||اقتفاء||

425 68 305
                                    

شارفَ وقتُ الغداءِ على أن يتباين
ولم يُفرج بابُ الغُرفةِ العَسلي عن أيّةِ مُبادرة بعد أن سُدَّ في وجهِ الفراغِ بقوة.

أزاحَ كيونغ نظراته عنهُ يائساً من أن يُفتح وتابعَ انغماسه فيما كانَ يُعده
حينَها نقرَ ميون على كتفه ودسّ رأسه بفضول يُعايِن الوضع

_ماالذي تُحضره ؟هَل أستطيع تقديم المساعدة؟

استدارَ كيونغ إليه وناولهُ كيساً فيه قطعتانِ من الخُبز الهش
= قُم بتقطيعهِ لنِدفٍ صغيرة

حدّق المَعني بالخُبز ثم بكيونغ متفاجئاً من سُرعته لتدبيرِ مايشغلهُ وكأنه يُخبره أن انصرف و لا تُقاطِع عملي

_ليتني لم أسأل

غمغم بها وهو يلتقطُ طبقاً مُغادراً المِطبخَ برمته

إبتسم كيونغ حين سمعَ ذلك وعاد يصبُ جَامَّ تركيزه على عمله
لم تمضِ دقائق أُخرى حتى شعرَ بأحدٍ ينقُرُ على كتفه مجدداً، تنهد مُغمضاً عينيه بحَنَقٍ وتبرُم

_ميون لقد أوكلتُ إليك مهمة بالفعل..ماذا تُريـ

علقت أواخِر الكلمة في الهواء حين استدار وقابلَ الرسام..الذي لم يتوقعهُ أبداً

=يبدو أنكَ غاضب، هل هناك ماأستطيع مساعدتك به؟
نثرها كاي في وجهه بعفوية فاختفى انقباضُ ملامحه وعادت سيرتها الأولى قبلَ الغضب
واستعادَ المِلعقة يُحرك فيها خليطه

_أعطني عُلبة الحليب من هُناك

اِمتثلَ مباشرة وأضافه لخليط الزُبدة بالسُكر الموضوع بالوعاء..وأخذ كيونغ يُحركُ خليطه بهدوء

=غريب..كيف أنني أُفرغُ غضبي في وحدتي بينما أنتَ تُفرغه بطريقة أجمل تجعلكَ تصنعُ أنواعاً لطيفة من المخبوزات!

أولاه كيونغ نظراته لثوانٍ قبل أن يُعيد تركيزه لما بين يديه متظاهراً بعدم الشعور بالإطراء
وعاد يُكرر سُؤاله السابق

_كيف علمت أنني أُحب الطهي..

رفعَ الرسام حاجبه بتسائل قبل أن يتحول استغرابه لإبتسامةٍ جانبية تنمُ عن النَصرٍ وكتَّفَ ساعديه نافخاً صدره بغرور

=طننتُك لن تُحب أن أبوح لك بأسراري؟
لكن بما أنكَ سألت، همم
ليس صعباً التعرف على ذلك لأنكَ تعكِفُ على المطبخِ كثيراً..وأطعِمتُك مهما كانت بسيطة وعادية...فإنها تمتلكُ نكهةً مميزة تختلفُ عن سائر الأطعمة التي تذوقتها في حياتي..لستُ فناناً عن عبث فمهاراتي لا تقتصر على الفن..أنا ذوّاقٌ للطعام أيضاً

أدلى برأيه شارحاً مع تحريكِ يده اليمنى بالهواء ليدَعم رأيه وتبجحَ في نهاية الأمر مما جعل كيونغ يقلبُ عيناه و يتنهد يائساً من أن ينتهي حَديثه لمرةٍ واحدة دون أن يفرِش ريشهُ كالطاووس،، وحين وجدَ كاي أنهُ لم يظفر بردةِ الفعل المُثلى التي أرادها
حكَ جِسر أنفه وتسائلَ مُراوغاً ليأخذ الموضوع نحو منحدرٍ آخر

نِصَالٌ مِن تَرائِبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن