الفصل العاشر

322 5 0
                                    

الفصل العاشر :-
- عاوزة أكلم حضرتك على أنفراد .
قالتها سلمى لشريف أمام زوجته وأبنه ضاق صدر زياد وأقترب منها أكثر كاد أن يحدثها ولكنها لم تستمع لأحد غير أنها تنظر لشريف منتظرة رده عليها فأردف الأخر قائلاً :
- خدي زياد وستنونا برة شوية يا كريمة .
لم تعترض زوجته بل سحبت زياد من ذراعه لتجبره على التحرك معها فخرجا من الغرفة ووقفوا بالخارج أسند ظهره على الحائط المجاور للغرفة وعقله يكاد ينفجر من التفكير ماسبب الذي دفع معلمته بتحدث مع أبيه على أنفراد فإن كان هو فهي جريئة بما يكفي لتوبخه أمام أبيه ولكن هناك سبب أخر أضطرها لذلك بينما كريمة كانت تراقب أفعال زياد الذي يبدو عليه التوتر فهي أيضاً تتساءل عن حديث سلمى مع زوجها.
قالت سلمى لشريف وهى تفرك بيديها كطفلة تقف أمام معلمها الذي تحترمه :
- أنا مش عارفة أقول لحضرتك ايه بس أعلم أن دا هيبقى غصب عني .
أردف شريف قائلاً بجمود بعدما أحس بقدوم مشكلة حتماً :
- فيه أيه يا سلمى أتكلمي بدون أي مقدمات .
أجابته قائلة :
- أنا مش هقدر أكمل تدريس لزياد .
عقد حاجبيه بإستغراب من طلبها فتساءل :
- أيه السبب أبني صدر عنه حاجة ضايقتك ؟
أزاحت وجهها قبل أن تردف :
- أسباب شخصية زياد ملهوش دخل بيها ولو سمحت أقبل طلبي .
قال لها بتضايق :
- أنتي بتقولي أيه بالسهولة دي عاوزة تسيبي أبني وهو قرب يخلص ليه يعني ؟
أعتذرت له فقالت :
- فيه ناس أحسن مني كتير وزياد يعرف يتأقلم معاهم .
زفر شريف قبل أن يقول لها :
- طيب ممكن تقعدي معانا شوية لحد لما الأقي مدرس كويس أنتي عارفة الأمتحانات قربت محديش فاضي .
تنهدت قبل أن تكمل قائلة :
- طيب أنا هروح عند مدام شيرين كام يوم علشان تعبانه .
خرجت من الغرفة فوجدت زياد مازال يقف أمامها فقالت له :
- عاوزك في مشوار يا زياد .
أبتسم بفرح وقال لها :
- اؤمريني يا أبلة ...
وقف حاتم بصدمة وهو يقول بتضايق :
- أزاي يعني ؟
وقف أبيه وأمسك ذراعه ليهدئه قائلاً :
- حسن مينفعش كدا .
أجابه حسن بغضب :
- بقولك مفيش بنات للجواز خد مامتك بعد لما تاخدوا واجبكم ومع السلامة .
وقفت ريهام فكادت أن توبخه أمام الجميع ولكن زوجها نظر لها فصمتت لم يتحمل حاتم ووالدته طريقة حسن معهم فأخذها ورحلوا
سمعتهم ميرنا من داخل غرفتها بأن حسن طردهم فأخذت تبكي فقد أختفى أملها دفعه والده بقوة وهو يقول له :
- أنت أتجننت أزاي تطردهم كدا .
صاح في والده وهو يقول :
- دي عيلة هيتجوز طفلة .
تكلمت والدتها بغضب فقالت له :
- ملكش دعوة أنت بنتي وأنا عارفة مصلحتها وهي مش طفلة لو اتجوزت تعرف تفتح بيت .
نظر لوالدتها بتضايق فقال له والده :
- أعتذر .
نظر لوالده بغضب قبل أن يقول :
- لدرجادي عاوزين تخلصوا منها أنتم الأتنين .
دمعت عيون ميرنا وهي تستمع لهم فتابع :
- ميرنا مش هتتجوز غير لما تخلص ثانوية عامة متضغطوش عليها .
صرخت ميرنا بغرفتها حتى تقدمت ناحيتها امها وفتحت لها باب الغرفة فخرجت لعنده تصرخ به :
- أنت مالك أنت أتجوز متجوزش دي حاجة ترجعلي أنا .
نظر لها بغضب قبل أن يدفعها بعيداً عنه وقال لأبيه بنبرة جادة :
- أنا عاوز أتجوز ميرنا .
نظر له الجميع بإستغراب بينما هي نظرت له وعيونها تملئهما الدموع فقالت له :
- أنت بتقول أيه .
أمسكها من ذراعها وحدق بعيونها مباشرة قبل أن يقول لها :
- أنا عاوز أتجوزك .
أبتسم له أبيه بفرحة وقال له :
- أنت بتتكلم بجد .
تركها وقال له :
- من أمتى بهزر معاك بقولك عاوز أتجوزها يدوبك هنكتب الكتاب لحد لما تخلص أمتحاناتها وبعدين هاخدها ونعيش بعيد عن هنا .
أمسكت أمها بيد زوجها بينما ميرنا لم تستوعب ما يحدث حولها فتركتهم وهرولت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة فتركهم وأقترب من باب غرفتها وقال لها :
- جهزي نفسك أخر الأسبوع كتب كتابك سمعاني كتب كتابك مفيش مرواح مدارس ولا دروس غير بعد كتب الكتاب وحسك عينك الأقيكي لابسه المسخرة دي تاني .
صاحت قائلة خلف الباب :
- مش هتجوزك لو أخر واحد في الدنيا .
تركها وهو يقول :
- مش بمزاجك هتجوزك غصب عنك وأي كلب هيجي يتقدملك هقطع رجله الحلوة اللي جبته هنا .
دلف غرفته وأغلق الباب بقوة وقف خلف باب غرفته يلتقط أنفاسه المتسارعة وهو يقول لنفسه متوعدٍ :
- أقسم بالله لأربيكي يا ميرنا وهعرفك ان الله حق  ...
تقدمت الأخرى وراء العسكري لتدلف عنبر الرجال فامسكها من ذراعها ليجذبها أليه فكادت أن تصرخ ولكنه وضع كفه على فمها ليمنعها من الصراخ نظرت لعينيه وحاولت التخلص من قيدها ولكنها لم تستطيع فهو أقوى منها بكثير فقال لها :
- مين اللي جاي يزورك في المركز .
أزاحت يديه بعيداً عنها بقوة وقالت له :
- ملكش دعوة .
أمسكها من ذراعها بقوة ألمتها فلم تعد تتحمل قبضته على يديها فقالت له :
- خطيبي حضرة الظابط مدحت ضابط شرطة قد الدنيا .
نظر لها بغضب قبل أن يردف بخبث :
- أنتي كمان مخطوبة وجاية هنا .
أزاحت وجهها بعيداً عنه فوجدته يقول :
- أصله مش راجل .
دفعته بعيداً عنها قليلاً وقالت له :
- متقولش عليه كدا .
نظر لها بنظرات نارية لجسدها مما ضايقها قبل أن يكمل :
- اللي يسيب بنوتة حلوة اوي زيك في وسط شباب تنام في وسطهم يبقى لمؤاخذة .
قاطعته قائلة بتهكم  :
- خليك في حالك .
كادت أن تتركه لتبتعد ولكنه لم يمهلها فرضة لذلك بل وقف أمامها وهو يبتسم بخبث :
- مش هتقوليلي أسمك أيه ؟
نظرت له وتابعت بتلك النبرة الجادة :
- قولتلك خليك في حالك .
وقف معتدلاً أمامها وتابع قائلاً بخبث :
- أنا هعرف بطريقتي وساعتها الجيش كله هيعرف وتعرفي ساعتها ايه ممكن يحصلك .
لوى شفتيه بسخرية وهو ينظر لها :
- خليها مفاجاة .
كاد أن يرحل فوجدها تقول له :
- نيرة .
أبتسم بنصر فلم يلتفت لها وكأنه لم يسمع شىء فذهب بأتجاه غرفته ليلقى بجسده فوق الفراش الحديدي الصلب فتذكر كيف تقدمت نحو ذلك الشاب وهي تريد أن ترتمي بحضنه ليحميها من بطشه عيونها تستغيث به تذكر قولها أسمها الذي اخذ يتردد على عقله وكأنه جهاز تسجيل يعيد تشغيل ذلك الصوت  .
دلف الشقة فوجدها جالسة تقرأ بالمصحف كبير وقف أمامها وقال لها بصوت أجش :
- أنا جعان .
حاولت أن تتجاهل وجوده وتكمل قراءة ولكنه أغلق المصحف وهو يردد :
- صدق الله العظيم قومي شوفي هتأكليني أيه .
أجابته قائلة ببرود :
- مفيش أكل .
ضاق حاجبيه وهو يقول :
- يعني أنتي عاوزة تفهميني أنك مطفحتيش انهارده .
نظرت له بتضايق قبل أن تزيح وجهها الناحية الأخرى قائلة :
- كلت جبنة قريش وبيض .
جلس بجانبها وأراح جسده على الكنبة بجانبها فتذكر حينما ذهب لفيلا شريف وقعت عيناه عليها وهي تخرج من الشرف لمحها ليس الأ أنها تشبهها تماماً وكأنها أبنتها منذ أكثر من عشرة سنوات ولكن إن كانت هى كيف أتت لفيلا كهذه حدث نفسه قائلاً :
- أكيد أتبناها .
نظرت له زوجته وأستغربت عن ماذا يتحدث ولكنه لم يجيبها بل أراد أن يكتم سر ما رأى حتى يتأكد بنفسه بالمرة القادمة ...
ركبت سيارة زياد بجانبه وهي تحمل حقيبة صغيرة أستغرب الشاب من فعلها فتساءل :
- أيه دا ؟
أجابته بجمود :
- أطلع لو سمحت يا زياد .
أشتد غضبه من عدم أهتمامها بالرد عليه فقال :
- أنا بسئلك إيه دا أنتي رايحة فين بالظبط ؟
تنهدت قليلاً فقالت له :
- هروح عند شيري أقعد عندها كام يوم .
نظر لها بعيناها وهو يقول بعفوية :
- هتسيبني .
أزاحت وجهها بعيداً عنه فهو لا يعلم أنها تريد أن تتركه للأبد وليس مجرد بضع أيام فقالت له :
- أطلع يا زياد بقى الجو برد خلينا نوصل على خير .
أدار محرك السيارة وأنطلق به مسرعاً وكأنه سائق في مسابقة السيارات يبدو عليه التضايق فهو لا يعلم لما تبدل حالها هكذا بيوم واحد فهى كانت توبخه قبل ليله وتمزح معه ليدرس جيداً ولكنها الأن ليست سلمى التي يعرفها وصل للفيلا فقالت له :
- مش هتدخل تسلم على عمتك .
لم يجيبها بل أزاح وجهه الناحية الأخرى بتضايق فقالت له :
- أسفة يا زياد .
نظر لها وقال بإستغراب :
- بتعتذري عن أيه ؟
نظرت له وعيناها تملئهما الدموع فقالت له :
- ولا حاجة بعد أذنك .
تركته وغادرت السيارة وهرولت بداخل الفيلا وقف قليلاً يراقبها حتى تأكد من دخولها المكان وأختفاءها عن أنظاره فغادر هو الأخر .
أرتمت بحضنها وأخذت تبكي بشكل هستيري
قالت لها شيرين بلهفة :
- فيه أيه ؟
أجابتها الأخرى قائلة :
- شوفته شوفته في فيلا شريف بيه .
قالت الأخرى بتساءل :
- شوفتي مين .
قالت الأخرى بدموع :
- بابا .
أتسعت حدقة عيناها وهي تستمع لها فقالت :
- هو شافك ؟
مسحت دموعها وهي تقول :
- معرفش أنا مش هروح تاني لحسن يشوفني ويعرفني .
أجلستها شيرين وقالت لها بتضايق :
- أنتي أتجننتي هتسيبي الولد وهو داخل على أمتحانات .
قالت لها سلمى بدموع :
- لو عاوزني يجيلي هنا أنا حتى مش هروح المدرسة .
تابعت الأخرى :
- لا متهزريش لازم تروحي وترجعي لفيلا شريف هتروحي فين يعني .
قالت لها سلمى :
- هقعد معاكي هنا كام يوم .
تلجلجت الأخرى قائلة :
- مش هينفع يا حبيبتي أنتي عارفة أني على طول مشغولة هما هناك يخدوا بالهم منك .
نظرت لها سلمى بأنها لا تريد الوقوف بجانبها فصمتت قليلاً قبل أن تقول :
- خلاص أنا هرجع تاني .
تركتها وكادت أن تخرج فقالت لها شيرين :
- أستني بس هتصل بزياد يجي يوصلك .
أردفت سلمى قائلة :
- لا ميجيش ملهوش لزوم أنا بعرف أروح لوحدي شكراً يا شيرين بعد أذنك .
خرجت سلمى من الفيلا وأتجهت نحو أقرب حافلة لتركبها وهى لا تعلم أين ستذهب وكأن أبواب العالم أنغلقت أمامها ،جلس على الفراش نظر إلى كتبه فتذكر دموعها وهى تقول :
- أسفة يا زياد .
شعر بضيق صدره لما ذلك الشعور السىء وضع يديه على قلبه الذي أحس بنخذه به وكأن هنالك سكين نخذه أمسك هاتفه وأتصل بعمته فقال لها :
- ممكن تديني أبلة سلمى علشان عاوزها ضروري في مثال مش عارف أحله .
أجابته شرين بأنها خرجت وستأتي لعنده فهي لن يخلصها تركه في ظروف أقتراب الأمتحانات تلك ابتسم بعفوية وشكرها وأسرع بتبديل ملابسه ونزل بالحديقة لينتظر قدومها حاول الأتصال بها أكثر من مرة ولكنها لم تجيبه فأراد أن يذهب ليحضرها بنفسه ،توسط القمر السماء ولم تأتي بعد الوقت يمر عليه ببطء من دونها يشعر وكأنه وحيدٍ بجنته حاول الإتصال بها اكثر من مرة وبكل مرة يتلقى :
-هذا الرقم غير متاح حاليا بالرجاء المحاولة بوقت لاحق .
تقدمت كريمة منه وجلست بجانبه فتساءلت :
-مالك يا زياد .
أجابها قائلاً بتضايق :
-مفيش .
أبتسمت له في تساؤل :
- مضايق علشان سلمى مش كدا .
أنتبه لها في أهتمام ولكنه لم يجيبها فعلمت بأنها على صواب بالفعل ينتظرها فهي ليست حمقاء لا تعلم نظرته الباحثة عنها بكل مكان وكأنه عاشق يحترق شوقٍ وقف أردف زياد :
-هي قالت لبابا ايه ؟
أجابته قائلة :
-مش عاوزة تكمل معانا .
حدق بها زياد قبل أن يقول :
-انتي بتقولي ايه ؟
حكت له جميع ما قاله لها زوجها عن سلمى وطريقة كلامها معه فلم يتحمل زياد ما قالته عنها وأنها من الممكن أن لا تعود ثانية فتركها وهرول ناحية باب الفيلا بداخله بركان ثأر
حاول الإتصال بها فنظرت إلى هاتفها فهي أرادت أن تخبره بالحقيقة فأجابته فأستمعت له وهو يصيح بها :
-انتي فين ومش بتردي عليا ليه ؟
نزلت دموعها وهى تنظر لإزدحام الناس من حولها فشعر بأنها ليست على ما يرام فأخفض من حدة صوته ليقول بهدوء :
-أنا محتاجلك .
قبضت على هاتفها وهي تسمع صوته يقول لها ذلك فتابع :
-أنتي فين أجيلك نتكلم شوية .
أبتلعت ريقها قبل أن تقول له وكأنها أول مرة يستمع فيها لصوتها :
- مش هقدر أقولك .
قال لها بترجي :
-علشان خاطري نتقابل ولو خمس دقايق .
لم تتحمل أن تكمل المكالمة معه من كثرة دموعها فهى ولأول مرة تشعر وكأن قلبها يتمزق إلى فُتات ضغطت على زر قفل المكالمة فصاح الأخر قائلاً :
-الو الو ردي عليا .
نظر لهاتفه فعلم أنها قامت بإغلاقه حاول الإتصال بها ولكنها بالفعل أغلقته تماماً تذكر الصوت من حولها فهو يبدو مألوفاً له وكأنه رنيناً يخترق أذنيه أتسعت حدقة عينيه وقد توقع ذلك المكان فأدار سيارته سريعاً نحوه لعله يستطيع أن يلحقها....
وقف أمام غرفتها متردد كثيراً أيطرق باب غرفتها ليعتذر لها ام يغلبه غروره بأنها تطاولت عليه بالضرب ويعود لغرفته مرة أخرى ولكنه يعلم أنها لم تكن لتفعل ذلك لولا أنه ضايقها بكلامه كور قبضة يديه وطرق باب غرفتها أتاه صوتها الضعيف من كثرة البكاء قائلة :
-مين ؟
أجابها قائلاً بصوت هاديء :
-أنا حسن يا ميرنا عاوز اتكلم معاكي شوية .
رفعت عيناها التي أصبحت كالجمر شعرها الهائش فلم تجيبه فأردف قائلاً :
-ميرنا أنا أسف مكنتش أقصد أقولك كدا .
فتحت باب الغرفة بلحظة وجدها بتلك الحالة قالت له بدموع :
-ليه عملت كدا أنا اذيتك في أيه ؟
قال لها بتضايق :
-الولد دا مش كويس كان بيبصلك بصات وحشة ضايقني مقدرتيش استحمل أنه بيبص على جسمك العريان كدا .
اجابته قائلة بغضب :
-ملكش دعوة دي حياتي انا حرة في لبسي انا اللي اقرر هتجوز مين ومتجوزش مين مش أنا العيلة اللي مينفعش أتجوز دلوقتي  اقتنعت اني مش عيلة وعاوزني ليك  .
تنهد قبل أن يقول لها :
- مش هستحمل حد تاني يكون معاكي .
قالت له بتضايق وهي تدمع :
-متكدبش على نفسك انا في نظرك مجرد عيلة .
أمسك يديها فتوقفت عن الكلام فنظر لعيناها قائلاً :
-أنتي في نظري ست البنات وانا مقدرش اشوف حد تاني معاكي .
نظرت له بإستغراب فوجدته يكمل قائلاً :
-أنا بحبك يا ميرنا .
نظرت له والدموع تملئ عيناها فتابع :
- انا عارف أنك مش طايقاني ولا اللي جابني بس أوعدك اني هخليكي سعيدة ساعديني اني اخدك من هنا ونمشي بعيد عنهم .
أمسكت بباب الغرفة ونزلت دموعها وهي تقول :
-أنا عاوزة أنام بعد اذنك .
أغلقت باب الغرفة وهو مازال واقف أمامها فوقفت خلف الباب تبكي فهي أرادت الإبتعاد عنها وهو الذي يجبرها على التقدم منها لتظل بجانبها ما تبقى في عمرها أسندت رأسها على ظهر الباب فشعر أنها مازالت تقف ورائه فقال بنبرة هادئة :
-تصبحي على خير يا ميرنا ...
تحركت عقارب الساعة لتشير إلى التاسعة فأصدرت رنين قوي ليجذب أنتباهها بأن موعد القطار قد أتى أخذت حقيبة السفر وتقدمت نحوه ركبت العربة ووضعت حقيبتها بجانبها جالسة بجانب النافذة أراحت ظهرها على مسند الكرسي رافعة رأسها للأعلى وهي تتذكر جميع ما حدث معها منذ أن رأت شيرين للمرة الأولى حينما أخذها الفراش وهي فاقدة الوعي أمام مركز الأمل للرعاية الأيتام ليحميها من مياة الأمطار الغزيرة أستعادت وعيها وأخذت تبكي لها فرق لها قلبها تساءلت عن أسمها نظرت للفراش ولها فعلمت بأنها لا تريد أن تحكي لها شىء امامه فأمرته بأن يحضر لها طعام ومشروب شاخن ليدفئها رحل فكررت شيرين سؤالها عن هويتها فأخبرتها قائلة بصوت ضعيف :
- اسمي سلمى .
نظرت لها الأخرى بإستغراب فهي تبدو من عائلة ثرية فأطعمتها وأعطتها ملابس بدلاً من المبتلة فأمسكت سلمى يديها قائلة بترجي:
- ابوس ايديك اوعي تتكلمي بابا تقوليله مكاني لحسن يموتني وانا خايفة منه  .
حاولت الأخرى تهدئتها وهي تسرد لها كيف أبيها يضربها ويحبسها بغرفتها حتى ينتهي مما يفعل بفتيات الليل تسمع لأصواتهم فتضغط على أذنيها باكية الأصوات تتردد بأذنيها وكأنها طبول تدق طبلتها نزلت دموعها دون أن تشعر بهما،دلف محطة القطار بحث عنها بجميع الأماكن فسئل موظف التذاكر فأخبره أنها قد ركبت بعربة القطار المتوجه إلى الأسكندرية فشكره وأنطلق مسرعاً نحو ذلك القطار أخذ يدلف كل عربة باحثاً عنها كالمجنون ولكن ليس هناك متسع من الوقت باقِ دقائق على تحرك القطار نزل وهو يبحث عنها بالخارج من خلال النافذات حتى وجدها جالسة تدمع شاردة بنقطة ما أمامها فطرق الزجاج النافذة المجاور لها ليجبرها على قطع شرودها فنظرت له وجدته يضع يديه على الزجاج ليستحثها على النزول وبالفعل تركت كرسيها وتقدمت منه لخارج العربة وقفت أمامه فقال لها بلهفة :
- رايحة فين وسيباني .
قالت له بتضايق :
-لازم تروح يا زياد باباك هيقلق عليك .
أردف قائلاً :
-انا مش عيل صغير علشان يقلق عليا أنا محتاجلك انتي يا سلمى .
نظرت له بعينيه التي تترجاها بالا ترحل فتابعت قائلة :
-مينفعش تقول كدا أحنا كدا هنتفهم غلط أبوس ايديك أمشي .
تركت يديه عندما سمعت صوت صفير القطار أنه على وشك التحرك كادت أن تركب القطار فجذبها أليه محتضنها قائلاً :
-أنا مستحيل أسيبك تمشي وتسبيني .
أتسعت حدقة عيناها وحاولت دفعه ولكنه لم يتحرك قيد نملة  وهي تستمع لصرير صوت عجلات القطار وهو يتحرك وزياد يمسكها بها كطفل يحتضن أمه  ...
يتبع ...
أسفة على التاخير بس علشان موبايلي باظ وعقبال ماجبت موبايل جديد وكتبت الفصل
#الباشمدرسة_أية_أحمد

رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن