الفصل الأخير :
بعد نوبة البكاء حاول والد نهى أن يجبر بخاطرها ويطاوعها فإنها بحالة لا يرثى لها فقال :
- خلاص يا ميرنا هما هيسمعوا الكلام أهدي أنتي بقى .
قالت له نهى في غضب وكأنها بركان ينفجر :
-لا مش هيحصل ولو قتلتوني أنا مش هقعد على ذمته ثانية واحدة .
أردفت ميرنا بترجي :
-علشان خاطري يا دكتورة نهى أديله فرصة تانية وأعمليلي خاطر .
قال أبيها في حدة:
-أنا قولت رأي ومفيش راي بعد رأيي .
تابعت ميرنا قائلة مبتسمة :
-واحنا موافقين يا عمي .
عندها نظرت لوالدة نهى قائلة :
-ممكن حضرتك تيجي تسنديني لحد تحت أنا هنزل معاكم ونسيبهم على راحتهم .
أردف حسن قائلاً :
-أسمحلي يا عمي أوصل ميرنا للمستشفى علشان مش هتقدر تروح لوحدها .
نظر له والد نهى فتابع حسن قائلاً :
-ساعة وهكون عندكم بس أنت شايف أنها تعبانة وانا لازم أبقى معاها .
تنهد والد نهى قبل أن يقول له :
-روح يا حسن وانا مستنيك هنا .
كاد أن يحملها أمام نهى ولكنها رفضت ذلك وأصرت على أن يسندها فقط حتى لا تشعر نهى بالتضايق من ناحيتها عاد بها نحو المشفى فأنامها على الفراش وقال لها في خزي :
-أسف حبيبتي .
أزاحت وجهها بعيداً عنه وكأنها لا تطيق النظر لعيناه فأبتعد عنها قليلاً وهو يقول في حزن :
-هعمل اللي عاوزاه .
دمعت عيناها وهو يتركها ويرحل فأتى الطبيب المشرف عليها وجدها تبكي فقال لها :
-لا لا مينفعش الزعل الجرح هيفتح تاني .
دلف شقته واستأذن أبيها وأمها بالرحيل فتركوهم بمفردهم جلست على الفراش تولي له ظهرها بحزن فأقترب منها وجلس بجانبها قائلاً :
-عارفة الفرق بينك وبين ميرنا ايه يا نهى ؟
نظرت له بإهتمام قبل أن يبعد نظره عنها قائلاً :
-ياريت نخلص من المهمة دي بقى .
دلفت لديها أمها وهي تحمل الصغير وجدتها نائمة تنظر لسقف الغرفة شاردة أقتربت منها لتجلس مقابلها فأنتبهت لتواجدها بالغرفة فأبتسمت قائلة :
-جبتيه معاكي أنا كان نفسي أشوفه .
أمدته لها والدتها وقالت :
-خدي شيليه شوية .
ضمته لحضنها وهي تفحص ملامح وجهه وشعره الأسود الناعم الذي يغطي رأسه مالت برأسها لتقبله فصمت وهي تمسك يديه الصغيرة بفرح فأردفت أمها قائلة :
-سامحيني يا ميرنا .
نظرت لها ميرنا بشدة وكأنها أول مرة ترى نظرة الإنكسار بوجه أمها والعيون تملئهما الدموع وهي تقول :
-سامحيني على كل حاجة وتقصيري من ناحيتك أنا كنت أنانية اوي بس انا معنديش أغلى منك .
أحتضنتها ميرنا بشدة وهي تقول لها :
-أنا بحبك يا مامي متسبنيش تاني .
رتبت على ظهرها بحنان فقد أشتاقت لذلك الحضن فلم تشعر بدفء حضنها قبل تلك اللحظة فأبتعدت عنها قليلاً وقالت بتساؤل :
-أومال فين حسن ؟
صمتت لثوانِ فعلمت الأخرى بأنه قد ذهب لزوجته الثانية وتركها وحيدة بحجرة المشفى فقالت لها أمها :
-متقلقيش أنا هبات معاكي لحد لما تخرجي .
تنهدت ميرنا وهي تقول لأمها :
-روحي يا مامي علشان البيبي وأختي الصغيرة متسبهاش لوحدها أنا مش فارقة معايا اني اقعد لوحدي وبعدين عمتي موجودة لو احتاجت حاجة هقولها .
طرق باب الغرفة فأذنت أمها بالدخول فدلف لعندها زياد ومعه سلمى أبتسمت لهم بفرحة وهي تقول له :
-ايه المفاجاة الحلوة دي وحشتيني يا زيزو ؟
بدل ملابسه ونظر لهيئته بمرآة المرحاض أقتربت منه وتسألت قائلة :
-رايح فين ؟
أجابها قائلاً :
-هروح لميرنا مش هسيبها تبات لوحدها .
أردفت بإستنكار :
-اومال هتسبني انا لوحدي عادي كدا .
تركها دون أن يجيبها وكأنه لم يسمع شىء من قبل أوصد باب الغرفة خلفه بقوة كانت شاردة وأمها تخاطب سلمى أما عن زياد فقد لاحظ بأنها ليست على ما يرام فأقترب منها بكرسيه ليتساءل قائلاً :
- مش هتقوليلي مالك ؟
أبتسمت له وكأنها تحاول أن تظهر عكس ما تخفي قائلة :
- سلامتك يا زيزو بقالي فترة مشوفتكش كنت مختفي فين ؟
طرق باب الغرفة فأنتبهت ناحيته وجدته يدلف الغرفة ملقياً السلام على الجميع أبتسمت بعفوية وكأنها طفل صغير فرح بعودة أبيه من العمل ،أقترب منها وقبلها من رأسها قائلاً :
-عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي ؟
ظل جالساً معهم حتى أمر الطبيب برحيل الجميع أصر حسن بملازمتها فخرج الجميع من الغرفة وتركهم بمفردهم فعندها قالت له :
-سيبت نهى لوحدها .
أردف قائلاً :
-ممكن منتكلمش عليها .
تنهدت بيأس قبل أن تقول له :
- مش هكلمك عليها يا حسن مش هتكلم خالص تصبح على خير .
دمعت عيونها وهي تغمضها لتغفل قليلاً كما أنها تمنت أن ترحل من ذلك العالم للأبد أستيقظت في المساء عندما أحست بالألم يغزو رأسها مرة أخرى وجدته نائم على الكنبة الجلدية المقابلة للفراش هرولت نحو المرحاض وأغلقت خلفها الباب حتى لا يستمع لصوتها وصوت السعال القوي .
أستيقظ حينما سمع قرآن الفجر نظر نحو فراشها فلم يجدها نائمة وقع عيناه على المرحاض فرأى الضوء يظهر أسفل الباب علم بأنها بالداخل أقترب منه وطرقه برفق قائلاً :
-ميرنا حبيبتي أنتي جوه ؟
أمسكت بالحوض وهي ترى الدماء تتناثر هنا وهناك حاولت أن تخبره بإيجاب ولكن صوتها خرج مرتعش قائلة :
-اها.
سمع صوتها تتقيأ فكور قبضة يديه وقال لها متلهفاً :
-انتي كويسة ؟
أمسكت رأسها وهي تبكي بأنها نزفت بشدة وهي غير قادرة على تنظيف الحوض فتحت باب المرحاض فظهر خلفه فوجدها تبكي وترتعد أحتضنته بشدة قائلة بضعف:
- ساعدني .
صاح بأقوى صوت له بأن يأتي أحد من المشفى ليسعفها وهو يشعر بها تفقد وعيها بين يديه .
-أسف يا استاذ حسن مش هنقدر نساعدها .
قالها الطبيب بيأس لحسن وهم يقفون خارج غرفتها فدمع عيناه وهو يقول بعدم تصديق :
-يعني ايه ؟
أردف الأخر قائلاً :
-ربنا يتولاها برحمته أدعيلها ربنا يخفف عنها.
تركه بعدما طعن قلبه بتلك الكلمات التي جعلته يسقط باكياً فلم يقدر على فعل شىء سوى البكاء
مسح دموعه عندما سمع صوتها تنادي عليه قائلة :
-حسن .
دلف لعندها وأرتسم تلك الأبتسامة التي تعلم سرها وهو يقترب منها قائلاً :
-ايه يا حبيبتي عاوزة حاجة ؟
نظرت لعيناه وهي تتساءل قائلة :
-الدكتور قالك ايه ؟
أخفض عيناه عنها بحزن وهو يداري دمعة عيناه فأحست بما يشعر به ألتقطت أنفاسها وهي تقول:
-هطلب منك طلب ومتكسفنيش .
أمسك يديها وأقترب منها ليقول بحب :
-أطلبي يا قلبي .
أجلسها بالسيارة ووضع لها حزام الأمان قبل أن يتولى عجلة القيادة نظرت له مبتسمة فبادلها الإبتسامة من ثم أمسكت يديه بيديها البارده وقالت :
-خلي بالك من نهى يا حسن واصبر عليها .
تنهد فلم يريد أن يقول لها كلمة من الممكن أن تؤذيها ففضل الصمت قرأتها بتعبيرات وجهه كما كانت تفعل دائما تفهمه من نظرة عيناه فمالت برأسها ناعسة على مسند الكرسي أخذ يراقبها بين الحين والأخر وعيناه تملئها الدموع حينما تذكرها وهي تقول له :
-وديني شقتنا .
أردف قائلاً بتساؤل :
-المعادي ؟
أجابته قائلة :
- لا المعادي مش بتاعتنا انا اقصد الحسنية يا حسن .
قال لها بتضايق :
-ايه اللي فكرك بيها دلوقتي .
أمسكت يديه وقالت :
-مش عاوزة أموت في المستشفى بليز يا حسن وديني شقتي . .
ترجل من سيارته وفتح باب المجاور لها فقال لها ليقظها :
- حبيبتي أحنا وصلنا .
حملها على ذراعيه حتى صعد بها لذلك الطابق من ثم دلفوا الشقة أخبرته بأن يتركها على فراشها ففعل ،أعدلها على الفراش فقال لها :
-هروح اعملك اكلة حلوة أكيد جعانه وهاكل معاكي لاني كمان جعان اوي .
أمسكت يديه لتمنعه من تركها بمفردها فقالت له :
- أنا مش عاوزة أكل أنا محتاجة أقعد أتكلم معاك شوية .
جلس بجانبها على طرف الفراش وأردف قائلاً :
-اؤمريني يا ستي .
أبتسمت له وهي تنظر لملامح وجهه وكأنها تحفظها فقالت :
- محمد .
تغيرت ملامحه وقال لها بإستغراب :
-محمد مين ؟
أجابته قائلة :
-أبننا سميه محمد .
أبتسم لها وأخبرها بأنه سيفعل فأخذت أنفاسها وكأنها تشعر بالراحة وهي تعتدل بنومها على الفراش فقالت :
- أقرالي قرآن وحشني صوتك .
ضمها أليه واضعاً يديه فوق رأسها ليبدا بتلاوة القرآن فرأها تدمع فرحة وهي تمسك بيده الأخرى فتابع ،بلحظة شعر ببرودة يديها أجبرته على التوقف عن التلاوة ،نظر بعيناها وجدها مغلقة وكأنها نعست بحضنه كما تفعل دائماً كلما تلى القرآن قال لها وهو يحرك يديها ببطء :
-ميرنا .
لم يجد هناك أجابة أو ردة فعل فهي لا تتنفس كذلك ضغط على يديها بشدة محاولا جعلها تستفيق قائلاً وعيناه تمتلىء بالدموع :
-ميرنا حبيبتي فوقي وردي عليا.
ولكنها لم تجيبه هذه المرة فبكى وهو يصيح ويحتضنها قائلاً :
-ميرناااا.
بعد مرور ٤ سنوات دلفت سلمى غرفته وجدته يذاكر للأطفال وهو يصيح بهم :
-ولاه انت وهو متغظونيش أنا مش زي أمكم هطبطب عليكم لا دا انا اديكم بالشوز .
نظرت له بشدة الأ يعامل الأطفال هكذا فقال بعفوية :
-اقعدي انتي كمان على جنب ومتبرقليش انتي اللي مدلعاهم .
أردفت قائلة وهي تدعي البراءة :
-انا .
أجابها قائلاً :
-لا ابويا أمشي من وشي أمشي شوفي رايحة فين .
بلحظة دلفت أمه الغرفة وقالت له :
-فيه ايه يا زياد صوتك عالي اوي ؟
تقدمت ناحيتها سلمى وكأنها وجدت طوق النجاة في منتصف البحر فقالت :
-ماما الحقيني زياد بيزعقلي انا والاولاد .
قالت لها مازحة :
- طيب انتي يزعقلك ماشي لكن حبايب نانا لا .
ضحك زياد فرحة وهو يراها تستشيط غضباً فأخذت أمه الأطفال ورحلت وظلت سلمى واقفة محلها فتقدم ناحيتها فأولته ظهرها وهي تقول :
-اسمع بقى يااسمك ايه انت .
قال وهو يتمتم قائلاً بإستنكار :
-اسمك ايه ؟
تابعت قائلة :
- أنا مش هسكتلك على قلة الزوق اللي انت فيها دي من ساعة ما مسكت الشركة وهو محديش عارف يكلمك .
بلحظة وجدته يجذبها أليه لتصبح بحضنه قائلاً :
-وايه كمان يا ابلة سلمى .
كلمته كانت كافية بأن تجعلها تصمت مبتسمة ولكنها دارتها قائلة :
-ما خلاص مبقتيش تعملي حساب ابلة وبتاع أخدت شهادتك وبقيت مدير قد الدنيا .
قال لها بخبث :
-مدير على الكل الا أنتي يا أبلة .
أبتسمت له فتابع :
-أنا عملك مفاجأة حلوة .
أجابته قائلة بإبتسامة كبيرة :
-وانا كمان يا حبيبي ومفاجأتي هتعجبك اكتر.
أوقف سيارته أمام المجلة ترجل منها وهو يحمل باقة من الزهور الحمراء أعدل من هيئته وتقدم لداخل المكان وهو يرتب الكلمات بعقله ،جلست شاردة أمام جهاز الحاسوب فقال لها زميلها عمرو :
- انا بكلم نفسي يا نيرة روحتي فين ؟
قطع شرودها للحظة فأردفت قائلة :
-ايه يا عمرو عاوز ايه ؟
وقف بجانبها وأمد لها يديه بالورود قائلاً :
-حقك عليا يا حبيبتي .
أنتبهت لمعتز وأعتدلت واقفة أمامه متساءلة :
-ايه اللي جابك هنا ؟
أجابها بصوت هادىء :
-قلبي اللي جبني .
دفعته بالورود وهي تقول :
-طيب خد قلبك ويلا مع السلامة منعطلكش أمشي .
وقف معتدلاً قائلاً بجمود :
-مش ماشي غير بيكي .
لاحظت تجمع زملاءها حولهم فترجته بأن يرحل حتى لا يعلم مديرها ولكنه سحب كرسيها وقال لها :
-قولت مش ماشي غير بيكي .
خرج المدير عندما وجد تزاحم الموظفين حولها فقال بغضب :
-انتي يا استاذة ايه اللمه دي كلها ومين الاستاذ ؟
وقف معتز أمامه وهو يعرف نفسه بثبات فلاحظ تغير تعبيرات وجه مديرها وهو يقول :
-ياخبر اتفضل يا معتز باشا نورت الجريدة .
زفرت بشدة وتركت المكان وركضت مبتعدة عنه فلحقها ليوقفها وهو مازال يحمل باقة الزهور أمسك يديها ليجبرها على الوقوف أزاحت يديه بغضب قائلة :
-عاوز مني ايه ماتسبني في حالي بقى يا معتز .
زفر بشدة وأجبرها على ركوب سيارته وأردف قائلاً :
-أنا مكنيش قصدي ازعلك يا نيرة وانتي عارفة دا كويس .
تنتهدت وهي تزيح وجهها بعيداً عنه قائلة :
-طنط مش عاوزاني وانا مش عارفة أكسبها .
لوى ثغره وهو يخبرها كم أمه تحبها وتقدرها ولكنها لا تظهر حبها لها فقاطعته قائلة :
-بقولك ايه يا معتز متضحكش عليا أمك عمرها ما هتحبني حتى لو عملت ايه وهيفضل ابويا معيرة بتعاير بيها فأقصر الشر يابن الحلال وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف .
أردف قائلاً بحدة :
-أنتي أتجننتي أنا بحبك.
أمتلئت عيناها بالدموع وقالت له بحزن :
-للأسف انا كمان بحبك اوي بس مينفعش الحب دا .
أمسك يديها وهو يتابع قائلاً بتضايق :
-متسبنيش يا نيرة أنا هحاول أصلح علاقتك بأمي .
أزاحت يديه عن يديها وهي تقول :
-للاسف يا معتز أنت عمرك ماهتعمل حاجة .
فتحت باب السيارة قبل أن تردف قائلة بدموع :
-ورقتي توصلي .
أرتدت أجمل الفساتين ذو اللون الأحمر وضعت عطر مميز يحبه قبل أن يدلف غرفته فأبدى أعجابه لما ترتدي فقالت له بإستنكار :
-الفستان بس اللي عجبك ؟
أجابها وهو يضمها أليه قائلاً :
-واللي لابساة بردو احلى واحلى.
أبعدته عنها وهي تمسك ساعده قائلة :
-مش هنخرج ؟
وصل بها للمطعم الفاخر ترجل من سيارته مسرعاً ليمد لها يديه لكي يساعدها على النزول فأبتسمت له ودلفوا المكان ،لم يكن هناك أحد غير العاملين وكأن زياد أصر بأن يكون لهم فقط لليلة واحدة ،أزاح لها الكرسي لتجلس عليه فشكرته قبل أن يجلس أمامها فقالت له فرحة :
-ايه المكان الجميل دا ؟
أردف قائلاً :
-الجميل للجميل ..
تناولوا العشاء فعزمها للرقص سوياً ضحكت قائلة :
- هنرقص في المطعم يا زياد ؟
أمسك يديها قبل أن يردف قائلاً :
- في حد لي عندنا حاجة .
أمسك يديها ليقربها أليه أخذوا يتراقصون على صوت الموسيقى الهادئة وكأنهم بحفل راقص أخبرته بأن مفاجأتها أجمل مما صنع أنهوا سهرتهم وعادوا للفيلا أقترب منها وهي تتزين له أمام المرآة فأحتضنها قائلاً :
-ايه رايك يا حبيبتي في مفاجأتي عجبتك ؟
أعتدلت واقفة لتمسك يديه قائلة :
-اي حاجة أنت بتعملها جميلة يا حبيبي ربنا يخليك ليا يارب .
أحتضنها بشدة فقالت له :
-واللي يقولك خبر احلى ؟
أبتعد عنها قليلاً ليتساءل قائلاً :
-ايه هو ؟
همست له بأذنه فأتسعت حدقة عيناه في دهشة ممتزجة بفرح فقال لها :
-عرفتي امتى ؟
أجابته قائلة :
-أنهارده أتاكدت .
حملها ليدور بها وهو يصيح بفرحة لم تراها على وجهه منذ وقت كبير حتى أستحثته على تركها فأجلسها على الفراش وهو يقول :
-من انهارده مفيش حركة ومتتعبيش نفسك خالص اي حاجة تيجي في دماغك قوليلي عليها على طول .
اومأت بإيجاب فقال لها :
-بحبك .
طرق باب الفيلا ففتحت احدى الخادمات فوجدت حسن وهو يمسك بيد الصغير واليد الأخرى يجر حقيبة فسمحت له بالدخول تقدم نحوه أبيه يحتضنه فقال له حسن :
-ازيك يا بابا؟
أردف أبيه قائلاً :
-بخير يابو علي ازيك انت وحبيبي الصغير ؟
أنحنى بجسده ليحمل محمد على ذراعيه ليقبله فقال له الصغير :
-وحشتني يا جدو .
هرولت الصغيرة نحو أخيها الاكبر لتحتضنه قائلة :
-ابيه حسن .
قبلها من وجنتيها قائلاً :
-ايه يا حبيبتي عامله ايه واخبار المدرسه ايه ؟
أجابته الاخرى :
-كويسة .
أنزلها وهو يخبرها بأن تأخذ محمد ليلعبون بحديقة الفيلا فهو يريد التحدث مع أباها فوافقت فرحة وأخذت الصغير فقال له والده :
-تعالى يا بو علي على المكتب .
جلس على الكرسي المقابل لأبيه وهو يقول له :
-بعد اذنك يا بابا انا هقعد معاك هنا انا ومحمد لحد لما الاقي شقة تانية .
قال له والده بعفوية :
-ياخبر يا حسن أنت بتستأذن دا فيلتك يا حبيبي تنورها انت وحبيبي الصغير .
أخذ الأخر أنفاسه وهو ينظر لأصابعه ويفرك بها :
- مش عارف يابابا أعمل ايه من ساعة ما توفت ميرنا والخير راح معاها حياتي أدمرت ومش عارف أصلحها الوحدة بتموتني .
أمتلىء عيناه بالدموع فتابع قائلاً :
-حتى شغلي مش عارف اروحه الله يسمحها نهى فضحتني فيه اني انسان ضعيف مش عارف اوري وشي لزمايلي ولا لطلابي .
أقترب منه والده ورتب على كتفه فأكمل قائلاً :
- أنا عارف اني غلطت في حقها بس دا غصب عني الحب دا مش بأيدي يا بابا .
أجابه أبيه قائلاً :
-عارف يا حبيبي الله يرحمها بقى هي اللي كانت فاكرة أنك لما تتجوز نهى هتحبها وهتنساها .
بكى قائلاً :
-أنساها وهي موجودة جوايا وشايف قطعة منها بتتحرك قدامي .
أخذه بحضنه ليرتب على ظهره بحنان أب فتابع قائلاً :
-انا مش عاوز ادخل الشقة دي تاني .
أجابه أبيه قائلاً :
-طيب اهدى يا حبيبي انا هبعهالك وهجيبلك اللي احسن منها .
طرقت باب الغرفة ريهام فدلفت بها فأبتعد فهمي عن حسن وسرعان ما مسح دمعه فأبتسم لها قائلاً :
-ازيك يا طنط .
أبتسمت له قائلة :
-ازيك يا حبيبي وازي محمد ؟
تسطح على الفراش بجانب ولده فأقترب منه الصغير وقال له :
-مش هتحكيلي حدوته يابابي ؟
ضمه أليه ليقول له :
- حاضر يا حبيبي هحكيلك .
دلفت والدتها الغرفة وهي تحمل أطباق الطعام لعلها تجعلها تتناول القليل فقالت الأخرى :
-مليش نفس يا ماما .
أردفت أمها قائلة :
-هتفضلي لحد أمتى متكليش هتقعي مني كدا .
زفرت نيرة وهي تزيح وجهها مبتعدة عن والدتها فسمعت صوت طرقات الباب تركتها أمها وتجهت ناحيته فإذا هو معتز يقف وبجانبه أمه التي يملىء وجهها التضايق أستقبلتهم بشقتها فأتجه هو نحو غرفتها طرقها فقالت :
-ادخل .
ظهر وجهه خلف الباب وهو يقول :
-محبتيش أنك تبقي مضايقة وتنامي زعلانه مني .
وقفت في غضب وقالت له صائحة :
-انا مش قولتلك ورقتي توصلي .
دلف غرفتها واقترب منها وهو يقول ببرود :
- وانا مش موافق اطلق يبقى اخبطي راسك في انشف حيطة .
كادت أن ترحل وتتركه بالغرفة بمفرده ولكنه سرعان ما أمسكها ودفعها على الحائط ليقف مقابلها قائلاً :
-أكتر حاجة ممكن تضايقني أن اللي بكلمه يمشي ويسبني من غير ما أخلص كلامي .
كادت أن تتحرك وتبتعد عنه ولكنه أمسكها بقوة من ذراعها فتابع :
-ثانياً انا لسه حاجز قاعة فرحنا الشهر الجاي فهيبقى سخيفة جداً اني اتجوز لوحدي ولا ايه رايك ؟
أردفت قائلة بغضب :
-أنت ازاي تعمل كدا من ورايا ؟
أجابها مبتسماً بسخافة :
-زي الناس يا قطة احنا مش هنخلل اكتر من كدا ولازم ندخل بقى .
دفعته بعيداً عنها قائلة :
-ادخل لوحدك يا حبيبي أنا مش هاجي معاك .
كادت أن تتركه ولكنه أمسك يديها ولوى ذراعها خلفها فتأوهت ألمٍ فأقرب رأسه منها ليهمس بأذنها قائلاً :
- متخلنيش أقلب على الوش التاني لانك عارفاني ببقى قد ايه سافل وقليل الادب وانتي مش هترضي بلوش دا خالص فخليها حلوة بدل ما أحلف أن مش هيبقى في فرح وأخدك دلوقتي على بتنا .
أزاحت يديها من قبضته بقوة وهي تقول له صائحة :
-أنت أتجننت يا معتز .
أجابها مبتسماً :
-اها مجنون عجبك ولا مش عجبك .
اجابته بخبث قائلة :
-ولو مش عجبني هتعمل ايه ؟
نظر لها بتحدي متابعاً بغمزة :
-هوريكي الوش التاني .
-يابابي مش عاوز اروح المدرسة بليز .
قالها الصغير لابيه وهو يربط له حذاءه فأردف الأخر قائلاً :
-محمد دي مدرسة جديدة مش هتلاقي حد يضايقك فيها .
زفر الصغير وهو يزمجر بضيق حتى أخذه والده ليخرج به من الفيلا وهو ينوي لتقديم طلب نقل لجامعة أخرى ،أوصله للمدرسه فأمسك به محمد وهو يبكي بالا يتركه فقال له حسن :
-حبيبي متخفش المدرسه حلوة وانا هخلص مشواري وهجيلك على طول .
بكى الصغير وهو يقول له :
-لا انا عاوز اجي معاك .
أخذه حسن ليوصله الى صفه فقال للمشرفة :
-لو سمحت كي جي ون منين ؟
ارادت المعلمة أن تصطحب الصغير للفصل ولكنه ابى ان يترك يد والده فقال له :
- متخفش انا هاجي معاك .
دلف به الفصل بما فيه من صراخ الاطفال وثرثرة من جانب الاخر فأنحنى حسن بجسده ليتكلم مع الصغير :
-حبيبي بابي مضطر أنه يمشي وهيجيلك تاني .
دمع الطفل وهو يمسك كفه الكبير قائلاً :
-لا يا بابي متسبنيش .
حاول تهدئته حتى سمع صوت أتٍ من خلفه جعله يلتفت له رغماً عنه :
-يا استاذ ممكن حضرتك تسيبه أنا هبقى معاه.
أعتدل واقفاً بصدمة وكأنه صعق وهو يراها مرة أخرى وكأن الزمان قد عاد لعدة سنوات فاتت الشعر المموج الطويل والعينين البنية الواسعة أتسعت حدقة عيناه حينما وقفت أمامه مبتسمة أردف قائلاً بصوت مسموع لم ينطق به منذ وقتٍ طويل :
-ميرنا .
تم بحمدالله
اولا بعتذر عن التاخير دا كله بس والله غصب عني لاني كنت مشغوله في نقل وعزال وتدوير على مدرسه كويسة بس باذن الله هرجع اتابع من جديد وفي مفاجاة ناوية اعملهلكم بكتب اول فصل من الجزء الثاني لكيف لي الا احبك وباذن الله هنزلها قريب جدا ❤
#الباشمدرسة_ايه_احمد
أنت تقرأ
رواية مقرر أن أحبك بقلمي أية أحمد
Romanceالمقدمة... رسالة أنك تشبهني ولكنك تختلف عني حقاً فأنت تريد الحياة التي تصارع فيها لتحصل على ما تريد ولكنني لا أريد تلك الحياة طالما هو بها ،من المفترض أن يحميني هو من يطعن قلبي فلم أعد أتحمل كل ذلك أسفة علي كل لحظة كانت صعبة عشتها معي سأرحل ولن أعو...