الفصل الثاني عشر :-
أرتعدت أوصالها حينما سمعت صوتهم الذي طرق طبول أذنيها دلفوا الغرفة بمنتهى الوقحة كاد أحدهم أن يمسكها فأخذت تضربهم بقوة رجل ولكن الكثرة تغلب الشجاعة ،أمسكها أحدهم من ظهرها فأتى الأخر ليحقنه برقبته فخرت مغشية عليها بالأرض فلحقها أحدهما وحملها على ذراعيها وخرجوا بها من الشقة ،وصل للشقة وهو يلهث يبحث عنها كالمجنون لم يجدها وكأنها سراب خرج من حيث أتى وهو يهرول ناحية سيارته فأتصل بأبيه وهو يصيح به :
-وديتها فين قولي عملت فيها أيه ؟
فتحت عيونها ببطء وجدتها جالسة على كرسي خشبي مقيدة من رجليها ويديها المثبتة بهما حاولت أن تتخلصت من تلك الربطة لعلها تستطيع الخروج من الغرفة الصغيرة القذرة الممتلئة بالأتربة صرخت بقوة فسمعت صوت يقترب من الباب فتحه فوجدت شاب طويل القامة عريض المنكبين يدلف الغرفة ويقف أمامها قائلاً :
-ماتسكتي بقى يابنت ....
دمعت بصمت وهي تنظر له غير قادرة على النطق فإنها تخشى أن يقترب منها ذلك الشاب
ويضطرها لفعل شىء لا تريده سمعت صوت يبدو مألوفاً لها فأنتبهت وهي تنظر ناحية الباب وجدته يدلف الغرفة لمعت عيناها فأرتعدت وكمن رأت شبحٍ فأبتسم الأخر فظهر أسنانه الصفراء من كثرة تناوله للكحول والسجائر أقترب منها أكثر حتى وقف مقابلها بالتحديد أحتضنها فأحس بضربات قلبها التي تتسارع وكأنها تريد الفرار قائلاً :
-أخيرا لاقيتك ياسلمى .
لم تتحمله يحتضنها ويتقرب منها بذلك الشكل فلم يعد هناك ذرة من القوة تحملها فدمعت وهي تفقد وعيها مرة الأخرى ،دلف شريف المكان ومعه رجاله وجدها مغشى عليها وابيها يحتضنها بقوة غير مبالى بأنها لا تتنفس فأردف شريف :
-أنا وفيت بوعدي أنت كمان عليك الدور .
أنتبه لوجوده رفعت فتركها ونظر لشريف قبل أن يتساءل قائلاً :
-أعمل أيه يا شريف بيه .
جلس شريف على الكرسي المقابل لهم من ثم وضع ساق فوق الأخرى قبل أن يتابع قائلاً بثبات :
-تاخد بنتك وتختفي من البلد كلها مش عاوز اشوف وشك ولا وشها تاني مفهوم .
حرك الأخر رأسه بإيجاب وهو يفك قيد أبنته ليحملها على ذراعيه ويخرج بها من ذلك المكان .
وصل زياد للفيلا ليبحث عن أبيه بكل ارجاء الفيلا فدلف غرفة أبيه كالمجنون ففزعت زوجته وقالت له :
-مالك يا حبيبي فيه ايه ؟
قال لها وهو يشب من وجهه العرق :
-فين جوزك ؟
أجابته قائلة :
-معرفش هو خرج من شوية أنت مالك بتدور عليه ليه ؟
لم يمهلها فرصة لتحدث حتى خرج من الغرفة وهرول على الدرج قبل أن يخرج من الفيلا يحاول الأتصال بأبيه ولكنه لم يجيب ظل جالساً على الأرض أمام سلم الفيلا ينتظر عودة أبيه لم يمر سوى بضع دقائق حتى عاد شريف وقف زياد وأسرع بالتوجه له وهو يخرج من السيارة فأمسك بأبيه بقوة قائلاً :
-عملت فيها أيه .
أمسكه رجال شريف وبعده عنه فدفعهم بقوة وهو يصيح به قائلاً :
-وديتها فين ؟
- رجعتها لأهلها .
قالها شريف بجمود كالثلج فأبتلع زياد ريقه وهو يقول :
-ايه بتقول ايه ؟
-عترت أبوها فيها وأخدها ومشي .
صمت زياد وعيناه تملئهما الدموع وهو يقول :
-عملت كدا ليه أذيتك في ايه ؟
نظر له شريف بإستنكار وهو يقول :
-عاوزة تخدع البني الوحيد وتاخده ليها عاوزني اقف اشوفها بتاخدك مني واسكت .
دمع زياد وهو يقول :
-أنا مش هينفع أبعد عنها .
أردف أبيه بجمود :
-بكرة تنساها أنت لسه صغير دا حب مراهقين .
صاح به زياد قائلاً :
- هجيبها يعني هجيبها غصب عنك هجيبها .
تركه زياد وغادر الفيلا وهو لا يعلم الى اين وأين سيذهب ولكنه لا يرى الا صورتها التي تظهر بعقله كصورة معلقة ببرواز صغير ...
نظر له ذلك السائق وأختلس النظر لتلك الفتاة الفاقدة للوعي بالكنبة الخلفية ترتدي قميص نوم يداري ذراعيها العارية سترة صوفية خاصة بالرجال فلاحظ رفعت بأن ذلك السائق ينظر لأبنته فقال له :
-ركز في السواقة ياسطى لحسن العربية تتقلب بينا .
فتحت عيونها فوجدتها بسيارة أجرة أبيها يجلس بالمقدمة بجانب السائق لم تعرف كيف تتصرف أتفتح باب السيارة لتلقي بجسدها خارجها أما أن تعيش أو لا ولكنها أتى ببالها فكرة تمنت أن تنجح أعتدلت بجلستها وهي تصرخ بشكل هستيري أوقف السائق السيارة وحاول أبيها بإن يهدىء من عصبيتها المبالغة بها فقالت للسائق وهي تبكي :
-الراجل دا خطفني أبوس ايديك متخلهوش ياخدني أنا زي بنتك .
صفعها رفعت بقوة وهو يطلق عليها السُباب فاوقفه الرجل وهو يقول :
-وانا ايش عرفني انها بنتك .
صاح رفعت بغضب وهو يقسم بأنها أبنته فأمسكت سلمى بالسائق قائلة ببكاء :
-انا معرفهوش يا عمو ابوس ايديك انقذني منه .
أخذ يضرب فيها بقوة فتصرخ من الألم وهو يلعنها ويُسبها فأخذت تنزف من وجهها من كثرة اللكمات حتى أستطاع السائق أن يوقفه بصعوبة فقال له :
-البوليس هو اللي هيحدد دي بنتك ولا لا .
نظرت له وعيناها تملئهما الدموع فأرتعشت شفتيها وهي ترى الأبتسامة على وجهه وهو يقول بثقة :
-ودينا القسم ياسطى .
فتحت باب السيارة في لحظة ونزلت منها بحركة لم يكن يتوقعها ركضت مبتعدة عنه غير مبالية بالسيارة الأتية ناحيتها فأصطدمت بها فخرت بالأرض تنزف بشدة فأقترب منها أبيها يمسكها فوجدها تنزف من رأسها بشدة فصاح بالشاب الذي صدمها قائلاً :
-أسعاف ...
شعرت بأيد دافئة تمسك رسخها مازال ألم رأسها كبير لم تعد تتحمله فتحت عيونها وكادت أن تعتدل فأمسكتها الممرضة لتجعلها تستريح فإن جرحها يحتاج لخياطة والطبيب سيأتي ليفحصها ضغطت على رأسها بقوة لتوقف الدماء وذلك الالم قائلة :
-خليني أمشي بقولك سيبيني .
دلف الطبيب بعدما سمع صوت عالِ بالغرفة قائلاً :
-في ايه ايه الدوشة دي .
أجابته الممرضة قائلة :
-المريضة دي عيندية اوي مش راضية ترتاح لحد لما الجرح يتخيط .
نظر لها فأتسعت حدقه عيناه وهو يقول في ذهول :
-معقولة سلمى !
نظرت له فلم تكن رؤيتها واضحة فإنها نزفت كثير فأغمضت عيناها بإستسلام وهي تسمعه يقول لها :
- حقنة بنج بسرعة .
جلس على المقعد المقابل للغرفة المتواجدة بها يحرك قدمه في توتر فرك أصابعه وهو ينظر لباب تلك الغرفة يريد أن يدلف بها ويراها يريد أن يشرب من دمائها تلك الحمقاء ولكنه لن يكون غبياً ليفعل ذلك أنها معلمة الأن يمكنها الحصول على الذهب من وراء الدروس الخصوصية سوف يأخذ منها مبالغ لا يتستهان بها بالتأكيد فالمعلمون أغنياء هكذا وجهة نظره قطع تغكيره صوت رنين هاتفه ،في الغرفة فتحت عيونها ببطء فأتضح رؤيته أنه سمير أبتسم لها بود وهو يقول :
-حمدالله على سلامتك يا سلمى .
رجعت بمخيلتها للوراء قليلاً أنه هو ذلك الشاب الذي أغرم بها منذ أن كانت بالفرقة الأولى بجامعة الأسكندرية لطالما تمناها له ولكن أهله لم يتحملوا فكرة بأنها ليس لديها أهل وأنها تربت وترعرعت بملجأ صغير بالقاهرة لم تنكر أنه كان يعجبها فمن الحمقاء التي ترفض شاب بمثله من الوسامة والمستوى العائلي المرموق .
أمسكت رأسها وحاولت الأعتدال فمنعها من ذلك حتى لا تصاب بالدوار فأبتسم وهو يتابع :
-عاش من شافك يا سلمى .
قالت له سلمى بصوت ضعيف :
- عاوزة أطلب منك طلب يا سمير وأرجوك متخذلنيش .
عقد حاجبيه وهو يتساءل قائلاً :
-طلب طلب ايه ؟
أمسكت بيديه ليساعدها على النزول تحركت ببطء فأستغرب مما ترتدي وتتحرك به حتى وصلت ناحية باب الغرفة نظرت عبر الثقب المتواجد بمقبض الباب المخصص للمفتاح فرأته أمامها أندهش سمير عن رد فعلها وهي تقول :
- عاوزاك تخرج تشغل الراجل اللي برة دا وتقوله أني هبات في المستشفى .
أردف سمير قائلاً :
-أنتي مش محتاجة دا مجرد جرح بسيط وخلاص .
أمتلىء عيونها بالدموع وهي تقول :
-اسمع اللي بقولك عليه وخلاص .
تساءل قائلاً :
-مين الراجل اللي برة دا ؟
أجابته قائلة بتردد :
-بابا ...
بعد قليل بعدما أخبرته بماذا يفعل خرج فوقف ذلك الرجل الذي صدمها وأبيها وأتجهه ناحيته ليطمئنهم الطبيب فقال لهم سمير بجمود :
- هي محتاجة تبات انهارده علشان تبقى تحت الملاحظة خايفين الخيطة تكون عملتلها حاجة في دماغها ودا لانها مفقتيش لحد دلوقتي .
ضم شفتيه بتضايق وهو يستمع للطبيب حتى وجدها تخرج من الغرفة يحركون الترولي الطبي أثنين من الممرضين وأدخلوها أحدى الغرف فلحقهم ليجلس بجانبها دلف سمير الغرفة فوجده يجلس بجانب سلمى ينظر لوجهها وكأنه يفحص ذلك الوجه الذي به كدمات من أثار أعتدائه عليها بالضرب وضمادة رأس تداري جرح يوجد أسفل الشعر بقليل .
أردف سمير قائلاً :
-يا أستاذ .
أنتبه له رفعت فأجابه :
-فيه ايه يابني خير ؟
تابع سمير قائلاً :
-مفيش مكان في الأوضة أنك تنام فيه أنا أسف حضرتك ممكن تروح .
قاطعه رفعت قائلاً :
-انا مش هتحرك من هنا ان شاءالله حتى أنام على الأرض .
أشار له سمير ناحية باب الغرفة قائلاً :
-في كنبة برة لو حضرتك عاوز تريح أتفضل .
نظر له رفعت بإستغراب فتلقى منه كلماته حتى أستأذن بالرحيل فخرج من الغرفة ودلف غرفته الخاصة أخرج هاتفه المحمول نظر على ذلك الرقم التي قالت له أن تهاتفه تردد قليلاً قبل أن يتصل ولكنه قام به بالفعل فأتاه صوت من الجانب الأخر قائلاً :
-الو مين معايا ؟
أجابه سمير قائلاً :
-ايوة حضرتك الأنسة سلمى قالتلي أكلمك .
أنتبه لأسمها الذي أصدر رنين برأسها فأسرع بقول :
-ايوة هي فين دلوقتي ؟
أدار عجلات السيارة لينطلق مسرعاً نحو العنوان الذي قاله له سمير ،شعر بالنعاس يسيطر عليه حاول أن يهزمه ولكنه لن يفر منه أبداً فأسند رأسه على مسند الكرسي ونام بعمق غير مبالي بها فهي فاقدة الوعي ولن تستفيق في تلك اللحظة لم يعلم أنها مستيقظة تراقبه بين فترة وأخرى حتى شعرت بنعاسه أدعت النوم من الممكن أن تكون فخ لها فرفعت رأسها للسماء وهي تدعو الله بأن يعثر عليها بأسرع وقت لم يمر الكثير حتى أستمعت لصوته المميز الذي يصدره حينما ينام بعمق فسمح لها بأن تعدل بجلستها وتزيح الغطاء عنها لم ترتدي شىء بقدميها تهرب من ظلم قبلته منذ زمن الأحداث تتكرر أمامها ركضت وهي تلتفت حولها حتى أكدت أن تصطدم له وهو بطريقه أليها أبتسم لها بفرح وهو يجذبها لحضنه بقوة فرأهم سمير من وراء ستارة غرفته أزاح رأسه بعيداً عنهم فمازال قلبه يعشقها ويأبي غيرها ولكن قدرهم ليس معاً أركبها زياد سريعاً السيارة وتولى هو عجلة القيادة لينطلق مسرعاً،راقبت الطريق بعينان ناعسة يديه تدفىء كف يديها ليشعرها بالأمان
نعست فكادت تقع على زجاج السيارة فأمسك رأسها وأعدلها على المسند ليرجعه للوراء حتى تشعر بالراحة قبل أن يقود سيارته مرة أخرى وهو لا يعرف لأين وماذا سيفعل معها ...
في صباح اليوم التالي فتحت عيونها ببطء وهي تستقبل يوم جديد رائحة بيتها تشتاق اليها زقزقة العصافير من حولها أبتسمت وكأنها عادت للوطن مرة أخرى وقفت وأتجهت ناحية الشرفة لفتح بابها على مصراعيه تشم رائحة الهواء النقي تذكرت أيامها بالمعسكر وجود معتز بالقرب منها كم هو عصبي حاد المزاج ولكنه يحمل قلب أبيض كقلب طفل صغير أبتسمت وهي تتذكر أصراره على تناولها الطعام معه ولهفته عليها حينما سقطت من فوق الجدار زادت أبتسامتها فقطعتها أمها وهي تدخل عليها غرفتها وتقول لها :
- المحروس ابوكي لحد دلوقتي مرجعش البيت .
زفرت نيرة وهي تردف بآستنكار :
- وانا مالي هنزل ادور عليه يعني ان شاءالله ماعنه رجع .
تركت أمها ودلفت المرحاض لتزيل أثار النوم من عيناها وهي تخبر أمها أنها ستذهب للجريدة .
قالت أمها بقلق :
-جيب العواقب سليمة يارب .
فتح عيناه ببطء فلاحظ عدم تواجدها بغرفة المشفى وكأنها تبخرت أمامه ترك كرسيه مسرعاً وطرق باب المرحاض قائلاً :
-سلمى .
لم يأتيه رداً ففتح باب المرحاض لم يجد أحد خرج مسرعاً وهو يتساءل عن أبنته التي كانت فاقدة الوعي منذ البارحة لم تفيده احد من الممرضات فتقدم نحو غرفة ذلك الطبيب الشاب دفع الباب بقوة فأنتفض الأخر من مجلسه وهو يقول بغضب :
-ايه قله الذوق دي فيه حاجة اسمها تخبط .
أقترب منه رفعت فأوقفه أمام الحائط واضعاً سلاح يشبه السكين أسفل رأس الطبيب وهو يقول له بنبرة تهديدية :
-لو مقولتيش بنتي راحت فين أعتبر نفسك بيشرحوك بكرة في المشرحة .
أتسعت حدقة عيناه وهو لا يعلم ماذا يفعل فقد القدرة على الحديث وكرد فعل طبيعي من شدة خوفه فتابع رفعت بغضب :
-بنتي فين بقولك ؟
قال سمير بصوت ضعيف منحوب :
- ه هاقولك هي مشيت امبارح بليل مع شاب .
أستمع له رفعت بإهتمام قبل أن يتركه ويغادر الغرفة مسرعاً أوقف أحدى سيارات الأجرة لتنقله نحو فيلا شريف فهو لن يتركها تضيع منه مرة أخرى .
فتحت عيناها ببطء فقط نامت كثيراً ليلة أمس لم يريد إيقاظها ولكنه أراد لها قسطٍ من الراحة لتدرس جيداً خرجت من المرحاض بعدما أزالت من وجهها اثار النوم فقالت للخادمة :
-حسن فين ؟
أجابتها قائلة :
-بغرفته .
تقدمت نحو غرفته بخطوات مسرعة وفتحت دلفت غرفته فوجدته يقف خلف خزانة الملابس يبحث عن قميص يليق على ما يرتدي شعرت بالحرج وهي تراه عاري الصدر فأزاحت وجهها الناحية الأخرى وهي تتنحنح فأنتبه لوجودها ونظر لها مبتسماً قائلاً :
-نمتي كويس ؟
ظلت لا تنظر له وجهها يزداد حمرة فقالت له :
-أنا عندي درس مهم ممكن توصلني وانت نازل .
أردف قائلاً :
-طيب ممكن تيجي تختاريلي تيشرت على زوقك .
تقدمت منه ووقفت أمام خزانته فاختارت له أحد القمصان فأبتسم لها بأنها تريد التقرب منه أكثر فأقترب بجسده منها ليغلق باب الغرفة فأنتبهت له وقالت بخوف :
- انت انت قفلت الباب ليه ؟
أجابها بخبث :
-عادي بغير افرضي امك ولا نعمات معدية تشوفني وانا عريان كدا ميصحيش .
أقتربت من الباب وكادت أن تفتحه فأوقفها بجسده قائلاً :
-رايحة فين مش عاوزاني اوصلك .
أبتلعت ريقها وهي تنظر لعيناه فوجدتها تلمع بفرحة فقالت له بخجل :
- هروح اغير هدومي وهستناك برة .
مال بجسده فأقترب منها أكثر أمسكت الباب الخلفي لها وكأنه سيحميها فأزدادت قلقها وتوترها أكثر بأعتقادها أنه سيقبلها فأغمضت عيناها بشدة وخوف وهي تقول :
- هتعمل ايه ؟
أبتسم بفرحة قبل أن يطبع قبلة على جبهتها قائلاٍ :
-ولا حاجة صباح الخير حبيبتي .
فتحت عيناها وهي تراها واقف أمامها فدفعته بعيداً عنها وفتحت الباب لتخرج من تلك الغرفة فأبتسم ضاحكاً قائلاً :
-مجنونة .
دلفت غرفتها أوصدت الباب أخذت أنفاسها بصعوبة وهي تضع يديها على قلبها لتقلل من تسارع تلك الضربات فقالت لنفسها بتضايق :
- ايه اهدي يا ميرنا محصلش حاجة .
بدلت ملابسها وخرجت من غرفتها وجدته يجلس على كرسي السفرة منتظرها يبتسم ولكن سرعان ما أختفت تلك الأبتسامة حينما رأها فقال لها :
-ايه اللي انتي لابسه دا ؟
نظرت لملابسها وكأنها لا تعرف ماذا ترتدي فهو بنطال أسود من الجينز الضيق وبلوزة نصف كم قصير يظهر جسدها أسفله فقالت :
-ماله ؟
أجابها قائلاً بإستنكار:
- ماله انتي غبية ولا بتستعبطي فيها ؟
تضايقت من كلامه وتوبيخه لها فقالت له بغضب :
-ولا دا ولا دا انا مش عارفة انت عاوز ايه من أساسه .
أردف قائلاً :
-قولتلك لبسك بعد كدا هيبقى الحجاب فين الطرحة فين اللبس الواسع اللي مش هيظهر لحمك دا .
نظرت له بغضب فزفرت بقوة وهي تقول له :
-انت دخلك ايه بلبسي انا حرة ان شاءالله امشي عريانة في الشارع دي حاجة ترجعلي انا .
خرجت أمها وأبيه من صوتهم المرتفع وهو يصيح بها قائلاً :
-أمش غوري ادخلي اوضتك مفيش ولا دروس ولا غيره لما تبقي كويسة وتعرفي تكلمي جوزك عدل ابقى احترمك انا كمان وانزلك .
أقتربت منها أمها وأمسكتها من كتفها وهي تقول :
-فيه ايه يا ولاد صوتكم عالي اوي ؟
قال له والده :
-مش كدا يا حسن لسه صغيرة متبقاش قاسي كدا .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول :
-أنت غشاش وكداب ضحكت عليا وقولت هتحميني أنا مش عاوزاك طلقني .
قال لها بغضب :
-أنا كداب وغشاش ووسخ واذا كان عجبك وطلاق قولت مبطلقش .
أخذتها أمهة من يديها لتجلسها وتحاول فهم الموضوع فقال لها بنبرة أمرة :
-اخر الكلام لاما تلبسي لبس محترم وتنزلي دلوقتي معايا لاما رجلك متعتبيش عتبت البيت علشان مكسريش ليجليكي الحلوة اللي بتحبي تبينيها دي أمين .
كادت أن تصيح له ولكن أمها ألجمتها وإدخلتها معها غرفتها فأجلسه والده على كرسي الصالون فقال له :
-اهدى ياحبيبي الموضوع مش مستاهل .
أردف قائلاً :
- أنا مش عاوز حد يبص على جسمها اللي باين دا ودا من حقي كراجل أني احافظ على عرضي .
أبتسم له والده بفخر بأنه أنجب رجلاً فقال :
- حبيبي أنت معاك حق بس هي لسه عيلة ومش فاهمة حاجة خدها على قد عقلها الصغير دا أنت تفهمها مفروض تلبس ايه تعمل ايه في حياتها .
تنهد حسن وهو يقول لوالده :
- امري لله ربنا يعيني عليها .
في لحظة خرجت ميرنا وهي ترتدي جلباب زيتي فضفاض وتضع على وجهها حجاب بسيط تبدو جميلة للغاية فقالت له ريهام :
-ايه رايك في القمر دا .
أبتسم لزوجة أبيه وهو يتابع قائلاً :
-فعلا قمر .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تأخذ حقيبتها وخرجت من باب الشقة فنظر له والده وهو يقول له :
- معليش .
خرج حسن خلفها ونزل من العمارة وجدها تقف تبكي وهي تنظر لما ترتدي ففتح لها باب السيارة لتركب وفعلت ،طوال الطريق صامتة تدمع فلم يريد أن يتحدث معها وهي غاضبة فسيشعل نارها اكثر فضل الصمت أكثر وقف أمام المركز التعليمي فقال لها :
- عاوزة فلوس ؟
نظرت له وصمتت فأمد يديه في جيب بنطاله وأخرج بضع من النقود ليناولها اياها قائلاً :
-خلي بالك من نفسك وانتي مروحة وابقي رني عليا طمنيني .
تركته وأغلقت باب السيارة بقوة فراقبها وهي تصعد المركز التعليمي حتى اختفت من أمام وجهه فأنطلق مسرعاً نحو الجامعة ...
تقلبت بالفراش فشعرت بالالم رأسها فتحت عيناها ووضعت يديها على جرح رأسها فنظرت لذلك المكان من حولها تفحصه فهو يبدو غريباً بالنسبة اليها نظرت لملابسها فهي مازالت ترتدي تلك الملابس القصيرة التى اتت بها بالأمس تحركت من الفراش نحو باب الغرفة فوجدته أمامها مباشرة يحمل بيديه صنية الطعام أبتسم لها قائلاً :
-صباح الخير .
بادلته الابتسامة وهي تقول له :
-صباح النور يا زياد .
وضع الصنية فوق المنضدة المتواجدة بالغرفة فقالت له متساءلة :
-احنا فين وازاي جينا ؟
أجابها قائلاً :
-انا اللي جبتك متقلقيش بابا ميعرفش عن الشقة دي حاجة مش هيعرف يوصلنا .
جلست على الكرسي فقالت له :
-انا لازم امشي وانت ارجع لباباك .
نظر لها بتضايق من سلبيتها فقال :
-انا مش هسيبك اسكتي بقى .
قالت له بغضب :
-مش عاوزاك تتأذي بسببي فأرجوك أمشي .
أقترب منها ليجثو بالأرض أمامها فأمسك يديها ليقول :
-تفتكري اني هيهمني ابويا او ابوكي أنا بقالي سنين واقف ضده ومصدقت لقيتك يا سلمى علشان تديني القوة الاقيكي انتي اضعف مني .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول :
-كنت نسيته معرفش انه هيظهر تاني في حياتي .
ضغط على يديها بقوة وهو يقول :
-هفضل معاكي ومش هسيبك متخفيش .
أبعدت يديها عنه ووقفت قائلة :
-الناس هتفهمنا غلط بلاش يا زياد علشان سمعتي انا مش خايف عليها .
أمسكها من ذراعيها ليجبرها على الأعتدال امامه فقال :
- بصي انا معرفش انتي هتوفقيني ولا لا بالتصرف دا بس اللي عاوزك تعرفي اني واثق فيكي ثقة عمياء وأعرفي اني اللي هعمله دا في مصلحتك مش ضدك بس محتاجك تسمعيني .
أنتبهت له فقال لها :
- غيري الهدوم دي باللبس دا وانا هستناكي برة متتاخريش .
تركها وغادر فنظرت لحقيبة الملابس المتواجدة على الكرسي الخشبي أقتربت منه لتخرج ما به لتستعد بالخروج معه ...
أنتهى من المحاضرة فخرج ليتجه نحو غرفة المعيدين وجد زملاءه يهنونه على كتب الكتاب فأبتسم لهم وشكرهم فوجد نهى تجلس عندما رأته أزاحت وجهها وأدعت أنها يشغلها الكتب أمامها فجلس بصمت ينتظر موعد انتهاء عمله بفارغ الصبر ،أنتظرت ميرنا زميلها حتى وجدته أتى من بعيد فتقدمت مسرعة نحوه فقالت له :
-ازيك عامل ايه ؟
أجابها بجمود :
-بخير انتي ايه اللي لابساه دا .
نظر لهيئتها التي لم يعتاد عليها بها فقالت له بتضايق :
-ملكش دعوة قولي جبتلي الحاجة ؟
أردف قائلاً :
-والله ملاقي السوق شاحح الصنف .
قالت له بغضب :
- قولتلك اتصرف أنا محتاجة النوع دا بأسرع وقت .
تابع بخبث وهو يقول :
-واللي يجبلك اللي اقوى منه .
لمعت عيناها وهي تنظر له فقالت :
-ليمني عليه بسرعة .
أخرج من جيب بنطاله ورقة صغيرة بها حبوب فأعطاها لها وهو يقول :
-دي اقوى حاجة عندي يارب تعجبك يا سنيوريتا .
أبتسمت له بفرح شاكرة فقال لها بلؤم :
- هاتي الفلوس .
نظرت له بإستنكار ،وضعت يديها بحقيبتها وأخرجت جميع النقود التي معها وأعطته أياها قائلة :
-أمشي غور ولما يجيلك الصنف بتاعي تيجي تقولي .
تركها الأخر وذهب فنظرت بحقيبتها لم تجد اي نقود لكي تستقل بها سيارة أجرة فنظرت لتلك الورقة التي تحملها بيديها فقالت :
-علشانك هضطر امشي .
دلف حسن الشقة فقالت له زوجة ابيه :
-حمدالله على السلامة .
أجابها قائلاً :
-الله يسلمك يا طنط ميرنا رجعت ؟
أردفت وهي تكمل متابعة التلفاز :
-لسه يا حبيبي بس زمانها جاية ادخل غير هدومك لحد لما تيجي .
دلف غرفته وأخرج ملابس البيت من الخزانة فسمع صوتها بالخارج ترك ما بيديه وخرج ولكنه وجدها يبدوعليها الإرهاق نظرت له بتضايق ودلفت غرفتها وأغلقت الباب جيداً قالت له أمها :
-حسن .
أنتبه لها فوجدها تردف قائلاً :
- هنزل أنا وبابا هنروح نعزي في مامت صاحبتي فبليز خلي بالك من مرمر لحد لما أرجع .
أردف قائلاً :
-متقلقيش ياطنط عليها أتفضلي أنتي .
خرجت ريهام من الشقة فطرق حسن باب الغرفة فلم تجيبه فدلف الغرفة وجدها تنام على الفراش أو أنها تدعي النوم حتى لا تدلف معه بنقاش عما حدث في صباح اليوم فأقترب منها وضع عليها الغطاء وخرج واغلق الباب خلفه أعتدلت بجلستها وأخذت الحقيبة تخرج منها ذلك النوع الغريب الذي أعطاها أياه صديقها فأبتسمت له وهي تقول :
-يارب يبقى قوي ويخلصني من الصداع دا بقى .
وضعته بفمها ألتهمته كالعلكة ابتسمت بفرح فإن طعمه ليس مقزز كطعم حبوب الدواء ...
قال له رفعت بغضب :
- بقولك بينتي ملقتهاش أبنك خدها ومشي .
أردف شريف بتضايق :
-أنت بتقول أيه أنا مش قولتلك تخفي انت وبنتك ومشوفكمش تاني .
أجابه الأخر بتضايق :
-أبنك أخذ بنتي بقولك ملحقتيش أخدها ونمشي جيه خطفها .
قال له شريف بغضب من جملته :
-أنا أبني ميعملش كدا بنتك أكبر منه وهي اللي غويته .
تركه رفعت وهو يقول له بغضب :
-أنت فاكرني هسكت أنا مش هسكت وهقلبها عليها وطيها وهجيبه ولو حتى راحوا أخر الدنيا هجيبهم .
أمسك شريف هاتفه وأتصل بأبنه ولكن هاتفه كان مغلقاً زفر بشدة وألقى الهاتف أمامه ،مر حوالي ساعتين حتى وصلت سيارة زياد الفيلا أمسك يديها وهي تجلس بجانبه بقوة قائلاً :
-أنا معاكِ متخفيش .
تنهدت وفتحت باب السيارة فترجل منها كما فعلت نظرت لهم كريمة من شرفة الفيلا فدلفت غرفتها تخبر زوجها بأنهم عادوا فترك أبنته الصغرى وهو يقول لها :
-أقعدي بيها ومتجيش .
خرج من الغرفة وهو يستشيط غضباً نظر لهم وجد أبنه يمسك يد معلمته بقوة فقال له :
- أنت أيه اللي هببته دا يا زفت تاخدها من ابوها .
وقف زياد أمامه بقوة قبل أن يردف قائلاً :
- وأخدها من عين التخين سلمى خلاص بقيت بتاعتي ومفيش قوة على وجه الأرض تقدر تفرقنا .
عقد حاجبيه بإستغراب وهو يتابع بتساؤل :
-تقصد أيه ؟
نظرت له وأمسكت ذراعه لكي لا ينطق ويواجه ولكنه رتب على يديها قائلاً :
-سلمى مراتي .
أتسعت حدقة عيناه وهو ينظر لهم فقال له بتلجلج :
-أنت أتجننت أكيد أتجننت أزاي تعمل كدا من ورايا يا حيوان .
نظر له وأبتسم ليثير أستفزازه قائلاً :
-أنا من حقي أتجوز وأتجوزت واحدة قلبي أختارها .
نظرت له فأمسك يديها فقال له أبيه :
-رايح تجيبلي واحدة تربية شوارع وملاجئ تتجوزها أنت أتجننت .
ترك يديها وتقدم ناحيته وهو يقول :
-أهي تريية ملاجئ دي أشرف من اللي عايشين في قصور يا بابا وياريت متتكلمش عليها كدا .
أقترب منها شريف وقال لها :
-أمش أطلعي برة مشوفش وش أهلك هنا تاني .
أردف زياد قائلاً :
-مش أنت اللي تقول مين يمشي ومين يقعد أنا ليا حقي في الفيلا دي زي ما ليك وهقعد فيها أنا ومراتي غظب عن عين الكبير .
أمسك يديها وأبتسم لها قائلاً :
-أطلعي أنتي أوضتي دلوقتي .
أمسكه أبيه من ذراعه بقوة وهو يقول له :
-أنت بتتحداني .
أبتعدت عنهم قليلاً وهي ترى زياد ينظر لأبيه بغضب :
-أنا مقدرش أتحداك بس أنا باخد حقي وحق أمي اللي أخدته بقالك سنين .
أتسعت حدقه عيناه وهو يرى أبنه يأخذ تلك الفتاة ويصعدون سلم الفيلا رغمٍ عنه أحس أنه ضعيف أمام ذلك الطفل الذي أمسك لوى ذراعه ولكنه لن يستسلم بتلك السهولة ...
سمع صوتها تضحك بشدة فخرج من غرفته ليذهب اليها ويتحدث معها فهي بالتأكيد مستيقظة ويمكنها سماع مالديه طرق باب غرفتها فأذنت بالدخول صعق حينما وجدها تجلس على كرسي التسريحة تنظر لوجهها الذي وضع به الكثير من مستحضرات التجميل ولم تكف عن وضع أحمر الشفاه على شفاتيها فأصبحت كثمرة الكرز ترتدي معطف البيتي طويل يداري جسدها دلف الغرفة وقال لها :
- ايه اللي أنتي عاملاه دا .
تركت ما بيديها وقفت فظهر قميص النوم القصير الذي ترتديه أسفل معطفها أبتسمت له بشدة وهي تقترب منه قائلة :
-أستنيتك كتير .
كور قبضة يديه وأزاح وجهه بعيداً عنها قائلاً :
-أنا كنت عاوز أتكلم معاكي شوية .
أغلقت باب الغرفة فنظر لها بإستغراب وهو يراها تقف أمامه تنظر له وعيناها تلمع كالنجوم فقالت له :
-قول أنا سمعاك .
أبتلع ريقه وأزاح وجهه بعيداً عنها وقال :
-كنت عاوز أعتذرلك على اللي حصل الصبح أنا وجهت نظري هي .
قاطعته وهي تضع يديها على شفتيه فقالت :
-خلاص بقى أنت رغاي كدا ليه ؟
نظر لها بإستنكار فأكملت مبتسمة :
-أنا عاوزاك في حاجة أهم .
في لحظة أرتفعت بجسدها قليلاً حتى تطبع قبلة على شفتيه فأتسعت حدقه عيناه ودفعها مبتعدة عنه صاح بها وهو يزيل أحمر الشفاه الذي تعلق بشفتيه مقابل قبلتها :
-بت أنتي فيكي ايه ؟
أرتمت معطفها بالأرض وهي تقول له :
- مش هو داالجسم اللي ملكك أنت ومش عاوز أي حد يبصله مش بتبصله ليه ؟
كادت أن تقترب منه مرة أخرى ولكنه سرعان ما أمسكها بقوة قائلاً :
- بت أنتي فيكي حاجة مش طبيعية أنتي واخدة أيه .
ضحكت بميوعة فأتسعت حدقة عيناه وهو ينظر لها فقالت بتضايق :
- واخدة المر من عيشتي معاكم .
لم يتحمل تقربها منه فدفعها على الفراش وقال لها بغضب :
-أنا هسيبك لاني لو قعدت معاكي ممكن أقتلك .
كاد أن يفتح باب الغرفة فوجدها تحتضنه من ظهره بشدة فقالت له وعبناها تمتلىء بالدموع :
-حسن متسبنيش أنا محتجالك .
أزاح يديها عنه وقال لها :
- أنا أتجوزتك علشان حسيت أنك ضعيفة ومغلوبة على أمرك حست أني ممكن أغير طريقة تفكيرك بس طلعت غلطان .
شعر بأرتخاء قبضتها على معدته في لحظة كانت قد هوت بجانبه بالأرض فاقدة الوعي هلع قلبه وجثى على ركبتيه بجانبها أخذ يحرك بها بقوة وهو يجبرها على فتح عيناها ولكنها لم تفعل لاحظ أنها تأخذ أنفاسها بصعوبة وجهها أصبح شاحباً كثمرة الليمون فصرخ بها بأن تستعيد وعيها ولكنها لم تقدر على فتح جفنيها ...
صوت جهاز قارىء المؤشرات الحيوية يعلو بطبلة أذنيها فأجبرها على الأستيقاظ فتحت عيناها فوجدته بجانبها يمسك يديها بقوة فلما رائها أستيقظت هرول للخارج لينادي على الطبيب فدلف طبيب شاب سلط القلم الضوئي على مقلتيها فلاحظ بؤبؤة العين تستجيب ببطء فقال لها بنبرة صارمة :
-أنتي أخدتي نوع أيه يا مدام ؟
أنتبه له حسن لما يقوله فقال له بتساؤل :
-تقصد أيه يا فادي ؟
أردف فادي وهو ينظر لحسن :
- دي حالة تعاطي مخدرات فيه نسبة مخدر عالية أوي في جسمها أنا لازم أعرف نوعه أيه ؟
أتسعت حدقه عيناه وهو ينظر له فأمسكه من ذراعه وأجبره على الخروج معه فقال له حسن بغضب :
-أنت أتجننت يا فادي أزاي تقول كدا لمراتي ؟
قال له فادي :
- هو دا اللي حصل مراتك اخدت مخدر قوي وعلى أساس نوعه اديها العلاج اللي ينفعها .
تذكر حسن شىء ما فقال لصديقه :
-أنا مش هتأخر هروح البيت خمس دقايق وجاي .
تركه وهرول مبتعداً عنه بل عن المشفى بأكمله وركب سيارته ليتجه بها نحو البيت .
فتحت عيناها مرة أخرى وهي تحاول أن تستطيع الأعتدال ولكن جسدها لم تعرف أن تستيط عليه وكأنها أصابها الشلل لا تستطيع سوى تحريك عيناها بحثت عنه فلم تجده لم تشعر بأي ألم وكأن تلك الحبوب لها سحر بتسكين جميع أعضاء جسدها وليس صداع فقط ،أمسك الورقة السلوفان فتحها فوجد رائحتها نفاذه وضعها بجيب بنطاله قبل أن يترك الشقة ليعود من حيث أتى فأعطاها لفادي نظر لها فادي بشدة وكأنه غير مصدق بأنها حصلت على ذلك المخدر فقال له :
-جبيته ازاي دا دا ممنوع دولياً أصلاً ؟
تنهد حسن وهو يزيح وجهه بعيداً عن فادي فوجده يكمل بحرج من أخباره عن تلك الحبوب :
-دا نوع من المنشطات خطير جداً.
أتسعت حدقه عيناه وهو يحدق به كور قبضة يديه بغضب ولكن هدئه فادي وهو يقول له :
-أهدى يا حسن أكيد هي متعرفش انه كدا أنا هتصرف هدخل أديها حقنة تبطل مفعوله .
تركه فادي ودلف الغرفة لعندها فجلس حسن على الكرس المجاور للحجرة يتذكر ما فعلته معه ضرب بقبضته مسند الكرسي بقوة لعله يهدىء أرخى عضلاته حينما تذكر أحتضانها له قائلة :
-متسبنيش .
لم يمر كثيراً حتى أتى لعنده صديقه فقال له :
- أدخل أقعد معاها لحد لما تفوق وحاول تخفف عليها شكلها نفسيتها تعبانة .
زفر حسن بشدة فنظر على أمين الشرطة الذي وقف أمام العسكري المتواجد بالمشفى وهو يقول له عن الحالات التي صدرت لهم فتابع :
- ملكش دعوة أنت بالمحضر أنا هروح واتكلم معاهم هفهمهم أنها مش حالة تعاطي دا مجرد هبوط .
تركه حسن ودلف الغرفة وجدها مازلت نائمة فجلس على الكرسي المجاور لها ينظر لوجهها النائم بثبات تنهد وهو يزيح عيناه عنها ...
في غرفته الخاصة جلست على الفراش الخاص به فوجدته خرج من مرحاضه وقد بدل ملابسه نظر لها وجدها مازالت ترتدي الملابس التي أحضرها لها فقال لها :
- أيه يا أبلة هتنامي كدا ؟
فركت بيديها وقالت بتوتر :
-طيب أروح أنام في أوضتي .
كادت أن ترحل ولكنه أوقفها وهو يقف بجسده أمامها يقول :
-رايحة فين ؟
قالت له بخجل :
-عاوزة أروح أوضتي .
قال لها بخبث :
-أوضتك واقفة فيها وأوضتي واقف فيها .
قالت له بخجل ولكنها حاولت التماسك :
-بقولك أيه يا زياد أتلم لالمك وألزم حدود متنساش أني الميس بتاعتك .
أقترب منها وهو ينظر لها بتوعد :
- لا مش اي أبلة داانتي الابلة سوسو .
نظرت له بقوة وهي تقول له :
-ولاه أتلم بقى .
أقترب منها أكثى فأبتعدت عنه وهو يقول لها :
-نفسي أتلم بقى لميني .
تعركلت وهي ترجع للوراء بسجادة الغرفة فسرعان ما أحطها من خصرها ليمنعها من الوقوع قائلاً :
- خلي بالك يا أبلة .
دفعته من صدره بعيداً عنها ولكنه لم يتحرك قيد نملة فقال لها بخبث :
-أنا رايي انك تنامي هنا .
وقفت معتدلة لتزيح يديه من فوق خصرها قائلة :
-حيس كدا أنا هنام على السرير وأنت الكنبة .
أردف بإستنكار :
-ليه ما السرير يشيل أتنين .
قالت له بحزم :
-دا في المشمش أنك تفكر تنام جمبي .
أردف قائلاً بخبث :
-خايفة مني لأعمل حاجة كدا أو كدا .
قاطعته قائلة :
-متعرفش تفكر ولو في خيالك أنت ناسي أني بلعب كونغ فو .
نظر لها بتضايق وأشاح لها بيديه فتابعت وهي تقترب من الفراش لتنام عليه :
- والله برحتك أنا قولت اللي عندي وأنت حر .
ألقى بجسده على الفراش بجانبها فصاحت به بغضب :
-ايه فيه ايه ؟
وضع بينهم وسادة قائلاً :
-بصي أنا تعبان ومش قادر للمنهدة دي هنام جمب بعض وبينا المخدة دي علشان تبقي مطمنة .
نظرت له فوجدته يولي لها ظهره فقال :
- خليكي أنتي برحتك يا أبلة عاوزة تنامي نامي مش عاوزة الكنبة حضنها واسع .
أعطته ظهرها ونامت في ثبات كانت كمن حقن بمخدر لا تستطيع التحرك وهو أيضاً كان يحتاج لذلك النوم...
دلف رفعت شقته فوجد زوجته تجلس تقرأ بالمصحف صفع الباب بقوة فأنتبهت له وصدقت وهي تترك الكتاب على حامله وقفت وأتجهت نحو زوجهها فهو يبدو عليه العصبية فتساءلت قائلة :
-في ايه يا رفعت انت بقالك يومين مجتيش كنت فين؟
أخذ يسرد لها ما حدث في اليومين أمتلئت عيناها بالدموع بفرح وهي تقول :
-لسه عايشة أنا كان قلبي حاسس أنها لسه عايشة وممتيتش .
تركها والغضب يملىء عيناه قائلاً :
-هجيبها يعني هجيبها بنت الكلب حتى لو راحوا اخر الدنيا .
أستمعت لهم نيرة من خلف باب الغرفة فأمتلىء عيناها بالدموع أن شقيقتها بخير أسرعت بإمساك هاتفها وطلبت مدحت قائلة :
-ايوة يا مدحت سلمى لسه عايشة بابا لاقاها .
أتسعت حدقه عيناه وهو يقول بإستغراب :
- بجد لاقيتوها هي فين بالظبط اروح اجيبها .
تنهدت نيرة وهي تسرد له جميع ما حدث مع والدها فأنتبه لها مدحت بإهتمام حتى توقفت حينما أخبرته على شاب قام بمساعدتها على الهروب من المشفى فتساءل قائلاً :
-الولد دا عرفها منين علشان يساعدها كدا وايه علاقتها به .
صمتت نيرة لانها لم تمتلك الجواب لتخبره بما حدث مع شقيقتها فما عرفته قالته ولكن ما سرهم واين ذهبوا ...
لم يتحدث معها ولو نصف كلمة وهو يخرج بها من المشفى وكأنه لا يطيق فعل ذلك فتح لها باب السيارة فركبت معه تولى عجلة القيادة وأتجه نحو المنزل أختلست النظر له بين الحين والأخر فهي تشعر كم هي مخطئة بحقه ولكن ذلك حدث رغمٍ عنها هي أرادت تعويض ما تحتاجه من مخدر يسكن ألمها ولكنها لم تعلم بأن كل ذلك سيحدث ولو كان شخص غيره لأستغل فرصة تقربها منه ليفعل بها مايريد ولكنه آبى حتى إن كان ليفعل فلن يلوم عليه أحد فهي زوجته الأن أمام الله والقانون وقف أمام باب العمارة فكادت أن تخرج من السيارة فقال لها بجمود :
-لو سألوكي روحتوا فين تقولي اننا كنا في كافيه .
أنتبهت له فكادت أن تبرر له ماحدث وكأنها استغلت فرصة أنه تحدث معها ولكنه قاطعها أمراً :
-انزلي .
نزلت من السيارة وتقدمت نحو العمارة لتصعد شقتهم زفر بشدة وأدار محركها ليتجه بها لمكان ما ،أنتظرت أنه سيركن السيارة أسفل العمارة وسيصعد معها ولكنه لم يفعل فعلمت أنه ذهب لمكان ما كان الكثير يدور به ماذا يفعل معها ليعاقبها على ما فعلت يريد أن يعيد تربيتها من جديد فهو لن يسمح لها بدفن سمعته الطيبة بالأرض ويقولون الناس أن زوجته مدمنة مخدرات ،خطرت بباله فكرة تبدو جيدة ليكسر لها أنفها العالي أبتسم وهو يتخيل موقفها تجاهه فتقدم نحو منطقة باب الشعرية ...
دلفت غرفتها بعدما أخبرت أمها وزوجهها بأنها ذهبت للتنزه معه وأتت له مكالمة طارئة اضطر أن يتركها بمفردها أرحت جسدها على الفراش وأخذت قدر من الراحة حتى يعود اليها سالماً لتعتذر له عما بدر منها ،في منتصف الليل أستيقظت على صوت الخادمة تقوم بإيقاظها لان الأستاذ حسن يريدها فأعتدلت مسرعة وأتجهت للخارج وكأنها فرصة لتخبره أعتذارها خرجت وهي تفرك بعيناها لتزيل اثار النوم وجدت أمها ووالده يجلسون معاً يتناقشون بموضوع هام نظر لها حسن وقال لها بجمود :
-تعالي يا ميرنا .
جلست مقابله وتساءلت ماذا حدث وجدته يتابع قائلاً :
-انا جمعتكم علشان اقولكم اني الحمدلله مضيت على عقد شقتي اللي هتجوز فيها انا وميرنا ناقصها شوية تشطيب وهتبقى حلوة اوي اهي صغيرة على قدنا وان شاء الله لما يرزقنا بطفل نبقى نوسع على نفسنا .
أنتبهت له ميرنا بتضايق قائلة :
-أنا مش عاوزة اتجوز يا حسن انا لسه امتحانات .
نظر لها بإستنكار فجعلها تصمت فقال له والده :
-مبروك ياحبيبي ربنا يجعلها قدم سعد عليكم .
أبتسم له حسن فتساءلت ريهام قائلة :
-اشتريتها فين ؟
أجابها قائلاً :
-في الحسنية .
أتسعت حدقة عيناها فقالت له بتضايق :
-انت عاوز بنتي انا تتدخل في الحسنية انت اتجننت .
أمسك أبيه يدها ليهدئها فقال له متابعاً :
-ليه مقولتليش كنت نزلت معاك هنا في المنطقة اخدنا شقة .
اجابه حسن قائلاً :
-انا مش عاوزك تساعدني في شقتي دي مفروض من حر مالي انا وهي علشان مراتي ترضا باي مكان اروحه لاننا عاوزين نبدء من الصفر مع بعض وربنا يسهل وونعلى .
تركتهم ريهام بتضايق وكأنها لا تتحمل سماع زوج أبنتها فأعتذر له فهمي عن عفوية زوجته وقال له :
-انا بحييك يا حسن انا عارف انك راجل وقد المسؤلية وانك هتخلي بالك عليها هناك .
أبتسم له حسن فتركه والده ودلف غرفته ليهدىء زوجته التي اخذت تبكي على حظ ابنتها السيىء فأنه قام بمنعها من الزواج بأحد غيره لانه يحبها ولكنه اصبح انانياً اكثر .
وقفت وكادت أن تدلف غرفتها وكان الحوار قد أنتهى لهذا الحد فوجدته يمسك يديها ليوقفها قائلاً :
-اعملي حسابك بكرة هروح اوريكي شقتنا وهننزل نجيبلك كل حاجة هتحتجيها من هدوم واطباق الشقة مفروشة وزي الفل .
نظرت له بصدمة وقالت :
-يعني ايه هتدخلني على عفش قديم .
عقد ذراعيه معاً وهو يتابع :
- والله بقى اذا كان عجبك انا مسترخص فيكي اوضة نوم جديدة ل وحدة زيك .
أمتلىء عيناها بالدموع وتركته ودلفت الغرفة وهي تصفع الباب خلفها بقوة تتمنى تعجيل الموت لها حتى لا تراه يعاملها كتلك المعاملة
هدئها فهمي وأمسك يديها ليقول ها :
- متخفيش على بنتك مع أبني لانه هيشيلها في عينه .
دمعت وهي تقول له :
-ماانت عارف الاماكن اللي زي كدا بيحصل فيها ايه انا بنتي متستحملش تقعد في وسطيهم بنتي تعلمها أجنبي بنت ناس هتتاكل هناك .
مسح دموعها وقال لها متابعاً :
- انتي فاهمة غلط المناطق اللي زي دي ناسها اطيب ناس يعني هيشلوها في عنيهم .
تنهدت فقال لها مداعباً :
- ماانا مش هنام غير لما اشوف الضحكة الحلوة بقى .
أبتسمت له فأخذها بحضنه ورتب عليها بحنان ...
في اليوم التالي طرق باب غرفتها وفتحه دون أن ينتظر منها رد ليدلف عندها وجدها جالسة على الفراش شاردة فقطع شرودها وهو يقول :
-غيري هدومك علشان خارجين .
أنتبهت له وقالت متساءلة :
-رايحين فين ؟
أجابها بجمود قائلاً :
-رايحين نشوف شقتك يا عروسة .
يتبع ...
#الباشمدرسة_ايه_احمد
أسفة على التأخير دا كله بس علشان التدريب واخد كل وقتي متزعلوش مني هحاول أخلص بقيتها بسرعة
أنت تقرأ
رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد
Romanceالمقدمة... رسالة أنك تشبهني ولكنك تختلف عني حقاً فأنت تريد الحياة التي تصارع فيها لتحصل على ما تريد ولكنني لا أريد تلك الحياة طالما هو بها ،من المفترض أن يحميني هو من يطعن قلبي فلم أعد أتحمل كل ذلك أسفة علي كل لحظة كانت صعبة عشتها معي سأرحل ولن أعو...