الفصل الرابع والعشرين

2.7K 55 2
                                    

الفصل الرابع والعشرين
غلطة
بالطبع كانت سعيدة بعودة العلاقة وكانها كانت تنتظر ان يمنحها ولو نظرة واحدة فتعود لطبيعتها حبها له اكبر من ان توقفه لحظة غضب فها هو عاد اليها ولكن ترى هل صدقت انه لم يكن مع اميرة؟ اغمضت عيونها ولم تعرف هل تسلم قلبها للشك مرة اخرى ام تصدق ما قال وتبتسم لعودته اليها ؟ سقطت فى النوم دون ان تصل لاى حل ..
فى الصباح دق بابها ودخلت العمة نظرت اليها ابتسمت واسرعت اليها
“ اهلا عمتى كيف حالك "
اغلقت الباب وتقدمت العمة الى اول مقعد وجلست وقالت
“ بخير جئت اطمن عليكى امس لم تكونى بخير "
تذكرت العشاء فجلست امامها وقالت" نعم عمتى لم اكن ارغب فى الكلام وظننت ان اميرة استحوذت على ادم خلال الايام السابقة فلم اجد ان هناك داع للجدال معها "
هزت المرأة راسها وقالت" الى متى ساظل اخبركى انكى فتاة صغيرة ولا تجيدين التفكير ادم ليس بغبي ليفعل ذلك علانية وانما اميرة هى التى ارادت ان توحى اليكى بذلك وانتى صدقتى "
ابعدت عيونها وقالت " وهو ايضا مازال يصدق ان هناك شئ بينى وبين اسر عمتى انا لا اعرف متى سيتوقف كل ذلك "
قالت العمة " الحياة علمتنى الا اتعجل الامور ولكن مشكلتكم انكم لا تتصارحون بما يجول بقلوبكم كل منكم يخشي من مواجهة الاخر بالحقيقة وفى المقابل تدفعون الثمن من راحتكم وراحة قلوبكم اعلم ان كلا منكم لا يثق بمشاعر الاخر ويخشي من جرح كرامته ولكنى للاسف لا اعرف كيف اساعدكم اخشي ان اتدخل فلا اصيب بتصرفى لذا اترك الايام تحل ازمتكم ..كل ما يمكننى ان اقوله ان ادم براسه شئ هو الذى يجعله يتحمل افعال اميرة ولانى اثق بابنى فانا اطلب منكى ان تثقى به "
زاغت عيونها وقالت" حاضر عمتى تعلمين انى اطيع كل كلامك فليس لى سواكى "
ربتت المرأة على يدها ثم نهضت وقبل ان تذهب توقفت وقالت" زوجك لم يستقيظ حتى الان اذهبي وانظرى عليه لربما يكون مريض "
“ لا عمتى هو طلب منى ان نتركه ينام فقد كان متعب "
هزت العمة راسها وقالت" اذن هو يحتاج الى الراحة وهذا واجب الزوجة تجاه زوجها "
ابتسمت رنين كلمات تلك المرأة تنير لها طريقها وتعيد اليها الراحة وتدلها على الصواب
ارتدت افضل ماعندها واطمنت على مظهرها وجهزت افطار واتجهت لغرفته ..كان جالسا بالفراش يتحدث بالهاتف ابتسم عندما راها وفهمت انه يتحدث مع هيثم ..وضعت الطعام بجانب الفراش ..وفتحت الستائر وكان قد انهى مكالمته استدارت اليه كانت نظراته تكاد تاكلها ابتسمت وقالت
“ اراك بخير اليوم "
قربت المقعد من الفراش وجلست فقال " نعم فقد نمت جيدا "
قالت وهى تقرب الطعام " اذن هيا لنتناول الافطار انا ايضا لم افطر استيقظت متاخرة مثلك "
تناولا الطعام فى جو من المرح اسعدها وما ان ابعدت المائدة واستدارت حتى وجدته خلفها كادت تتراجع ولكنه جذبها اليه ..وضعت يداها كالعادة على صدره فنظر بعيونها وقال
“ تبدين مختلفة اليوم ترى لماذا ؟"
لم تنظر بعيونه وهى تداعب قماش ملابسه وقالت" لا ابدا ليس هناك اى اختلاف انا هوانا "
لم يبعدها وهى لم تبتعد بل اعتادت على قربه ولمساته احبتها بل عشقتها هو زوجها لها وحدها وهى تتملكه غصبا عن الجميع
قربها وقال " عطرك مختلف ولكنه جميل "
اقترب اكثر وهو يريد ان يشبع شوقه الذى لا يتوقف ولكن دقات الباب ابعدتهم
عدلت من شعرها بحركة تلقائية ونظر هو الى الباب وتراجعت هى عندما رات اميرة تدخل وتقول
“ صباح الخير حبيبي تاخرت ..."
توقفت عندما رات رنين ومائدة الطعام وظهر الغيظ بعيونها بينما احمرت عيون رنين وعقدت ذراعيها امام صدرها واشعل هو سيجارته وهو يعلم ان الحرب ستبدء من جديد 
قالت اميرة بدلال يخفى غيظها " كنت اريد ان اتناول افطارى معك ولكن يبدو انك فعلت "
قال وهو يبتعد " نعم "
قالت اميرة " لا يهم ساتناوله وحدى كنت اريد ان تاتى معى لشراء فستان لخطوبة هيثم "
اجاب " انا مشغول وانتى تعلمين ذلك لا وقت عندى لهذه الامور "
اقتربت منه وقالت بدلال " من اجلى يا ادم "
واخيرا تدخلت بقوة " الم يخبرك انه مشغول ولا يهتم بمثل تلك الامور التى لا تخصه "
نظرت اليها اميرة وقالت" وما شانك انتى لا دخل لكى بنا نحن عائلة واحدة "
اقتربت منها وقالت " على فكرة انا عائلته الان وليس انتى وما يخصنى يخصه اما انتى فتخصين نفسك وزوجك الذى هو رجل اخر غير زوجى الذى هو ادم هل فهمتى "
نظرت اميرة اليها وقالت" لم تصبحى زوجته بحق حتى الان اى يمكنه ان يطلقك باى وقت ويعود الى "
ابتسمت رنين وقالت بثقة " يطلقنى ! يبدو ان احلامك لا تعرف عن الواقع اى شئ انا وادم نحب بعضنا البعض وكلا منا يريد الاخر وننتظر فقط حتى تنتهى مشروعاتنا حتى نتفرغ لانفسنا ونستمتع بزواجنا الذى لابد وان يكون ممتعا بحق "
نظر اليها بقوة بينما اشتعلت اميرة غضبا وقالت" لن يتم الزفاف ولن تكونى له هل تفهمين ؟"
قالت رنين بهدوء " وكيف ذلك ستقتلينى ام تقتليه ؟ هيا اخبرينى فالموت هو الشئ الوحيد الذى يمكن ان يمنع زواجنا "
فتحت اميرة فمها لترد ولكن خانتها الكلمات وقالت بعد لحظة " انتى ..انا ..ستعرفين ماذا يمكننى ان افعل انا لن اتركك "
وخرجت وهى تجر اذيال الخيبة ورائها جذبها امامه وقال" رنين انتى تثيرين غضبها ونحن لا نعلم كيف تفكر "
قالت بغضب " وماذا؟ هل اعجبك كلامها ام تريد ان تنفذ ما قالت انها تتحدث عن الطلاق يا ادم هل هذا ما تريده انت ربما تريدها هى كما تريدك هى "
ابتعدت فاعادها امامه وقال" عدتى لجنونك مرة اخرى هل الطلاق امر سهل كما تظن هى لو اردت لفعلت انا فقط لا اريد مشاكل معها على الاقل هذه الايام "
قالت بنفس الغضب " لماذا ؟ ما الذى تخفيه عنى يا ادم ما الذى تعرفه ولا تريد اشراكى به "
ابتعد وقال " رنين لا شئ لا تجعلى افكارك تاخذك لبعيد انا فقط لا اريد صدام مع اميرة على الاقل حتى تتم خطوبة هيثم "
“ وبعد ذلك ماذا انت تريدها فى حياتنا لو اردت ابعاها لفعلت وكانك تخشي من فراقها ادم لابد ان تحدد موقفك منها انت تعلم انها تريدك "
قال " بل تريد اموالى "
تنهدت وقالت " اخيرا "
نظر اليها وقال " انتى لا تعرفينى جيدا مازلتى لا تفهميني ولكنى اعذرك ، رنين هناك امور كثيرة لا يمكننى ان اتحدث فيها الان ليس لانى احب اميرة ولا لانى اريدها وانما لاننى اخشي عليكى وعلى عمتى انتم كما قلتى عائلتى الصغيرة ولابد ان احافظ عليكم وللمرة المائة اطلب منكى ان تثقى بي "
لانت نبرتها وهزت راسها فابتسم قالت " كنت اريد منك خدمة "
قال وهو يتجه الى دولابه ليخرج ملابسه " ماذا ؟ "
قالت" اريد ان اذهب لشقتى بالاسندرية اريد احضار بعض الاشياء ساذهب اليوم ولن اتاخر "
استدار بحدة اليها ونظر بقوة بعيونها وقال " وحدك "
اندهشت من طريقته " لا فارق معى ربما تفضل ان تاتى معى ولكن انا اعلم انك مشغول المهم اننى اريد ان اذهب ضرورى "
قذف ملابسه على الفراش وقال " وهل لابد اليوم "
هزت راسها ببراءة اضاعت شكوكه خاصه عندما قالت " لا طبعا اى يوم ولكن قبل الخطوبة "
زفر براحة وقال" ربما عندما نذهب جميعا نمر على شقتك لتاخذى ما تريدين لن تذهبي وحدك "
ابتسمت وهى لا تفهم ما دار بذهنه فذهابها الى الاسكندرية لا يعنى عنده الا شئ واحد وهو لقائها باسر لكن كلامها ابعد الشك عن ذهنه
تحركت للخارج وقالت" حسنا ساتركك لتغير ملابسك وساذهب لدى عمل كثير الى اللقاء
مرت الايام بعد ذلك اليوم بسرعة رأته كثيرا خلالها وكانت علاقتهم هادئة صحيح لم يحدث موقف بعينه ولكن مازالت النظرات تتحدث .. واستشارها هيثم فى امور الخطوبة وحاولت ان تفيده وتساعده ..وكانت تتمنى ان تظل تلك الحياة الى الابد بينها وبين الجميع وخاصة  بينها وبينه فهما لم يغضبا فى تلك الفترة وكأن كلا منهما كان يخشي من تكرار ما كان وابتعدت اميرة عنها وتجنبت رؤيتها الى ان استعد الجميع للرحيل
فى الصباح كانت مع العمة تراجع حقائب السفر فقالت " عمتى انا سآخذ معى بعض الاشياء "
قالت العمة " آدم قال لا تكثرى من الحقائب انهم يومان "
قالت رنين " اعلم انها حقيبة واحدة فقط هل اجهز لكى شئ "
ردت العمة " اه تعالى ضعي ذلك الفستان وتلك الملابس منى مع اميرة منذ الفجر "
اعدت للعمة حقيبتها ودق الباب ورأته " صباح الخير هل انتهيتم ؟"
ابتسمت بإشراقة اسعدته وقالت " نعم "
ابتسم هو الاخر وقال " هيثم كان يريد سيارة ليأخذ بها عروسته وانا اقترحت عليه ان يأخذ سيارتى ونحن نذهب بسيارتك "
ابتسمت وقالت " ولكن اطمن على الفرامل اولا لن نكررها "
ابتسم وقال " نعم فعلت . اميرة وعمتى سميرة وعم صابر وزوجته سيذهبون معه وانتى وعمتى معى "
هزت رأسها وقالت " كما تشاء "
نظر اليها كما فعلت كان سعيد لأنها لم تعد تعارضه ليتها تظل هكذا وهى ايضا كانت سعيدة لأنه يشاركها كل شئ ليته يظل هكذا ..الايام الماضية كانت هادئة الا فقط من اميرة التى بدء يعرف ان المفتاح الذى عثر عليه هو مفتاح شقة خاصة بها وهى التى اقامت بها مع امها فى الايام التى اختفت فيها ولكنها ايضا لم تقابل ذلك الرجل الذى يساعدها ترى من يكون وما الذى تخفيه من وراء بعدها وهدوءها تلك الايام ؟ شدد رقابته عليها ربما يتقى شرها
بالطبع اعترضت اميرة على ذهابها مع هيثم ولكن كلمات آدم كانت واضحة ولم يرددها ..بينما ارادت رنين ان تجلس بالخلف والعمة بجانبه ولكن العمة اعترضت وابتسمت لها بحنان وقالت
" اركبى بجانب زوجك يا فتاة انه مكانك ولا تتخلى عنه ابدا "
ابتسمت وقبلتها بحب وجلست بجانبه بعد ان ركبت العمة نظر اليها وكذلك هى ثم انطلق وهيثم خلفه
وصلا مبكرا الى الفندق اخذ لها جناح مع العمة كما طلبت هى واميرة مع امها وهو وهيثم غرفة سويا
استقر الجميع بغرفهم ..اخذت هى حمام دافئ فى جو الشتاء القارص والسماء تنذر بالمطر كانت ترتدى منامة قصيرة ذات صدر مفتوح نوعا ما .. وشعرها مبلل خرجت من غرفتها وهو تقول
" عمتى انا جائعة ..و "
قطعت كلامها عندما رأته يقف امام الفراندة نظر اليها من اعلاها لأسفلها احمر وجهها وهى تضع المنشفة على صدرها المفتوح من المنامة وتراجعت وهو يتقدم قالت
" انا ..عمتى "
كان قد توقف امامها وقال وهو يحاول ان يتغاضي عن مظهرها الذى اثاره " انتى ماذا ؟ "
اخفضت نظرها واحمر وجهها ولم تعرف ماذا تقول ولكن صوت العمة التى كانت تناديها جعله يتراجع ويقول
" الن نذهب تأخرتى؟ "
استعادت نفسها ونظرت اليه ولم ترد على العمة وانما قالت تجيبه
" نذهب الى اين !!"
قال " شقتك هيثم ذهب لخطيبته للإعداد للخطوبة وانا ليس لدى شئ وتذكرت انكى طلبتى الذهاب لشقتك "
ابتسمت وقالت " اه فعلا احتاج الذهاب بشدة وكنت ساخبرك .. ثوانى واكون جاهزة "
اسرعت بارتداء ملابسها وهى سعيدة وخرجت لتجد عمتها واميرة معه ابتسمت اميرة وقالت
" الى اين يا حلوة ؟ هل ستذهبين الى مكان ما ؟"
قالت بغيظ " وما دخلك انتى شئ لا يخصك "
ولكن اميرة قالت " حسنا براحتك هيا يا آدم كى لا نتأخر "
نظر اليها كما فعلت وهى لا تفهم شئ فقالت اميرة
" سأذهب معكم ثم نذهب لشراء ما اريد "
شعرت بالغضب يجتاحها مرة اخرى ولكنها لم تحب ان تظهر ذلك امام اميرة وقالت محاولة ان تكون هادئة“
“ لا اريدك معنا يمكنك الذهاب وحدك "
ولكن العمة قالت" رنين لا يجوز ان يتركها وحدها هنا ستذهب معكم هيا "
نظرت الى العمة واليه وهو صامت لا يرد لا تعلم لماذا ... تحركت بغضب الى الخارج وتبعها وهو يعلم ان فترة السلام انتهت وتبعتهم اميرة
جلست بجانبه فى صمت لم تنظر اليه طوال الطريق اوقف السيارة بجانب العمارة التى بها شقتها نزلت دون ان تتحدث او تنتظره واتجهت الى الاعلى ودخلت الشقة واغلقت الباب وهى تنهج اضاءت النور كان التراب يغطى كل مكان ولكن كانت سعيدة وهى تستعيد ذكرياتها مع والدها
دخلت غرفتها وبدأت تأخذ بعض من ملابسها التى اتت من اجلها وفجأة رأت صورتها مع والدها فامسكتها وجلست على طرف الفراش وسالت دموعها وهى تتذكر ابتسامته وحنانه ورحلاتهم كم كانت سعيدة وقتها زاد بكائها وهى تتذكر ما هى فيه الان كل حياتها اصبحت دموع ..ورغم حبها الا انها خائفة من القادم ولا تعلم الى اين سيؤدى بها طريق الحب هذا لانه ملئ بالاشواك اغمضت عيونها وهى تترك دموعها تاخذ طريقها على خدودها
فزعت عندما رن جرس الباب انتفضت ومسحت دموعها و تحركت وهى تحتضن صورة والدها فتحت الباب رأته امامها ابتعدت للداخل دخل واغلق الباب وقال
" تأخرتى "
لم ير دموعها فقد مسحتها وقالت " لقد اوشكت على الانتهاء "
شعر بصوتها فأوقفها قبل ان تذهب لم تنظر اليه رفع وجهها بيده لم ترفع عيونها اليه ولكنه رأى دموعها التى زادت ورأى الصورة التى تحتضنها فهمس
" رنين "
لم تتحمل وانهارت فى البكاء فجذبها اليه دون ان يتحدث فعادت الى البكاء وهى بين احضانه كانت بحاجه اليه احاطها بذراعيه وقد تألم لدموعها مرر يده على شعرها وهمس
" هلا تهدئى ما كان يجب ان تأتى "
ابتعدت ولكنه لم يفلتها وقال بنفس الحنان " البكاء لا يعيد الموتى "
هزت رأسها ..مسح دموعها وقال " هيا هل تحتاجين مساعدة ؟ "
هزت رأسها نفيا دخلت لتكمل بينما تجول بالشقة واتجه الى غرفتها توقف امام الباب واستند اليه وقال وهو يتأمل غرفتها
" انها جميلة "
نظرت اليه فاكمل " اقصد غرفتك.. بالطبع اجمل من تلك التى بالعزبة "
لم ترد فتقدم من الصورة اخذها وتأملها وقال " تشبهين والدك جدا "
نظرت اليه ثم اشارت لصورة اخرى على الحائط وقالت
" لا مامى اكثر "
نظر للصورة وقال " نعم ..ولكن انتى اجمل "
نظرت اليه فنظر اليها وقال " انها الحقيقة "
اقترب منها وقال " تلك العيون البنفسجية وذلك الشعر الغجرى لا مثيل لهما حقا انتى جميلة وفاتنة "
كان قد اقترب منها وهى لا تتحرك  ثم عادت اصابعه لوجهها وخصلات شعرها وزاد اقترابه وقد اضعفه وجودهما وحدهما وهى امامه جميلة رقيقة عيونها تسحره شفتاها تناديه شعرها يجذبه كالمغناطيس
ناداكى شوقى يا فتاة ..فافتحى بعيونك باب الحنان
اسقينى من مقلتيكى رحيق الحياة
وبين جانبيكى اضيع بلا عنوان
لم اعد املك قوة للبعد.. والضعف من حبك بالقلب اصبح سلطان
ناشدنى شيطانى ان اضيع بين ذراعيكى واكسر كل الحلال واضيع فى الحرام
الا عيونك قادتنى من بين الخطا واعادتنى ... الى نور الرهبان
اقتل شيطانى بخنجر الطهور
واعوذ منه بالرحمان
لاعود لطهر قلبك مسكين يتيه فى الظلام
اغمض عيونه محاولا ان يوقف سحر عيونها وما ان فتحها حتى عاوده الضعف فهمس
" رنين "
جذبها اليه كم يفقد قدرته على التحكم بنفسه امام عيونها كم يشتاق لقبلتها تعيده للحياة قربها ينسيه كل ما عاش من وحدة وقسوة عيونها تشعره بالسعادة ليتك لا تفارقينى ايتها المرأة ففراقك يعنى الموت لى .. ليتك تعلمين ما بقلبي اريدك لى لآخر العمر ليتك لا تتركينى مثلما تركنى الجميع ..
رجلى لا تقترب فالوحدة طريق الشيطان
بعينيك بريق يقتل كل الازمان
يعيدنى الى بحر الحنان
اسبح فيه ضد التيار 
فاغرق به واتشبث بخيوط جفونك لبر الامان
لاكون لك برضاء ربي دون طريق الشيطان
لامس شفتيها بشفتيه وكأنه يلتمس نبع الحياة شعر بانها تتجاوب معه كما لو كانت تريده مثلما ارادها زاد قربه اكثر وتجرأت يداه على جسدها الناعم وهو يفتح ازار بلوزتها وينتقل بشفتيه إلى عنقها و....
ولكنها فجأة ابتعدت واغلقت بلوزتها ولم تنظر اليه من الخجل كيف فعلت ذلك واستدارت وهى ترتجف وتقول
" من فضلك اخرج "
افاق هو الاخر وابتعد ومرر يده بشعره وهو يحاول ان يهدء من مشاعره التى كادت تفضحه ثم خرج
سقطت على طرف الفراش فى ضعف وانفاسها لا تنتظم ودقات قلبها تعلن عن الخوف لقد كادت تنساق وراء مشاعرها ولكنها لم ..تفعل ماذا كان سيظن بها صحيح هى زوجته امام الله ..لكن لم يتم الزفاف بعد. اغمضت عيونها وحمدت الله انها تداركت نفسها قبل ان يحدث اى شئ .
غسل وجهه بالماء وعدل ملابسه حتى استعاد نفسه ولام نفسه على انه كاد يفقد السيطرة ولكن هى اوقفته بالوقت المناسب ولكنه يعلم انها زوجته ولا يريد سواها وكم يتمنى ان تصبح له اليوم قبل غدا لم يعد يستطيع ان يتحمل بعدها اشعل سيجارة وجلس ينتظرها ..
لم تنظر اليه وهى تقول " لقد انتهيت "
قام واتجه اليها امسك الحقيبة من يدها وقال " رنين .."
لم تنظر اليه قال " انا ..لا اعلم كيف حدث ذلك ولكن اعدك الا يتكرر "
هزت رأسها وسالت دمعه من عيونها وهى تشعر بالخجل فقال بالم " رنين من فضلك لا تصعبي الامور "
قالت " انا ..انا لن اسامح نفسي كيف فعلت ذلك "
ترك الحقيبة وامسك ذراعيها وقال " انتى زوجتى امام الله والجميع يعلم ذلك "
لم تنظر اليه وقالت " ولكن انا لم يمسنى احد من قبل ثم الزفاف لم يتم انا ..."
عادت الى البكاء لم يتركها وقربها اليه وقال " هل يمكن ان تكفى عن البكاء اعلم كل ما يدور برأسك وانا لم افكر باى شئ منه هل تدركين ما قلته انتى زوجتى هل تفهمين "
عندما لم ترد رفع رأسها باصبعه فنظرت اليه فقال بحنان " انتى حلالى ومع ذلك ما حدث لن يتكرر مرة اخرى اذا كان هذا يريحك "
هزت رأسها فابتسم وقبلها من رأسها بحنان ومسح دموعها ... فابتسمت له فاراحته ...ثم حمل الحقيبة وانتظرها لتتحرك امامه
نفخت اميرة وقالت " كل هذا من الواضح انكم امضيتم وقتا سعيدا "
غضبت رنين وقالت " هلا تخرسي ولا تتحدثين "
قالت اميرة " انتى مجنونه كيف تتحدثين معى هكذا ؟"
قالت رنين وهى تخرج بها كل ما بها " الجنون هذا انتى التى تعرفيه وان لم تخرسي سأنزل واجذبك خارج السيارة هل تفهمين "
نظر آدم اليها ولكنها لم تنظر اليه بينما قالت اميرة " هيا افعليها وانا ساريكى ماذا سأفعل "
كادت تنزل من السيارة لولا ان امسك يدها وقال " اميرة اذا لم تكفى سأعود للفندق ولن تذهبي لأى مكان هل تفهمين " ارتاحت لرده وتركت يدها بيده
دخلوا المول جلسا بالفود كورت بينما اتجهت اميرة لتشتري ما تريد نظر اليها وقال محاولا ان يتناسي ما حدث
" الا تريدين شراء شئ فستان لحضور الخطوبة "
نظرت اليه وقالت " لا احضرت ما يلزمني عندى ملابس كثيرة لم ارتديها داد كان يشترى لى الكثير خاصة عندما كان يسافر وحده "
قال وقد شعر بالغيرة من حبها لوالدها " كنتى تحبيه جدا "
هزت رأسها وقالت " لم يكن لى سواه لم يفارقنى الا مرة او اثنان اذا سافر وانا بالامتحانات فقط "
تساءل " كنتى تقيمين وحدك؟ "
قالت دون ان تحسب حساب كلامها " لا كنت اقيم عند عمو سالم و.."
ادركت خطأها بعد ما تحدثت تراجع فى مقعده وابعد نظره عنها وهو يشعل سيجارته وكأنها طعنته بخنجر بارد دون ان تشعر وتركته يتألم
حاولت ان تلطف ما قالت " طنط جميلة زوجة عمو سالم كانت تأخذنى بحضنها وتنام بجانبي كل ليلة الى ان يعود داد "
لم يرد فقالت وهى تعلم انه يحاول الا يبدى غضبه " أنا آسفة ولكنها مرحلة بحياتى لن امحيها "
نظر اليها وهو يدخن سيجارته ويتناول القهوة ثم قال " ادركت الان سر تعلقك به فانتم هكذا منذ الصغر "
قالت " آدم من فضلك "
نظر اليها وهز رأسه هى لا تريد ان يعيد الكرة وهو ايضا لا يريد ولكنه يحاول بصعوبة التحكم فى غضبه وغيرته فذكر اسم آسر يثير اصلا كل غضب الدنيا امامه
لم يتحدث وهى ايضا لم تجد ما تقول ادركت انها السبب وفلت الزمام من يدها فصمتت حتى عادت اميرة فقام وقامت هى الاخرى وعادا فى صمت طوال الطريق وهو يفكر هل يمكن ان يكون لمسها قبلها احتضنها ؟؟
لقد وعدها الا يفكر بها كذلك ولكن اللعنة على الغيرة التى تأكله ..لقد كانت تبيت عندهم ضاع منه كل ما حوله ولم يفكر الا باسر ..
لم يتحدث وهو يتركهم عند باب غرفهم نظرت اليه ولكنه لم يفعل انتظرت ان يعود لغرفته ولكنه لم يفعل تابعته بعد ان دخلت اميرة غرفتها نزل فنزلت وراؤه رأته يتجه للخارج عبر الطريق واتجه الى سور البحر وقف يتأمله..
اراد ان يكون هنا ربما ينسي ما قالت او يبعد تلك الافكار عن ذهنه سمعها تقول
" لم يحدث بينى وبين آسر اى شئ ..لم يلمسنى ابدا كنت انام مع والدته فى غرفتها وهو كان يبيت عند اصدقائه طوال فترة إقامتي عندهم انت اول رجل يلمسنى ... وهذا لأنك زوجى هذا ما كنت اخبرك به وانت اخبرتنى انك تصدقنى  "
تحركت لتعود ولكنه امسك يدها ربما حاول ان يشعر بالراحة من كلماتها لم تنظر اليه ولكنه قال
" هل يهمك ؟"
نظرت اليه فقال " هل هناك فارق ؟ "
ابعدت يدها وقالت بضيق " ماذا تعتقد انت ؟"
ابعد وجهه الى البحر وقال " اعلم ان وجوده فى حياتك امر لا يمكن تجاهله ولكن انا زوجك واعتقد ان ذلك حقي "
قالت بضيق " حقك لو كان قد حدث اى شئ ولكنى اخبرتك انه لم يحدث واعتقد انك لم تعتد فى الكذب ربما من حقك ان تظن بي الظنون لانى .."
شعرت بالخجل عند ذكر الامر فلم تكمل وقد فهم انها تشير لما حدث بينهم فنظر اليها فاكملت دون ان تنظر اليه
" ولكن الامر مختلف انا زوجتك انت "
لم يبعد عيونه عنها كادت تذهب ولكنه لم يترك يدها وقال " تختلفين تماما والخجل يملاء وجنتيكى "
نظرت اليه فقال " اكاد لا اصدق انه انتى التى تغضب وتثور وتصبح مثل الاسد الهائج ..بدأت اصدق انكى فتاة طبيعية مثل باقي البنات "
جذبت يدها منه وبدأت تغضب فابتسم وقال وهو يجذب يدها مرة اخرى
" هكذا اطمأننت انكى بخير فقد عدتى لغضبك هذه هى زوجتى الغاضبة "
ابعدت عيونها عنه ..عاد وقال " المجنونة صاحبة العيون البنفسجية "
نظرت اليه ولانت ملامحها وقالت " انا ذاهبة "
لم يتركها وجذبها برقة وقال "والان ماذا؟ المفروض انكى اتيتى من اجلى اليس كذلك "
نظرت اليه وقالت " لقد فعلت وانت لا تصدقنى "
قال " انا لم اقل ذلك "
اغمضت عيونها وقالت " انا احترت معك هل تثق بي ام لا هل تصدقنى ام لا "
ابتسم وجذبها اليه ووضع يده على كتفها وهمس بجانب اذنها " وهل يمكننى ان اكذب هذه العيون "
هدأت ثم ابعدها وقال " الجو برد هيا اذهبي "
قالت " وانت ؟ "
قال " سابقي قليلا لا اريد ان انام احب البحر بالليل "
قالت " وانا ايضا احب البحر جدا جدا ليلا او نهارا هو الذى يسمعنى دون ان يقاطعنى واسرارى كلها معه وهو الذى يهدء من غضبي ولكن داد كان يمنعنى من ان اراه ليلا كان يخاف منه ليلا ويقول " لا اشعر من البحر بالأمان لا نهارا ولا ليلا خاصة ليلا "
قال وهو يحتضن يدها " وانتى الا تخافين "
نظرت اليه وقالت " الان لا اخاف من اى شئ "
قبل يدها وابتسم كما فعلت وقالت " انت تصدقنى اليس كذلك ؟ بخصوص آسر "
نظر بعيونها وقد شعر ان الامر يهمها حقا كما يهمه فقال " ما زال الامر يهمك  "
اخفضت عيونها وقالت " لو لم يهمنى لما تبعتك لهنا لاخبرك الحقيقة هل تصدقنى"
زادت قبضته على يدها وهز رأسه وقال " اخبرتك اننى لا يمكن ان اكذب هذه العيون ويكفينى هذه النظرة التى بعيونك دون اى كلمات "
ابتسمت بسعادة وكذلك هو ..زاد احتضانه ليدها وتأمل الاثنان البحر فى صمت
يتبع.....

رواية عزبة الدموع.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن