المشهد السابع والعشرون:مذكراتها

48 14 19
                                    

المشهد السابع والعشرون :مُذكراتُها
Mena

.

التقط بيدين مرتعشة مذكراتها التي أعطاها اياه جيمين..
كانت تحوي على جمل مُبعثرة هنا وهناك ..

فتح الصفحة الأخيرة ودموعه تبلل وجنتيه ..
تلمس الأحرف المنقوشة بعناية فائقة .. رغم الثغرات بين الجمل والنقاط المبعثرة التي تصف حال كاتبها ...

بدأ بالقراءة وهو يتمعن بكل حرفٍ يقرأه وأنامله تتلمس هذه الأحرف الثمينة بالنسبة له

"مرحباً مذكرتي العزيزة ...وااه لقد مر وقتٌ طويل منذ آخر مرة كتبت بها بشغف .. اشتقت لتلك الأيام

لتلك الأيام التي كنت بها أنا ..
ولكنني فقط مؤخراً أشعر بثقلٍ في أعماقي..أشعر بالكلمات تخنقني..وصوتي يخونني كثيراً..

أود لو أقف أمام أحدهم لأفرغ هاته الكلماتِ التي تقطن بداخلي منذ وقتٍ طويل ..
لقد انتظرت قدومهُ إلي طويلاً .. مراقبتهُ من بعيد أمرٌ مرهق!!

بالعودة إلى الماضي لربما قبل ثلاثة أعوامٍ من الآن
كنت أجدهُ بقربي..بل في الوتين الأقرب لقلبي..
أجد وجهه المبتسم كل ما يقابلني ..
أجد حضنه لي ملاذاً من هذا العالم ..

لكن كل شيء تغير فجأه .. ولهاته اللحظة أتمنى لو أدرك السبب ..

أريد اخباره عن الليالي الطويلة التي عشتها بدونه ..
أريده أن يحتضنني بشدة ويخبرني بأنه لن يتركني أبداً مجدداً!! أريد منه أن يحتوي ضعفي كما اعتاد
لقد أخبرني مؤخراً بكونه لم يعهدني ضعيفة بهذا الشكل .. وقد فكرت بذلك كثيراً
ولكنني أدركت بأنني اعتدت أن أكون ضعيفة منذ الأزل

وحينما كنت بقربه.. لم أحتج أن أظهر ضعفي لأنني كنت واثقة بأنه لن يسمح لأي شيء بأن يؤذيني..وقد كان ذلك راسخاً فيّ طويلاً

اعتدت على الإختباء خلفه..و اعتدت على أن يخفيني عن العالم حتى لا يرو دموعي .. ويده كانت تمسحها قبل أن يلحمها هو حتى ..
لقد كان كذلك .. وحينما اختفى أظن بأن كل الذي حاول هو إخفاءهُ حتى عنه أصبح فقط شفافاً للغاية ..

كان هذا أحد أسبابي تعلقي الشديد به ..
لكونه فعل ما لم يفعلهُ أحدٌ لي

لطالما تسائلت أيضاً لما لا استطيع الوقوف بمفردي ..
لما أحتاج يداً لتمسكني دوماً !!

لأنه كان يفعل ذلك بإستمرار ..كانت يدهُ الدافئة هي اليد التي تنتشلني دائماً حال سقوطي..
وجسده لميلي استقامة .. وحضنهُ لشتاتي ملاذ .
وكتفه كان لي السند والمتكئ لأعوامٍ طويلة.
كلماته لقلبي داوء ..كان ك كل أشيائي الثمينة ..

أيقنُ بكونهِ لا يُدرك كم من الوقت أمضيتهُ في البحث عنه..حتى في أحلامي!!

و

'لازلت أحبه '
ولكنني سأحتفظ بهذا الحب النقي بداخلي ..
سأحتفظ بهِ كذكرى راسخة في مخيلتي..
سأحتفظ بهِ بقلبي فقط..

ويؤلمني قولي: 'سأحتفظ بهِ كندبةٍ فيّ أيضاً

أريد إخباره أنني عشت جيداً أيضاً..لملمت شتات نفسي بصعوبة وها أنا أقف ..
أنا لم أمت من بعده!!

..ولكن حياتي أصبحت داكنة فقط ..

لقد أخبرني جيمين بأني أخدع نفسي ..
نعم أنا أفعل ..لا زلت أحبك
لا زلت أريده ..
لازلت أضع تاريخ مولده مفتاحاً لمنزلي ..
وصورته خلفية لهاتفي .

وارتدي الخاتم الذي أهداني إياه يوماً قلادة تحاوط عنقي
لازلت احتاجه ليصنع البهجة لأيامي
.. ولكنني فقط يأست انتظاره..

أظن بأنني لن أستطيع البوح له بكل هذا ..وأظنني أصبحت أدرك في الآونة الآخيرة بأننا لسنا لبعضنا ..
لن ألومه بعد هذا ..
فقط كن بخير
..سأشعر بالقليل من السعادة حال رؤيته هو على الأقل بخير..ويعيش جيداً ♡

✓مشاهد حُب أخيرة. ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن