١

1.6K 27 8
                                    

أنا أماني و أبلغ من العمر ١٧سنة ،لست أدري إن كنت جميلة أو لا فأنا فتاة متوسطة الطول ذو شعر أسود كالليل و عيون سوداء،سمراء و نحيفة ...جدّاً.لقد توقفت عن ارتياد المدرسة مذ كان عمري ١٠ سنوات،تلك السنة التي توفي فيها اهلي، فمازلت حتى اليوم أتذكر ذلك اليوم و أذرف الدموع
ذكرى:
{كان يوم من أيام كانون القاسية ، الشتاء ينهمر بقوّة و الرياح تحني الاشجار إلى حد تجعلها تلامس الارض.كنت عند جدتي واقفة فرب النافذة أنظر إلى الخارج و ألهو برسم الأشكال على الزجاج بعد تصادم أنفاسي مع برودة البلّور. كنت حزينة ،فهذا الطقس يثير إزعاجي و غياب أهلي يزيدني حزناً،فقد كانوا بزيارة إلى أحد الأقارب في إحدى الجبال .أصبحت السّاعة السابعة و لم يصلوا و حتّى لم يتّصلوا .فقدت صبري و توجهت لدى جدّتي الجالسة مع جماعة من أصدقائها و معهم زوجة خالي ،تلك التي أكرهها.
فقلت:جدّتي لقد تأخر الوقت و لم يعد أهلي.
جدتي:....
-جدتي لما لا تنسطين إليّ
جدتي:ألا ترينني أتكلم،قالت بانفعال،إذهبي إلى الغرفة.
فتوجهت بحزنٍ إلى غرفة الجلوس و الدموع في عينيّ ،ماذا أفعل؟!أنا أريد أهلي.رحت أُشاهد التلفاز و فيما أنا أُتابع أحد البرامج ورد نبأ يُعلم بحادث سير مروع على طريق جبيل ،فلم أهتم اهذا الخبر و في الوقت نفسه دخلت زوجة خالي ليلى الغرفة و أخذت الناقل من يدي و رفعت الصوت .و بعد فترة من الامعان في التلفاز رأيت على وجهها لأول مرّة تعابير الخوف و الريبة فهرولت راقضة بسرعة تنادي جدّتي قائلةً :حماتي...يا حماتي تعالي و انظري إلى هذه المصيبة،و قد كان وجهها أحمر كالدم و في صوتها ارتجاف.لم افهم شيئاً مما يجري .
جدتي:يا الله ما هذه المصيبة ،ما هذه الكارثة،ابنتيييي...
و وقعت أرضاً مغمى عليها.غي هذا الوقت كان خالي قد دخل من الباب ، فرأى أمه ملقاة على الارض فركض نحوها.
ليلى:أحضري ماء يا فتاة ما بالك متجمدة هنا...و كان صوةها مزيجاً من الأرتباك و الغضب و الخوف.
...................
انقضت ساعات من الواولة ، و أخذ البيت يمتلئ بالجيران و أنا سجينة الغرفة لا أعلم ما الذي يحصل ،نعم فقد امرتني زوجة خالي العزيزة أن أبقى بالغرفة و أوطفئ التلفاز .قررت أخيراً ان أخرج و أسأل عمّا يجري و لما أنا سجينة في هذه الغرفة ، فوقفت في نصف الصالة بين الجمع الذي ازداد:لما أنا في الغرفة ممنوعة من الخروج ؟كانت أسئلة كثيرة تجوب خاطري و اكنني لم أسأل إلاّ هذا السؤال.رأيت جدّتي تعاود البكاء و النسوة تواسيها و بين الدمعة و الاخرى راحت تردد: يا مسكينة...يا مسكينة...مسكينة انتي ...ستصبحين يتيمة.
لم افهم ،كيف أكون يتيمة و لدي اهل...لحظة هل تقصد ان...فخبر الحادث و ... اهلي ..لا بد إنهم الضحايا .و سمعت نسوة يتوشوشون فيما بينهم:مسكينة...ستبقى وحيدة...
مات اهلي فعلً فبقيت مسمرة في مكاني لا اتحرك و راح العالم من حولي ينهار}
في كل ليلة أحاول طرد هذه الذكرى من خاطري و لكنها لا تزال تراودني في أحلامي و يقظتي على الرغم من إنقضاء ٧ سنوات على مرورها.

و ما ذنب قلبٍ عٓشِقٓ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن