة :
-أبعدي عني متلمسنيش .
شعرت بالدوار يجتاح رأسها فلم تستطيع التحرك قيد نملة فوقعت أمام أمها بالأرض فاقدة الوعي جثت على ركبيتها بجانبها تحاول إعدالها وصرخت قائلة :
-الحقني يا فهمي .
بعد فترة بالمشفى أخذت تخترف بأسمه قالت ريهام لزوجها ببكاء :
-أتصل بيه دلوقتي .
أجابها الأخر بإستنكار من طلبها :
-أنتي أتهبلتي دا ليلة دخلته يجي فين ؟
أصرت على أن يأتي ليرى زوجته فهو مجبر بأن يأتي ليكون معها ،إمسك يديها ليهدىء من أنفعالها ولكنها أزاحت يديه من يديها قائلة بنبرة تحمل الكثير من التهديد :
-هتكلمه ولا أكلمه أنا.
خرجت شيرين ومعها طبيب أمراض النسا والتوليد لتتكلم معه عن الحالة فقال لها :
-لازم نولدها قيصري مش هتستحمل ألم طبيعي عاوزين نمضي أهلها على تقرير العملية .
تنهدت الأخرى بحزن وهي تنظر لها خلف الزجاج فتابع بتساؤل :
-فين جوزها ؟
ظل واقف في شرفته برغم من برودة الطقس ينظر للسماء وكأنه يخاطب ربه بشىء لا يعلمه سواه حتى أقتربت منه نهى بعدما أرتدت معطف طويل يداري قميصها أسفله وضعت يديها على كتفه وقالت له :
-مالك ياحبيبي ؟
أنتبه لها فقال :
-مفيش يا نهى مخنوق شوية أدخلي أنتي وانا هحصلك .
رن هاتفه بالداخل فستمع لصوته هرول وكأنه يتمنى أن تكون من يهاتفه ولكنه شعر بالتوتر حينما وجد أسم والده قالت بتأفئف :
-مين اللي بيتصل دلوقتي دا وقته ؟
أجاب والده فقال به :
-ايوة يا بابا .
أتسعت حدقة عيناه فأخذ هاتفه وهرول بداخل الشقة يبحث عن سلسلة مفاتيحه قالت له :
-فيه ايه يا حسن ؟
أجابها معتذراً :
-أنا أسف يا نهى بس ميرنا تعبانه اوي وفي المستشفى .
أزداد غضبها فقالت له :
-عارفة انا شغل السهوكة دا.
أخذ مفاتيحه وهرول للخارج وتركها تبكي وتندب حظها السيىء .
بعد فترة وجدته واقف بجانبها بملابس المنزل قالت له بتألم :
-أيه اللي جابك أمشي يا حسن ميصحش تسيبها في يوم زي دا  .
قال لها بنبرة جامدة :
-مش هسيبك أنا .
أغمضت عيناها والممرضين ينقلوها الى الترول الطبي المتحرك نحو غرفة العمليات ، أمسكت يديه وهي تنظر له بحزن قائلة :
-حسن أنا خايفة .
أقترب منها أكثر وضع راحة يديه على جبينها قائلاً :
-متقلقيش يا حبيبتي أن شاء الله ربنا هيقومك ليا بالسلامة وهتفرحي بأبننا .
أبتسمت له فمال برأسه ليقبل جبهتها وبادلها الأبتسامة ، بعد فترة فتحت عيناها وجدته يكبر بأذن الصغير بصوته الجميل والجميع يقفون بجانبه ينظرون له قالت بصوت ضعيف :
-حسن .
أنتبه بأنها أستفاقت فأقترب منها بعدما أعطى والده الصغير أعدلها على الفراش لتصبح جالسه عليه وقال لها بفرحة :
-حمدالله على سلامتك يا حبيبتي .
أبتسمت له وقالت :
-عاوزة أشوفه .
أقترب منها فهمي وأعطاه لها حاولت أن تحمله بذراعيها الضعيفة ولكنها لم تستطيع أن تتحكم به فأرتعشت يديها فحمله حسن بدلاً عنها وأقربه منها وهو يقول :
-شبهك اوي .
نظرت للصغير وعيناها تمتلىء بالدموع كما تمتلىء بعيني أمها وهي تنظر لها وفرحتها بالطفل فوجدها تبكي بشدة بأنها لا تقوى على حمله بين ذراعيها وتضمه لحضنها فأعده لوالده وأحتضنها محاولاً تهدئتها مسد على ظهرها بحنان قائلاً :
-بكرة هتبقي كويسة وهتشيليه وهترضعيه كمان .
دفنت وجهها الباكي بين أحضانه وكأنها تحاول ألا ترى عيون الجميع الساقطة عليها حتى دلف الطبيب وأخبرهم بأنهم عليهم الرحيل فعندها قال له حسن :
-أنا هقعد معاها .
أمسكت يديه وقالت له بترجي :
-روح يا حسن بليز روح حرام عليك تسيب البنت لوحدها في ليلة دخلتها أنا بقيت كويسة .
أردف قائلاً :
-مش هسيبك يا ميرنا قولت ورجلي على رجلك في الخروج من هنا .
دمعت وهي تقول له بغضب :
-حرام عليك يا أخي متفضحش البنت أنك سيبها في ليلة دخلتها أبوس ايديك ورجلك روحلها .
حاول أبيه أقناعه بأن يتركها ويعود لعروسته ولكنه رفض وأصر بالمكوث بجانبها فتركوهم وأصر حسن بأن والدتها تأخذ الصغير لتعتني به حتى تخرج من المشفى  ورحلوا، أدعت النوم حتى يستطيع النوم هو الأخر فظل جالساً بجانبها يمسك يديها بشدة كمن ستتركه وترحل
أشتد المساء ظلاماً وبعد أذان الفجر أستيقظت وجدته جالس على سجادة الصلاة يقرأ قرآن فتابعته حتى أنتهى مصدقاً أعتدل بوقفته وجدها مستيقظة تنظر له فتساءل قائلاً :
-ايه يا حبيبتي اللي مصحيكي دلوقتي انتي كويسة انديلك الدكتور .
أردفت قائلة :
-قرب يا حسن أنا عاوزة أتكلم معاك .
أقترب منها وجلس بقربها فتساءلت قائلة بحرج :
- حصل حاجة ما بنكم ؟
أتسعت حدقة عيناه وقال بتلجلج :
-ميرنا انا .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تعلم لماذا تلجلج بالكلام فأخذت أنفاسها بصعوبة وهي تقول له :
- قومني عاوزة أنزل أقعد في الجنينة شوية مخنوقة .
أسندها وساعدها بالتحرك حتى نزل بها للطابق الشفلي أجلسها بأحدى الكراسي فلم يكن هناك أحد غيرهم فالجميع نائماً الأن نظرت للسماء المظلمة وعيناها متلألأ كالنجوم قالت له :
-أنا كدا أستريحت من ناحيتك يا حسن .
أمتلىء عيناه بالدموع وهي تنظر له تابعة :
-كدا هموت وانا مرتاحة .
أردف قائلاً بعفوية وهو يدمع  :
-متقوليش كدا بالله عليكي أنتي هتعيشي وهتربي أبننا لحد لما يكبر ويبقى عريس .
أكملت قائلة :
- حقك عليا يا حسن لو أذيتك في يوم من الأيام أنا كنت مغيبة سامحني .
أمسك يديها بشدة وهو يقول :
-حبيبتي أنا مليش غيرك متقوليش أني ممكن أزعل منك.
أبتسمت له بحب وهي تردف قائلة :
-بحبك .
ظلوا جالسان حتى شروق الشمس حتى أخبرته بأن يعود بها لغرفتها .
طرق باب الشقة فتقدمت ناحيته لتقوم بفتحه وجدت أهلها وأمها تطلق الزغاريد وهي تبارك أخذتها بحضنها وهي تراها عيناها منتفخة من كثرة الدموع فتسائلت قائلة :
-في ايه يا نهى ؟
ذهب الجميع أليها بالمشفى ليطمئنوا عليها أو على ما يبدو بأنهم يفعلون نظرت له نهى بتضايق وهي تراه متمسك بها فأخذه والدها وخرجوا من الغرفة فقالت لها والدة نهى :
-حمدالله على سلامتك يا بنتي ربنا يكمل نفاسك على خير .
شكرتها ميرنا وأبتسمت لنهى التي كانت تستشيط غضباً منها من ثم قالت لها :
-شكراً يا نهى على كل حاجة ربنا يجزيكي خير ويهدي سرك انتي وحسن .
زفرت نهى وأبتعدت عنها لتجلس بأخر الحجرة فعلمت ميرنا بأن هناك خطب ما فقالت لها بتساؤل :
-مالك يا نهى ايه اللي مضايقك ؟
نظرت نهى لوالدتها فعلمت بأنها تريد أن ترحل حتى يمكنها التكلم مع ميرنا على أنفراد وبالفعل خرجت أمها وحاولت الأخرى الأعتدال فتألمت بشدة مما جعل نهى تقترب منها لتسندها حتى يمكنها الجلوس فأردفت ميرنا معتذرة :
-حقك عليا يا نهى اني اخدته منك أمبارح أقسم بالله قولتله كتير أنه يجيلك بس هو رفض لما دخلت العمليات بس أنا أطمنت منه عليكي .
قاطعتها نهى بتضايق قائلة :
-ياترى قالك ايه البيه أنه ملمسنيش أصلاً .
أتسعت حدقة عيناها في دهشة لما تقوله نهى فأبتلعت ريقها وهي تخبرها بما حدث معها بالليلة الماضية ...
-أنا أسف يا نهى مش هقدر أعمل حاجة انا مش عاوزها .
قالها في جمود كالثلج وهو يجلس مبتعداً عنها خافض رأسه بخزي فصاحت به الأخرى قائلة :
-أتجوزتني ليه طالما أنت مش طايقني كدا .
أجابها قائلاً :
-ميرنا اللي غصبت عليا الجوازة دي أنا مكنتيش عاوز حد غيرها بس هي كانت بتتعب كل لما أرفض موضوع جوازنا مقدرتيش أشوفها بتنهار بسببي .
أبتلعت ريقها وهي تدمع قائلة :
- بس انا بحبك يا حسن متكسرش بقلبي وفرحتي أنك معايا .
أردف قائلاً :
- مش عاوز أظلمك معايا يا نهى حولت كتير أني أبينك أني بحبها هي ومش هقدر أسعدك بس انتي مكنتيش عاوزة تفهميني .
دمعت الأخرى وهي تقول بصوت متحشرج :
-هقول لأهلي أيه رد عليا هقولهم ايه ؟
دمعت ميرنا وهي تستمع لها فوضعت يديها على وجهها لتداري وجهها الباكي ونهى تقول لها :
-انتي السبب أنا مش مسمحاكي ياريتك ماكنتي أجبرتيه يتجوزني يارتني يا شيخة ماعرفته ولا حبيته.
أمسكت ميرنا يديها وهي تقول لها :
-أقسم بالله ماكنت أعرف والله مقاليش كدا سامحيني واديله فرصة تانية .
أزاحت يديها بعيداً عنها قبل أن تركتها ورحلت من ثم غادروا جميعاً فدلف حسن لعندها الغرفة وجدها تزيح من يديها أبرة المحلول فحاول منعها ولكنها صرخت به قائلة :
-متلمسنيش .
وقفت فكادت أن تقع أرضاً ولكنها أستندت على مسند الفراش فقال لها بغضب :
-رايحة فين بس ؟
أجابته بصوت ضعيف متحشرج :
-رايحة أصلح اللي نيلته تعالى معايا .
تساءل بعدم فهم :
-هنروح فين ؟
أردفت قائلة :
-عند نهى اللي سبتها في ليلة دخلتها يا أستاذ يا جامعي .
أمسكها من يديها ليجبرها على الجلوس بالفراش قائلاً :
-انا هروحلها ملكيش دعوة انتي بيها أنتي لسه جرحك طري .
نظرت له وعيناها ممتلىء بالدموع وهي تقول :
-نهى قالتلي على اللي حصل بينكم أمبارح يا دكتور  .
نظر لعيناها بتوتر وقال لها بتلجلج :
- قالتلك قالتلك ايه ؟
دمعت وهي تتابع :
-أخر حاجة ممكن أتصورها أنك تكدب عليا يا حسن .
نظر لها بشدة وهي تكمل قائلة :
-أنت ملمستهاش أصلاً .
قال لها بتضايق :
-متصدقهاش دي كدابة أنا معرفش هي قالتلك كدا ليه ؟
أخذت أنفاسها وهي تقول له :
-دلوقتي هتيجي معايا وهنروحلها يا حسن وهتاخدها وهتروح معاك حرام عليك فضيحة البنت انها راجعة بيت أبوها في صباحيتها .
رفض بأن يسمع كلامها وأصر بأنها يجب عليها المكوث بالمشفى ولكنها وضعته أمام الأمر الواقع وقفت وهي تتحمل كمية الألم المتواجدة بها مع الدوار المصاحب لها وأخذت تتسند أمامه لتمسك ساعده قائلة بنبرة تهديدية :
-أقسم بربي لو مروحتيش أخدت البنت وأتجوزتها لأرفع عليك قضية خلع وهجبرك على الطلاق لان دا ميرضيش ربنا أبداً .
حاول إقناعها بأنه سيفعل عندما تتحسن صحتها ولكنها رفضت وأصرت على ذهابها معه لبيت نهى
وبالفعل حملها على ذراعيه ووضعها بالكرسي المجاور له بالسيارة بعدما حذروه الأطباء بعدم خروجها من المشفى ولكنها كانت بوضع لا يستهان به أغمضت عيناها عدة مرات وهي تحاول مقاومة الدوار فطلبت منه أن يهاتف نهى وبالفعل تحدث أليها وجد أبيها يجيبه فقال له :
-فين نهى ؟
كانت تضع ملابسها التي لم ترتديها ولو للحظة له بالحقيبة وأمها تطلق السباب عليه وعليها بأنه وافقت على الزواج بشخص متزوج من قبل فبكت نهى وهي تصرخ بأمها أن تتوقف على قول ذلك حتى سمعت أبيها يكلمه بالخارج بغضب خرجت وجدتها تستند على ساعده وهي شاحبة كالليمون حاولت أن تهدىء من أنفعال والدها فقالت له بترجي  :
-ياحاج أبوس أيديك متخربش عليها بلاش فضايح هو حسن عرف غلطه وهيعمل اللي انتم عاوزينه .
أردفت نهى بغضب قائلة :
-يطلقني دلوقتي .
نظر لها وجدها ترخي قبضتها من ساعده وكأنها على وشك الأنهيار أمامهم فأجلسها في عجلة من أمره وهو يقول لها بلهفة:
-ميرنا .
يتبع...
#الباشمدرسة_ايه_احمد

رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن