المشهد السادس عشر: إمرأة أُخرى

59 14 30
                                    

المشهد السادس عشر :إمرأة أُخرى
Mena

-أدركت تلك اليلة مدى بشاعة القاء مرة أُخرى بعد وقتٍ طويل..
كل مافعلته هو النهوض سريعاً من ذلك الجو الخانق..
فررتُ بدموي قبل أن تُلمح..
فررتُ بجروحي التي عاودت النزيف..

تجاهلت الجميع..
تجاهلت كوني قاطعت ذلك الاجتماع بوقاحة مغادرة
تجاهلت أنه يجب علي توقيع تلك العقود الهامة.
تجاهلت محاولات سوزي بإرجاعي إلى القاعة ولكنني دفعتها بقوة بعيداً عني..

كل ما حاولت فعله تلك اللحظة هو الهرب..
اتجهت نحو منزلي لأسقط على الأرضِ مُرغمةً أجهش بالبُكاء..

تلك الملامح.. النظرات
كل شيء..
لما عُدت؟؟
لقد كنت أعيش جيداً في الأيامِ الأخيرة..
وبعد تلك السنينِ المُنصرمة
لما عُدت..؟

لم أستطع تمالُكني حينها والوقوف..
شعرت بتهشمي مُجدداً..
ويالها من ليلة مؤلمة..








تغيبتُ لاُسبوعٍ كامل بعد ذلك اللقاء
لقد تلقيت الكثير من الشتائم جراء انسحابي آنذاك من ذلك الإجتماع..
أبي لم يتوقف عن توبيخي لساعاتٍ متواصلة حينما استدعاني
لعن تسيُبي واهمالي..

ماذنبي أنا فقط كنتُ مشدوهه..
حمداً للرب لولا فراري حينها لأصبحت حديث الشركة على بُكائي المُفاجأ
لما عدت لتحطيمي مرةً أُخرى؟؟

بعد عدة حروبٍ أجريتها مع ذاتي قررتُ الذهاب إلى عملي..
وكأن شيءً لم يحدث.
سأُحاول التصرف بطبيعية متجنبةً كل حديثٍ يرتبط بذلك اليوم

تنفستُ بعمقٍ مُغمضةً عيناي قبل أن أترجل من سيارتي..

سأكون بخير..لن أبكي إطلاقاً..
وسأتجاهلك حقاً

اتجهت بهدوء متجنبة نظرات الجميع..
نحو المِصعد
كُنت شاردة الذهن بالأوراقِ بين يداي والتي أعطتني إياهم سوزي قبل يومين مُراجعةً للأعمالِ التي فوتُها..
قاطع شرودي صوتُ المصعدِ لانزله متجهةً نحو مكتبي..

اهتز هاتفي في حقيبتي مُعلناً عن وصولِ رسالةٍ ما..
التقطتهُ لأرى مُحتوى الرسالة

"ڤيان كوني بخير"

إنه يونقي..
تنهدتُ بعمق يبدو أنه عرف بعودتهِ بالفعل..

رفعت رأسي نحو الأعلى أمنع دموعي من النزول..
حينما أنزلته مُجدداً لمحت مُقلتاي نظراتِ المُوظفين الفضولية.. تجاهلتهم متجه نحو مكتبي بغرور..

لم أستطع إطلاقاً التركيز بأي عملٍ كان بين يدي..
عقلي مشوشٌ للغاية..
إنتشلتني من مقعدي الذي أتربعهُ منذ ساعات..

شعرت بعصافير بطني تُزقزق جوعاً
ايشش لم أتناول شيئاً منذُ البارحة..

رفعت سماعة الهاتف على مكتبي محاولةً الإتصال بسوزي لتجلب لي الغداء ولكنها لم تُجب..
إنه وقت الإستراحة مما يعني أنها ليست هنا..

وأغلب الموظفين كذلك..
رائع سأذهبُ للبحث عن الطعامم..

كنتُ أمشي في بهو الشركة متجةً نحو الخارج أُمسك معدتي بألم..بينما أنظر لقدماي

"جوعٌ لا يُطاق "

رفعتُ رأسي حينما شعرت بأشخاصٍ قادمين من أصوت خطواتهم...

كانت إمرأة تتشبث بذراعه!!
بينما تبتسم له!!

إمرأة أُخرى  بهذا القُربِ الشديد منه!!
تجمدت لثوانٍ  أمامهم حتى أدركت بأنني أصبحتُ مرئية للآخر..
تمالكت نفسي بصعوبة بينما أضغط بكلتا يداي على معطفي..
نكست رأسي مُجدداً في محاولة إخفاء تلك الدموعِ التي خانتني.!!

أكملت طريقي متصنعةً الثبات نحو الخارج..










كنت أتربعُ أحضانه أنوحُ بألم..

" ارأيته؟؟ كان بين يدي إمرأة أخرى ليست أنا؛!! بعد كل ذلك الوقت عاد بإمرأة غيري..؟؟
لقد نساني؟؟؟ لقد أخلف وعوده..

إمرأة أخرى تملكهُ الآن يونقي!!!! هل تفهمني لقد تجاهلني..
لقد نساني..يونـ... "

قاطعني يونقي وهو يشد عناقهُ لي قائلاً بهدوء
" إهدأي ڤيان هو لا يستحقك.. لا يستحق بكائك لأجله..
تجاهليه كما فعل..   أرجوكِ لا تبكي مُجدداً من أجله"

ظللت تلك الليلة أبكي بألمٍ مرير..

لقد انتظرت اعتذارك..
انتظرت عودتك لي
انتظرت عناقك لي بشوق..

لربما كُنتُ سأُسامحك..
لكنك خذلتني..
وحطمتني مُجدداً

حينما عُدت مع إمرأة أخرى..ليست أنا!!
ذلك المكانُ لي..
أنت لي..
كيف  أهون عليكَ بهذا الشكل؟؟

أنا لن أسامحك ما حييت✓

✓مشاهد حُب أخيرة. ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن