||فوضى||

457 75 251
                                    

أضحى المكان..أقل مايُقال عنهُ: تجمهُرٌ غفير من الدمارِ والفوضى ،
المِنضدة الخَشبية ذات النقوش الزخرفية قُلبت على عقبها و غطائها القرمزي تمزق.. وهُناكَ إناءٌ خَزفي انتهى به الحال متناثراً لأشلاء،

المِقشة ذات العنق الطَويل التي كانت مركونة في الزاوية أضحت تفترشُ الأرضية، والعديد من الصور التذكارية ذات الإطارات الهندسية المُعلقة برتابة أصبحت مقلوبة رأساً على عقب وأُخرى سقطت أرضاً~
وأمام المكتبة القديمة الخشبية هُناك كتابان من كتب الطِب قد سقطا ، أحدهما تُقبلُ كلماته الأرضية الباردة، والآخر مازال يحتفظُ ببعضٍ من كرامتهِ ويتوسد الأرضَ مُنغلقاً كما هو.

وهُناك خلفَ الأريكةِ الصوفية..وسطَ إزدحامِ البَعثرة..أخذت أصواتُ التَنفسِ تصيرُ اوضح وكأنها زئيرُ أسود

=هل هذا ماتصبو إليه، أجبني!

صدحَ صوتُ كيونغ الغاضِب كثورة وهو يتمسكُ بعنقكِ الرسام ويضغطِ بركبته على صدره مانعاً إياه من الحركة وتقريبا التنفس، أما الآخر كانَ مُلقاً ببعثرة وأنفاسه تكادُ تُغادر روحه..ووجهه محتقن، يتمسك بكلِّ ماأوتي من قوة باليد التي تكادُ تُنهيه
لكنهُ إستطاعَ أخيراً دفعَ الآخر والتحرر من مخلبه قبل أن تنقلبَ الأدوار ويُعطيه ضربةً قوية أردتهُ أرضاً
إرتفعَ جسده قليلا وهو يسترجع أنفاسه التي سلبت لكنهُ تهاوى مُجدداً من فُرطِ الإرهاق واستمرت عظام قفصه الصدري تَعدو للأعلى والأسفل،
وبالقرب منه..سقطَ كيونغ وعيناه المتعبتان جابتا أُفقه الضيق بينما صوتُ أنفاسه التي تهدرُ كمحرك لم تكن أقلَ تعباً من الرسام
وأخذت حباتُ العرق تسير على جبينه نتيجة ماصبّهُ من غضبٍ جام ومشاعر مُحتقنة بتلك الطريقة

=مازلت..-- مازلـ-ـت، جباناً

انبثقت الكلمات من فمِ الرسامِ متقاطعة يتخللها أزيزُ الأنفاس.. وقد خانه الهواء وتعثرَت أجهزةُ حنجرته به

=ستهلك لو أصررتَ على ذلك، إخرس رجاءً

مجدداً تلاشي الكلمات خلفَ أصواتِ التنفس المسموعة..وبعدها صمتَ الإثناء يُحاول كلٌ منها معرفة الخاسِر في المعركة
ولو نظرنا لحالهما لعرفنا في الحال أنه وبلا ترددٍ
أنهُ كان  "كاي"

ليسَ لأنهُ أراد ذلك، أبداً.
بل حقيقةً.. لقد تطاولَ على كيونغ..وجه له الكثير من اللكمات..إستغلَ عجزَّ اليَد الأُخرى ليستحكِم ذراعه الوحيدة
لكنَّ الآخر تصدى له وبكلِّ بسالة!
ويعودُ الفضلُ مُجدداً لوالدته التي علمتهُ كيفَ يتمكن من إستخدام ساقيه عوضاً عن يده ، ونظمت له صفوفاً لتعلم فن القتال بذراعٍ واحدة!
ولو أن الرسام تهاونَ معه كما قد يفعل أيُّ شخصٍ في مكانه..لما إكتشفَ تلك السِمة.

ارتفت زاوية فمه النازفة بابتسامة نَصر أُخرى، وبجانب شعوره بتحطمِ جسده..شَعرَ بالرضى الشديد
رضى النصر رغم الخسائر.

نِصَالٌ مِن تَرائِبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن