انهال الودقُ وفاضت الأرواحُ بصفاءِ السماء حتى التأمت..
تسابق الناس للعودةِ للمنازل وتراكض الأطفال حولَ بِركِ المياه في الحديقة
احتجت الرياح وتطايرَت أوراقُ الأشجار المُصفرة،ومازال أحدهما واقفاً يُحدقُ بالآخر هُناك أمامَ المقعدِ الخشبي أسفل شجرة التنوبِ المتهالكة
استمرّا بتبادل النظرات فيما بينهما ولم يقوَ كاي بعدها على التلفظِ بأي كلمة..ذهوله اجتاحه بالكامل وكسر كُلَ اعتقادٍ كان قد رُسِخَ سابقاً
=مضى وقتٌ طويل
لفظها جيا شواي الواقف حذوه بابتسامةٍ مُشرقة تُعاكِسُ خشونة الطقس أعلاهما واشتداده
=كان ذلك صعباً، لكننا عثرنا عليك.
انبعثَ الصوت من ثغرِ شخصٍ آخر لم يلحظ وجوده قبلاً بسبب تركيزه الذي انعدم عند تلك النقطة،َ تباينَ صاحبُ الصوت من خلفِ جياشواي بهيئته الضئيلة وعكازه الذي يُساعده على السير على قدمهِ المتضررة بشكلٍ جَلَي
تمعنَ الرسام في ملامحه التي لم تبدُ غريبةً عنهُ أبداً، استجمعَ أشلاء جأشه المبعثر وتفحصه بعيناه محاولاً التعرفَ عليه..فقفزَ إلى شريطِ ذكرياته مباشرةً مَشهدٌ له وهو مُقيدٌ بالأصفاد وتوشِكُ حياته على أن تنتهي...من ثُم ظهور كيونغ ومعه رهينةٌ أطلق على قدمه النار وقايضَ روحَهُ بروحِه..تناسخَ المشهد مراراً في عقله ووجدَ نفسه يستذكرهُ بوضوح ..اتسعت بؤرةُ عينيه الداكنة وانعكست صورة الرجل فيهما حين أدركَ أنهُ الرهينة ذاته!
وبلا سابقِ حُسبان انقضَ يتهجمُ عليه ممسكاً بتلابيب ملابسه وصاحَ في وجهه بعنف هستيري جمدَ دماءَ الواقفين و كشرَ عن أسنانه ضاغطاً عليها محاولاً قدر الإمكان كبحَ نفسه عن قتله
=ماالذي فعلتموه به؟ أين هو كيونغ
فقد أعصابه حين لم يلقَ إجابة وضيّق عليه الخناق أكثر
أجبني اللعنة عليكسقطت عصا الرَجُل وأمسكَ بيدي كاي المتمسكة به كمحاولةٍ يتيمةٍ في إبعاده دون التسبب بنزاعٍ حاد ،فسارع جيا شواي لردع صديقه واحتضنَ كتفيه الهزيلين معيداً إياه للخلف محاولاً إيقافِ هوجانِه
لكنَ كاي لم يأبه له وظلَ يُعافره ويلقي به بعيداً عنه بعدوانية لم يعهدها أحدٌ منهُ وحين لم يَقدر على كبحِ جماحه أو التخلصَ مِما يُعيقُ طوفانَ غضبه، تجرأت قبضته وتمادت لتصفعَ الآخر موديةً إياه أرضاً، انبثقت النظرات المستنكرة من جياشواي بعد أن وضعَ كفهُ على أنفهِ مكان اللكمة وصرخَ مِلأ حُنجرته باغتياظ وصبرٍ نافِذ
أنت تقرأ
نِصَالٌ مِن تَرائِب
Fanfiction[حائزة على المركز الأول في مسابقة البرومانس فئة القصص الطويلة في مسار المَجرة~♡] حينَ كُنتُ أكتبُ لَك للمَرةِ التي لَم أُحصِي عدَدها ، لَم أستَطِع تحديدَ ماإِذا كانَت تِلك رِسَالةٌ لَك أم أنها وصِيَّتي الأَخِيرةُ للعَالَم. في ذلِك الوَقتِ السَحيقِ م...