||عالمٌ مِن التِيه||

381 72 309
                                    


حفيفُ الأشجارِ وتمايُلها القوي كان يُنبئ بوقوعِ عاصفةٍ لا متوقعة هذه الليلة، صوتُ اصطدامِ الغُصن بالنافذة بدأ يتفاقم..انفضت الطيور تلُوبُ بحثاً عن مأوى يحتضنُ خوفها ويبدله أماناً
وبدأت أولى قطرات الغيثِ تنهال حبةً تلو الأًخرى حتى استُبيح للغيومِ السوداء المتراصّة أن تهطل بسخاء.

لمعَ البرقُ بصخب فتبعتهُ زمجرةُ الرعدِ الهائج نزامناً مع مناداة الرسام لصديقه الغائص في أحلامه طالباً منه أن يفتحَ عينيه ويعي مايحدث،
هزه عدة مرات فغمغم وتذمر طالباً منه أن يدعه ينعم بنومٍ هادئ..لكن كاي أصرّ واستمرّ بإيقاظه

_كيونغ انهض حالاً

فتحَ المَعنيُّ عيناه الناعّسة ونفثَ زفيراً متعباً ورفعَ صوته قليلاً يؤنبه
فتخضبت نبرته ببحّةٌ خفيفة إثرَ نُعاسه الذي بدأ يتلاشى

=ماذا هُناك كاي..ألن تدعني أنام اليوم؟

بدا كاي عجولاً محموماً وغير مكترث لتأنيبه لأن مافي جعبته من كَلَم لهُوَ أشدُ وأعظم مِنَ أي أمرٍ آخر..لهذا لم ينتظر موافقة كيونغ
و سحبَهُ من يده يُقيمه عن السرير

_لا وقت للنوم..عليكَ أن تسمع ذلك

لم يملك الآخر وقتاً ليستوعب مايحدث لكنه أحسّ بخطرٍ يلفحُ نبرة صديقه فانقادَ خلفَه

=لكن..ماالذي..
_ميون..ميون يتعاقد مع والدك

رجمَ مافي جوفه دفعةً واحدة كانفجارٍ بركاني حدثَ لوهلة وقاده حيثُ المكتب..
رمشَ كيونغ ليُزيل آثار النوم ويتأكد أنه لا يحلم ، حاولَ مِراراً أن يفهم ماقيل..
ارتطمت الفِكرة في زوايا عقله و على إثرها انبعث صَداً شوشَ خلايا استيعابه
وقفَ طويلاً يحاول ترجمتها ...حتى وجد نفسه يبتسم بتهكم ويستدير يودُ العودةَ لغرفته

=هل أيقظتني لأجل ذلك؟..كاي نحنُ في ديسمبر، الوقت مبكر على كذبةِ إبريل

لكن يدّ الرسام تشبثت به وحثته على أن يسدير إليه من جديد ليقابل ملامحه الجادة التي لم تَدعم فكرته أبداً فنطقَ بتفاجئ كمن رمى سهمهُ خطئاً

=ماذا؟ ليست كذبة؟

_ليست كذلك.

تراجع خطوتان و عبثاً حاول البحث في وجهِ الآخر عن أيِّ تعبيرٍ يَنمُّ عن نُكتةٍ متخفية تنتظرُ نهاية الأحاديث ليسقُط عنها السِتار

حدقَّ في بابِ المكتب واتجه نحوه راكلاً إياه بقوة مُستعداً بكامل قواه ان يواجه ميون ويصرخ في وجهه، يؤنبه، ويستهجنه
واذ بالظلام والهُدوء يستقبلاه..تأملَ بضياع معالمَ الغُرفة المُدمغة بالحلاكة ونظرَ نحوَ الباب حيثُ كاي الذي علت ملامحه تعابير الاستنكار والصدمة .

~
_ولكنني أُقسم لك.. لستُ أهذي

جلسَ الرسام على السريرِ مجدداً بعد أن عادا لغرفتهما وجلس كيونغ بمحاذاته

نِصَالٌ مِن تَرائِبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن