°مُقتطفات مِنَ الذاكِرة°
كانت الصورة تبدو أكثر بهوتاً في ذاكرته، يطغى عليها الرماديُّ الزاهد،الأبُ والابن في ذات الرُقعة،هذا أكثر مايذكره.
حدقَ الابن مُطولاً بوالده ذو الملابِس الرسمية وهو يذرغُ الغُرفَةَ ذهاباً وإياباًتنهدَ حينَ لم يتوقفَ التوتُر المُحيط بالأرجاء
ثُمَ بادَرَ بالحديث نافِضاً حِدةَ الموقِف
_والِدي، لازلتُ لا أفهمُ سببَ قَلَقِك
فانفَجرَ والده كما لو كانَ قُنبُلةً موقوتَة
= إنهُ حُرٌ طليق، ذلكَ الصُعْلُوك..في الوقتِ الذي يُفترض به أن يكونَ بينَ مَخالِبي يَستَغيث
تَنَهد كيونغ يائِساً مِن حالِه وأراد أن يُبدي رأيه بكلِ شفافية
_أبي،
إنهُ مُجردُ صَحَفي!..لستُ أفهم كيفَ لمُنَظمةٍ سِرية أن تُلاحِقَ صحفياً كَتبَ مقالاً يَحكي فيه عن حقيقة تعَامُل بَعض أجهزة الدَولة مَع اليابانيينلَم يِكُن خَطأُه أنهُ أرادَ كَشْفَهُم على أيِّ حال !
صمتَ الذي يُقابِلهُ قليلاً سامِحاً لابتسامةِ سُخرية أن تتخِذَ ملامِحهُ نُزُلاً مؤقتاً، ثُم سألَ باستنكار ينفِضُ الأفكار الخاطِئة عن زوايا عَقلِ ابنه المُتحجِر
_هل ترى والِدَكَ مُجرماً حتى يَقتُلَ شَخصاً بِلا خَطيئة؟
______________
_ماالذي يَجعلُكَ تَعتَقد أني مُجردُ مُجرِمٌ يتلبسُ ثوبَ العدالة؟
=لستُ أَعتقد ،أحياناً تؤكِدُ ليَّ ذلك
_______________
_الإستثناء مُجرَدُ كِذبة.. لاتُقَدِس البَشر، جَميعُهم يَمتلكونَ نِزعةَ الخَطأ
=حتى أنت؟
_حتى وإن كُنتُ والدَك، فإني لستُ مُنزهاً حد الإستثناء.
____________________________________
عِندَ المَساء
فُتِحَ بابُ المَنزِل ودَلفَ مِنه دُو كاردل والِدُ كيونغسو ومعه ُبعضُ أكياسِ الطَعام الورقية
فواجهه إبنه وهو يقفُ منتصباً بهالته الباردة كما لو كانَ بإنتظاره منذُ وقتٍ يُذكر.ألقى الأبُ نظرة خاِطِفة تِجاهَ موقِفه ثُمَ تجاهَله كمن يعلمُ سريرته علم اليقين ودخلَ يَضعُ مافي يديه على الطاولة وتساءل بهدوء مُتعمداً عَدَمَ التَطَرُقِ بأنظاره تجاهَ ابنهِ
_ماالذي حدثَ الآن؟
خيمَّ التوتُرُ شاحِناً معهُ عُقدةً لا تُحَل
=هل أنتَ إنسانٌ حقاً؟
قذفَ سؤالاً لاذِعاً ، و قابلتهُ سماكةُ ثلوجِ ديسمبر جواباً
أنت تقرأ
نِصَالٌ مِن تَرائِب
Фанфик[حائزة على المركز الأول في مسابقة البرومانس فئة القصص الطويلة في مسار المَجرة~♡] حينَ كُنتُ أكتبُ لَك للمَرةِ التي لَم أُحصِي عدَدها ، لَم أستَطِع تحديدَ ماإِذا كانَت تِلك رِسَالةٌ لَك أم أنها وصِيَّتي الأَخِيرةُ للعَالَم. في ذلِك الوَقتِ السَحيقِ م...