الفصل السادس
مشروع
امتلات بالغضب من كلامه وترددت ما بين العمل والرحيل ولكنها لو رحلت سيظن انها هربت من العمل اذن ستكمل عملها لتثبت له انها ليست بالمدللة ثم بعد ذلك سترحل ولن تبقى
عادت الى العمل فى صمت وغضب اوقفت الدموع بصعوبة ولم تشعر بالوقت وهو يجرى وما ان انتصف النهار حتى توقف الجميع عن العمل وانسابت المياه تجرى في المصارف ولولا غضبها لسعدت بنتيجة عملها مع الرجال ربما لم تجيد مثلهم ولكنها لم تتقاعس
اتجه اليها عم صابر وقال " على المساء ستعود النبتة لطبيعتها ان شاء الله "
حاولت ان تبتسم وهى تقول " الحمد لله "
قادها الرجل الى المظلة وقال " تعالى نتناول بعض الشاي قبل ان نذهب "
ولكنها قالت " اريد ان اعود للفيلا انا راحلة "
تراجع صابر وقال " نتناول الشاي اذن ثم نعود ونتحدث فى الرحيل فيما بعد هيا تفضلى "
قادها فى صمت الى المظلة وتناولت معه الشاى وقال " تعرفين ان هذه الارض تعنى الحياة لهؤلاء الرجال "
هزت رأسها وقالت " لقد شعرت بذلك هل تكفيهم فى معيشتهم "
ابتسم وقال " آدم يمنحهم اجورا كبيرة وبصراحة هذا يجعلهم يموتون فى العمل من اجله يحبونه جدا لا يبخل عليهم بأى شئ منذ ان اشترى العزبة مع والدك وكرس لها حياته ترك الارض الاخرى لأخيه الاكبر واصبحت هذه العزبة كل حياته وهو حتى لا يعرف طريق اخيه وزوجة والده نساهم او تناساهم"
رغم غضبها الا انها كانت تريد ان تسمع عنه قالت "يكرههم هم ايضا "
هز رأسه وقال " قلب آدم لا يعرف الكره ولكنه ايضا لا يعرف كيف يسامح خاصة اذا كان الشخص لا يستحق السماح "
ابعدت عيونها ترى من ذلك الرجل اكمل صابر " لا اقول ذلك لتخافى منه فهو طيب جدا رغم كل شئ ولا يتوان عن التضحية بنفسه فى سبيل الاخرين خاصة اهل العزبة لا يغرك غضبه وعصبيته "
قالت وهى تبعد عيونها عنه " نعم لن تخبرنى عنه "
قال " آدم ليس سئ يا ابنتى انه فقط يخلط الامور في بعض الاحيان "
نظرت اليه وعاودتها الدموع ربت على يدها وقال " ربما كان قاسيا معكى بعض الشئ ولكن ربما كانت له اسبابه وربما انتى لم تعرفيه جيدا .." لم ترد
لم تر هيثم وقد ادركت انه بالتأكيد ابعده عنها نظراته كانت تقول الكثير بعد الظهيرة ولكنها لن تهتم لقد نالت ما يكفيها
اصطحبها عم صابر الى فيلا آدم شكرته وودعته الى داخل الفيلا ولم يتحدث معها عن الرحيل ..وجدت العمة تجلس وتقرأ احد الكتب نظرت اليها المرأة وقالت
" اهلا يا فتاة هل انتهى العمل "
هزت رأسها وجلست امامها فقالت المرأة " لستى بخير ماذا حدث ابن اخي اغضبك "
هزت رأسها كان الالم يسرى بكل جسدها والصداع يدق بكل قوته تمنت لو تحدثت مع احد ولكن ليس لها احد لابد ان ترحل
عنما لم ترد قالت المرأة " على العموم لن نتحدث فعيونك الجميلة الحزينه تغرق بها الكلمات ولكن ايضا التعب يكاد يقضى عليكى هيا تعالى اريكى غرفتك لقد احضروا اشياءك من بيتك الحمد لله لم تنالها النيران فتعالى لتغيرى ملابسك وترتاحي وفى المساء نتحدث "
تابعها بغضب وهى تبتعد من امامه اغمض عيونه بضيق ما الذى قاله لها وفعله ولماذا لقد اهانها وجرحها لماذا فى كل مرة تنتهى المقابلة بهذه الصورة اشعل سيجارته ومرر يده فى خصلات شعره القاتم ثم عاد
لم يتجه نحوها وانما اتجه الى هيثم " هيثم هلا نتحدث "
اقترب منه هيثم فقال " اعتقد ان الجهة الغربية اوشكت على الانتهاء ولكنى لن اذهب هل يمكن ان تذهب بدلا منى "
ضاقت عيون هيثم وقال " لا داع لان تبعدنى عنها فهى فعلت ابعدتنى بأدب "
ضاقت عيون آدم وقال " ابعدك عن من ؟ انا لا افهم "
قال هيثم " بلي يا آدم انت تفهم جيدا كما افهم انا ايضا ولكنها اخبرتنى ايضا ان لا احد بحياتها اى لا انا ولا ....انت "
ثم تركه وذهب شعر بالغضب كيف يجرؤ ..انه لم يفكر هكذا القى بالسيجارة بغضب ودهسها بقدمه بشدة وكانه يريد ان يدهس افكاره المشتته او كلمات هيثم التى فهمها جيد او ربما ينهى على نفسه اى طريق ربما يفكر فى ان يسير فيه نظر للارض فهى حياته التى تهمه ولن يهمه سواها نعم هكذا عاش وهكذا سيعيش ولكن صاحبة العيون البنفسجية عادت تتارجح امامه بعيونها الحزينة الغاضة ولكنه اشاح بيده امامه لاعنا نفسه على تفكيره و ابتعد وهو لا يعلم ماذا يفعل ..
عاد الى العمل ملقيا افكاره جانبا حتى ينتهى ولكن اللعنة على تلك المرأة التى تسيطر على أفكاره ها هو يتابعها لم تذهب مازالت تعمل عندها اكبر من اى شئ اكيد تريد ان تثبت له انها اقوى من الفتاة المدللة التى كان يظنها ..
انه يريد ان يذهب الان اليها ويظل ناظرا فى عيونها الى الابد ولكنه ليس بالقوة الكافية ليفعل ولا هي بالفتاة التى ستقبل به بالنهاية ستتركه كما فعلت اميرة خطيبته السابقة تركته واتجهت للمال والمتعة وحياة الترف وهى بالتأكيد ستفعل مثلها
عندما انتهى العمل راقبها من بعيد وهى مع عم صابر الى ان ركبت معه وعادت للفيلا كما طلب منه ان يفعل بينما ظل هو الى الليل الى ان اطمئن على الارض
نظر الى الارض بجانب عم صابر الذى قال " احسنت يا بنى لقد سيطرنا على الامر "
قال " لست وحدى الفضل لله ثم الرجال هيا دعنا نذهب "
رن هاتفه برقم غريب رد " الو من ؟"
جائه صوت يعرفه " آدم هل مسحت اسمى ؟"
نظر الى عم صابر الذى بادله النظرة عاوده الصوت " الو آدم انا اميرة هل نسيت صوتي ؟"
قال " هل هناك فارق ؟"
قالت " بالطبع لاننى لم انساك انا آتية غدا مع ماما واكيد سأراك وحشتنى "
لو كان الامر من عدت سنوات لدق قلبه لصوتها وكلماتها ولكنه قابل كلامها ببرود وقال " هل هناك سبب لزيارتك "
صمتت قليلا ثم قالت " ماما ستزور خالتي وتريد ان تقيم معها فترة وانا سأكون معها من اجل ان اراك الا تريد ان ترى عمتك وترانى ارجوك آدم لا ترفض "
ضاق صدره منها وقال " تعلمين ان بيتى مفتوح لاهلى وعمتى تأتى باى وقت "
ضحكت بدلال وقالت " وانا طبعا معها اليس كذلك ؟ كنت اعلم انك لن ترفض مجيئنا الى الغد يا حبيبي "
اغلقت نظر الى الهاتف ثم الى صابر وقال " انها اميرة "
تراجع الرجل بدهشه وقال " اميرة بعد تلك السنوات "
هز راسه وهو يشعل سيجارته ثم قال " نعم ستأتى مع عمتى غدا "
ربت الرجل على كتفه وقال " هل مازلت تحبها "
نظر اليه وابتسم وقال " وهل انت تعرف عنى ذلك لقد انتهت من حياتى من يومها ولن تعود "
ابتسم صابر وقال " واين هى حياتك يا بنى "
ابتعد آدم فتبعه الرجل وقال " يا آدم الحياة بها اشياء جميلة كثيرة وانت تمنع نفسك عنها ليست كل النساء اميرة "
نفث دخان السيجارة ولم يرد اكمل الرجل " لن تكون حياتك جيدة عندما يمضي بك العمر فتجد نفسك وحيدا بدون زوجة واولاد واسرة انت مازلت صغيرا فتمتع بشبابك واترك الماضي خلفك "
لم ينظر اليه وهو يفكر بكل كلماته ولا يعلم لماذا وجد نفسه يفكر بالعيون البنفسجية
ربت الرجل على كتفه وقال " انها فتاه جميلة وقوية فقط عنيدة "
نظر اليه وقال " من ؟"
ابتسم صابر بخبث وقال " التى خطرت ببالك هيا انا اريد ان اعود لبيتى وزوجتى واولادى لست وحدك ابنى الن توصلنى اه على فكرة انها تتحدث عن الرحيل " ضحك صابر ضحكة ذات معنى ..
اطفأ السيجارة وشعر بخوف كيف سترحل لن تفعل ولن يتركها لم ينتهى منها بعد ليس من حقها ان تفعل نعم لابد ان يروضها ويعلمها ان الغرور له حدود ولكن هل هى فعلا كذلك انها ابسط من اهل العزبة نفسهم الم يراها وهى تجلس على الارض بينهم كم بدت جميلة وخصلات شعرها المبللة بالعرق تتلاصق بجبهتها فى عند وعيونها تبرق ببريق السعادة وهى تضحك بين الرجال وكانها عاشت معهم عمرها كله ..
اين الغرور فى امراة تلطخ جسدها بطينة الارض الطيبة ؟ اين الغرور فى ابتسامة جميلة منحتها لفلاح منحها طعام ..اين الغرور فى كل ذلك يا الله ابتعدى عنى يا امراة ...لا ..لا تبتعدى لن تذهبي لن ترحل الشمس التى اضاءت حياتى لن تغرب منها مرة اخرى لن اتركها
عاد الى الفيلا بعد ان اعطى تعليماته بإحضار اشيائها وهاتفها الي البيت قابلته العمة الوحيدة التى لم تتركه محاولة ان تعوضه حنان الام او الاب او الحبيبة او..
" مساء الخير عمتى "
جلس بجانبها فقالت " مساء الخير يا حبيب عمتك رنين اخبرتنى انكم انتهيتم "
نظر الى الاعلى ثم قال " نعم الحمد لله هل وصلت اشيائها "
هزت رأسها وقالت " نعم ونامت منذ ان عادت انت قسوت عليها هذا عمل الرجال "
لم يرد نهض وقال " سأغير ملابسي واعود على العشاء عن اذنك "
نامت كثيرا بعدما غيرت واخذت حمام ولم يوقظها احد كان المساء قد حل عندما استيقظت ارتدت ملابس خفيفة وتركت لشعرها الطويل العنان ونزلت وقد قررت ان ترحل مع الصباح لقد اكتفت من هنا ومما اصابها..
كانت العمة تجلس فى نفس مكانها وكأنها لا تغيره ومازالت بمنظارها الطبي وهى تقرأ
شعرت بها ونظرت اليها فقالت رنين " مساء الخير اعتقد انى نمت كثيرا "
قالت المرأة " لا ابدا كنتى بحاجة له تبدين جميلة "
ابتسمت وجلست وهى تقول " شكرا ..انا اريد ان اخبر حضرتك بشئ "
قالت العمة " وما هو ؟"
قالت " سأرحل فى الصباح لابد ان اعود لقد انتهيت من هنا "
تغيرت ملامح المرأة وقبل ان ترد سمعته يقول وهو ينزل " هلا نتحدث اولا قبل ان تقرري ؟"
لم تنظر اليه كانت غاضبة بشدة فقالت " ليس هناك اى حديث بيننا لقد سددت دينى على ما اظن فهل تفك اسرى "
وقف امامها فلم تنظر اليه وانما قال بلهجة مختلفة " انتى لستى اسيرة انتى صاحبة المكان .. هل نتحدث "
قالت بعند " ليس بيننا اى حديث انا انهيت مهمتى ومن حقى ان اذهب ولن يمنعنى احد "
كانت نظرة التحدى بعيونها الجميلة تعلمه انها لن تقبل الحوار نظر الى عمته التى قالت" واذا طلبت انا منكى ان تسمعيه اولا لربما اعجبك كلامه هل ترفضين طلبي ؟"
نظرت للعمة التى احرجتها قالت " ولكن انا ..."
قاطعتها المرأة " اسمعيه اولا ثم قررى بعدها هيا يا فتاة اذهبي "
لم تعرف لماذا لم ترفض رغم غضبها منه نظرت اليه فأشار الى غرفة جانبية نظرت الى العمة التى هزت راسها لها بتشجيع فقامت امامه واتجهت الى الغرفة فتح لها الباب دخلت بنفس الغضب اغلق الباب فانتبهت وقالت
" لا تفعل كى لا يظنون اننى احاول اغراءك بشئ "
اقترب وقد فهم كلامها وقف امامها وقد كان يعلم انه لابد ان يمتص كل الغضب الذى يملؤها قال
" الا تظنين انكى تبالغين انا لم اقصد شئ به اى اهانة "
حدقت فيه وقالت بغضب " ابالغ ! لم تقصد اهانة؟ انت تسمع نفسك انت كل كلماتك كانت جمرة من الاهانات احرقتنى دون هوادة انت ... انا.. انا اصلا اخطات عندما بقيت هنا لحظة واحدة وقبلت التحدث مع شخص مثلك "
تحركت لتخرج ولكنه كان اسرع منها وامسكها من ذراعها وجذبها اليه بقوة ففقدت اتزانها لحظة كادت تقع وتحركت يداها لتمسك باى شئ فلم تجد سوى صدر قميصه امسكته بقوة بينما تلقاها هو بين ذراعيه بقوة وكأنه كان يتوقع ما حدث
كان الغضب قد حل محله الذعر مما فعله بها ومن الوضع الذى اصبحت فيه دفء جسده تسلل الى راحة يدها التى استندت على صدره وهى تطلق سراح قميصه وعيونه الجريئة التى نظرت لعيونها بغضب لم يبدله باى شعور اخر فتلك الجميلة الحمقاء لابد من كبح جموحها
همس ليزيد من غضبها " ليس بتلك السهولة لم انتهى منكى بعد "
ابعدته وقد اشتعلت غضبا وقالت " لم يعد لك عندى اى شئ لقد تحملت ما تحملت من اجل الا اشعر بتأنيب الضمير ولكنى وفيت دينى وارضيت ضميرى واستكفيت منك ومن عزبتك "
ولكنه قال بهدوء " وعزبتك ام نسيتي وارضك التى كنتى ستفقدينها مثلى تماما فاهدئى واجلسي مصلحتك ومستقبلك هنا فى هذه العزبة وما بجوارها "
ضاقت عيونها الجميلة وراقبته وهو يشعل سيجارته وقالت" لن ابقي وسارحل الان انتى لن تخبرنى ماذا افعل من عدمه "
لم يتحرك من امامها وهى تتحرك للخارج ولكنه قال بنفس الهدوء " اسمعى اولا ما ساقول ثم بعد ذلك قررى ما ستفعلين ربما يطيب لكى الامر فتبقين "
لا تعلم لماذا توقفت وقالت " لن يطيب لى الا الاحترام قبل اى شئ "
لم ينظر اليها وقال " تعلمين ان الاحترام موجود ، ربما خاننى التعبير وقتها ولكن نحن وسط الفلاحين وكان عليكى ان تنتبهى لتصرفاتك وسط الجميع لا ان تنفردى باحدهم بعيدا تعلمين ما يمكن ان يثار من اقوال انا اخاف على سمعتك وسمعتى انتى فى حمايتى وما يصيبك يصيبنى "
كانت كلماته منطقية ولكن كيف يحول الامر لمصلحته كيف يفعل بها ذلك كيف اشعرها انها هى المخطأة استدارت ونظرت اليه ولكنه لم ينظر اليها فقالت
" تعلم اننى لم اقصد اى شئ هيثم كان .."
نفخ دخان سيجارته لا يريد ان يسمع اى تفسيرات لقد اخبره هيثم بما كان لذا قاطعها بحزم
" هيثم او سواه احترسي فقط فى تصرفاتك انتى بالريف ولستى بالمدينة والان هل يمكن ان نجلس ونتحدث "
لم ترد عليه فاتجه الى مكتبه وجلس واشار اليها ان تجلس فنظرت اليه من وراء دخانه الذى تبعثر امامه ليخفى ما لاح فى عيونه
لا تعلم لماذا لا تجد كلمات ترد بها عليها لقد ضاع منها كل شئ حتى الغضب تلاشي مثل دخان سيجارته وحل محله الحيرة من ذلك الرجل الذى تملك كل تفكيرها كيف تهزمه وهو لا يهزم ؟ لم تجد كلمات ولا ردود عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت
"وترى ما هو هذا الامرالهام ؟ "
لم يهتم لعدم جلوسها فقال " المنطقة ه التى اصبتي بها "
صمتت فلم تشأ ان تجعله ينال منها بينما لم يهتم هو بصمتها واخذ نفس من سيجارته وقال " منذ زمن وانا اريدها ولكن صاحبها كان يراوغني اخى الاكبر يقف بيننا ولا يشتريها لا اعلم لماذا المهم صاحبها منذ اسبوع وقع فى مشكلة كبرى ديون وقروض وبالطبع اراد ان يبتعد عرفت انه عرض الارض على اخى لشرائها ولكنه رفض ولكن صاحب الارض طلبنى وعرضها على بعد ان ساوى الامر مع اخى "
ضاقت عيونها وقالت " وما دخلى بذلك؟ "
قال وهو يقترب من طرف مكتبه " اردت ان تكونى شريكتى سيولتى لا تغطى ثمنها واذا غطت لن تغطى اصلاحها لذا فكرت ربما ترغبين فى مشاركتى اياها وربما تبدئين معى فى اصلاحها استعدادك للعمل فى الايام السابقة جعلنى افكر انكى ستكونين شريك جيد "
نظرت اليه من هذا الرجل من ايام كان يطلب رحيلها والان يطلب بقائها
قالت " لا اظن ان هذا رايك بي وماذا عن اولئك الرجال الذين اقدم لهم المقابل و..."
قاطعها بنبرة حازمة " رنين لقد انتهى الامر لا داع لان ياخذ اكثر مما يستحق والان لنفكر بالعمل انا اريدك شريكة فما رأيك ؟"
نظرت اليه ودق قلبها من نبرته الحادة قالت " لا لم ياخذ اكثر من حجمه انت الان تريدنى ان اعمل معك اى هنا وسط كل اولئك الرجال فهل كلما انفرد باحدهم من اجل العمل سيكون نفس موقفك لابد ان تضع النقط على على الحروف يا باش مهندس "
ضاقت عيونه وقال" اعلم حدود العمل ويمكننى التفريق فقط انتبهي انتى لتصرفاتك وقتها لن يكون هناك مجال للجدال "
طالت النظرات بينهما الى ان قالت " بصراحة انا مندهشة من تغير موقفك منذ ايام كنت تطالبنى بالرحيل والان .... "
ابعد عيونه وهو يحاول ان يخفى ما بداخله لانها على حق الان لا يريدها ان تخرج من حياته ولن تخرج ...قال " وجدت ان كونك مهندسة فهذا يمكن استغلاله لمصلحتنا وانكى لا مانع عندك من البقاء مصلحتى ومصلحتك كلا منا مستفيد"
ابتعدت بعيونها نعم يتحدث عن المصلحة هذا هو ما يهمه وهو ما يجب ان تفكر فيه هى الاخرى مصلحتها وحياتها
قالت " ولكن الزراعة امر صعب واذا كنت فعلته مرة ف.."
قام وهو يطفأ سيجارته واتجه اليها ووقف امامها وقد ادرك انه بدأ ينال منها قال " مشاركتك لن تكون بالزراعة ليست كل الارض صالحة للزراعة سنستصلح الصالح منها والجزء الباقى اريد اقامة مزرعة دواجن وماشية به وانشائها يستلزم مهندس معمارى واعتقد انكى ربما ترغبين بذلك "
ضاقت عيونها البنفسجية وهى تتأمله لم تخطر الفكرة على بالها هى مهندسة معمارية والمزرعة بحاجة لدراسة عمليه فى ذلك المجال صحيح هو ليس تخصصها ولكن ليس صعب تحقيقه وهى تتمنى ان يكون لها شئ خاص بها
قال " اعلم ان الامر بحاجة للتفكير يمكنكى ان تفكرى حتى غدا فالرجل ينتظر ردى غدا "
ابعدت عيونها وقالت " انت غريب هل تثق فى انى يمكننى ان افعل بالرغم من انك امس كنت "
ابتعد وقال " هلا ندع امس للذكرى ونتحدث عن الواقع والمستقبل انا اريد لهذه العزبة ان تكبر وتغطى كل احتياجتها ذاتيا وربما تزيد دخل افرادها انا اعلم ان الامر صعب ومكلف ولكنى اعلم ايضا انى قادر على تنفيذه انه حلم حياتى وربما يصبح حلمك انتى ايضا "
ادركت مدى رغبته فى الامر وربما اثار داخلها فضول ورغبة وامل فى ان يكون لها حلم تسعى اليه فوالدها لم يمنحها اى فرصة لتكون نفسها هى وليس شئ اخر ولكن رغم تلك الرغبة التى نجح ادم فى ان يثيرها داخلها الا انها تريد ان تفكر لقد اوشكت على الرحيل من كثرة ما اصابها هنا وربما ذلك الاحساس الذى يوصله لها ذلك الرجل من الكره كل ذلك لابد ان تضعه فى اعتباراتها لانه عكس ما يطلبه الان فهو يطلب منها ان تبقي لشهور لا ليوم او اسبوع
قالت بدون تفكير " لا اريد ان ابقي "
نظر اليها وقد صدمه ردها فابتعد بضيق وقال " لماذا ؟"
لم تنظر اليه وقالت " بيتى احترق وكلبي مات المكان هنا اخذ كل شئ منى فلم اعد اريد البقاء واشخاص لا ترحب بوجودى"
تحركت من جانبه ولكنه استدار وامسكها من ذراعها برفق واوقفها لم تنظر اليه وهو يقول
" رنين "
نظرت اليه لأول مرة يناديها باسمها وبتلك النبرة المختلفة نظر بعيونها وقال
" لا يوجد من لا يرحب بوجودك وسأعيد لكى البيت كما كان وافضل وستبقين هنا الى ان ينتهى ضيفة مكرمة تعلمين ان عمتى تقيم معى اى لن تثار الشائعات باى شئ واذا شأتى احضرت لكى كلب غير جيمى فهل تفكرى فى الامر "
لا تعلم ماذا اصابها انفاسها المتعالية دقات قلبها السريعة عقلها الذى يدق رنات التحذير. نبرته التى تحدث بها مختلفة بها بعض الرجاء المقنع بالكبرياء لم تنظر اليه ولا تعلم ما الضعف الذى اصابها امام عيونه فهزت رأسها بالموافقة على التفكير فترك ذراعها فابتعدت الى الخارج لتهرب من عيونه وربما من نفسها او ...ضعفها
يتبع...
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Lãng mạnانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع