الفصل الرابع والثلاثون والاخير
حبيبة عمرى
عندما وصل ادم كانت الشرطة قد وصلت اسرع بكل قوته الى الداخل ليتراجع امام منظر الدماء التى ملاءت المكان كانت الاسعاف قد وصلت ... اسرع اليها ورجال الاسعاف يحملونها هتف بفزع وخوف والم
“ رنين ..رنين ردى على ..رنين لن تتركينى الان "
امسكه احدهم حاول ان يبعده ولكن الرجل قال " اهدء لابد ان تذهب الى المشفى حالتها خطر "
كان رفعت هو صاحب الصوت الذى امسكه نظر ادم اليها ثم اسرع خلفها الى سيارة الاسعاف حاول احدهم منعه ولكنه قال بغضب
" انها زوجتى "
تركه الرجل فركب معها امسك يدها ونظر للطبيب الذى كان يقوم بالاسعافات الاولية
“ ما حالتها ارجوك طمنى "
لم ينظر اليها وقال" جرح غائر بالذراع وطعنة بالسكين بالكتف ونزيف واعتقد انها ولادة مبكرة باى شهر هى "
امتلاءت عيونه بالدموع وقال بالم " الثامن "
ثم امسك يدها الملوثة بالدماء وسالت دموعه وهتف بالم
“ انا اسف حبيبتى ..والله اسف لم يكن بيدى ان اتركك وحدك انا لم احميك كما كان يجب على سامحينى حبيبتى ارجوك "
وصلت الاسعاف للمشفى واسرعوا بها الى العمليات عرفه الدكتور على الذى كان يعالج العمة اوقفه وقال
“ اهدء يا باش مهندس ساكون معهم واخرج لاطمنك "
نظر اليه وعيونه تنطق بالحزن والالم من شدة احمرار عينيه ثم تراجع امام على وقال
" اريد ان اكون معها ارجوك لن اتركها مرة اخرى انها حبيبة العمر ..هى وابنى كل ما لدى فى الحياة من فضلك دعنى ادخل واعدك اننى لن اكون مزعجا. فقط اكون بجانبها اطمئن على انفاسها ارجوك "
اشفق على عليه فقال بعد لحظة " حسنا ستأتي على مسؤوليتى الشخصية ولكن ارجوك .."
قاطعه ادم وهو يمسكه من ذراعيه " سافعل كل ما تقوله اعدك "
دخل معه تعقم وارتدى زى العمليات وتبع على الى الداخل ورآها وهى بين ايادى الله ثم الاطباء
طالت الجراحة وانخفض ضغط الدم كثيرا نتيجة النزيف الذى اصابها واسرعوا بنقل دم اليها كل ذلك وهو يحاول ان يتماسك واخيرا اخرجوا الطفل كان سعيدا بانه يراه يخرج للحياة ولكن ما حدث جعله يفقد سعادته فقد توقف جهاز القلب واطلق صافرة طويلة دليل على توقف القلب
كاد يندفع اليها ولكن الممرضين احاطوا به وهو يصرخ " رنين ..لا..لن تذهبي رنين انا ادم حبيبك "
كان الاطباء يحاولون انعاش القلب بالصدمات الكهربائية بينما اندفع هو بكل قوة مبعدا كل من حوله اليها وسقط على جسدها الصامت وضرب على قلبها بقوة وقال بالم ودموع
“ رنين عودى هل تسمعينى ..لابد ان تعودى من اجلى واجل عمتى واحمد ابننا رنين لن تذهبي لن اتركك عودى ارجوكى ... رنين ان بحبك ولم احب سواكى ..رنين انا بحبك ..بحبك .."
سالت دموعه وهتف " رنين لا تتركينى خذينى معك الحياة لا معنى لها بدونك كفانا احزان ودموع رنين ارجوك عودى ...عودى حبيبيتى عودى "
زادت ضرباته على صدرها بقوة وفجأة عاد الجهاز يعمل نظر الاطباء لبعضهم وتوقف هو عن الصراخ جذبه على وقال
" لقد عادت هيا تعالى ليكملوا عملهم "
ولكنه امسك يدها بقوة وقال " لن اتركها سابقي هنا هى تسمعنى وتشعر بي وتريدنى بجانبها "
نظر على لاحد الاطباء فهز راسه فترك ادم وابتعد ركع على ركبته بجانبها وهمس بالم وحزن ودموع تركها على وجهه وهمس
" انا هنا يا حبيبة العمر هنا يا رنين عمرى وقلبي لن اتركك ابدا "
واخيرا انتهى الاطباء ونقلوها الى الافاقة وهو معها حتى افاقت دون وعى بما حولها ثم انتقلت للعناية وهو معها لم يترك يدها قال على
“ هى بحاجة للراحة وانت ايضا اتركهاو.. "
قاطعه دون ان ينظر اليه " اذا تركتها فلن تتركنى هى من فضلك دعنى معها "
قال على " وابنك الن تراه انه بالحضانة وسيظل بها بعض الايام انت تعلم هيا تعالى لتراه "
قال وهو يقبل جبينها " لا .. ساراه معها عندما تعود الى "
ربت على كتفه وقال " ستعود طالما هناك قلب يحبها هكذا فلابد ان تعود "
نظر اليه ادم فابتسم على وتركه وذهب ..بينما ظل هو بجانبها ساعات لم يعرف عددها كان الاطباء يتابعونها بانتظام ولم يجرؤ احد على ابعاده عنها وانفصل عن العالم كله وكأن الحياة فجأة اصبحت هى وهى وحدها فقط
كان يضع راسه على يدها ويدعو الله بشفائها فاذا به يسمع اسمه رفع راسه فعاد صوتها يناديه
اسرع ينظر اليها بلهفة وقال" رنين انا هنا "
فتحت عيونها وكانها تاتى من مكان بعيد لا تريد ان تاتى منه فقد رات والدها وهو يقف وسط بستان اخضر ملئ بالزهور الملونة وقت الربيع يبتسم اليها ويمد يده لها ابتسمت بسعادة واسرعت اليه امسك يدها واحتضنها وقال
“ ستاتين معى ؟"
نظرت اليه وقالت بسعادة " نعم داد لقد وحشتنى جدا لم يحبنى احد سواك "
ولكن فجأة رات ادم من بعيد يجرى اليها وهو يناديها بقوة
“ رنين عودى هل تسمعينى ..لابد ان تعودى من اجلى واجل عمتى واحمد ابننا رنين لن تذهبي لن اتركك عودى ارجوكى ... رنين ان بحبك ولم احب سواكى ..رنين انا بحبك ..بحبك "
نظرت اليه لقد قال انه يحبها نظرت لوالدها وقالت " داد ادم اتى ويقول انه يحبنى ويريدنى "
ابتسم الرجل وافلتها وقال" اذن عودى اليه لم ياتى وقتك بعد "
نظرت لادم الذى كان قد وصل اليها وامسك يدها واخرجها من البستان فهتفت بسعادة " ادم "
سمعته يجيبها " رنين انا هنا "
فتحت عيونها فراته يركع بجانبها وينظر اليها بعيون مثل كاسات الدم حاولت ان تبتسم وقالت بضعف
“ انت من اخرجنى من البستان "
لم يفهم وقال " اى بستان انا لا افهم "
اغمضت عيونها وقالت " كنت ساذهب مع داد ولكنك اعدتنى "
فهم كلامها وما حدث اثناء الجراحة فقبل يدها وقال
" وهل كنتى ستتركينى لا استطيع ان اعيش بدونك رنين انتى حياتى انتى حبيبة العمر "
فتحت عيونها ونظرت اليه وقالت " حبيبة العمر حقا انا حبيبة العمر انا حبيبتك "
قبل يدها مرة اخرى وقال بصدق وحنان " هل تسالين انتى لستى حبيبتى فقط انتى عمرى كله قلبي وروحى "
ابتسمت وقالت" ومتى كنت ستخبرنى بحبك بعد ان اموت "
اغمض عيونه ثم فتحها وقال" لا حبيبتى لا تتحدث ى عن الموت ولكنى كنت اخشي ان لا تبادلينى الحب فينجرح قلبي جرحا لن اقدر على شفاؤه فالجرح من العالم كله شئ ومنك انت شئ اخر .."
قالت بتعب ولكن بسعادة "اذن انت لم تدرك مشاعرى يوما ولم تفهم سبب تحملى لكل احزانى وشقائي "
“ انا سبب كل احزانك وشقائك ولكن غصبا عنى والله حبيبتي ، رنين ارجوكى لا تتركينى انا بحبك رنين بحبك بجنون بحبك ولا يمكننى ان اتخيل الحياه بدونك "
اغمضت عيونها وقالت " ياااه كم تمنيت ان اسمعها منك كم عشت انتظرها واحلم بها ومع ذلك رضيت ان اكون بجانبك دون ان اسمعها "
“ انا اسف حبيبتى لغبائى سامحينى فكم تمنيت ان اخبرك بحبي من اول يوم رايتك ولكن عنادك وغضبك وما حدث بيننا منعنى وخشيت الا يكون قلبك لى "
قالت" لمن اذن وانا لم اكن لسواك اخترتك وتمنيتك واصبحت زوجتك برضائي .."
قبل جبينها وهمس " تحبينى ؟"
نظرت اليه وقالت " بعدد سنوات عمرى بحبك بعدد نبضات قلبي بحبك ..بكل نفس من انفاسي بحبك "
اغمض عيونه وقلبه يكاد يقفز من صدره من سعادته ضم يدها لصدره وقال
" وانا بعشقك حبيبتى منذ ان وقعت عيونى عليك ووقع قلبي اسيرعنادك وقوتك ، جمالك فتنى ..عيونك اخذتنى لم اكن استطيع ان اتخيل الدنيا بدونك فكنت اتصنع الاسباب لبقائك والى الان لا يمكننى ان اتخيل الدنيا بدونك ولا اتمنى من الدنيا سوى ان امضي عمرى كله بين ذراعيك حيث اجد الحب والحنان والامان معك حبيبتى اعود طفلا بين ايادى امه اشتاق لحنانك وصبرك وتحملك لغبائي وقسوتى سامحينى على كل ما سببته لك واضيئى حياتى بعودتك "
ابتسمت ثم قالت " سامحتك منذ الازل حبيبي ولم يكن فى قلبي لك الا الحب "
قبل جبيبنها مرة اخرى فابتسمت وقالت
" ابننا ؟"
احاط راسها بيده وقال " بخير سنراه سويا عندما تنهضين "
ابتسمت وقالت " ماما "
تراجع وقد تذكرها وقال " يا الله لقد نسيتها فقد تركت المطار عندما اتصل بي اسر واخبرنى عن اميرة وعنك "
قالت" تركتها ! وماذا حدث وكيف عرف اسر بما حدث اذهب يا ادم واعرف اين ماما "
شد على يدها وقال" لن اتركك "
قالت" انا بخير اطمئن اذهب لماما انا قلقت عليها هيا اذهب "
عاد وقال " اخبرتك انى لن اتركك ثم الن تخبرينى ماذا حدث"
ابتسمت بضعف وحكت له ما حدث ثم ختمت كلامها قائلة
“ آسر ضحى بنفسه من اجلي وانقذ حياتى من ذلك المجرم "
لم تاخذه الغيرة هذه المرة وانما قال " يحبك بجنون "
شعرت بالخوف ولكنه قال " ومع ذلك تقبل ان تكونى زوجه لغيره كى تكونى سعيدة تعلمت منه درسا لن انساه عن الحب والتضحية ...ثم ما هذه الشجاعة يا زوجتى الحبيبة ؟ لقد اصبتى الرجل وقاومتى اميرة ثم قتلتيها "
نظرت اليه وقالت" كان لابد ان تموت والا لقتلتنى انا وابنى ولم تكن لتتركنا الى اخر العمر اميرة كانت تعيش بالشر وها انا بسببها اصبحت قاتلة وربما يتهمنى البوليس بالقتل "
تراجع وقال" لا اظن ،انه بالتأكيد دفاع عن النفس خاصة بظروفك التى كنت بها اكيد رفعت سيتولى الامر ولكن انا افكر من منهم مات ومن مازال على قيد الحياة "
قالت بحذر " اسر .. اقصد "
قبل يدها وقال" لم يعد للخوف مكان حبيبتي لم اعد اتضايق من ذكرك له الان ادركت انه الاخ والصديق لابد ان اطمن عليه "
قالت " اذن هيا اذهب انا بخير "
ربت على عليه وقال " افعل ما تقول فهى بخير ولكنها تحتاج للراحة وانت ترهقها"
هز راسه وقبل جبينها وقال" حاضر ساذهب لاطمئن عليهم واعود اليكى "
قال على " ستخرج بعد ساعات قليلة فقد اصبحت بخير "
قالت " وابنى "
قال على " بالحضانة تعلمين ان الولادة مبكرة وهو لم يكتمل نموه ولكنه بخير اطمئنى ما ان تستعيدى صحتك حتى يمكنك رؤيته "
نظرت لادم الذى بادلها النظرة وقالت " ساراه مع ادم "
قبل يدها مرة اخرى وقال " حبيبتي هل اتركك الان ؟"
هزت راسها وقالت" نعم اشعر برغبة فى النوم"
ابتسم وتركها وقد عادت الراحة الى قلبه . ما ان خرج حتى لم يجد احد تبعه على فقال
" اين الجميع ؟"
قال على " الباش مهندس اسر بغرفة .. واميرة طبعا لم تنجو الرصاصة كانت بالقلب ..والرجل الذى كان معهم حالته حرجة ومازال بالعناية ولكن تحت حراسة مشددة "
قال ادم وهو يتصل بعمته " الم يات احد من العزبة "
لم يجد شبكة بالهاتف ولكن على اجاب " كلهم بغرفة الاستاذ اسر "
شكر على ثم اتجه اليهم ولكنه قابل رفعت الذى قال " كيف حال المدام ؟"
هز راسه وقال بارهاق واضح " الحمد لله اصبحت بخير ما وضعها بالقضية "
قال رفعت " انا قيدت الجريمة على انها دفاع شرعى عن النفس لا تقلق كل شئ فى صالحها ، لا تنسي ان اميرة هاربة من السجن ..وذلك الرجل مسجل خطر لدينا ... المهم لا تقلق انا ساظبط كل شئ ولكن ما زال هناك امر لم اصل اليه بعد "
تأمله ادم وقال" ما هو ؟"
قال" كيف علم اسر بما سيحدث"
هز ادم راسه وقال " انا سالته ولكنه ابعد الموضوع وقتها ولكنى مازلت افكر بالامر ولابد ان اعرف"
قال رفعت" وانا ايضا لابد ان اعرف عموما الحمد لله على سلامة المدام ومبروك المولود الجديد "
هز ادم راسه وقال" شكرا لك سيادة الرائد "
دخل ادم غرفة اسر كانت العمة وعم صابر وهيثم وشهد التى بدى الحمل عليها هى الاخرى والجميع موجودين
نهض صابر وهيثم وشهد واسرعوا اليه بلهفة وصابر يسال " ادم كيف حالها كيف حال رنين ؟"
مرر نظره بينهم وقال " الحمد لله هى بخير لقد افاقت وتحدثت معى "
تنهد الجميع براحة وقالت شهد " هل يمكن ان اراها "
نظر اليها وقال" هى بالعناية ولن يسمح لك بالدخول انت حامل اطمئنى هى بخير "
واخيرا اتجه الى عمته التى لاح الحزن بعيونها ..القى نفسه بين احضانها وكأنه كان يشتاق لذلك الحضن واحاطته المرأة بحنان
ابتعد قليلا وقال" انا اسف عمتى غصب عنى والله"
ابتسمت المرأة وقالت" اعلم يا حبيبي هى تستحق هل هى بخير "
قبل يد عمته وقال" نعم الحمد لله "
قالت" وحفيدى هل رأيته ؟"
هز راسه نفيا وقال" لا لن اراه الا معها "
ابتسمت ولم تعلق نهض والتفت الى اسر الذى كان راقدا بالفراش وكتفه محاط الضمادات اتجه اليها وقال
“ الحمد لله على سلامتك كيف حالك الان "
اجاب اسر " الحمد لله كيف حالها؟"
جلس ادم امامه وقال" الحمد لله بخير ..لقد كتب الله لها عمر جديد ثم لا تنسي انك انقذت حياتها.. انا مدين لك "
ابعد اسر عيونه وقال " ليس دين يا ادم انه واجب ..واجب الاخ تجاه اخته اخبرتك بذلك "
اخفض ادم عيونه وقال" انا اعلم انك تحبها حبا لا يضاهيه شئ ولكن .."
نظر اسر اليه وقال" لكن هى اختارتك انت وقلبها احبك انت وانا قبلت بالامر طالما به سعادتها ولانى اعلم ايضا انك تحبها بنفس مقدار حبي وربما اكثر فقط انا اتمنى ان تتقبل وجودى فى حياتها كاخ وانا اعدك .."
وضع ادم يده على يد اسر وقال " بدون اى وعود يا اسر وجودك اصبح امر ضرورى بحياتنا كاخ وسند لى ولها "
ابتسم اسر واكمل ادم " فقط لى عندك سؤال يحيرنى "
زاغت عيون اسر ولم يرد فاكمل ادم " من اين عرفت بما كانت تدبره اميرة "
نظر اسر الى الجميع ففهم ادم انه لا يرغب فى الحديث فنظر اليهم ففهموا خرج الجميع ما عدا العمة نظر ادم اليه فقال اسر
“ قبل ان اتحدث اعطنى وعد بانك لن تخبر احد بما ساقول "
حدق ادم به ثم قال " اعدك الا اقول "
واخيرا قال " منذ ان عرف بابا بانك ارتبط برنين والغضب تملك منه وتشاجر معى لاننى تركتها لك كان يريدنى ان اعيدها عنوة واتزوجها رغما عنها ولكنى رفضت لانى ادركت انها تحبك وتريدك بالطبع حاول بكل الطرق معى وعندما فشل بحث عن طريق اخر الى ان وجده .."
نظر ادم اليه وهمس دون شك " اميرة "
هز اسر راسه وقال" نعم كانت البداية يوم خطوبة هيثم وخطة اميرة معك كان كله مدبر مع بابا وانا سمعت بابا وهو يؤكد خطته معها بالهاتف بنفس الليلة لذا اسرعت الى الفندق لايقاف الامر ولكن بالطبع تأخرت ويومها تشاجرت انت معى ...بعدها تحدثت مع رنين وحاولت ان اوضح لها ان الامر كله خدعة من اميرة دون ان اذكر بابا وكى ارتاح من كلامه رحلت الى المانيا...ربما ارتاح ولكن لم اشعر بالراحة وقبل الحادث بيومين عرفت من سكرتير بابا انه طلب منه تدبير هروب امراة من السجن ولكنه لم يوافق وقتها فهمت انها اميرة فقررت العودة هنا وبالفعل وصلت فى نفس اليوم الذى كان بابا يتفق فيه مع اميرة بالهاتف على ما سيكون وعندما واجهته وحاولت ان امنعه تشاجر معى كالعادة وحبسنى باحد الاماكن واخذ منى الهاتف طبعا كى لا اصل اليكم ...ظللت حبيسا الى ان وصل الى سكرتيره وساعدنى على الهرب واعاد لى هاتفى فاتصلت بك واخبرتك بالامر ..ادم ارجوك انا لا اريد الاضرار بابى انت تفهم طبعا "
شعر ادم بالغضب وحاول الا يبديه وهو يقول " ولكن لماذا ماذا سيستفيد من موتها "
اخفض راسه وقال" كان يريد الحصول على املاكها بالتوكيل القديم الذى الغته رنين فلو ماتت فلن يعرف احد انها الغته وربما تلاعب هو بالامر "
نهض ادم محاولا التحكم بغضبه قبل ان يقول " اسر والدك لن يترك رنين وانت تعلم ذلك "
قال اسر برجاء " لا ارجوك يا ادم لقد انهى اجراءات الهجرة الى استراليا قبل حادث رنين كان يريد ان يحصل على اموالها ثم يرحل ولكن الان لابد انه رحل دون اى شئ وبالتاكيد رحل لانه حتى لم يسال عنى او يرانى انا ابنه لم يهتم لامرى ورحل ولكن انا اعلم انه يخشي من مواجهتى بعد ان عرفت ما كان يدبره ..لقد انتهى الامر يا ادم من فضلك انساه وانا اعدك الا يتعرض لها مرة اخرى "
لم يهدء ادم ولكنه نظر لاسر وقال " دينك يقيدنى يا اسر وانا لا اعرف كيف يمكننى ان اترك من فعل ذلك بزوجتى حقى لم اعتد ان اتركه ابدا "
اخفض اسر راسه وقال" اعلم ولكنه ابي ارجوك يا ادم لا تجعلنى اندم انى اخبرتك الحقيقة "
قال ادم " وكيف ستفسر للشرطة معرفتك بالامر "
نظر اليه اسر وقال" ساخبرهم انى عرفت من اميرة نفسها لانها طلبت مساعدتى وانا رفضت "
حدق ادم فيه ثم قال " لن يصدق رفعت كلامك ليس منطقى واخشي ان التحريات تؤدى الى والدك "
اخفض اسر عيونه وقال" اكون انا حاولت انقاذه ثم ما الفائدة فقد رحل الى استراليا فلن يصل اليه البوليس لقد انتهى الامر يا ادم ورنين قتلت اميرة قتلت الشر الذى كان يطاردكم وبابا لن يفكر بالعودة مرة اخرى انا ساضمن لك ذلك"
ابتعد ادم ولم يستطع ان يرد فربما تنال الايام من سالم بعيدا عنه فلن يمكنه ان يرد لاسر الجميل بقتل والده او الابلاغ عنه...
دخلت الحضانة وهو يساندها ونظر الاثنان الى ابنهما والدموع تتلالا بعيونها كان كالملاك وهو نائما تختلف مشاعر الامومة عن مشاعر الحب فعند وصفها تتراجع كل الاقلام وتتخاذل الكلمات وتنفذ كل الاوصاف ، منحته لها الممرضة فحملته بوهن واشتياق دام شهور طويلة من التعب والالم والانتظار ضمته لصدرها وكانها تحميه مما ينتظره من الايام ..
قبلته ثم نظرت لادم الذى تراقصت السعادة بعيونه وهو يرى ابنه الذى تمناه ابتسم لها وضمها اليه وهمس
" انه يشبهك حبيبتى "
ابتسمت وقالت" ولكنه سيكون مثلك انت حبيبي رجلا قويا تخدم وتساعد كل الناس "
واخيرا عادت الى المزرعة وهى تحمل صغيرها بين ذراعيها وهمست له
“ هنا ولد حبي لوالدك وهنا بدات حياتى دموعى واحزانى وهنا ايضا ولدت سعادتى وافراحى و حلمى الذى حلمت به وتمنيته ونفذته ..."
شعرت به يحيطها بيده وقال " لماذا احضرتيه هنا "
نظرت لزوجها الذى اختلف تماما عما كان اصبح اكثر حنانا وحبا ولم يتوان لحظة عن اسعادها ومنحها الحب والحنان كما فعلت هى قالت بابتسامة اضاءت حياته
“ كنت اخبره عن ارض ميلادى مزرعتنا التى ولد بها حبي وفيها حلمت بكل ما اعيشه معك الان "
قربها منه اكثر وقال" نعم هنا ولد حبنا وهنا بت اتمنى ان اسمع منك كلمة حب وهنا عشت احزانى على بعدك او غضبك وهنا ايضا عشت السعادة والحب "
مالت براسها على كتفه وقالت " اريد ان انسي كل ما كان يا ادم انا الان اريد ان اعيش من اجلك واجل احمد فقط وان استمتع بحبك الذى لا اريده ان ينتهى "
قال " لن ينتهى ابدا حبيبتى الحب لا ينتهى كما كان والدك يؤمن بذلك فقط انا اريدك ان تحبينى مثلما احب هو والدتك انا بحاجة لحبك وحنانك فقد حرمتنى الايام من الحب والحنان ولم اعرفهم الا معكى حبينى رنين حبينى من قلبك كما اعشقك واحبك بجنون "
ابتسمت بسعادة وقالت" احببتك واحبك وساحبك الى اخر العمر حبيبي "
واخيرا انتهت الدموع ولم تعد عزبة الدموع وانما عزبة الامل والحب والسعادة ربما يولد الحب من بطن الدموع ولكنه ينفضها ويرتقى باصحابه الى قمة السعادة فلنؤمن بالحب لانه منارة العشاق فى ظلمة الياس من ظلم الايام يمنحهم الامل فى يوم جديد ملئ بالسعادة كما هى الان رنين مع ادم وبينهما احمد الصغير ...
تمت بحمد الله
وشكرا
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Romanceانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع