(25)النهاية

12.5K 287 86
                                    

بعد سنة.....

داخل المطعم الايطالي كانت تولين تقضي معظم وقتها في اعداد المأكولات اللذيذة التي أبهرت الزبائن، لقد كان الشيء الوحيد الذي يشغلها عن التفكير بأكثر شخص أحبته، ادلف المدير متذمرا من تهاون جنى المستمر قائلا: " الزبائن يزدادون وجنى مختفية من سيأخذ الطلبات اذا، فباقي النوادل في اجازة اليوم اللعنة....بت افكر في طردها حقا ".

افتر فاه تولين وهي تستمع لتهديدات المدير المستمر فلطالما هدد بطردها الا انه يتراجع لانه يعتبرها كابنة له، فبعد وفاة والدتها لم يبقى لها احد وقد لان قلبه لحالها، غسلت تولين يديها، ثم جففتهما بالمنديل برفق، و أمسكت القلم والدفتر المخصص لأخذ الطلبات وقالت بمرح:  " أنا سأهذب لادون الطلبات...لا عليك ".

حملق المدير في وجه تولين مندهشا وقال:  " ومن سيقوم باعداد الاطباق؟ ".

" لا تقلق سيدي....سليم سيعدها....ثم هذا سيكون مؤقتا ريثما تعود جنى ".

عقد حواجبه وحك رأسه، فقد بدى عليه التردد بعض الشيء، ثم تنهد واغمض عينيه مستسلما وقال في اذعان تام:  " حسنا...انا موافق ".

تهلل وجه تولين من شدة السعادة لكونها ستخرج اخيرا من جو الطبخ، عدلت من مظهرها وخرجت بثيابها البيضاء(الزي الخاص بالطابخين) رفقة المدير الى القاعة حيث يتواجد الزبائن....وقف المدير فجاة وأشار بيده الى الطاولة حيث كان يجلس شاب وفتاة وقال:  " دوني طلباتهما....فهما ينتظران منذ فترة".

" أمرك سيدي ".

مشت تولين نحو الطاولة وهي تورق في دفتر الطلبات بتحمس فهذه اول مرة تسجل طلبات الزبائن، جهز صفحة فارغة، وما ان وصلت لم ترفع بصرها عن الدفتر وقالت:  " ماذا اخترتما من بين  قائمة الطعام ".

اجاب الشاب وهو يقرأ من قائمة الطعام الكبيرة لدرحة انها غطت وجهه قائلا:  " اخترنا اللازانيا و وسلطة الهيلون مع البارمزان ونريد ايضا عصير مكون من خليط من الفواكه.... ومن اجل التحلية نريد التيراميسو الايطالية " ثم اكمل وهو يزيح قائمة الطعام عن وجهه قائلا بسرور : " اووه لطالما احببت هذه التحلية انها لذيذة حقا ".

تجمدت تولين في مكانها بفاه مفتوح وعينين متسعتين وهي تنظر لذلك الشاب الوسيم ذو العينين اللتين اخذتا من زرقة السماء، لقد كان يزن....تغير كليا عن آخر مرة رأته فيها.... رجل وسيم مفتول العضلات وقد طال شعره قليلا بتسريحة مثيرة زادت من جاذبيته....لم يعد ذلك الشاب الضعيف مهزوز الثقة....فمنظره يوحي بان شخصيته باتت قوية كرجل اعمال صلب.... كان يجلس مع امراة أجنبية من خلال ملامحها و زيها التقليدي تفهم بانها من الصين.... وقع القلم منها دون وعي منها،  حتى انتشلها صوته الرجولي الأجش قائلا:  "  أرجو المعذرة يا آنسة ولكن هل أنتِ بخير؟ ".

أحببت أعمى  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن