||ظِلٌ مِن نور||

641 94 213
                                    

تحتَ ظِلالِ الكلمات ، ثمة صَرخة مُكبلة تأبى الخُنوع، وتسعى لتنالَ حُريتها المزعومة،
صَرخةٌ لو انفلتت بصداها المُفجِع
لذوت الأشجارِ حُزناً
واحتجت الغيوم
وتلاشت الألوان ،
فغدا كُلُ شيءٍ مُضمحلٌ قاتم

وبدا المكانُ خاوياً مهجوراً مِنَ كُلِّ شيء لا إنسيٌّ فيه ولا صَداه

وذلكَ العالم في الواقِع ما كان سوى
" أعماقه"..

فلا شَجَرٌ سينشِجُ على حُزنه ولا مدينةٌ ستُهجرُ لو بكى
لا لوناً سيعِيدُ له الحياة بعدَ أن سُلبت قسراً
ولا لصوتهُ مُستمع

كانَ وحيداً للحد الذي آذتهُ التراكُمات ، للحد الذي أحالَ مدينةٌ بأكملها في روحِه إلى مقبرة

وأعلى قبورِ قلبه التي احتضنت رُفاتَ مشاعِره
تسللَ خيطُ نورٍ واهٍ واحتلَّ مكاناً شاسِعاً كالشمس

تمايَلَ كالطيف الذي يُداعب روحه، بدا صديقاً أنيساً يُريدُ فضَّ ظلامِه
وعلى الرُغم من قُربه، لم يستطع لمسه، لم يعلم مصدره الحقيقي
لم يتمسك به!
لأنهُ كحالِ جميع الأشياء التي تعبُرُ روحه،
سيذبُل!

لكن حينَ احتَجَت الغُيوم عازِمة على قطعِ أوصاله
سارَعَ لمُعاداتها..ليسَ اعتياداً على النور!
لقد عاشَ طيلةَ حياته مُظلماً
وإنما شُكراً على منحه بعضاً مما حُرمَ مِنهُ بكثرة تحتَ بنودٍ لا تُعد ولا تُحصى نظراً لحالته الإستثنائية
بنودٍ وضعها بنفسه كأسوارٍ مَتينة تَفصِلهُ عن كِل ماقد يؤذيه نفسياً، فقد اكتفى من نزيفِ الماضي
ومن مُحاصرة الذكريات له في زاوية الوجع

وهاهو الوقت قد حانَ ليتحرر من قوقعته كما تتحررُ الروحُ من الجسدِ عند الموت!
حتى ولو كانَ ذلكَ على حسابِ مَشاعره
فهو يمتلك على الأقل شخصاً واحِداً عليه ردُّ الجميل له
وهذا الشخص...يستحقُّ كُلَّ تلك المُجازفه

_______
_

_تقدم أمامي

هسهسَ كيونغ وسطَ ظلام الممرات التي أخذَ يسيرُ فيها بِخُطى قوية ونظرات تخترِقُ الجِدار إثرَ وقعِ احتدامها مع مُسدسه المُوجه بثبات نحوَّ رهينته الذي يسيرُ أمامه رافعاً يداهُ راضِخاً للأوامِر

بينما كانَ الآخر جالساً في جهةٍ مُغاييرةَ وسطَ بُقعة صغيرة ينبعثُ منها خيطُ نورٍ واهٍ ويُلامِسُ شعره المُتلاصق مع جبينه بسبب قطرات الماء التي جعلت منهُ يُنافِس ظلام الليل في حِلكته و غدت روحُهُ أثقلَ من قلبِ شخصٍ يحملُ جميعَ مشاعِر النُفورِ في العالم تجاه والده .

نِصَالٌ مِن تَرائِبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن