قُلْ ليَّ – ولو كذباً – كلاماً ناعماً .. قد كّاد يقتُلُنيَّ بكَ التمثالُ
مازلتِ في فن المحبةِ ،طفلةٌ .. بينيَّ و بينكِ أبحرٌ و جبالُ ..
لم تستطيعي ، بَعْدُ ، أن تَتَفهَّمي .. أن الرجال جميعهم أطفالُ ..
إنيَّ لأرفضُ أن أكونَ مهرجاً ، قزماً ، على كلماتهِ يحتالُ ..
فإذا وقفتُ أمام حُسنكِ صامتاً ،فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ ..
كَلِماتُنا في الحُبِّ ،تقتلُ حُبَّنَا .. إن الحروف تموت حين تقال ..
قصص الهوى قد أفسدتكِ ،فكلها، غيبوبةٌ ،وخُرافةٌ ،و خَيَال !!..
_________________#عودة_الواقع ..
_أفاقت "آسيا" من شرودها الذهني على صوت أنثويَّ هادئ قائلاً برسمية،
: مدام آسيا !!،يا مدام !!، ..
"أنتبهت لها آسيا و فتحت عينيها بجبين مقطب بتساؤل صامت ،فأستكملت الممرضة حديثها قائلة": دور حضرتك يا مدام !،..
_هّزت "آسيا" عدة مرات بتفهم ثم عقدت مابين حاجبيها بإرتياب تُجاهد مع عقلها في محاولة تذكُر أين هي !!،و مالذي أتى بها إلى هنا !!،من هذه الفتاة !!، ..
"ثم قطبت جبينها تزامُناً مع ضيق حدقتيها بتركيز شديدة و تابعت محدثة نفسها بجزع و ذهول".. ،مهلاً ،إنها ممرضة ،يا اللّٰه !!، آتيت إلى هنا حقاً !!، لم يكن كابوساً و مضى !!، إنني في عيادة آمراض نفسية بلا شك !!
_أعادت الممرضة جملتها بنفاذ صبر قائلة،
: يا مدام !، دور حضرتك أتفضلي ،لسه فيه مرضى كتير مستنية دورها !!
_أنتفضت "آسيا" بمكانها ثم قامت و أمسك حقيبتها بيد ترتجف و أردفت قائلة بتلعثم،
: ماشي ،مُتشكرة !،
_أتجهت إلى غرفة الكشف بقدمان هزيلتان لا يستطيعا حملها ثم تقدمت و أمسكت بالمقبض و ما كادت أن تفتح الباب ،حتي أفتر فمها عن شهقة مكتومة بآنين و آستدارت راكضة إلى الخارج بهرولة،..
_عقدت الممرضة مابين حاجبيها بإستغراب و تمتمت قائلة بخفوت حزين،
: لا حول ولا قوة إلا باللّٰه !!، اللهم أحفظنا !!، البنت زيّ الورد و عقلها طّار !!
_بينما أمام البناية،..
_أتجهت "آسيا" بخطوات سريعة إلى الخارج و آستقلت سيارتها و أغلقت الباب خلفها بقوة ثم وضعت كفها مفروداً على صدرها و أستنشقت نفساً عميقاً ثم زّفرته ببطء كمن يلفظ أنفاسه الآخيرة، آتاها صوت نغمة رنين هاتفها ،أخرجته من حقيبتها فوجدت إسمه يضء شاشة الهاتف ،أغمضت عينيها تتنهد بآسى و تسائلت بنفاذ صبر محدثة نفسها،