الفصل التاسع عشر :-
وقفت معتدلة بعدما أزاحت من يديها أبرة المحلول المغذي لتتقدم منهم وتستمع لما يقولون فأستمعت لصوته الباكي وهو يقول :
-أنا هاخدها وهسافر أكيد فيه علاج لحالتها .
أردفت شيرين قائلة بيأس :
-صدقني يا حسن لو كان في حل مكنتيش أتأخرت بس للأسف الورم أنتشر وسيطر على مخها كله هو مجرد وقت .
دمعت عيناها وهي تسمع كلماتها فشهقت بصدمة فسمعوا صوت بكاءها تقدم ناحية باب الغرفة فتحه وجدها أبتعدت عنه وهي تبكي وترتجف خوفاً أقترب منها فقالت له صارخة :
-يعني خلاص قربت النهاية هموت خلاص .
دمع وهو يقول :
-متقوليش كدا محديش عارف هيموت أمتى .
أقتربت منها عمتها لتحتضنها لتخفف حدة الأرتجاف ولكنها لم تكف عن البكاء ولو للحظة تمزق قلبه على فتاته وهو يراها تصرخ وتبكي ولا يقدر على أن يفعل لها شىء .
رن هاتفه المحمول في وقت متأخر من الليل كان نائمٍ نظر بنعاس على شاشة هاتفه فوجد رقمها يتبعه أسمها يضيىء فسرعان ما أعتدل بجلساه وأجابها قائلاً بلهفة :
-نيرة .
دمعت عيناها وهي تسمع صوته فقبض صدره من صمتها فتساءل :
-نيرة أنتي كويسة ؟
شهقت بصوت مسموع فهلع قلبه عليها فصاح بها في لهفة :
-في ايه فيكي ايه ردي عليا .
أغلقت المكالمة من ثم الهاتف بأكمله لتتركه بنار لم تخمد فكر بأنه يذهب أليها ولكن كيف سيفعل فالوقت متأخر لا يمكنه فعل ذلك حاول أن يهاتفها أكثر من مرة ولكنها لم تجيبه ترك فراشه من ثم الغرفة بأكملها ونزل للطابق السفلي يحتسي كوب من الماء ويحاول أن يعيد من طلب رقمها
لم تعلم كيف فعلتها تتصل به في ذلك الوقت المتأخر أكانت تشتاق لصوته الهادىء أم أنها أفتقدت حبه لها ولهفته عليها لم تريد أن تقول له كم تتعذب من دونه وكم تتمنى أن تعود للجيش لتكون معه ولكن قد فات المعاد .
أعتدلت بجلستها وهي تمسك ظهرها بتألم :
-نزلني مصر يا زياد .
أقترب منها ليجلس مقابلها فقال لها :
- ليه يا حبيبتي ماحنا كويسين هنا بعاد عن الكل .
أخذت أنفاسها بصعوبة وهي تردف قائلة :
-بقولك رجعني القاهرة بدل ما أنزلها لوحدي .
وقفت فأمسكت بطنها متألمة فأردف قائلاً :
-فيه ايه مالك ؟
-شكلي قربت خلاص يا زياد خلينا ننزل الله يخليك .
قالتها وهي تترجاه فتنهد بضيق قبل أن تتركه وتدلف غرفتها .
أجلسها على حافة الفراش جثى بالأرض بجانبها لينزع الحذاء من قدميها رفع عيناه لها وجدها تنظر له بشدة وعيناها تكاد تنفجر من كثرة الدموع وضع يديه على يديها وهو يردف قائلاً :
-انتي لسه زعلانه مني ؟
نزلت دموعها رغماً عنها وهي تومأ بالرفض فقالت له بصوت ضعيف:
- عمتي قالتلك فاضلي قد أيه ؟
أتسعت حدقه عيناه في دهشة فصمت فكررت سؤالها ببكاء :
-فاضلي قد ايه وأموت؟
دمع عيناه بصدمة فلم ينطق دمعت وهي تشيح بوجهها بعيداً عنه فقالت :
-كنت مستنية اليوم دا أنا مش زعلانه أنا كان نفسي أجبلك بيبي يفكرك بيا بس شكل ربنا مش رايد الحمدلله .
ضمها بين ذراعيه فقال لها مهدئاً :
-أنتي كويسة ياميرنا مفكيش حاجة كل اللي سمعتيه دا غلط أحنا هنسافر وأكيد في أمل وربنا فوق الكل .
دفعته بعيداً عنها وهي تقول له بتضايق :
-مين دي اللي تسافر أنا مش هسافر .
ظلت جالسة بالسيارة تأخذ أنفاسها ببطء طالما هو يقود عائداً للقاهرة لم تريد أخباره كم تتألم حتى لا يقلق عليها فهي تريد أن تكون بجانب والدتها في تلك الفترة ولكنها تذكرت أمر رفعت فهو لن يدعها وشأنها أرتجفت للحظة وهي تتصبب عرق فأمسك يديها الرطبة ليطمئنها قائلاً :
-متقلقيش بابا مسافر ومش هيرجع دلوقتي كريمة عرفتني .
تنهدت فعلم بأنها تخشى والدها وبطشه فأبتسم لها وهو يقول :
- هو انا مقولتلكيش ؟
أنتبهت له وهي تتسأل قائلة :
-قولتلي ايه ؟
أردف قائلاً :
- اللي عرفته أن أبوكي سافر دمياط بقاله يومين .
أخذت أنفاسها وهي تقول له :
-ربنا يسترها يا زياد ونوصل ليهم بالسلامة.
أقرب يديها من فمه ليقبلها برفق أما عنها فهي ما يشغلها هو ذلك الألم القوي الذي يجتاح نصفها السفلي وكأن الأطفال يلهون بالضرب بأحشاءها وصل لفيلا أبيه في وقت متأخر من الليل فبدء ملامح كريمة غير مستقرة متضايقة رحبت بهم وساعدت سلمى بجلوسها على الفراش فأخبرتها بأنها تود أن تأخذ قسط من الراحة فأخذت كريمة زياد وخرجوا من الغرفة أمسك زياد ذراع زوجة أبيه ليوقفها قائلاً :
-فيه ايه يا كريمة شكلك مخبية حاجة .
قالت له بتضايق :
-أنا لازم أحكيلك يا زياد .
باليوم التالي أصرت بأن تذهب معه للجامعة وكأنها هناك ما يشغل عقلها به طوال الليل فهو يعلم بأنها لم تغفو قليلاً منذ ليلة أمس لم تتفوه بكلمة طوال الطريق حتى وصلوا للجامعة،أردف قائلاً :
-لسه فاضل على محاضرتك ساعتين تحبي تقعدي في الكافيتريا شوية .
نظرت له قبل أن تردف قائلة :
-لا دخلني اوضة المعيدين أنا عاوزة أتكلم مع دكتور نهى شوية .
أجابها بتوتر :
-ليه عاوزاها في ايه انتي مش بتحبيها .
أزاحت وجهها بعيداً عنه لتنظر أمامها قائلة :
-أنا عاوزاها في موضوع مهم .
أخذت أنفاسها وهي تتابع قائلة بضيق :
-يارب توافق بس .
لم يفهم ما يدور بذهنها فهي تركت سيارته فنزل منها هو الأخر أخذها ليذهب بها لغرفة المعيدين
نظرت لها نهى فحاولت الأبتسام لها قائلة :
-ازيك يا ميرنا .
أبتسمت لها الأخرى فقال لها حسن :
-أنا هروح المحاضرة يا حبيبتي خلي بالك من نفسك .
أبتسمت له أبتسامة مكسورة قبل أن يتركها ويرحل فأقتربت من نهى وقالت لها :
-انا عاوزاكي في موضوع مهم بس انا شايفة المكان مش هيسمح به تعالي معايا نروح الكافيتريا .
نظرت لها نهى ولم تعلق بل ذهبت معها فأجلستها وطلبت لها مشروب لاحظت توتر ميرنا البادي على وجهها فأردغت قائلة :
-خير يا مدام ميرنا ؟
أجابتها ميرنا قائلة :
-كل خير يا دكتور نهى.
أنتبهت لها نهى فتابعت ميرنا قائلة وهي تبتلع ريقها :
- أنا عاوزاكي تكلميني بصراحة أنتي معجبة ب حسن .
أتسعت حدقت عيناها ووقفت وهي تقول لها في غضب :
-ايه التهريج اللي بتقوليه دا لا طبعا أنا غلطانه أني جيت معاكي وسبت شغلي بعد أذنك .
كادت أن ترحل مبتعدة عنها فقالت لها ميرنا :
-أنا بحتضر .
ألتفتت أليها نهى قبل أن تردف قائلة بتساؤل :
-انتي بتقولي أيه ؟
نظرت ميرنا ليديها التي كانت تفرك بهما في توتر وهي تتابع قائلة :
-كانسر مخ في مرحلته الأخيرة .
جلست أمامها نهى وقالت لها بشفقة :
-سلامتك يا ميرنا ربنا يشفيكي .
أبتلعت ريقها وهي تكمل قائلة :
-أسمحيلي أطلب منك طلب وأوعديني أنك تحققهولي .
أردفت نهى قائلة بلهفة :
-اؤمريني .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تنظر لها لتقول بجمود :
-تتجوزي حسن .
أتسعت حدقة عيناها في ذهول مما طلبته زوجته فوجدتها تردف قائلة :
-أنا عارفة أنه صعب عليكي تتقبلي الوضع بس أنا مش هعيشله العمر كله أنا عارفة أنك بتحبيه ووثقة أنك هتسعديه وهتملي بيته فرحة .
أمسكت يديها وهي تتابع قائلة :
-أرجوكي يا نهى تقفي جمبي أنا خلاص بنتهي حققي أمنيتي قبل ما أقابل وجه كريم .
أمتلىء عيناها بالدموع فسقطت رغمٍ عنها وهي تقول :
-ميرنا متقوليش كدا .
أخفضت عيناها الحزينة عنها وهي تكمل قائلة :
- حددي يوم الخميس مع باباكي علشان نيجي نزوركم مفيش وقت .
اومأت الأخرى رأسها بإيجاب دامعة فوقفت ميرنا وقالت لها :
-أنا همشي لما حسن يخرج من المحاضره قوليله أني روحت بعد أذنك .
تركتها ميرنا ورحلت فهي لم تستطيع أن تداري دموعها أكثر من ذلك فأوقفت سيارة أجرة وركبت بها من ثم أنهارت بالبكاء ،أنهى محاضرته وخرج يبحث عنها مع زميلته فأخبرته نهى قائلة :
-ميرنا تعبت وروحت .
ترك المكتب قبل أن يقول نصف كلمة من ثم خرج من الجامعة بأكملها حاول أن يهاتفها ولكنها لم تجيبه فقلق عليها أكثر فهو لا يعلم ماذا حدث لها دلف شقة المعادي لم يجدها بالشقة بل أستمع لصوت بكاءها في المطبخ أقترب منها في لهفة وأنحنى بجسده أمامها ليساعدها على الوقوف من الأرض الباردة فأرتمت بحضنه وهي تمسك به بشدة وكأنها لم تراه منذ أعوام قال لها :
-مالك ايه اللي حصل ؟
أغمضت عيناها وهي بحضنه تشعر بسرعة ضربات قلبه التي تكاد تمس رأسها من قوتها فوضع يديه على رأسها برفق قائلاً :
-صداع تاني صح .
دمعت وهي تحرك رأسها بالرفض فأخذها بحضنه وتحرك بها لداخل غرفتهم أجلسها على الفراش وقال لها :
-أقعدي يا حبيبتي هنا عقبال ما أجبلك المخدر اللي هيهدي الوجع نظرت له بعيناها الدامعة قبل أن يتركها ويغادر للغرفة الأخرى أحضر ذلك المخدر التي أعتادت عليها أستغربت من أنه أحضرها بنفسه فقال لها :
-عمتك اللي كتبتها .
جلس بجانبها ووضعه براحة يديها فدمعت بحسرة حاول أن يبتسم لها قائلاً :
-هتبقي كويسة دلوقتي .
وقف وتحرك مبتعداً عنها ليحضر لها كوب من الماء فقالت له :
-حسن .
أنتبه لها وهو يبتسم فقالت له ما جعل أبتسامته تختفي :
-أحنا هنروح نزور دكتور نهى يوم الخميس .
أردف قائلاً بتساؤل :
-هنروحلهم ليه ؟
أبتلعت ريقها وهي تقول له :
-هنقرأ فاتحتك عليها .
أتسعت حدقة عيناه في دهشة قبل أن يصيح بها غاضباً :
-أنتي أتجننتي أنا مش هقرأ فاتحة حد .
وقفت وهي تردف بغضب :
-لا هتقرأ فاتحتها وهتتجوزها يا حسن أنا مش عايشالك العمر كله .
أمتلىء عيناه بالدموع وهو يقول لها :
- ميرنا أوعي تكوني .
قاطعته قائلة :
-قولتلها يا حسن وقولتلها تقول لباباها .
أمسك هاتفه وهو يتابع في غضب :
-انا هعتذرلها عن سوء الفهم دا .
دمعت وهي تصيح به قائلة :
-أقسم بالله لو عملتها لأكون سيبالك البيت وماشية ولا تعرفي طريق جره .
أمسكها من ذراعها وهو يقول :
-أنا مش هتجوز حد غيرك أنتي سامعة أن شاء الله أقعد طول عمري وحيد .
أزاحت يديه عنها وهي تقول له :
-أيه اللي غصبك على شيلك همي أنت من ساعة ما اتجوزتني مشوفتيش في يوم فرحة أنا عارفة أن نهى تقدر تسعدك .
صاح بها في غضب :
-ياستي انا سعدتي معاكي انتي وانا سعيد كدا متضغطيش عليا .
أمسكت يديه وهي تترجاه قائلة :
-أبوس ايديك يا حسن وافق أنا مش زعلانه والله هفرحلك أنا نفسي اشوفك سعيد .
أبعد يديه عنها وأبتعد وهو يقول لها في غضب :
-قولت لا يعني لا أنا مش هعمل كدا حتى لو قتلتيني مش هتجوز سامعة .
تركها وغادر الغرفة وهي يستشيط غضباً فأستمع لصوت قوي صادر من غرفتهم دلف بها وجدها ملقاه على الأرض تنظر له بعيني زائغة غير قادرة علي التحرك ترتجف أمسك بها وهي تتشنج فصاح لها لتستعيد وعيها ولكنها بلحظة أغمضت عيناها فاقدة الوعي.
جلست عمتها بجانبها وهي تضبط من سرعة المحلول فقالت له :
-ليه كدا يا حسن أنت بتدهور حالتها أكتر أحنا قولنا منخلهاش تزعل ونفرحها تروح تخلي ضغطها يوطى كدا حرام عليك هي ناقصة .
دمع وهو يقول :
-مقدرش أعمل اللي هي عايزاه دا يا عمتي أنا بحبها .
تنهدت شيرين وهي تقول له :
-هي عنيدة ومش هتسكت غير لما تنفذ اللي في بالها .
أردف قائلاً :
-هي حطتني قدام امر واقع دي بتخطبلي يا عمتي أنا مش هتحمل كدا ابداً .
أستيقظت سلمى وجدته جالس بجانبها يفكر بشىء ما ولم يغمض له جفن أعتدت بجلستها متحملها الألم الذي يسيطر عليها قائلة :
-مالك يا حبيبي ؟
نظر لها قبل أن يردف قائلاً :
-مفيش يا حبيبتي سلامتك .
تنهدت وهي تقول له :
-شكلي تقيلة عليهم صح ؟
أجابها قائلاً :
-لا متقوليش كدا أهم حاجة أنك دلوقتي أحسن .
اومأت بإيجاب قبل أن يقول الأخر :
-نامي يا حبيبتي وأنا هحصلك .
تسطحت على الفراش فقالت له :
-بكرة توديني عند امي .
في صباح يوم جديد فتحت عيناها ببطء وهي تنظر حولها باحثة عنه بنظرها فلم تجده أعتدلت بجلستها وكادت أن تخرج من الغرفة ولكنها وجدته أمامه فقال لها بنبرة هادئة :
-حمدالله على سلامتك .
أزاحت وجهها الناحية الأخرى فجلس بجانبها أردف قائلاً بجمود:
- اللي عملتيه دا غلط كنتي تأخدي رايي الأول شكلي ايه انا دلوقتي قدام نهى .
نظرت له وعيناها تملئها الدموع فقالت :
-عاوزة أطمن عليك .
قال لها بغضب :
-أنا مش هعمل اللي في دماغك يا ميرنا أنا سعيد معاكي .
-تفتكر أنك هتبقى سعيد من غيري ؟
نظر لها وعيناه تكاد تفضح دموعه وهو يقول :
-متقوليش كدا أنتي هتعيشي معايا أنا بحبك يا ميرنا انتي ليه عاوزة تبعدي بنا .
أزاحت وجهها بعيداً عنه ووقفت لتبتعد فأنتابها الدوار فسرعان ما وقف ليمسك بها فأسندت رأسها على صدره وهي تردف قائلة :
- لازم أبعد ودا غصب عني .
أتصلت به لتخبره بأنها تريد أن تحدثه في أمراً هام حينما قابلها بأحدى المقاهي أبتسم لها قائلاً :
-سعيد أني شوفتك عامله ايه ؟
نظرت له فحاولت الأبتسامة وهي تجيبه قائلة :
- بخير .
أردف قائلاً :
-بقيتي صحفية مشهورة اللهم لا حسد يعني .
أخفضت عيناها عنه وهي تقول له :
-بس انا مش مبسوطة يا معتز بيه .
نظر لها بإهتمام وهو يتساءل في فضول :
-ليه مالك ايه اللي مضايقك ؟
أجابته قائلة :
-أنا كنت بسعى للشهرة لاني كنت حاسه اني عندي كل حاجة شغل كويس شخصية بتحبني وانا كمان بس للاسف طلعت غلطانه .
صمت فلم يجيب بل تركها تكمل حوارها قائلة :
-انا محتاجاك انت يا معتز .
أتسعت حدقة عيناه في ذهول وهو يقول :
-انا ؟
نظرت بعيناه وهي تقول له :
- ايوة يا معتز انا جيبتك هنا علشان اقولك اني مش قادرة اعيش من غيرك أنا .
أمتلىء عيناها بالدموع فقالت له :
-انا حاسه اني وحيدة مش حاسة اني سعيدة في حياتي .
لم يعرف أيفرح بما تخبره به أم يحزن بأنها ملك لأحد أخر دمعت وهي تحكي له عن مدحت وكيف تغيرت معاملته لها حاول أن يمسك أعصابه فقال لها :
-سيبيه أنتي تستاهلي احسن منه .
نظرت له وهي تقول له بإستغراب :
-اسيبه ؟
أردف بجمود قائلاً :
-طبعاً تسيبيه طالما مش قادر يسعدك يبقى ميستهلكيش يا نيرة .
أحتضنت أمها بشدة في شوق ولهفة فدمعت الأخرى أنها رأتها مرة أخرى نظرت لكبر حجم بطنها فقالت لها :
- مالك يا حبيبتي زياد قلقني عليكي .
حاولت أن تداري ألمها قائلة :
- تعبانه يا ماما أوي مبقتيش قادرة أستحمل.
ضغط زياد على يديها قائلاً :
-حبيبتي أنتي لسه بدري عليكي الدكتور قال مش أقل من أسبوع .
أخذت أنفاسها ببطء وهي تقول له :
-دا دكتور حمار وديني لواحد تاني أنا حاسة اني هولد .
نظر لوالدتها وهو يخبرها بأنها دائماً ما تخبره بأنها ستلد ولا تفعل ذلك فضحكت والدتها وكريمة فأمسكت بساعده وهي تدمع قائلة بصوت ضعيف :
-أنا مش قادرة أتحمل الوجع وأنت بتهزر .
أقترب منها أكثر وهو يردف قائلاً :
-قومي أوديكي المستشفى طالما تعبانة .
وضعت يديها على بطنها قبل أن تقول :
-ماما تعالي انتي معايا سنديني .
أسندها زياد فبكت من كثرة الألم الذي لا تتحمله فأجلسها بالكنبة الخلفية بالسيارة وجلست بجانبها أمها أما كريم فجلست في المقدمة قبل أن يتقدم بسيارته نحو المشفى حاولت أمها أن تخفف عنها ألم الولاده وهي تخبرها بأن أول ولاده تكون في غاية الصعوبة هكذا ولكنها لم تتوقف لحظة عن البكاء والنظر لزياد من خلال المرآة الأمامية فهي تراه يسرع أكثر فيصيبها الدوار حتى ذهبوا للمشفى فحجزها الطبيب لتصنع بعض الفحوصات قبل الولادة جلس أمامها وهو يجدها تتألم وتبكي وهو غير قادر على أن يفعل لها شىء أقترب منها وجلس أمامها مباشرة أمسك يديها بين راحتي يديه قائلاً:
-أهدي ان شاء الله هتقوميلي بالسلامة انتي وعيالنا .
دمعت وهي تنظر له فأنحنى برأسه فقبل بطنها فأرتعشت فرفع رأسه ليقبلها من رأسها هي الأخرى لعله يخفف عنها الألم الذي باتت به .
-يعني ايه نسيب بعض ؟
قالها مدحت بعصبية كبيرة كانت تتوقعها :
-أنا مبقتيش مستريحة في خطوبتنا وأعتقد أننا مش هنبقى سعداء في جوازنا .
نظر لها في غضب فنزعت الدبلة الخاصة به قبل أن تضعها له على المنضدة تابعة :
-اسفة على كل حاجة وحشة مريت بيها بسببي أوعدك أني مش هأذيك تاني .
-بالسهولة دي بتبعيني يا نيرة أحنا فرحنا قرب أزاي عاوزة تسيبني ؟
قالها في حدة فوقفت لتتركه فأمسك يديها بشدة وهو يقول لها بغضب :
-انا بتكلم معاكي مينفعش تسيبني وتمشي كدا .
أردفت قائلة في جمود :
-أنا مش عاوزاك يا مدحت وكفاية علينا لحد كدا بعد أذنك .
أزاحت يديه بعيداً عنها وتركته ورحلت لتترك له أثر علاقة الحب الطويلة بينهم دبلة من الذهب ألتقطتها بيديه فنظر لها بحسرة قبل أن يغادر هو الأخر المكان .
-جاهزة يا مدام .
نظرت لزياد فأبتلعت ريقها في قلق قبل أن تردف قائلة :
-متسبنيش .
أمسك يديها وقال لها مبتسماً :
-مش هسيبك أنا عاوزك تتحملي شوية .
حاولت الأبتسام له فساعدها على الوقوف وأتجهت مع الممرضة لتصعد على الترول المتحرك فلم تستطيع فهي تتألم وذلك السرير مرتفع كثيراً أقترب منها وضمها أليه ليرفعها قليلاً حتى أستطاعت الجلوس بخفة فقال لها مازحاً :
-تخنتي اوي .
ضحكت فصاحبها دمعة لم يتوقع نزولها يتبعها قلق وتوتر فأمسك يديها مرة أخرى ومسح دمعها
فقال :
-متعيطيش أنتي هتقوميلي بالسلامة صح .
أومأت بإيجاب فقال لها بنبرة هادئة :
-أنا بحبك .
أبتسمت له فمال على رأسها ليقبلها قبل أن يعتدل بوقفته فقال لها :
-يلا بينا علشان انا متشوق أني أشوف عيالنا .
أبتسمت له وضغطت على يديه فأمر بتحرك الترول الطبي لتصل لغرفة العمليات ،لم يمر الكثير منذ أن أخذت المخدر وزياد يجلس بجانبها يحاول جعلها تضحك ليخفف عنها توتر الولادة حتى سمعت صوت صراخ الطفل الأول فقالت له بلهفة :
-هو فين ؟
أنتبه له زياد والممرضة تلتقطته من يد الطبيب لتأخذه وتنظفه فأخبرها بأنها ستنظفه من الدماء الملتصقة به فأخذت أنفاسها حينما سمعت صوت صراخ الطفل الأخر فدمعت وكأنها تشعر بالألم فأقترب منها أكثر وقال :
-مبروك يا حبيبتي .
ظلت بالمشفى يومين بجانب الأطفال فقد أمر الطبيب بمكوثها أكثر من ذلك ولكنها رفضت فهي لا تشعر بالراحة بالمكان وفضلت أخذ أطفالها الذين يشبهونه معهم ويذهبوا بهم الى بيت أمها ظلت تعتني بهم نيرة فهم ينسوها فكرة البعد عنه ومشاكل مدحت الذي لم يصمت بفكرة الرجوع لها فهو دائماً يتصل بها ويطلب منها بأن تسامحه بأي تصرف يصدر منه ولكنها لم تعد تحبه ولا تتقبل رؤية وجهه مرة أخرى فكيف ستتقبل فكرة زواجه .
أعطاها ذلك المخدر القوي لتتحمل ألم رأسها الذي لم تعد تتحمله حتى بإستخدام ذلك العقار حالتها النفسية تسوء كلما تكلمت معه بشأن الزواج من زميلته نهى فيغضب عليها وتظل تبكي حتى تفقد وعيها فقدت شهيتها تماماً لا تأكل ولو قليلاً ليجعلها تظل مدة أطول على قيد الحياة أرادت عمتها بأن تجلس بالمشفى بضع أيام ولكنها رفضت فما الفائدة من دواء يهدم جسم منتهي فلم يعد هناك سوى المحاليل المغذية التي تسري بأوردتها بدون أستأذن يراها تتحطم أمامه ولا يقدر على التقدم لخطوة واحدة فحينما حجز لها تذاكر السفر أمسكتها ومزقتها أمامه بعفوية فهي لا تريد أن يخسر نقوده هناك على شىء لن يقدمها أكثر مما تتقدم له نحو الموت الذي يحاوطها من جميع الأتجاهات تنتظره بكل ثانية تتنفس بها الهواء الذي يمكن أن ينقطع بأي لحظة هكذا كان تفكيرها توترت علاقتهم فلم تعد تسمح له بأن يقترب منها فكلما أراد ذلك مكثت بالغرفة الأخرى لأيام تدمع حينما تراه بأنه يتحمل معاملتها له ورفضها لإقامة علاقة فهي تريد أن يعتاد على عدم رؤيتها معه والعيش بمفرده تنتظر غضبه منها وأنه يحتاج أليها لتخبره بأن يتزوج ولكنه يظهر العكس فهو مازال يخبرها بأنه يحبها ولن يتركها مهما فعلت معه وأبتعدت عنه .
مر أكثر من شهر ولم يبدي اي أهتمام نحو نهى بشأن الزواج فموقفها أمام أهلها بأنه لم يحضر يجعلها أكثر حساسية من ذي قبل ولكن مازال هناك أمل بقلبها بأن يأتي لها ليخبرها بما تنتظر سماعه حتى أته ذلك اليوم الذي أنتظرها أمام المكان المحاضرة وهو يفرك يعقد ذراعيه فتقدمت نحو تتساءل عن سبب أنتظاره لها فقال لها بجمود كالثلج :
- أنا جاي ازوركم أنهاردة يا دكتورة .
أنتهت من صلاة العصر حينما دلف الشقة وهو يوصد الباب خلفه بقوة فأنتبهت بأنه قد أتى ظلت جالسة على سجادة الصلاة تسبح وتستغفر حتى دلف غرفتهم فألقى عليها سلام فبدا بأنه غضب تساءلت قائلة :
-مالك يا حسن ؟
فتح أزرار قميصه ليقف أمامها وصدره العاري يظهر من أسفل القميص فقال لها بغضب :
-أنا قولتلها قولتلها أني هنروحلهم أنهارده .
أتسعت حدقة عيناها قبل أن تحاول الأبتسامة قائلة :
-بجد أخيراً سمعت كلامي أنا مبسوطة أوي .
زفر بشدة قبل أن يقول لها بعفوية :
-مبسوطة مبسوطة أنك هتروحي تخطبيلي أنتي مبقتيش طبيعية أنتي خلاص أتجننتي .
لم تعلق فهي تعلم بأنه غاضب فإن تحدثت معه بشأن موضوع زواجه حتماً سيغير رأيه وهي تمنت بأن يقول لها تلك الكلمة منذ فترة ،ضغطت على الفراش لتسند عليه حتى تعتدل واقفة وهي تراه يغير ملابسه فأنتابها الدوار فلم تريد أخباره بأنها تشعر بالدوار الشديد الذي يهتك رأسها بل عاودت الجلوس على الفراش وهي تنظر لذلك المحلول المتصل بيديها فمازال هناك الكثير به صمتت فقال لها :
-أنا مش بكلمك ؟
تنهدت قبل أن تردف قائلة بتساؤل :
-عاوز ايه يا حسن أنا مستنية المحلول يخلص علشان أقوم ألبس علشان أجي معاك .
أردف بإستنكار :
-تروحي فين أنتي تعبانة خليكي هنا أنا هروح وأن شاء الله يرفضوني .
أمسكت رأسها وهي ترى الدوار يزداد عليها :
- لا هاجي معاك ملكش دعوة .
أقترب منها حينما أحس بأنها ليست على ما يرام فقال لها بلهفة :
-مالك ؟
أزاحت يديها عن رأسها فقالت له مبتسمة :
-سلامتك أنا كويسة ممكن تنقيلي فستان أروح بيه على ذوقك .
تابع قائلاً :
-ميرنا لو تعبانة قوليلي وأجل أم المشوار دا أحسن .
صمتت قليلاً مفكرة فإن تأجل ذلك اليوم فلن يصدق كلامه أهلها وسيرفضونه حتماً فأبتسمت له وهي تقول له :
- بقولك أنا كويسة أنت هتعرف أحسن مني قوم هاتلي فستان خليني ألبسه .
زفر بشدة وأبتعد عنها ليحضر لها فستانٍ لترتدي فأمسكت به فتركها ودلف المرحاض ليستحم فرفعت عيناها للسماء السقف وهي تناجي ربها قائلة :
-يارب أديني قوة من عندك أني أستحمل أديني القوة يارب .
خرج بعدما أنتهى من أخذ حمامه وبدل ملابسه وجدها مازالت جالسة تنظر في الفستان فحينما رأته قالت له :
-ممكن تساعدني أشيل المحلول والبس الفستان دا .
تنهد بشده وأقترب منها ليبعد المحلول عنها ويساعدها بتبديل ملابسها ووضع الحجاب على رأسها كاد أن يمسك يديها ليسندها ولكنها أبعدت يديه عنها قائلة :
-أنا كويسة يا حسن وقادرة امشي لوحدي .
مر من جانب محل خاص لبيع الحلوى فأخبرته بإن يحضر علبة شيكولاته كبيرة فأحضر علبة جميلة من نوعها المفضل فأبتسمت له وقالت :
-يلا نروح علشان منتأخرش على الناس ويقلقوا .
كانت الأشارة متوقفة السيارات أصاب أصحابها الملل فنظرت بجانبها فرأت محل لبيع الزهور أخذت حقيبتها وقالت له :
-أنا هروح أجيب حاجة بسرعة وجاية .
أمسك يديها وهو يتساءل ماذا تريد فيحضره هو فلم تقول له ما يدور بعقلها فهو حتماً سيرفض تلك الفكرة ولكنها أصرت بأن تترك سيارته وتذهب بمفردها دلفت المحل فنظرت لأنواع الورود الجميلة حتى وقعت عيناها على الورد الأحمر المفضل لها أبتسمت حينما رأته فتذكرت بأنه كلما غضبت منه يفاجأها به فأخبرت صاحب المكان بأنها تريد باقة جميلة من تلك الزهور وأستحثته على الإسراع ففعل .
لاحظ بأنها تأخرت كثيراً فكاد أن ينزل من سيارته حينما فتحت الإشارة ليبحث عنها ولكنه وجدها تتقدم ناحيته وتحمل باقة من الزهور الحمراء التي تعشقها فقال لها بتساؤل :
- جبتيه ليه كنتي تقوليلي أنك نفسك فيه كنت جبتهولك ؟
أبتسمت له وهي تقول :
-ممكن تتحرك هنتاخر على الناس .
ظلت تنظر للورد وكأنها تحاول أن تكتسب منه بضع من الراحة ولكنها لا تستطيع أن ترى بعضها وصلوا لشقة نهى فقال لها بتضايق :
-انتي واخدة الورد دا ليه ؟
قالت له بتضايق :
-ملكش دعوة يا حسن أدخل قدامي .
استقبلهم أخوها وسمح لهم بالدخول جلسوا في غرفة الضيوف فأتى والدها صافح حسن فأمد لها والدها يديه بالسلام فلحقها حسن وهو يقول :
-أصلها مبتسلمش على رجاله يا شوقي بيه .
أبتسم له شوقي وأستحثهم على الجلوس ظن بأنها أخته الصغرى لم يعرف بأنها زوجته سوى من دبلتها في يديها اليسرى ودبلته هو الأخر أتت اليهم نهى وهي على أستعداد لمقابلتهم وكأي عروس تشعر بالفرح حينما يأتي لها عريس تحبه فحتضنتها ميرنا بشدة وقالت لها :
-ايه القمر دا الله اكبر عليكي .
أبتسمت لها نهى وقالت لها مجاملة :
-انتي اللي زي القمر .
أمدت لها يديها بباقة الزهور وهي تقول لها مبتسمة :
-حسن جايبلك البوكيه دا لانه بيحب النوع دا يارب تكوني انتي كمان بتحبيه .
أبتسمت لها الأخرى بفرحة وهي تؤيد فرحتها به فأخذته عنها وشكرتها على ذلك فأخذ والدها يتعرف عليهم فظلت ميرنا صامته تحاول الأبتسامة في وجه عائلة نهى قد ما أستطاعت ولكن يعلم ربها كم يتمزق فؤادها بتلك اللحظة أردف والدها بجمود :
-أنا مقبلش أن بنتي تتجوز على درة دي لسه بنت بنوت أنا لو كنت أعرف أنك متجوز كنت رفضت الموضوع .
كاد حسن أن يتكلم ولكنها أسرعت قائلة :
-حضرتك أنا مش هاخده منها يبقى عندها الاسبوع كله وهخليها تعيش معاه في شقة المعادي وانا هقعد في الحسنية لوحدي مش هتحس بيا أني متجوزاه وانا أوعدك بدا.
نظر لها حسن بغضب فلم يعجبه قولها فقال لأبيها :
-حضرتك دي مراتي وانا مش هرميها علشان بنتك لو مش هيبقى ليا خير فيها أكيد مش هيبقى فيه خير في بنتك .
أردف الأخر قائلاً ببرود :
-والله يا أستاذ حسن أنت جاي تقول طلبك وانا قولت اللي عندي انا بنتي متتجوزش على واحدة مع أحترامي الكامل ليها بي هي البنوتة الوحيدة وهي مش بيرة علشان ارميها .
حاولت أبنته بأن تهدىء من أنفعاله هي وزوجته فصمتت ميرنا وهي ترى حسن بأنه ينهي الحوار وكأنه أستغل تلك الفرصة لصالحه حتى لا يتزوج عليها فأردف قائلاً :
-خلاص يا عمي كل شىء قسمة ونصيب .
كاد أن يقف ولكنه وجدها تضع يديها على فخذه لتجلسه لتقول لوالد نهى :
-حضرتك أنا موافقة أنه يطلقني ويتجوزها .
أتسعت حدقة عيناه قبل أن يقول لها بغضب :
-أنتي بتقولي ايه ؟
نظرت له بعينيه قبل أن تتكرر ما قالته مما أزداد الوضع سوء فقال لها والد نهى :
-لا يا بنتي انا ميرضنيش خراب البيوت .
نظرت له وعيناها تمتلىء بالدموع :
- ياعمي أنا موافقة أني أطلق بس حضرتك توافق عليه والله العظيم حسن دا أحسن راجل ممكن تقبله في حياتك هيحافظ عليها وهيصنها.
تابعت وهي تحتبس الدموع بمقلتيها :
- أنا متأكدة أنها هتحبه .
جلسوا قليلاً ولم يردف حسن ولو بكلمة واحدة بل أن والدها أخبره بأنه سيفكر بالموضوع وسيخبره بالرد أخذها من يديها وغادروا الشقة فظلوا طوال الطريق صامتون حتى وصلوا لشقتهم فهي تعلم بأن ذلك الهدوء الذي يصاحبه عاصفة أوصد الباب خلفه بقوة قبل أن يقول لها بغضب :
-ايه اللي انتي هببتيه هناك دا ؟
أجابته ببرود قائلة :
-أنا معملتيش حاجة هما قالوا رايهم وانا قولت رايي .
تركته ودلفت غرفتها لتخرج ملابس النوم ولكنه أميكها مبد ذراعها ليوقفها مقابل الخزانه فأردف غاضباً :
-أنتي عاوزة تطلقي مني يا ميرنا أنتي أكيد أتجننتي في في دماغك حاجة .
أمتلىء عيناها بالدموع وقالت له بغضب :
-أها فيه في في دماغي حاجة هتخليني أموت وأسيبك لوحدك أستريحت يبقى تطلقني وتتجوز وتعيش حياتك .
أمسكها بقوة من ذراعها ألمتها وهو يقول بغضب :
-أياكي أسمعك تقوليها تاني أنتي سامعة .
دمعت وهي تزيح يديه بعيداً عنها بقوة وهي تتابع قائلة :
-لا هتطلقني ولو مطلقتنيش أنا من بكرة هرفع عليك قضية وهكسبها .
نظر لها بصدمة مما تقوله فحاول أن يهدئها فأمسكها من ذراعها قائلاً :
-خلاص يا ميرنا أهدي تعالي نقعد نتكلم براحة .
دفعت وقالت بغضب :
-أبعد عني أياك تلمسني أنا مبقتيش أحبك بقيت أكرهك أنا ببعد عنك علشان بكره لمستك ليا مش سعيدة معاك عاوز مني ايه تاني أطلع راجل وطلقني وخد واحدة تبقى سعيدة .
أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وأستحثها على أن تخفض من حدة صوتها ولكنها كانت تصيح به بأن يطلقها وهي تهينه بأنه ليس رجل فوضع يديه على فمها وأسندها على الخزانه ليمنعها من الصراخ فقال لها :
-أنا أستحملت كتير بس لحد هنا وأقفي أعرفي حدودك ومتتعدهاش لاما أقسم بربي لاوريكي الوش اللي مش هتقدري عليه أنا لو كنت بسيبك دا بمزاجي بس مش أنا اللي يتقال عليه مش راجل .
أبعدت يديه عنها قبل أن تتجه نحو خزانتها فأخرجت ملابسها بغضب وهي تلقيها بالأرض في غضب فتركها تفرغ غضبها بالصراخ والقاء الملابس بالأرض ولكنها لم تستطيع أن تتحمل أكثر فأمسكت رأسها من الدوار فلاحظ بأنها تشعر بالدوار أقترب منها ليحتضنها حاولت دفعه وهي تبكي وتصرخ بالأ يحتضنها ولكنه ظل يمسك بها بشدة وهو يدمع فهو لا يعرف ماذة يفعل لها فهي تضغط عليه أكثر ولكنه لا يريد تركها فبكت بصدره وهي تصرخ قائلة :
-أبوس ايديك طلقني أنا مش عاوزة اعيش معاك أتجوز نهى وسبني بقولك سبني واتجوزها .
ضغط على ظهرها أكثر وهو يضمها أليه ليهدء من أنفعالها بين يديه فلم تعد تستطيع الوقوف فخر قدماها بين ذراعيه فحملها وأنامها على الفراش وهي مازالت تبكي بشكل هستيري وتصرخ فأخذت تضربه به وهو يحتضنها مهدئاً تحاول أن تبتعد عن صدره الدافىء الذي يحتويها بين ذراعيه كأحتواء الأم لطفلها حتى هدئت حينما أحست على عدم قدرتها على التنفس بشكل طبيعي ونامت بحضنه .
عندما فتحت عيناها باليوم التالي وجدتها نائمة بحضنه يضمها أليه بشدة كمن ستهرب من بين يديه فأبعدت يديها عنه فأستيقظ فوراً فوجدها تقول له :
- أنا أسفة أني نمت هنا أنا هقوم اروح الأوضة التانية بعد أذنك .
كادت أن تبتعد عنه ولكنه سرعان ما أمسكها ليقف أمامها قائلاً :
-متعمليش فيا كدا يا ميرنا متحوليش تضغطي عليا بالطريقة دي .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تردف قائلة :
-أنا تعبانة ومحتاجة أبعد شوية .
أمسكها من ذراعها بقوة وهو يقول لها :
-وانا كمان تعبان ومحتاجلك متحسسنيش أنك بعيدة عني أنتي مراتي عارفة يعني ايه مراتي يعني ليا عندك السمع والطاعة .
أزاحت وجهها بعيداً عنه وهي تتابع :
-أنا هاجي معاك الجامعة أستناني برة شوية علشان هغير .
أبتعدت عنه وكادت أن تأخذ فستان أخر غير الذي باتت به ولكنه سرعان ما أمسكها بحزم وهو يغلق الخزانه بقوة لوقفها مقابله وهو يقول :
-مين قالك أنك هتروحي الجامعة مش أنتي تعبانه مفيش خروج من الشقة .
حاولت الأ تنظر بعيناه حتى لا يفتضح دموعها مما تفعله معه فأكملت:
-اللي تشوفه يا حسن بس أنا هروح عند عمتي هقضي معاها كام يوم دا بعد اذنك طبعاً.
أردف في غضب قائلاً :
-أظن أن كلامي واضح أنا قولت مفيش خروج من الشقة عمتك عاوزة تجيلك اهلا وسهلا مش عاوزة براحتها لكن خروج ليكي وانتي تعبانه لا.
كادت أن ترحل مبتعدة عن رؤية وجهه ولكنه سرعان ما أمسك يديها وهو يقول لها تابعاً :
-مش عاوز أسمع موضوع الجواز دا تاني أنا مش هطلقك ولو رفعتي عليا ميت قضية هكسبها أنا لحد دلوقتي مراعي أن نفسيتك تعبانه فمتخلنيش أخد قرار يضايقك لانك زودتيها أوي هروح الشغل أرجع الاقيكي قاعدة مستنياني زي ما انا حابب .
نظرت لعيناه بتضايق فتابع قائلاً :
-هجيب غدا وانا جاي وغصب عنك هتاكلي معايا فخليها حلوة وليلة حلوة بدل ما أقلبها هباب عليكي .
أبعدها عنه وهي تقف صامته مندهشة بما يقوله فأتى لعندها مرة أخرى وهو يحمل كوب من اللبن به معلقة عسل قام بتذوبيها أجلسها رغماً عنها على الفراش أخبرها بأن تتناوله ولكنها رفضت فتضايق بشدة فأمسكه بيديه وأجبرها بعنف أن تحتسيه فأمسك منها الكوب فقال لها قبل أن يرحل :
-أنا هوريكي اللي مش راجل دا هيعمل ايه .
أبتلعت ريقها وهي تراه يبدل ملابسه بعدما أستحم وقام وصلى فرضه لم ينظر بوجهها بل تركها وخرج وأوصد الباب خلفه بالمفتاح حتى لا تخرج من الشقة ،سمعت صوت الباب يغلق بالمفتاح فأرتعدت وأخذت تبكي بشدة وكأنها تحتبس دموعها منذ فترة كبيرة ذهب للعمل فنظر الى نهى الجالسة مقابله تبتسم له فقال لها :
-ازيك يا دكتورة نهى وازي عمي شوقي .
أزدادت أبتسامتها وهي تخبره بأنه يرسل له السلام فأدعى أنه مشغولاً بالأوراق المتواجدة بين يديه حتى لا تتحدث معه ولكنها فعلت العكس فقالت له :
- أنا كنت عاوزة أقولك أن بابا وافق على موضوعنا .
أنتبه لها ونظر لعيناها بشدة وهو يقول بصدمة :
-بتقولي ايه وافق ؟
أومأت بإيجاب وهي تخبره بأنه وافق بعدما جلست مع والدها وأخبرته بمرض ميرنا فصمت وهو ينظر لملامح وجهها الذى ظهر عليها الفرحة فأزاح وجهه بعيداً عنها وتركها وذهب ليباشر عمله ،أمسكت هاتفها لتطلب عمتها فقالت لها :
-وحشاني يا عمتي .
أردفت شيرين قائلة :
-أنتي أكتر يا حبيبتي طمنيني عليكي أنتي كويسة ؟
دمعت ميرنا وصمتت قليلاً مما أصاب عمتها القلق فقالت لها :
-فيه ايه مالك يا حبيبتي ساكته ليه ؟
قالت لها ميرنا بصوت ضعيف :
-محتاجالك أوي يا عمتي نفسي أشوفك وأتكلم معاكي كتير لاني مخنوقة اوي .
أتى لعندها وجدها جالسة أمام التلفاز تشاهد أحدى المسلسلات ولكنها كانت شاردة لم يعرف ما يدور بعقلها بل جلس بجانبها وضع أمامها حقيبة الطعام فقال لها بتضايق :
-وفقوا يا ميرنا .
أنتبهت له فأردف قائلاً :
- والد نهى وافق وعاوز نروح نقرأ الفاتحة ونلبس دبل .
أمسكت مسند الكنبة بشدة وكأنها تحاول أن تمتص غضبها وحزنها قبل أن تبتسم له فقالت بصوت ضعيف متحشرج :
-مبروك الف مبروك ياحسن ربنا يجعلهالك زوجة صالحة ويتمملكم على خير وتبقى سعيد معاها .
يتبع ....
أسفة على التأخير بس والله غصب عني ضغط الشغل باجي بنام لتاني يوم ربنا يصلح الحال واحاول اكتب الكام فصل الاخريين بسرعة
#الباشمدرسة_اية
أنت تقرأ
رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد
Romanceالمقدمة... رسالة أنك تشبهني ولكنك تختلف عني حقاً فأنت تريد الحياة التي تصارع فيها لتحصل على ما تريد ولكنني لا أريد تلك الحياة طالما هو بها ،من المفترض أن يحميني هو من يطعن قلبي فلم أعد أتحمل كل ذلك أسفة علي كل لحظة كانت صعبة عشتها معي سأرحل ولن أعو...