(16) انقاذ تولين(1)🔫

7.7K 230 5
                                    

تقف خلف زجاج نافذة غرفة الانعاش، تراقب والدها الذي يحتضر وهي تبكي في صمت، وتدعو الله من صميم قلبها بمعجزة تجعله يفتح عينيه مجددا ويستعيد عافيته ويعود الى عائلته......رن هاتفها فجأة لتعلو شاشة الهاتف رقما تعرفه جيدا ...التفتت يمينا وشمالا، لم يكن هناك أحد فوليد ذهب الى مطعم المشفى رفقة والدته... هما بحاجة الى بعض من القهوة...لم يذق أحد طعم النوم منذ البارحة الجميع بقي مستيقضا بقلق ....ابتعدت قليلا عن غرفة الانعاش ثم اجابت بصوت هامس بغضب: "اللعنة لوكاس ألم أطلب منكما عدم الاتصال بي؟".

" المعذرة سيدتي ولكن الفتاة...".

"ما بها؟" قالت ذلك بعينين جاحظتين.

" فقدت وعيها منذ البارحة ولم تستيقض بالاضافة الى أنها أصبحت تهذي.... خشينا أن نكمل تعذيبها فتموت وأنتِ...".

قاطعته ماريا محذرة: " اياااكما أن تموت.... أقسم أن قتلكما لن يشفي غليلي حتى... ان حدث و ماتت على يديكما ".

" حسنا سيدتي ما الذي علينا فعله الآن؟".

" سآتي حالا...سأنهي أمرها اليوم " اغلقت الهاتف وهي تصوب بنظرها الى الفراغ بعينيها المشتعلتين غضبا والدموع يتسلل منهما وهي تقول: "بسببك أبي يصارع الموت الآن ، اليوم سأجعلك تعانين الأمرين قبل أن أرسلك الى جهنم ".

تنبهت ماريا على صوت والدتها الآتية من بعيد رفقة وليد فقامت بمسح دموعها بسرعة واتجهت نحوهما وقالت بحزم : " أمي سأغادر...لدي عمل أقوم به ".

" الى أين....لقد أحضرت لكِ بعضا من القهوة ".

" لا....لا أريد شيئا الآن....سأعود لاحقا....أعلماني ان استيقض أبي لا تنسيا....سأحاول أن لا أتاخر "

****

في الطريق العام كانت جنات تحاول العثور على لميس من بين المارة وتتمنى بأن لا تكون قد ابتعدت كثيرا لتلحق بها، رفقة ريهام التي لم تكن مدركة لما يحدث.
في ذلك الوقت كانت لميس تقف على الرصيف بجانب الطريق تسعى لايقاف احدى سيارات الاجرة... شعرت بيد تسحبها فجأة لتتلقى صفعة جعلتها تتراجع الى الوراء رفعت بصرها لتجد جنات تقف امامها بوجه محتقن من شدة الغضب وتلهث، اقتربت منها وهي تؤشر على وجه لميس بسبابتها و قالت مُجزةً على أسنانها : " هذه لأنك قمتِ بخداعنا". باغتتها بصفعة ثانية وقالت : " وهذه من أجل تولين".

أمسكت ريهام جنات لتوقفها عن صفع لميس التي بدت مستسلمة، شعورها بالندم منعها من أن تبدي أية مقاومة أو حتى الدفاع عن نفسها، كيف لها ذلك وهي من شارك في اختطاف شقيقتها التوأم، تقدمت ريهام نحو لميس وقالت: " هل أنتِ بخير عزيزتي تولين؟". ثم أكملت حديثها وهي تنظر بعتاب لجنات وقالت: " لما قمت بضربها جنات؟.... هذه أول مرة أراكِ فيها تقومين برفع يدكِ على تولين "

أحببت أعمى  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن