الفصل الثالث

3.1K 80 0
                                    

حل الليل و أستغرق الجميع في النوم عدا أثنان منهما .. لم يغمض لهما جفن حتي آذان الفجر ..

كان يجلس منهمكاً بالعمل علي جهازه الحاسوب حتي سمع طرقات خفيفة على باب غرفته ..
فهتف بإرهاق ؛

: إتفضل !

إنفتح الباب ببطئ و طلت هي من خلفه بإبتسامتها الناعمة البريئة فأبتسم لها تلقائياً و تسائل ؛

: إيه اللي مصحيكي لحد دلوقت ؟! ده الفجر قرب يأذن !

آسيا بملل ؛

: أعمل إيه بس ورايا مذاكرة كتييرة و الإمتحان آخر الأسبوع فلازم آسهر شوية عشان أخلص بقا !

آدم مؤنباً إياها بحنو ؛

: بس أنتِ كدا هتتعبي و مش هتقدري تركزي في الإمتحان ؛ عالعموم طالما صحيتي لغاية دلوقتي يبقا تصلي الفجر الأول يا هانم وبعدين تنامي و تصحي بدري إن شاء الله تذاكري براحتك و أنتِ فايقة !

آسيا بإيماءة موافقة ؛

: معاك حق وأنت كمان كفاية شغل بقا و قوم نام !

آدم بمداعبة مرحة ؛

: أصلي بصراحه مش عارف أنام قبل ما أخد بوسة كل يوم و أسمع أحلي تصبح على خير يا دومي !

أطرقت آسيا رأسها خجلاً منه وأحمرت وجنتاها بشدة و حاولت إستجماع شجاعتها التي دائماً ما تخونها و تستسلم أمامه ..

وأردفت أخيراً محاولة إنقاذ ذاتها من ذاك الموقف المحرج بمرحها المعتاد ؛

: يا حرااام ! علي كدا بقا كنت بتعمل إيه طول الأسبوعين اللي قضتهم في إنجلترا من غيري ؟!

رفع حاجبه بإستنكار وأردف ؛

: ده على أساس إني كنت بكلم "أمي" كل يوم قبل ما أنام مش كدا ؟ ولا الأنسة بتعاني من زهايمر مبكر ؟!

قامت آسيا من مقعدها و أستدارات خلف مكتبه لتقترب قليلاً من مقعده ولكنها حافظت على المسافة بينهما و همست مداعبة ؛

: لأ بس أكيد فيه فرق بين البوسة على الطاير و البوسة كدا !

ثم مالت عليه بخجل و طبعت قبلة طفولية رقيقة على وجنته وأبتعدت مستكملة بغمزة مشاكسة ؛

: ولا أنت رأيك إيه ؟!

قهقه آدم ملئ فيهَ لعفويتها البريئة وأسترسل ؛

: وأنا أقدر أقول غير كدا يا أوزعتي !!

إبتسمت آسيا بنعومة وهتفت ؛

: أظن كدا بقا تقوم تنام من غير حجج فارغة .. يلا تصبح على خير يا دومي !

ثم إستدارات و توجهت نحو الباب لكن أستوقفتها كلمته الآخيرة التي جعلت قلبها يخفق بشدة و أحمرت لها وجنتاها و أرتفعت حرارة جسدها حتى كادت أن تنفث من صدرها النيران ..

حين قال بصوته الرخيم ؛

: وأنتِ من ٱهل الخير يا حبيبتي !

ولم يكن عليها سوي أن ركضت إلي غرفتها في عجالة متعثرة في خطواتها و أغلقت الباب و أستندت خلفه .. واضعة كفها على صدرها علها تهدأ من دقات قلبها المتسارعة بشدة لسماع تلك الكلمة منه ..

_تقدمت نحو مكتبها و فتحت أحد أدراجه تتناول منه دفتر مذكراتها و أمسگت قلمها بيداها المرتعشتان و كتبت :-

(حبيبتي .. نعم .. لقد قال لي حبيبتي .. لا يهمني إن كان قالها كنوع من الحنان أو المداعبة .. لا يهمني حتي وإن كانت كنوع من الحب الأخوي .. فلقد قالها من قلبه و نطقت بها شفتاه ... و بكلتا الحالتين إخترقت قلبي .. بل أعماق قلبي .. و كوني سمعتها من فم "آدم" ؛ يكفيني ..

أحبك يا آدم)

ثم وقفت و أخذت تدور و تدور حول نفسها في أنحاء غرفتها مهلله وهى تصيح بصوت عالً نوعاً ما :-

بحببببك .. بحببببك ... بحببببببببك !!

حينها دق الباب .. لتضع كفها سريعاً على فمها لتكتم تلك الكلمات التي كانت تصيح بها قبل قليل ..

ثم إستجمعت جزءًا من شجاعتها و تسائلت بتلعثم ؛

: مين ؟!

_لتگون المفاجأة حينها ..!!

رواية .. قدري أنتَ أم قدرُها ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن