الفصل السابع والعشرين

2.6K 66 0
                                    

الفصل السابع والعشرين
صلح... حريق
عاد الى المزرعة عندما طلبه هيثم وبقت العمة معها وقد استعادت نفسها بعد كلماته التى سمعتها ..نظر اليها الطبيب وقال
“ لم اتوقع هذا التحسن السريع انتى اصبحتى بخير وتغلبتي على الانهيار فى وقت قصير وبطريقة لم اتوقعها ولكنى سعيد بها "
لم تنظر اليه بينما قالت العمة "اذن هل يمكننا الخروج "
هز راسه ايجابا وقال" نعم ولكن غدا ليس اليوم حتى نتاكد من حالتها "
استاذن الطبيب فنظرت اليها العمة وقالت "الان يمكننا ان نعود "
ابعدت عيونها وقالت" حضرتك يمكنك العودة انا باقية ببيتى هنا "
قالت العمة بهدوء " رنين .. انا لم اتحدث كثيرا فى الموضوع وتركتك كى تهدئين لانى اشعر بكى وافهم احزانك ولكن الان لابد من ان نتحدث فقد اصبحتى بخير "
قالت بهدوء " لم يعد هناك كلام يا عمتى لقد انتهى كل شئ علاقتنا ليست ناجحة ووصلت للنهاية غصبا عنا "
قالت العمة " ليست ناجحة لان هناك من يحاربها ويحاول افسادها انتى تحاربين امراة تريد تدميرك وتدمير حياتك فهل ستتراجعين وتمنحيها ما تريد رنين انتى تعلمين من داخلك ان ادم برئ وان اميرة هى التى دبرت له تلك المكيدة صحيح هو وقع بالمصيدة بسهولة ولكن هذا لا يعنى انه خائن "
قالت بضعف " عمتى مهما كانت الحقيقة انا تعبت ولا ارغب فى العودة لقد انتهت حياتى مع ادم ولم يعد لنا مكان بحياة كلا منا "
قالت العمة " واسر "
اغمضت عيونها وقالت" لا يمثل لى الا صديق ، اخ ، فقط يا عمتى وليس معنى كلامى لادم اننى كنت اعنيه لكن غضبي من ادم وكلامه هو الذى دفعنى لقول ما قلت ادم لم يمنحنى الفرصة للتفكير وهو الذى يدفعني لطلب حريتى “
“ اعلم ولكن هو معذور فهو يرى رجل بحياة زوجته امضت معه عمرها من حقه ان يغير "
قالت " عمتى ارجوكى كفى انا لا اريد مبررات فهى لن تغير موقفى اريد ان اعود لبيتى هنا انا حقا متعبة "
هزت المرأة راسها وقالت باستسلام " حسنا سنفعل سنذهب لشقتك يومين حتى ترتاحى وتستعيدى نفسك ثم بعدها نتحدث"
لم ترد هى فعلا بحاجة لأن تبتعد عنه لتفكر قبل ان تقرر مصيرها معه صحيح انها سمعت كلماته ولكنها امامه مازالت مجروحة وهو امامها مازال متهم ..
انهى اعماله بالمزرعة وعاد اليهم وما ان دخل غرفتها حتى رآها تجلس فى فراشها مع العمة ..دق قلبها عند رؤيته تغير شكله كثيرا عيناه تحولت الى اللون الأحمر من عدم النوم واحاطتها الهالات السوداء ..ذقنه التى اطلقها لاول مرة زادته عمرا فوق عمره ولكن مع بعض الوسامة ..
التقت الاعنين لاول مرة بعد ما حدث وتوقفت الانفاس عن الخروج لكن ربما لو عادت للصدور لشفت جراح القلب المهموم ..
ابعدت وجهها بينما ادرك هو انها مازالت غاضبة نظر لعمته وقال
“ الطبيب قال انه يمكننا الخروج غدا "
قالت العمة " نعم ولكن سنذهب لشقة رنين سنبقي بها يومين حتى تستعيد نفسها قبل ان نعود العزبة "
قالت هى دون ان تنظر اليه " لن اعود العزبة "
قال هو باندفاع " ولماذا ستبقين هنا من اجل من ؟"
كادت ترد بغضب ولكن العمة قالت على الفور " من اجل نفسها وصحتها يا ادم وانا سابقي معها مازالت بحاجة للراحة "
حدق فى عمته قليلا قبل ان يقول " ولم لا ترتاح ببيتها بالعزبة "
قالت هى " العزبة ليست بيتى ، بيتى هنا انا لن اعود ليس بعد ما كان "
اتجه اليها وقال " اخبرتك انى لم اخونك متى ستصدقينى انا لم اعرف الخيانة بحياتى كلها فكيف اعرفها مع زوجتى كنتى تعلمين خطط اميرة وانتى التى كنتى تحذرينى منها والان تتراجعين ولا تريدين تصديقي ؟"
نظرت اليه وقالت" لان ما رايته ليس بهين ووجودك معها لم يكن غصبا عنك ثم منذ متى كنت تستمع لكلماتى وتحذيراتى الم تكن تستهين بها اليست هى ابنة عمتك التى لا يمكنك تصديق اى شئ عليها الان اصبحت انا على حق؟ لا يا باش مهندس انا لست تحت امرك وقتما تشاء ترضى والوقت الاخر تغضب لم اعد اريد ان ابقي لقد انتهينا "
قال بغضب " انتى تجبرينى على الغضب ، ثم لابد ان تعلمى ان النهاية ليست بيدك لان الامر لا يخصك وحدك انها حياتنا نحن الاثنان اذن هو قرارنا وانا لن اتركك، ستبقين هنا مع عمتى يومين ثم ستعودين لبيتك ولن تتركيه مرة اخرى هل تفهمين؟ رغم كل مازلتى زوجتى ومسؤلة منى ولستي حرة لتتصرفين دون الرجوع الى تذكرى هذا جيدا "
ثم تحرك الى الخارج نظرت للعمة التى قالت" هل يمكن لرجل يخون زوجته ويحب اخرى ان يتمسك بزوجته رغم كل ما حدث انتى اكيد مجنونة "
ابعدت وجهها وقالت" هذا لان كرامته تأبي عليه ان اتركه انا وانما يريد ان يكون هو الذى يتركنى "
قالت العمة " كفى عن هذا الغباء انتى ايضا عاودك العند مرة اخرى .. ادم لن يتركك انا امه واعرفه جيدا لن يتركك "
نظرت للعمة بحزن وتمنت لو كانت على حق ولكن من يعلم
قام بتوصيلهم الى شقتها دون اى كلام دخلت غرفتها دون ان تنظر اليه او تتحدث باى كلمة ..تابعها بنظراته بينما قالت عمته
" ستعود .."
نظر للعمة ولم يرد وتحرك الى الخارج ومازال غاضبا اتجه الى البحر. اوقف سيارته ووقف امام البحر وظل ينظر اليه ..لماذا لا يخبرها انه لن يتركها لانه يحبها لماذا لا يملك الشجاعة على ان يواجهها بمشاعره... ايها البحر لا تقتلنى بامواجك ..وانقلنى بين انحنئاتك ..على شاطئك تاهت اغنياتك ...وارتمت احلامى على رمالك
استدار وعاد الى سيارته لم يعد للتفكير اى مجال فالفشل يلاحقه فى كل مكان ترى هل فقدها للابد ؟ وهل يمكنه ان يتركها لقد بدءت حياته منذ ان عرفها فهل يتركها لتنتهى به الحياة
*****
“ كفى يا ادم انت هكذا تقتل نفسك "
كان يعمل بالارض ربما ينسي همومه واحزانه لم ينظر الى عم صابر وهو يحدثه وانما قال
" لم افعل "
امسك صابر يده واخذ الفأس منه فقال بعصبية " عم صابر من فضلك هات الفأس واتركنى "
ولكن عم صابر قال " ادم عد لنفسك ولحياتك لابد ان تفيق وتعود لعقلك وصوابك لا تترك الامور لتنهار "
ابتعد واشعل سيجارة ولم يرد فاتجه صابر اليه وقال" اذا كنت تحبها لم لا تذهب وتصارحها بمشاعرك يا ادم اخبرتك مرارا ان المرأة يهزمها الحب ورنين مهما وصل عندها وكبريائها سينهار امام كلمة واحدة منك "
نظر اليه وقال" وربما انا بالنسبة لها لا شئ ..لا ..لا يمكننى ان اجازف ربما لا تريدين انت تعلم ان هناك رجل بحياتها فقد يكون هو .."
قاطعه صابر " لا يمكن ان تكون بكلامك هذا تعنى رنين الفتاة انقى من ذلك بكثير ومشاعرها واضحة كل ما تحملته كان من اجلك وليس من اجل شئ اخر، وهذا الرجل الذى تتحدث عنه ليس موجود بحياتها ولو كان يهمها لما وافقت على ربط حياتها بك انها زوجتك يا رجل فكيف تفكر برجل اخر انها ليست كذلك "
حدق فى صابر لحظات ولم يرد ربت صابر على كتفه وقال
“ اذهب اليها يا ادم انت لك اربع ايام منذ ان عدت وتركتها وانت لا تنام ولا تعود للبيت ولا تاكل الا القليل هذه ليست حياة ..اذهب اليها واعدها يا بنى واطرح كبرياءك جانبا فلن ترتاح الا بعودتها فاهب اليها انا متاكد انها ستعود فقط اذا سمعت كلمة جيدة منك"
*******
مرت الايام بها مملة وقد ترك معهم منى لترى طلباتهم واحتياجاتهم وتركتها العمة دون اى ضغط وفى اليوم الرابع رن هاتفها بعد ان فتحته ...كان اسم اسر يظهر على الشاشة ترددت قبل ان ترد
“ الو..."
جائها صوته بلهفة " واخيرا رنين اين كنتى ولم هاتفك مغلق ؟ اين كنتى ؟ وماذا حدث ؟"
تنهدت ثم قررت ان تحكى له الى ان صمتت فقال بعد لحظة
“ رنين ..صحيح اننى لم احب ادم وربما اكرهه لانه استولى عليكى وطبعا لن انسي ما حدث بيننا بالفندق ولكن رغم كل ذلك انا لا اظن ان ادم خائن ..فعندما رأيته ادركت انه شخصية محترمة، كل ما فى الامر انه كان يغير عليك خاصة عندما رآك بين احضانى وهذا من حق اى زوج فى مكانه ..."
قالت بدهشة " انت تدافع عنه "
قال " ليس معنى انى احبك ان ادمر حياتك ..فمن يحب يتمنى السعادة لحبيبه حتى ولو لم يكن معه ..رنين انا عرفت من اول لحظة انكى تحبين ذلك الرجل وانكى لن تعيشين بعيدا عنه لحظة واحدة ..وادركت ايضا ان تلك المرأة اميرة ليست بشخصية سوية لذا انا اظن ان ادم برئ وهى فعلا مكيدة من اميرة .”
اغمضت عيونها وقالت"اسر انا لا اعلم اين الصواب منذ ان رايت تلك العزبة ولم اجن منها الا الدموع والاحزان وها انت بنفسك رايتنى بذلك اليوم "
قال " لا توجد حياة بدون مشاكل يا حبيبتي انتى فقط لم تواجهى مشاكل من قبل لذا الامر صعب عليكى ولكن انا اعلم ايضا انكى قوية وستواجهين كل مشاكلك وستصلين للحل قريبا "
تنهدت براحة من كلمات اسر ثم قالت " اسر انا لا اعلم ماذا افعل "
صمت قليلا ثم قال" عودى لزوجك وحاربي تلك المرأة ولا تتركيها تهد حياتك وتسرق سعادتك واعلمى ان ادم يحبك حتى ولو لم يصرح بمشاعره واكملى مزرعتك وتاكدى بانى بجانبك ولن اتركك مهما حدث "
ابتسمت وقد اعادت كلماته الطمأنينة لقلبها وقالت " شكرا اسر انا سعيدة لانك كلمتنى انت فعلا خير صديق "
“ صديق !نعم صديق ولكن سيظل حبك بقلبي للأبد ران مهما حدث "
تنهدت ولم ترد واغلق الاثنان الهاتف وكانت سعيدة كلمات اسر اعطتها قوة لمواجهة ازمتها وشجعتها على اتخاذ القرار
فى المساء دق الباب كانت تجلس مع العمة فقامت لتفتح لان منى استاذنت ونامت مبكرا وما ان فتحت حتى التقت بعيونه القاتمة ..تراجعت الى غرفتها فى غضب متصنع
نظر الى عمته التى قالت " تاخرت "
قال بدهشة" تاخرت على ماذا "
قالت " عليها كان عليك الا تتركها كل ذلك الوقت ..هيا اذهب اليها ودعنا نعود لبيتنا كفانا غربة هيا ولكن احسن التصرف ولا تفسد الامر مرة اخرى "
حدق بها لحظة قبل ان يهز راسه ويتجه الى غرفتها ...كانت تقف بمنتصف الغرفة وتعقد ذراعيها امامها شعرت به يدخل ويغلق الباب لم تتحرك ولم تهتم اتجه اليها ووقف امامها وقال
“ الم تكتفى بعد ؟"
لم تنظر اليه وانما ابتعدت من امامه وقالت" اكتفى من ماذا ؟"
قال" من البعد "
لم ترد فاتجه اليها ووقف امامها وقال " رنين انا اعلم ان الامر لم يكن بسيط ولكن كان عليكى ان تعرفينى جيدا وتعرفى ان الخيانة ليست من طبعى ولا ممارسة الحرام ايضا .."
نظرت اليه كم اشتاقت اليه وكم تشعر بالضعف يتسرب اليها ولكنها لم تضعف فاستدارت بعيدا عن جاذبية عيونه وقالت
“ولكن أميرة يمكنها ان تفعل "
جذبها برقة من ذراعها واعادها امامه وقال" نعم اميرة لذا هى من دبر ونفذ . انا اعلم انى أخطأت لانى صدقتها لكن اقسم انه لم يحدث بيننا اى شئ مما يمكن ان يكون قد لاح بخيالك هى اوقعتنى على الفراش لانها كانت تعلم انكى ستاتين بتلك اللحظ وتشاهدينا "
ظلت تنظر الى ملامحه المجهدة ثم وكادت تضيع بين ثنايا وجهه الذى اشتاقت اليه ولكنها ابتعدت وقالت
" وقد احسنت اختيار اللحظة بالفعل "
قال" اعلم ..رنين لابد ان ينتهى كل ذلك لاننا لن نمنحها لذة الانتصار لن تفرقنا اليس كذلك ؟"
استدارت ونظرت اليه فاقترب وقال " لن اقول انكى لابد ان تعودى لانكى زوجتى وانا افرض عليكى ذلك لا ..لن افكر بذلك ولكنى اقول ..اننى اريدك ان تعودى لمزرعتك التى هى حلمك وحلم كل من بالعزبة ..وعمتى التى تعتبرك ابنتها وربطت حياتها بحياتك "
ظلت تنظر اليه وتمنت لو سالته وانت لم لا تخبرنى انك تريدنى ان اعود من اجلك لو قلتها لتركت العالم من اجلك وهرولت اليك ولكن لماذا لا تنطق
ابتعدت ولكنه تبعها ووقف امامها وقال" على فكرة انا مجهد جدا ولم انم منذ اربع ايام ولا اتحمل ما تفعلينه هذا ..رنين انا اريدك ان تعودى ليس فقط من اجل كل ذلك وانما لانى اريدك ان تكونى زوجتى وتكملى معى ما بدئناه زوجتى لاننا نريد ذلك وليس تمثيلية من اجل اميرة تنتهى بمجرد رحيلها او انتهاء المشروع انا اريدك زوجة لنهاية العمر فهل تقبلين ؟"
يا الله واخيرا نطق ذلك الجبل واخيرا شعرت انه يريدها صحيح لم يخبرها انه يحبها ولكنه يريد ان يربط مصيره بها فلا معنى اخر لذلك الا الحب فقط يغلفه الكبرياء
قالت بصعوبة " ولماذا تربط حياتك بامرأة وبحياتك سواها "
“ متى ستصدقين انها ليست بحياتى وهل تظنين ان بعد كل ما حدث يمكن ان افكر بها لحظة ثم هناك اشياء كثيرة حدثت لا تعرفيها تجعلنى ارفضها الف مرة ..اميرة تسير بطريق كله حرام فى حرام ولولا انها هربت قبل ان اصل اليها لكانت الان بالسجن بتهمة لا تمثل الا عار علي صاحبها "
اخفضت عيونها وقالت" كنت اعلم انها ليست سوية "
هز راسه وقال " نعم اعلم انى تاخرت فى التصرف ولكنى كنت اريدها ان تظل تحت نظرى وتثق بي وتقع بالخطأ ولكن كان ما حدث"
تنهدت ولم ترد ابتعد قليلا ثم تردد وقال " والان لم تردى على سؤالى ام ان هناك ما يمنع من موافقتك كوجود اسر مثلا "
نظرت اليه وقالت بصدق " اسر بالنسبة لى لا يمثل لى اكثر من صديق او اخ كبرت معه وتعلمت منه لكن ليس اكثر من ذللك "
عاد واقترب منها وقال"والزوج منه الم يكن حلمك "
نظرت اليه بصدق وقالت " لم يكن حلمى باى يوم ولم افكر به ابدا "
شعر بالراحة تسري الى قلبه فتجرأ ورفع يده الى شعرها وجذب الدبوس وترك شعرها يتهدل كماء الانهار العذبة بسلاسة على كتفيها وداعب خصلاته وقال
“ وماذا عن كلماتك عنه "
شعرت برجفة تسرى بجسدها وهى تنظر بعيونه التى تسرقها من الواقع وقالت بضعف
“ كلمات قيلت وقت الغضب وانت الذى اثرت غضبي وقتها "
ابتسم ولم يجادل ثم عاد وقال "اذن لنعود للاهم لم تجيبى طلبي هل تقبلين الزواج بي "
اخفضت عيونها وقد استولى القلب على العقل وفاض بمشاعرالحب عليه فاغرق افكار الغضب فلم يعد لها مكان ..رفع ذقنها فنظرت اليه فقال
"اذا كان ما حدث مازال يضايقك فانا اسف واعدك الا يتكرر ..والان الن تجيبى سؤالى هل توافقين ؟"
تاهت بظلال عيونه فى متاهة صعبة لا مخرج لها منها وشعرت كانه خدرها بنظراته او كلماته او ربما انفاسه التى اقتربت من وجهها وهمس
" اذن السكوت علامة الرضا وانا اكتفى به "
وللحظة شعرت انه سرقها من زمنها وعاد بها الى قصص الحب والرومانسية ربما روميو وجيولييت ..قيس وليلي ..المهم انها لم تعد بالواقع .. جذبها بيده من خصرها اليه وقرب شفتيه من وجنتها وهمس
“ وحشتينى ... لا تتركينى مرة اخرى "
اغمضت عيونها وتركته يشفى جراحها بقبلة صلح اعادته اليها واعادتها اليه ولم تشعر بانها احاطت عنقه بذراعيها فمنحته لذه اكثر وسعادة اكبر ... وكانهما عصفوران يطيران بسماء صافية زرقاء تشع بشمسها فوق العشاق تحيا بانفاس الحب وتلقى بظلها على كل الاحباء ..وانسابت حرارة جسده الى جسدها لتمنحها دفء اشتاقت اليه ..والتفت ذراعيه حول جسدها لتشعرها بالامان بعد الخوف وضاعت الانفاس والتحمت الدقات واخيرا ابتعدا فالتقت النظرات
همس بحنان دون ان يفلتها من بين ذراعيه " هل نعود ؟"
لم تقو على النظر اليه فهزت راسها فقال بنفس الحنان " اذن لتجهزى "
ولكنها نظرت اليه وقالت " الان ! ولم ليس بالصباح الوقت تاخر وانت متعب "
ابتسم وقال" الان لم اعد متعب "
ضربته على صدره بلطف وقالت وهى تبعده " كف عن ذلك ،تناول العشاء اولا ثم نتناقش فى موضوع السفر واعتقد اننا لن نفعل فعمتى اكيد نامت ومنى ايضا "
اشعل سيجارته وتابعها وهى تذهب لاحضار الطعام وقد اطمأن قلبه لم فعل ولانها ستكون له للابد حقيقة وليس تمثيل
جلس على طرف فراشها ثم تمدد عليه بانتظارها وهو سعيد وراض بما كان
كانت سعيدة بما حدث اسرعت للخارج لم ترى العمة دقت بابها ودخلت ولكنها وجدتها نائمة عادت للمطبخ واعدت له العشاء ثم رجعت وما ان دخلت حتى راته نائما على فراشها ابتسمت وجذبت الغطاء عليه ثم اطفات النور واغلقت الباب وتركته
استيقظت مبكرة وكانها لم تكن مريضة منذ ايام او حزينة نست كل ما كان وحكت للعمة ما حدث ابتسمت العمة وقالت
“واخيرا احسن ابن اخى التصرف لاول مرة هيا دعينا نعود لبيتنا يا فتاه "
جهزت الافطار ودخلت لايقاظه فقد تاخر بالنوم فتحت الستائر فداعب النور عيونه ففتحها راها تبتسم امامه بعيونها البنفسجية وشعرها الغجرى يزيدها اشراقا فاعتدل فى الفراش وقال
"صباح الخير على احلى عيون "
ابتسمت بخجل وقربت الطعام منه وقالت " اى صباح نحن العصر يا باش مهندس "
حدق بها وقال بذهول " العصر ؟ هل نمت كل ذلك الوقت لم اشعر بشئ "
قالت بنفس الابتسامة " نعم كنت فى عالم اخر..والان هيا تناول الافطار عمتى تتعجلك تريد الرحيل "
كادت تنهض لولا ان امسك يدها وقال" الى اين اجلسي لن تذهبي لاى مكان بعيدا عنى ليس بعد كل ذلك الفراق "
جلست وقد فاجاتها كلماته ولكنها اسعدتها فاتسعت ابتسامتها وقالت " حاضر لن افعل "
انهى طعامه فقامت وتبعها وهو يقول " اريد ان احصل على حمام واحلق ذقنى و.."
قاطعته " لا تفعل "
نظر اليها بدهشه ثم اقترب وقال" لا افعل ماذا "
قالت بخجل " لا تحلقها انها تليق بك "
ثم تركته وخرجت مسرعة بخجل واضح تابعها وابتسم بسعادة اذن لن يحلق ذقنه طالما هى تعجبها وتليق به سيتركها من اجلها
واخيرا عاد الجميع الى العزبة ومن الصباح التالى عادت الى المزرعة بحماس جديد وسعادة واضحة وكأن ما فعلته اميرة كان لصالحها هى فقد اظهر ادم جزء من مشاعره اعادها للحياه
مرت الايام هادئة وقد استمر رجاله فى البحث عن أميرة ولكن كل المعلومات كانت ناقصة ولا تؤدى اليها بينما شعرت العمة بان صحتها لم تعد بخير ولكنها لم تخبر احد فقد كانت سعيدة بسعادة اولادها الذين لم تنجبهم
كانت تتحدث مع عم صابر عندما لاحظت ادخنة سوداء تاتى من مساكن الدواجن اسرعت هى وعم صابر والكثير من العمال وتفاجات عنما رات النيران تشتعل باحد المبانى ..
اسرع الجميع وهى من بينهم يحاولون اطفاء المبنى وطلبت من صابر ان يتصل بالمطافئ ففعل رات هى احد العمال وقد حبسته النيران بالداخل ولم تجد احد حولها ليساعده لم تفكر واسرعت اليه بالداخل دون ان تلاحظ اشتعال النيران حولها من كل مكان
يتبع..

رواية عزبة الدموع.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن