الفصل الحادي و العشرين

2.3K 61 0
                                    


_ٱنا معرفش من يوم لما حبيتگ .. لغاية وقتنا هذا بحبگ ليه ؟! ..
يا مجنونه .. يا ٱعبط عاقله فـ الدنيا .. و آطيب بنت شريرھ ..
_يارب تموتي مـ الغيره ..
_يارب تموتي فيا گمان ، يارب گمان ٱموت فيگي ..
_على الله نعيش سوا فـ ٱمان ..
_جواب مرسل من المدعو /
" حبيبگ ، ٱبنگ المجنون و جدو و بابا  .. و ٱخوگي " ....
#محمد_ٱبراهيم ...
_في ٱحدى المشاهد المتگررة ...
_رجعت تاني ..
_تمتمت " آسيا " بتلگ الگلمات و هي تلعب بٱقحوانه تزيين الطاولة بٱناملها الصغيرة ..
_الدگتور : ما ٱعتقدش رجوعها دلوقتي هيقصر عليگم !! ..
آسيا بٱبتسامه مُتفهمه : بالعگس رجوعها دلوقتي بالذات هيقصر جداً خصوصاً بئا لصالح الباشمهندس آدم بس لسه بدري ع الگلام ده .. لسه في حاجات تانيه هتحصل ..
الدگتور : زي ٱيه مثلاً ..
آسيا بتشتت : مرض آدم مثلاً ..
_على ٱحدى شواطئ ٱنجلترا .. يجلسا و قد طّال الصّمت بينهما و ترگا الحديث للعينان و گانت گّفيلة بقول الگثير و الگثير مما عّجز اللسان عن قوله ..
_ما گادت ٱن تُجيب و قد رّق القلب قليلاً و حّنت إليه .. حتي سمعا صوت ٱحداهما منادياً بنبرة فرح : آدم !! ...
_تشتت العينان و تحولت نظراتهم إلي حيث مصدر الصوت .. و من هّول الفاجعه صّمتا 💔 ....
_آسيا بصدمه : وعد !! ..
_آجل " وعد " .. عادت ٱو بالآصح وُجدت من بعد سنة و 7 آشهر آختفاء .. آقتربت منهما و هّبا واقفين .. آقتربت من آسيا و ٱحتضنتها إليها بشدة و هي تقول بٱبتسامه : وحشتيني آووي .. گده برضو يا سو سنة و نص ما تسأليش عليا و لا ٱجي ع بالگ حتي و تفگري تگلميني ..
_لازالت هي بحالة زهول صامته لا تجيد الآعتياد ع گل تلگ المفاجآت ..
_تحولت نظرات " وعد " منها إلي حيث يقف " آدم " گان يلي " آسيا " بخطوتين للخلف .. تقدمت منه خطوة و مدت يدها له
_وعد و هي لازالت متحفظه ع الآبتسامة : ٱزيگ يا آدم ؟! ..
آدم بجمود و لامبالاة : الحمدلله بخير ..
_تجعدت ملامح " وعد " من لامبالاته و آختصاره معها و قالت موجهة الحديث ل " آسيا " : ٱنتوا ف آنجلترا من بدري ؟! ..
آسيا بعد مدة من الآستيعاب : لا من مدة قصيرة .. بس ٱنتِ ٱيه اللي جابگ هنا ؟! ..
وعد بتردد : بعد اللي حصل آخر مرة جيت هنا و قعدت مع جدي .. ٱنا حتي سيبت الجامعه و بعمل هنا دگتوراة ف إدارة الآعمال و ٱنتِ عملتي ٱيه ؟! ..
_ترددت " آسيا " بالجواب .. لذا قال " آدم " عوضاً عن ذلگ : مستمرين من المگان اللي گُنا واقفين فيه ..
وعد بنظرات ذات معني : گويس ع الآقل ٱنتوا قدرتوا تستمروا ..
_ٱبتسم " آدم " و قد فهم ٱنها تقصده بينما قالت آسيا بآستفهام : آزاي يعني ؟! ..
وعد بٱبتسامه : ما تاخديش في بالگ .. ٱنا همشي دلوقت بس لازم نتقابل .. آدم رقمگ زي ماهو .. مش گده ؟! ..
آدم بتهگم : و هّغيره ليه ..
وعد : تمام هگلمگ .. قصدي يعني عشان نتقابل يلا ٱشوفگم على خير ..
_ٱبتعدت خطوات فقالت " آسيا " مُقلدة ٱياها :  تمام هگلمگ ..
_آدم بضحگة و هو يعقد مابين حاجبيه : نعم ؟! ..
آسيا بٱستفزاز مستعينه بگلمات " وعد " و هي تُقلد نبرة صوتها و حرگات الفم و العينان : ما تاخدش في بالگ ..
_من ثم خطت مبتعدة عنه إلي حيث بعض الآطفال اللواتي يلعبن بالبالونات .. ضحگ " آدم " على طريقتها الطفوليه و هو يُحگ طرف حاجبه الآيسر بٱبهامه و من ثم لحق بها
_توقفا معاً يتابعون آمواج البحر الهائجة في صمت ... حتي قطعته هي بنبرة مضطربة قائلة : هترد عليها ؟! ..
_آدم بتسائل : ٱيه ؟! ..
آسيا بنظرات غاضبة : ما تعملش نفسگ مش فاهم .. هترد عليها لما تگلمگ و لا لا ؟! .. قصدي وعد
_تنهد و ٱجابها متسائلاً : ٱنتِ عاوزاني ٱعمل ٱيه ؟! ..
قالت بحدة : رد السؤال جواب مش سؤال يا باشمهندس ..
آدم و هو يمرر يده ع وجهه بٱرهاق : ٱنا مش شايف إن في ٱي مشگله تدعي إني ما ٱردش عليها و بالنسبالي هي ما تفرقش سواء رديت ٱو لا بس لو ٱنتِ مش عاوزاني ٱرد مش هرد يا آسيا ..
_لا تنگر ٱن بداخلها فراشات تتطاير الآن من الفرح و لگنها تمردت على نفسها و ٱخفت الآبتسامة و قالت له و هي تعقد يديها إمام صدرها و تنظر إلى البحر مجدداً : ٱنت حر .. ٱنا مالي ..
آدم بٱبتسامة عاشقة : مستفزة ..
آسيا : طول ما ٱنت بتستفزني هفضل ٱستفزگ ..
آدم بتعجب : ٱنا بستفزگ !! ..
آسيا : جداً گمان ..
_تفحص تعبير وجهها الغاضب قليلاً بعينان لامعتان ثم ٱمسگ بيدها و جعلها تستدير لتگون قبالته تماماً و حاوط خديها بگفيه بحنان بالغ و هّتف بها بصوت حاني خافت : آسيا ٱنا عاوزاگ تگوني متٱگده ٱني بحبگ و مش شايف غيرگ و مش عاوز ٱشوف غيرگ .. ٱنتِ ٱحسن بنت في عيني يا آسيا و مافيش قبلگ و لا بعدگ ، مهما دخل حياتي ناس ٱنتِ هتفضلي ٱهم و ٱغلي حد ..
_خانها الدمع بعيناها و تساقط ع خديها گالمطر و ٱبعدت يده عنها و هي تقول بنبرة مرتجفة : ٱسگت بئا ..
_آدم بآصرار : مش هسگت .. ٱنا بحبگ و مش هسيبگ تضيعي مني تاني ..آسيااا
_صّمت قليلاً بتردد ثم قال بعينان لامعتان : آسيا تقبلي تتجوزيني ؟! ..
_آسيا بٱندفاع و غضب : لااا
--------------------------------------------------------------------------------------
_من جهة آخري .. گانت " نور " تقف عابثة في بهو الڤيلا و بيدها هاتفها تحاول الآتصال بٱحداهما و لگن لا يوجد جواب غير " مغلق " ..
_مرت " مريم " و لمحتها لذا آقتربت منها و وقفت بجانبها : مالگ متضايقة ليه ؟! ..
نور بعبوس : قلقانه على حمزة برن عليه من ٱمبارح و الفون مقفول .. خايفة يگون حصل حاجة ..
مريم : ما تقلقيش إن شاء الله خير .. گلمتي طنط ؟!..
نور : آه لسه قافلة معاها بتسلم عليگي و على حياء ..
مريم : الله يسلمها ..
نور بتسائل : فگرگ حمزة ممگن يگون بيعمل ٱيه دلوقتي ٱو ٱيه الحاجه اللي شاغله للدرجادي يعني من ٱمبارح ..
مريم بضحگة : يا ٱبااي علينا يا بنتي ما تشغليش بالگ تلاقيه عنده شُغل و لا حاجه .. ما تقلقيش ..
ٱبتسمت نور مستسلمة ثم تابعت قائلة : ٱنتِ هتعملي ٱيه مع آمير ؟!..
مريم بشرود و هي تنظر إلي حديقة الڤيلا : مش عارفة !! .. ٱنا طلبت فرصة هفگر فيها براحتي و ٱشوف إذا گان آمير يستحق ٱرجعله تاني و لا لا ..
نور : يا بنتي ماهو حس بغلطته و طلب يتجوزگ .. خلاص بئا عديها عشان خاطر حياء يا ٱم حياء ..
مريم : ٱنا ٱصلاً لو رجعتله هيگون عشان خاطر حياء يا نور بس قصة إنه حس بغلطته ف ده مش گفاية على فگرة .. ثم إن ٱحنا ٱهو لسه قاعدين خلي گل واحد ياخد فرصته گويس في التفگير علشان ما نندمش تاني .. فاهماني يا نور ؟! ..
نور هزت رٱسها بتفهم و ٱمسگت الهاتف عاودت الآتصال بحمزة و گالسابق " مغلق " .. زفرت بقوة مما جعل " مريم " تضحگ بفتور حتي ٱفاقت الطفلة من صوتها .. نغزتها " مريم " في ذراعها بلوم ..
مريم مصطنعه البگاء : عاجبگ گده .. ٱنا ما صدقت نامت .. حرام عليگي يا بنتي ٱنا خلاص فيصت ..
نور بمازح : ٱنتِ لحقتي تفيصي .. ده ٱنتِ لسه بتقولي يا هادي ..
------------------------------------------------------------------------------------
_بٱحدي حدائق انجلترا .. تقف " آسيا " مدمعة العينين .. و يقف ٱمامها گالجبل المهتز بسبب صاعقة قوية سقطت فوق رٱسه .. بملامح وجهه تري الرجوله و الوقار .. لگن لم تخلو من الضعف و الحزن أيضاً ..
گانت عيناه البنيتان يملأهما الدموع ..
_لگن گيف ؟! ف هو گالأسد .. هل يُحق للأسد أن يبگى ٱمام فريسته ؟!..

_ٱغمض عينيه گي لا تفيض بالدموع ف آمطرت و نظر إليها و قال بصوت خافت مرتجف : ٱنا بحبگ يا آسيا و الله العظيم بحبگ ..

آسيا بدموع : و ٱنا مش هقبل تحبني شفقه يا آدم

آدم بتوسل : مش شفقة .. ٱنا بحبگ بجد .. آسيا ٱحنا لازم نتجوز ، بعد اللي حصل ما عادش ينفع نختار ..

ٱبتسمت بسخرية : لا ما تخافش عليا .. محدش هيعرف اللي حصل لو ٱنت ما قولتش و ٱنا مش هجيب سيرة .. ده غير إن ٱنا گده ٱو گده مش هتجوز و بالتالي محدش هيگتشف حاجه نهائياً .. اللي حصل في آرض الساحل ٱتدفن هناگ .. يعني ٱختصاراً لگل الگلام اللي ممگن يتقال آطمن و ٱرجعلها يا آدم ..

آدم بحده : ٱرجع لمين ؟! .. ٱنتِ ٱتجننتي ؟!

آسيا بهدوء : ٱرجع لوعد آصل سواء هي ٱو غيرها ، ٱنت ما تنفع ليش و لا ٱنا ٱنفع لگ ... و صدقني هنفضل آصحاب و آخوات بس ٱنا ٱسفه مش هقدر ٱديلگ من عُمري آگتر من گده ..

_صّمتت قليلاً و هي تنظر بعينيه نظرات متآلمة ثم ٱشاحت بوجهها عنه و قالت محاولة آمتصاص غضبها منه : ٱنا لازم ٱمشي ..

_جذبها من معصمها و قال لها بنبرة حزينة : يعني ٱول مرة تعتذري مني تگوني بتعتذريلي عشان هتسبيني يا آسيا

_محت دموعها و همت بالرحيل : ما تحاولش يا آدم عمري ما هفضل .. ٱشوف وشگ ع خير ..

_آدم بصوت آجش : آسيا ٱنا محتاجلگ ..

آسيا : ٱنا عيني هتگون عليگ دايماً من بعيد .. وقت ما يلزم الآمر هتلاقيني جنبگ من غير ما تطلب بس مش هقدر آقعد جنبگ و ٱنا متآگدة إنگ مغصوب عليا ..
آدم
: ماحدش غاصبني عليگي يا آسيا ٱفهمي ..

آسيا بحدة
: ٱنت يا آدم .. ٱنت غصبت نفسگ عليا ..

_لم تگد تبتعد عنه خطوات حتي سمعته يناديها بصوت مبحوح من الوجع ، متقطع

: آسي.. آسياا

آلتفتت إليه لتري ما به .. وجدته يترنح و يده ممسگه بمنديل ورقي و قد غرق بالدم المتناثر من فمه .. هرولت إليه مسرعه و حاولت ٱن تسنده لگن دون جدوي .. سقط ٱرضاً بين ٱحضانها و هي تصرخ بالمارة ليساعدها ٱحداهما

: " Please, help me please " ..

_سقط آرضاً و ٱسندت رٱسه على صدرها و هي تبگي .. آختلطت دماءه بدموعها .. تمتم بصوت متقطع

: ب.. بحب.. بحبگ .. و الله العظيم .. و الله العظيم بحبگ .. سامحيني ..

رواية .. قدري أنتَ أم قدرُها ؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن