الفصل الأول

11.9K 126 3
                                    


تبدأ الحكاية مع تلك السيدة العذراء .. ناصعة البياض .. ممشوقة القوام .. واسعة العينين ؛

وإن آرادنا التحدث عن العينان و جمالهما -سبحان الخالق- ما أروعهم !!

(و هنحكى إيه ما العين بتوصف نفسها)

أما عن الشعر فهو أسود قصير لا يتعدى عنقها الطويل الرفيع .. ما أغمق خصلاتهُ !!
يشبه ظلام الليل ..
فهنيئاً لخصلاته التى لا تفارق كتفيها !
و الشفتين كرزيتين شهيتين ..
فهنيئاً لأحمر شفاة يلونهما !

فهى تلك التى يحق عليها كلام "القيصر" حين قال :-
(تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان .. تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان)

حقاً إنها هى بطلتنا بنت السلطان !

كانت تجلس على مكتبها الخاص .. ممسكة بقلمها تدون مذكراتها وتكتب :

(بعض الأماكن لم تكن دون أن يخطى بها المرء .. لكن هناك بعض الأماكن تكون هى نقطة البداية لدى المرء .. و من سوء حظى أنا أننى كنت من أولئك اللذين تبدأ حياتهم بمكاناً ما !

فأنا حقا لم أحيا قبل ذلك اليوم الذى نطق فيه الصخر و قال لى "أحبك" !
كنت أعلم أنه مجبر عليها ولا يريدها .. فأنا متيقنه أنه كان يعشقها و مازال .. لكن سماع تلك الكلمة من فم معشوقى؛ تُحيينى حيواتٍ على حياتى .. وإن لم تكن صادقة ! .. فأنا مذنبة وهو مذنب .. وأنا سامحت قلبى على عشقه له .. ولم يكن ذنبه بهين حتى أغفره له و لكن ..
و لكن لم يحتمل قلبى رؤية دموعه تلك .. لم أحتمل رؤية الضعف و نظرة الانكسار و التوسل بعينيه ..
-و عذرته لما تساقط دمعه .. و نسيتُ أياماً بها أبكانى .. وأخذتهُ ف الحضن أهمسُ راجياً .. جمراتُ دمعكَ أيقظت نيرانى .. أتريد قتلى مرتين ألا كفى ! فأمنع دموعك و أحترم أحزانى .. لا صبر لى وأنا أراك محطماً .. يا من يجرح دمعه أجفانى)

إمضاء .. آسيا ..

ثم رجعت للخلف و أسندت ظهرها على كرسيها و شردت بصورته ... لتتذكر تلك المدينة التى بدأت حياتها بها

#فلاش_باك

بإحدى الحدائق العامة بإنجلترا ..
تقف بطلتنا مدمعة العينين .. و يقف أمامها شاب بأواخر العشرينات و أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه -وسيم- .. بملامح وجهه ترى الرجولة و الوقار .. لكن لم تخلو من الضعف و الحزن أيضاً ..
كانت عيناه البنيتان يملأهما الدموع ..

كان ذو شعر أسود حريرى طويل نوعاً ما يربطه للخلف و جسد رياضى و عضلات ضخمة ..

لكن كيف يبكي؟! فهو كالأسد ! هل يحق للأسد أن يبكى أمام فريسته ؟!

تُرى ماذا فعلتٍ بالأسد أيتها الفريسه كى يبكى أمامك بكل ذلك الخنوع ؟!!

رواية .. قدري أنتَ أم قدرُها ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن