(22) أحبك يزن 😍

8.8K 205 15
                                    

انهى وليد كأس النبيذ دفعة واحد وهو يحدق بنيروز خطيبته السابقة بعينين ملتهبتين، أراد سكب كأس أخرى الا انه قام برميه واكتفى بالشرب من فم الزجاجة مباشرة وقال بتجهم: " ما سبب الزيارة؟".

" سمعت بخبر وفاة والدك وجئت للتعزية ".

" شكرا يمكنكِ أن تغادري ".

" أهكذا تعامل صديقتك المقربة؟ ".

ابتسم وليد وقال بسخرية: " صديقتك المقربة!!... شكرا لتذكيري بثاني اكبر خطأ اقترفته بحق نفسي و الذي يأتي مباشرة بعد قرار خطبتك المشؤوم ".

" اللعنة وليد لما كل هذا الحقد، كم مرة علي أن أخبرك بأنه لا ذنب لي في ما حدث ذلك اليوم مع ابن خالتي؟، لما ترفض تصديقي؟".

نهض وليد من مكانه وهو يحمل زجاجة النبيذ، تقدم نحوها بخطى متثاقلة، لقد كان ثملا جدا، جسده كان يتمايل يمينا وشمالا، وقف أمامها مباشرة ثم شرب كل النبيذ ورمى زجاجة أرضا بكل قوته وقال صارخا: " كفِ عن الكذب لقد رايت كل شيء...كيف كنتِ تحاولين اغراءه رغم رفضه الشديد لذلك.... و كيف أغدقته بكلمات العشق ولم يأبه لك ...وكيف حاولتِ تقبيله.." صمت قليلا ثم أردف ضاحكا: " ليتك تعلمين كم سررت حين قام بصفعك ".

وقفت نيروز منصدمة وعاجزة عن الكلام فهي لم تكن تدري بان وليد كان يراقبها ذلك اليوم منذ دخولها الى غرفة ابن خالتها وقد راى كل شيء وسمع كل ما دار بينهما، أخذ وليد يعبث بخصلات شعرها من الخلف وقال بفكاهة: " ماذا؟ هل أكل القط لسانك؟".

" أنت....أنت كنت...".

قاطعها وليد قائلا: " أجل كنت أعلم بكل شيء ولكنني فضلت الصمت واكتفيت بفسخ خطبتنا.... أتعلمين لماذا نيروز؟...ببساطة لانني اقمت اعتبارا لصداقتنا... الجميع كان يعتبرنا كاحسن ثنائي.... كانت علاقتنا يضرب بها المثل...لم أشا أن يعلم الجميع بأمر خيانتك لي و تصبح سيرتك على كل لسان".

عضت نيروز شفتيها ندما وحسرة لم تجد ما تدافع عن نفسها به من كلمات فما قامت به لا يغتفر ، كان الصمت سيد الموقف بينهما، الى أن أمسكت بيده فجاة وقالت بتوسل: " امنحني فرصة أخرى أرجوك".

اقترب منها أكثر ودفن وجهه في شعرها الذهبي ثم استنشق عطرها الانثوي الذي كان يحبه كثيرا وقال: " تريدين فرصة اخرى؟ ".

" أجل...أجل...فرصة واحدة فقط و أعدك بانني سأعوضك عن كل شيء ".

ازاح خصلات شعرها عن اذنها قليلا وهمس داخل أذنها من الخلف بكلمة متقطعة:" مس..ت..ح..يل ".

" لماذا وليد؟....لماذا؟ ".

ابتعد عنها عائدا للجلوس الى مكتبه، اشعل سيجارته وأدار ومقعده لتصبح خلفه تماما وقال ببرود: "غادري نيروز".

أحببت أعمى  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن