الفصل الحادى عشر
خطوبة
اتصل بها آسر نظرت للهاتف وهى تتساءل هل تخبره عما حدث وخطوبتها .. تراجعت لا لن تؤلمه وهو بالغربة عندما يعود ستشرح له ما حدث
ردت " آسر كيف حالك ؟ "
قال " بخير وحشتينى اموت واراكى افتحى الفيديو "
ارتعشت يداها وقالت " النت هنا ضعيف لا يستجيب المهم طمنى عليك هل المانيا جميلة كما اخبرتك عنها "
ضحك وقال " جميلة ولكن كانت ستكون اجمل وانتى معى اذا وافقتى على الزواج سنمضي شهر العسل هنا "
توقفت عن الرد انه مازال يفكر بها هل تخبره لم تستطع لا تريد ان تؤلمه ليس الان
نادها " رنين ..ران اين انتى؟ "
قالت " هنا يا آسر متى ستنتهى؟ "
قال " لا اعلم بعد الموضوع كبير اكيد سأخبرك قبل ان اعود ما اخبار المزرعة ؟"
ناقشته فيها ثم انهت المكالمة وهى حزينة من اجله هو الرجل الوحيد الذى كان بحياتها بعد والدها ولكن الان عيون آدم تخترق عليها مخيلتها وكلماته تنسيها كل ما مضي من حياتها .. وتذكرت قبلته التى لم تكمل لامست بيدها شفتيها ثم ابعدتها كيف تسمح لنفسها ان تفكر هكذا بل كيف سمحت له ان يفعل لقد كادت أميرة تستغل الامر لولا العمة ...واخيرا سقطت فى النوم دون ان تشعر ولم تتناول حتى العشاء ..
فى الصباح استيقظت مبكرا على دقات الباب قالت " ادخل "
كانت منى ابتسمت وقالت " اهلا منى "
" اهلا يا سيتي البيه يريدك بمكتبه "
قالت " حاضر سأغير ملابسي وانزل هل تناولوا الافطار "
" لا ليس بعد " وتحركت للخارج
نظر اليها وهى تدخل تراجع فى مكتبه وهى تقول " صباح الخير "
قال " صباح النور اراكى بخير اليوم "
جلست وقالت " نعم لم اشعر بشئ الا فى الصباح "
اشعل سيجارته وقال " اردت ان اخبرك انى اعطيت الرجال اجازة بالمزرعة اليوم ولكن السقوف الزجاجية وصلت انزلها الرجال وخزنوها "
هزت رأسها وقالت " نعم اخبرونى بالهاتف وطبعا شكرا لانك منحتهم اجازة لم افكر بالامر "
قام واتجه اليها وجلس امامها وقال " اعتقد ان الامور تسير بخير حتى الان "
هزت رأسها وتذكرت ما حدث من اميرة امس ولكنها لم تذكره وانما قالت " نعم ولكن هى تحبك وتريدك "
نفث الدخان وقال " ربما ولكن الان انا اخطبك انتى وليس هى "
نظرت اليه ولم تفهم كلامه فقامت مبتعدة قام ووقف خلفها وقال " هل أخطأت فى شئ ؟"
نظرت اليه وقالت" لا اعلم ولكنى ربما اخاف من القادم "
ازاح خصلة من شعرها وقال " انتى تخافين ! لا اكاد اصدق ...على العموم دعينا نعيش اليوم وندع الغد للخالق فهو اعلم به منا "
ابتسمت وابتعدت من امامه وقالت " نعم انت على حق "
نظر اليها لحظة ثم قال مغيرا الموضوع " عمتى طلبت منى ان ابدأ فى اجراء بعض الترميمات بالفيلا لكى يصدق الجميع موضوع زواجنا فأرجو الا يضايقكى الامر "
نظرت اليه ..هذا يعنى ان الامر جاد انها لا تفهم شئ هزت رأسها وقالت " كما تشاء انه بيتك "
تحركت ولكنه امسكها وقال وهو ينظر بعيونها " والان سيصبح بيتك "
ضاقت عيونها وقبل ان ترد قال " على الاقل امام الجميع فلا تنسين ذلك وحاولى ان تقبلي بالامر "
كانا قريبين جدا ولكنها تداركت نفسها لن تخطأ مرة اخرى فأبعدت وجهها وتجاهلت اخر كلماته وقالت
" لن انسي "
لم يتركها فعادت ونظرت اليه ثم قالت بضعف من قوة دقات قلبها لتأثير قربه عليها " ذراعى اريد ان اذهب "
تركها وقد انتبه لنفسه فخرجت وهو يتابعها على قدر سعادته بما حدث على قدر علمه بانها ليست كذلك فهى رغم محاولاته لاثبات العكس الا انه يعلم انها مجرد تمثيلية بالتأكيد اجبرت عليها لحماية سمعتها اللعنة عليكى يا أميرة حطمت حياته فى الماضي وتريد الان ان تعيد الكرة ولكنه لن يسمح لها ..
تناولت الافطار معه ومع العمة وما ادهشها عندما طلبت العمة منها ان تجلس بجانبه مكان اميرة التى ما ان نزلت وراتها حتى اسود وجهها .
اتجهت اليها وقالت "انتى ..." لم تنظر اليها
هزتها اميرة بقوة فنظرت اليها فقالت اميرة " هذا مكانى انهضي "
ولكن رنين ردت بهدوء " كان مكانك والان اصبح مكانى فابحثى لكى عن سواه "
تصاعد الغضب من عيون اميرة وقالت بقوة " ماذا تعنين ؟ انا لن اتنازل عما يخصنى هل تفهمين ؟ هيا انهضي انا اولى به منكى "
ابعدت رنين عيونها عنها ..بينما تابع ادم والعمة فى صمت
قالت رنين " اخبرتك انه لم يعد يخصك وانا لن اترك مكانى لاحد اى احد هل كلامى واضح "
زاد غضب اميرة وقالت " خالتى انتى توافقين على ذلك انها غريبة عنا نحن اهل و..."
قاطعتها العمة " لم تعد غريبة يا اميرة انها خطيبة ابنى وقريبا ستكون زوجته اى صاحبة البيت وهى حرة تجلس اينما تشاء ... ثم من حقها ان تجلس بجانب خطيبها "
احترق وجه اميرة من الغيظ ولم تبق فى المكان وانما رحلت دون ان يهتم احد بها الا سميرة التى لحقت بها وابتسم ادم ابتسامة خفيفة ذهبت بسرعة مثلما ولدت ...ولم تعلق فوقية
وصل معدى الحفلات وعرفت ان العمة ستطعم العزبة كلها لأنها كما قالت خطوبة اصحاب العزبة وابن عمرها كما قالت
انشغلت هى مع الميك اب ارتست وجاء موعد ارتداء الفستان لتناديها الفتاة
" آنسة رنين ما هذا !!"
قامت واتجهت اليها وتراجعت وهى لا تصدق ما تراه لقد مزق احدهم الفستان الى قطع لا تجعله يصلح للارتداء ضاقت عيونها وهي تعلم انها اميرة ..وقفت لحظات تتشاور مع الفتاة ولم تفزع لانها توقعت اى شئ من خصمتها
دق الباب وفتح ورأت أميرة تدخل ... نظرت رنين للبنات وقالت
" هل تتركونا لحظات من فضلكم "
خرجت البنات ووقفت اميرة امامها بابتسامة النصر وقالت وهى تنظر للفستان وتمسكه بيده
" ما هذا يا حرام فستان الخطوبة ..تمزق "
لم تبتعد رنين وهى تنظر اليها بغضب وقالت وهى تعقد ذراعيها امام صدرها
" آه فستان الخطوبة تمزق ولكن ليست الخطوبة نفسها فهى مازالت قائمة "
تراجعت أميرة من قولها ولكنها قالت " وكيف ستحضرين الخطوبة بالبنطلون الجينز والتى شيرت ههههه ستكونين مضحكة الجميع "
ضاقت عيون رنين وقالت " الامر ليس من شأنك ، والان هل انتهيتي ؟هل تتفضلين بالخارج اريد ان اكمل زينتى خطيبي والضيوف سرعان ما سيصلوا ولا اريدهم ان ينتظروا كثيرا "
ضاقت عيون اميرة وقالت " ما زلتى تكابرين لن تكونى له هل تفهمين "
قالت بإصرار " هيا امنعينى الم تكتفى بالفستان هيا هاتى ما عندك انا انتظر "
تراجعت أميرة من قوة رنين لم تتخيل ان يكون هذا ردها فتحركت الى الخارج بغيظ بينما سقطت رنين على طرف الفراش وهى تتأمل الفستان الممزق ولا تعلم ماذا ستفعل
كان الحفل بالحديقة وحضره بعض رجال الاعمال الذين يعرفهم آدم وكبار الأراضي القريبة منهم واهل العزبة وهيثم وعم صابر
نظر اليها وهى تتقدم منه بجانب عمته امسك يدها وقبلها وهو مأخوذ بجمالها لم يترك عيونها وهو يقول
" لا انكر انكى فاتنه ولكن على ما اتذكر ليس هذا الفستان الذى اشتريناه سويا "
قادها الى مكانهم بين تصفيق الحاضرين جلست وجلس بجانبها وابتسامتها تضئ وجهها. رحبا بجميع المدعويين وبدأت الموسيقي حولهم ثم التفتت اليه وقالت
" الفضل لأميرة مزقته قطعا وجاءت لتشمت وتخبرنى ان الفستان تمزق فاخبرتها ان هذا هو الفستان اما الخطوبة فمازالت قائمة وها هى بالفعل ولا اخبرك عن منظر وجهها وهى مصابة بالإحباط "
ابتسم وهى تضحك وتأمل فستانها النحاسي الطويل ذا الذيل الطويل ايضا وصدره المفتوح والتطريز الرقيق الذى يحيطه كان رائعا حقا ثم قال
" ومن اين اتى هذا ؟"
قالت بضحكة اخذت عقله " من دولابي داد اشتراه لى من لندن لأحضر به حفل التخرج ولكن لم افعل ولكن لأنه كان يحبه فكنت آخذه معى بكل مكان تذكرته بعد ما حدث وارتديته وها هو يؤدى الغرض "
نظر اليها بدهشة وقال " يؤدى الغرض فقط!! يا لكى من متواضعة انه يأخذ عيون الجميع "
ابتسمت بسعادة واحمر وجهها فى خجل من كلماته ثم سمعا المسؤول عن الحفل يدعوهم للرقص فنظر اليها قام ومد يده فنظرت اليه ومدت يدها اليه وقامت معه ضمها اليه وانسابت الموسيقي حولهم تحت السماء الصافية والنجوم التى كانت تنظر اليهم وكأنها تبتسم لهم والقمر يرسل ضوئه ليضيف جوا من الرومانسية على تلك الليلة
قربها اليه وقال " لا اعلم من اين لكى بتلك العيون لونها لم ار له مثيل من قبل انها تثير جنونى من جمالها "
اخفضتها وقلبها يرقص فرحا من كلماته لقد هام قلبها صريعا من نظرات وكلمات ذلك الرجل ذا العيون القاتمة
قالت محاولة ان تخفى مشاعرها " خليط من مامى وداد الازرق والاخضر "
ثم نظرت اليه وقالت " مامى كانت جميلة وداد كان يحبها جدا حزن عليها كثيرا وربما سر سفره الدائم بسببها كان يخبرنى انه يريد ان ينسي وربما فى الرحيل النسيان هكذا كان يقول ."
قال وهو لا يفارق عيونها " وهل نسي ؟ "
هزت رأسها وقالت " وهل ينسي الحب ؟"
شعرت بيده تضغط على خصرها وهو يقربها ويقول " سؤال هذا ام اجابة ! "
قالت وهى تنظر بقلب عيونه وكلماتها تخاطب قلبه لتعرف ما يخفيه " ربما سؤال فانت جربت الحب "
قال وقد ادرك معنى كلامها " لا اعتقد ان ما كان بينى وبينها حب ربما مراهقة فقد كنت صغيرا وقتها وليس لى اصدقاء او صديقات وأميرة هى الوحيدة التى كانت حولى تعلمين ان المرأة فى حياتى كانت عمتى ..حتى الكلية لم يكن لى بها اصدقاء سوى هيثم لم يكن لدى وقت ، الدراسة والارض كانوا يشغلون كل وقتى وعودة بابا لزوجته جعلنى اعلم ان ليس هناك حب صادق يمكن ان يعيش ابد الدهر "
لم تترك عيونه وقالت " ولكن حب داد لمامي عاش حتى مات لم يتوقف لحظة عن الحديث عنها لقد احببت حبه لها "
اقترب اكثر حتى شعرت بانفاسه على وجهها وقال " الم تعيشي حبا مثله ..؟ "
ظلت تحدق بعيونه ولم تجد ما ترد به وتنفست عندما انتهت الموسيقي فابعدها قليلا لكنه لم يتركها كاد يقودها لمكانهم لولا ان تقدمت منه اميرة وقالت " هلا يسمح لى العريس بتلك الرقصة ؟"
نظر آدم الى رنين التى بادلته النظرة ثم التفت الاثنان اليها وقالت رنين " لا لن يسمح لكى فالعريس لا يرقص الا مع عروسته اى معى انا وانا فقط "
واقتربت منه بشكل اثاره ودفعه لان يحيطها بذراعه وكأنه ينتهز الفرصة وسمعها تكمل " اليس كذلك يا حبيبي "
قالتها بدلال وهى تنظر بعيونه ذاب قلبه فى دلالها وقربها منه رائحة عطرها اسكرته انفاسها خدرته وجد نفسه يجذبها اليه دون ان يعى لم حوله ويقول
“ اكون مجنون لو ضيعت لحظة بعيدا عن قربك حبيبتي "
انتبهت لنبرة صوته وقربها الشديد منه هى التى تلاعبت بالنار ... ابتعدت اميرة غيظا وظل الاثنان لحظات كلاهما يستمتع بقربه من الاخر الى انا افاقا على صوت العمة
" آدم هيا كى تلبس عروستك الدبل "
استعاد الاثنان نفسهما واستيقظا من حلم اليقظة الذى هام بهما فوق سحاب الرومانسية فقد حلق كلاهما فوق سماء الرغبة وربما العشق كلاهما تمنى ان تطول اللحظة حتى ولو كانت تمثيل عيونها الفاتنة تقتل كل دفاعاته وتجعله يهوى صريعا تحت اقدامها ،انفاسها الدافئة كالنار تحرق كل عناده وقوته ،لمساتها الناعمة تجعله يرفع كل رايات الاستسلام وربما لو لمس شفتيها القرمزية الان لاعترف بما يجتاح صدره من عاصفة المشاعر التى ضربت وجدانة بقوة افقدته اى سبيل للدفاع
عيونه تبعدها عن عالم الواقع الى عالم الاحلام .. يده القوية تشعرها انها ملكه ولن تكون لسواه ...انفاسه العطرة تقذفها الى دنيا لم تعهدها من قبل دنيا جميلة من المشاعر التى تتصارع داخل صدرها لينتفض من الخوف كى لا ينكشف هواه
افاق آدم على صوت الموسيقى لم يبعدها ولكنها عادت هى الاخرى من عالم الاحلام سارت الحرارة بكل جسدها وارتجفت من قربه فهمس
" اهدئى لن امسك بسوء انتى خطيبتي "
لم تنظر اليه وانما سارت بجانبه الى مكانهم سعيده وليست حزينة او نادمة اجلسها بادب ولم يترك يدها اقتربت العمة وعم صابر ناولته المرأة علبة الذهب وعلى انغام الموسيقى البسها الدبلة والشبكة كما فعلت هى والبسته دبلته قبل يدها برقة غريبة ونظرة حنان كادت تصدقها ومع ذلك تركت نفسها تستمتع وسمعته يقول
" اصبحت رسمى يا عزيزتى امام الله وامام الجميع حقيقة وليست تمثيل نادمة ؟"
ظلت تنظر اليه وابتسامة رقيقة ملأت وجهها اراحت قلبه وملاته بالسعادة
قالت " هل تشعر انى نادمة ؟"
شد على يدها وهو يتامل ظلال عيونها التى تتارجح به فوق سحاب الرومانسية وقال
“ تلك العيون الجميلة لا تنطق بشئ تخفى الكثير ورائها اسمعينى كلماتك ربما تشبع فضولى .."
ذاد احمرار وجهها ولم تتخلى عن النظر لعيونه وقالت بخجل " لا ..لست نادمة"
ابتسامته زادته وسامة على وسامته قبل يدها فقالت " احيانا اظن انك لا تعرف كيف تبتسم "
لم يبعد ابتسامته وقال " لم يكن بحياتى ما يجعلنى افعل لكن الان املك كل مقومات السعادة "
يا الهى اوقف تلك الدقات التى تهز قلبى من قوتها هل انت صادق ايها الرجل فى كلماتك فهى تهز وجدانى تملاء قلبي بنسمات عطرة تسكرنى ..
عيونك تحمل عيونى بين ثنياتها الى دنيا من العشق والهيام لا اريد ان اعود منها ليتك تكون لى بحق وقتها سأترك نفسي لك واسلمك كل مفاتيح العشق والغرام
عادا الى الرقص الهادئ ولم يتركها لحظة.. ربما يبعدها لحظة للرد على تهنئة او ربما للراحة واحيانا اخرى للرد على سخافات اميرة التى لم يمكنها ان تخفى غيرتها او غيظها ..
تقدما لتقطيع كعكة الفرح ورفعا كاسيهما لتحية الحاضرين لم تشعر ان الخطوبة بالعزبة وانما كانها بافضل قاعة بالمدينة ..ولكن ما ان بدا الجميع فى شرب العصائر الفريش حتى بدء التذمر والهمهة لم يلاحظ الاثنان وهما يتبادلان الحديث اثناء تناولهم الطعام الا على صوت العمة
“ادم ..هناك من وضع شئ حار فى العصائر الا تلاحظ الجميع يصرخ من الامر "
انتفض الاثنان على الفور وابتعد ادم الى الجميع بينما وقفت هى بجانب العمة التى قالت بدهشة " غريبة اين اميرة لا اراها ؟"
نظرت اليها رنين وقالت" ابتعدت لتختفى بعد ما فعلت جريمتها "
بدء المدعويين فى الذهاب بذعر ولكن ادم كان قد تحكم فى الامر حيث دخل رجاله وابعدوا المشروبات ولكن بالطبع كان اغلب المدعويين قد تناولوا المشروب اعتذر منهم وقد فهم انها بالتاكيد اميرة لتفسد عليهم الحفل
اكتعاد الحفلضلي ولكن سرعان ما انفض الجميع بعد ما حدث وشعرت بالغيظ من اميرة التى لم تظهر الا بعدما ذهب الجميع وابتسامة ساخرة على شفتيها اتجهت لرنين وقالت بوقاحة
“ الف مبروك للعروسة "
شعرت رنين بغضب شديد يجتاحها فقالت " ايتها المرأة ال..."
اشارت اليها اميرة وقالت" اياكى والخطأ ستدفعين ثمنه غاليا"
اقتربت منها رنين وقالت" اولا انا لا اخشي من تهديداتك فهى لا تهمنى ثانيا مهما حاولتى ان تفعلى فلن تستطيعى ايقاف ما يحدث "
ولكن اميرة لم تستسلم وقالت ببرود " ساوقفه ولن يكون لكى "
ابتسمت بثقة وقالت" واضح انكى لم تدركى ما يحدث حولك "
ورفعت رنين يدها امام اميرة وقالت" انا ارتديت دبلته وهو ارتدى دبلتى واصبح كلا منا للاخر ولن نتراجع مهما حدث ومهما حاولتى ان تفعلى لاننى اريده وانا واثقة انه يريدنى "
كان الغضب والغيظ يملاء عيون اميرة وادم يتابع الحرب الكلامية بيهما والعمة صامتة لا ترد
قالت اميرة" لن اترككم تتهنون لقد افسدت الخطوبة وهذه لن تكون اخر مرة هل تفهمين ؟" وتركتها وذهبت ولكن رنين قالت
“ افعلى ما تريدين لا اخشى من يتحدثون كثيرا "
كانت العمة مازالت واقفة نظرت اليها رنين والغضب يملؤ عينيها وتقدم ادم منهم
قالت العمة " لا تحزني يا فتاة لقد علم الجميع ان ما حدث غيرة وحقد من اميرة "
هزت راسها ولم ترد فهى قد ادركت ان حربها مع اميرة لم ولن تنتهى وهو ما اشعرها بالخوف ولكنها ادركت انها لابد ان تبدو قوية اذا كانت تريد ذلك الرجل وهى تريده
قالت العمة " ستغيرين غرفتك انتى وهو لإجراء بعض التعديلات من الغد ارجو ان تتصرفان جيدا اعلم انكى تتساءلين لماذا نتحمل اميرة ؟ ولكن لابد ان تعلمى ان هذا البيت بيت والدى اى لسميرة مثل ما لى ولا يمكننى ان اطردها منه وكذلك لادم النصيب الاكبر الذى تنازل له والده عنه ولكن كلانا لا يمكنه اخراجهم من البيت ليس من عادتنا ولا تقاليدنا ان نطرد اهلنا لمجرد بعض الغيرة وهى واميرة ليس لهما سوانا فلابد ان نتقبل وجودهم الى ان يقررا الرحيل مرة اخرى ولكن هل انتى تفضلين الرحيل الى بيت اخر معه "
نظرت له ثم للعمة بدهشة وقالت" وحضرتك لا يمكن ان اتركك ولا ان اسمح لادم ان يتركك ليس من حقى ان احرمك من ابنك "
دمعت عيون المراة ولكنها اشاحت بوجهها بعيدا لحظة ثم قالت " الان ادركت انى لم أخطأ فى اختيارى اريد ان اراكم سعداء وهذا ليس بيدى ولكنى متاكدة ان هذا الشاب سيبذل كل جهده لاسعادك اليس كذلك ؟"
ابتسم ادم واقترب من عمته قبل يدها وقال " نعم سافعل ولكن وجودك معنا هو الذى يسعدنا اكثر "
مررت يدها على شعره بحنان وقالت "ربنا يسعدكم ويهنيكم وانتى يا فتاة سعيدة الان ؟"
نظرت اليه ثم اليها وقالت " عندما تتحدثين معى اشعر بالأمان والسعادة اشعر وكانى فى بيتى وسط اهلى تساندينى وتمنحينى القوة لمواجهة الصعاب حقا شكرا لكى طنط "
قالت العمة "هذا لانى اعتبرتك بالفعل من الاسرة وانتى الان اصبحت منها بالفعل ثم انا لا احب طنط هذه قولى عمتى ام لا تعرفينها "
ابتسمت رنين وقالت بحب صادق " حاضر يا عمتى "
ثم وجدت نفسها تقبل المرأة من وجنتها..نظرت العمة اليها وقالت
" انا لا استمال بقبلة هل تفهمين ؟"
لم تذهب ابتسامتها وقالت " وانا لم افعل وانما قلبي اراد ان يشكرك "
تحركت المرأة وقالت " حسنا انا تعبت واريد ان انام كان يوما طويلا "
صعدت المرأة ونظر هو اليها وقال" رغم ما حدث كانت ليلة جميلة "
ابتسمت وقالت " نعم اميرة لن تستسلم بسهولة "
تحرك معها الى باب الفيلا وقال" لا اظن ان لديها شئ اخر "
قالت " اتمنى "
توقفا امام باب الفيلا نظر اليها وقال" ستنامين ؟ اليوم كان شاقا "
قالت " بالتأكيد انت ايضا نحن غدا سنعود للعمل "
قال " نعم شكرا على كلماتك لعمتى "
قالت " انا كنت اعنى كل كلمة ان لها مكانة خاصة عندى فقط اخشي ان لا تشعر بى "
ابتسم وقال "لا تقلقي عمتى هكذا لا تبدى مشاعرها لاحد لكن هذا لا يعنى انها لا تحبك بل اظن انها احبتك فقد طلبت منكى ان تناديها عمتى "
ابتسمت وقالت " بصراحة فى البداية كنت اخاف منها واخشي ان تعنفني لو اخطأت لكن مع الوقت وجدت ان حنانها يكمن فى افعالها وليس اقوالها "
نظر اليها وقال " نعم احيانا يعجز اللسان عن قول ما بالقلب ولا تبديه الا الافعال او ربما ...النظرات "
نظرت اليه وهى تحاول ان تفهم كلماته هل يريد ان يخبرها بشئ طالت النظرة الى ان رن هاتفه فقطع تلك اللحظة
كان عم صابر الذى قال " الرجل المسؤول عن توريد السماد اتصل ويريد ان يذهب اليه احد غدا الإسكندرية "
قال وهو يشعل سيجارته " حسنا سأذهب انا غدا صباحا هيثم مشغول هل ارسلت احد لإصلاح سيارتى "
رد صابر "لا.. لقد نسيت يا آدم التجهيز للخطوبة شغلنى "
دقت على كتفه واشارت لسيارتها فقال " حسنا سأتصرف جهز لى الاوراق بالصباح "
" حاضر "
نظر اليها فقالت " انت نسيتها "
قال " انها سيارتك"
نظرت اليه وقالت " وهل هناك فارق "
لامس وجنتها بيده وقال بصدق " بالنسبة لى لم يعد بيننا اى فوارق "
اخفضت عيونها وارتجف جسدها من لمسته فقالت " وبالنسبة لى انا ايضا "
قال وهو يبعد يده خوفا من ان يضعف امام عيونها "
ربما تحتاجينها "
ضحكت وقالت " فى ماذا انا منذ الصباح الباكر بالمزرعة عمل اليوم لابد من تعويضه "
ابتسم وقال " انا خطبت عم صابر والباش مهندس هيثم وانا لا اعرف "
ضحكت وتقدم الاثنان الى الداخل ..
يتبع...
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Roman d'amourانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع