الفصل السادس والعشرين
سامحينى
لم يجدها بقاعة الاستقبال فاسرع خارج الفندق لم يعرف الى اى اتجاه يمكن ان تكون قد ذهبت سال رجل الامن فاشار له على اتجاهها اسرع فى نفس الاتجاه وكان المطر قد بدء ينهمر ولكنه ايضا لم يجدها لم يتراجع ولا يعلم لماذا قادته قدماه الى شقتها التى كانت قريبة ..
اسرع يصعد الى الاعلى وبالفعل وجد الباب مفتوح فارتاح انها موجودة اندفع بكل قوته ليراها ..
*******
اسرعت تجرى للخارج وهى تعلم ان كل شئ تحطم على صخور الغش والخداع تكسر قلبها كحبات البلور المنثور كادت تسقط بين قطرات الامطار وهى لا ترى امامها من الدموع لم تفكر الا برؤية والدها تمنت لو رحلت اليه اسرعت الى شقتها التى كانت قريبة
ما ان دخلت وقطرات المياة تتساقط منها من اعلى شعرها والى اخمص قدميها ، وحتى فستانها التصق بها من المياه التى اغرقتها وقفت فى منتصف الشقة وكانها تاهت داخل متاهة لا تعرف ابوابها . من هى ؟ ومن اين اتت ؟ وماذا يحدث لها ؟ ولماذا يحدث لها ؟ماذا فعلت بنفسها ...احبت ؟ هل الحب سبب احزانها ؟ نعم هو السبب توقفى عن الحب انتى السبب ضعفك السبب.. تنازلك السبب ... اه كم احتاجك يا داد
دارت حول نفسها ثم اتجهت لغرفتها كانت صورته على الفراش جرجرت اقدامها الى الفراش ثم سقطت على الارض وهى تمسك الصورة والدموع تنهال جاذبة معها ذلك الكحل الاسود الذى كان حول عيونها ليرسم خطوط سوداء حول عيونها وعلى وجنتيها
نظرت للصورة وهتفت بالم " ااااه داد كم احتاج اليك .قلبي يؤلمنى داد انا اخطات نعم ..اخطات لانى صدقتك عندما اخبرتنى اننا بالحب نعيش انا بالحب مت داد ، نعم مت ولم اعد اريد البقاء ... اوقفه داد ..اوقف قلبي عن حبه فلم اعد استطيع تحمل المزيد من الالام ..تحملت كثيرا داد ولكن لم اعد استطيع ..تعبت والله تعبت ..ماذا افعل بقلبي الذى يحبه ..لا انا لم اعد احبه ..انا اكرهه اكرهه ...لا ..لا انا احبه ااااه داد انا اتالم خذنى اليك داد لم اعد اريد البقاء ... "
وانهارت فى البكاء وقد بدء جسدها يرتجف من البرودة التى سارت فيه من مياه المطر
دخل الشقة والمياة تتساقط من جسده باحثا عنها بكل لهفة وخوف والم لم يجدها ثم سمع صوت بكائها من غرفتها اندفع اليها ليراها على الارض بجانب الفراش تحتضن صورة بيدها وتبكى بقوة مؤلمة لقلبه تسمرت قدمه ولم يعرف كيف سيواجهها وهل ستصدقه وكيف سيثبت براءته لم يعد يعلم ..
همس بخوف وضعف " رنين "
انشق قلبها نصفين نصف لا يريد الحياة ونصف يتالم من الاحزان ..صوته أعادها للحياة ولكنها لا ترغب فى الحياة فتلك الحياة مؤلمة وهى لا تريدها ..لم ترد عليه
واخير طاوعته قدماه وتحرك اليها ثم ركع على ركبتيه بجانبها وما ان وضع يده عليها حتى انتفضت وصرخت
“ ابتعد عنى ..لا تلمسنى انا اكرهك، اكرهك "
كان يعلم انه سيواجه بركان من الغضب وهو حقها ولكنه برئ ولكن كيف لها ان تعلم او تصدق
قال بالم وحزن " رنين اسمعينى ارجوكى والله انا برئ انا لم افعل ..."
وضعت يداها على اذنيها وصرخت " لا اريد أن اسمعك ..لا اريد كفى ..ليتنى ما صدقتك ولا تحملت كل ما كان ليتنى ما عرفتك كيف لم اصدق كل ما كانت تفعله معك كيف كذبت نفسي ووثقت بك انت خائن وانا لا اريدك اتركنى وارحل من حياتى ارحل اريد ان اعود لنفسي التى سرقتها منى "
اغمض عيونه من الم قلبه ثم عاد وقال " رنين انا لم افعل شئ لقد طلبت منى ان نقابل زوجها ليطلقها لانه مهاجر بالصباح رنين صدقينى انا ربما اخطات لانى صدقتها ولكن ليس بينى وبينها اى شئ “
هزت راسها وقالت "طلقنى "
تراجع من كلمتها وقال " ماذا ؟"
نظرت اليه بقوة " طلقنى لم اعد اريد الاستمرار معك لا اريد "
نهض وهو لا يعلم ماذا يمكنه ان يفعل فقال وهو يبتعد " تعلمين انى لن اتركك "
صرخت بقوة "ولكنى لا اريدك الا تفهم لا اريدك اتركنى اعود لحياتى واصلح ما افسدته بها اتركنى انا تعبت من الحزن والدموع والالم ..تعبت من الخيانة تعبت ..تعبت "
لا يعلم لماذا قفز اسر امامه فالتفت اليها وقال" ولو تركتك ستعودين اليه "
استندت الى طرف الفراش ووقفت لتنظر اليه وقالت " اهذا فقط ما يهمك ..تخاف على كرامتك من ان اتركك لرجل اخر وكرامتى انا التى كنت ومازلت تدهسها بعلاقتك بتلك المراة علاقتكم التى لا اعلم ما هى ..وانا تلوم على لمجرد وهم بخيالك ..انا لا يهمنى بماذا تظن او تفكر انا اريد حريتى ...اريد حياتى "
ابتعد من امامها وقال" هل تهدئين قليلا ثم بعد ذلك .."
قاطعته بقوة " انا هادئة فقط اريد ان ارتاح واعود لحياتى "
لا يعلم كيف كان يفكر وهو يقول " لتعودين اليه كما كنتى باحضانه اليوم "
ذاد غضبها ونظرت اليه تواجهه بقوة وقالت " اتعلم انت انسان انانى لا تفكر الا بنفسك وكرامتك ولا تشعر ولا تحس باحد ممن تؤلمهم بسهولة ممن حولك ..واذا كنت تظن انى ساكون لاسر فظن كما تشاء لانى لن ارد ولن اتحدث لان الامر لم يعد يخصك لاننى اعتبرت نفسي من اليوم مطلقة ولن اتراجع وسواء كنت لاسر او سواه فقد اصبح امر لا يخصك "
نظر اليها بقوة وغضب وامسكها من ذراعيها وهزها بقوة وقال
" ولكنك مازلتى زوجتى ولن اطلقك لن اتركك يا رنين هل تفهمين لن تكونى لاحد اخر سواى لا اسر ولا سواه ولو هو راجل فليات ويمس شعره منك "
اندفعت هى الاخرى وراء غضبها وقالت دون وعى " هو رجل بل هو الرجل الوحيد الذى عرفته بحياتى وهو ارجل منك لانه لم يخدعنى او يغشنى او يخوننى .."
ولم تكمل حيث وجد نفسه يصفعها بقوة على وجهها وهو يقول بغضب " اخرسي يبدو انكى نسيتى انى زوجك وانتى تتحدثين عنه امامى من اذن الذى يتحدث عن الخيانة ؟"
تراجعت وهى تضع يدها على وجهها وقالت بالم " طلقنى اذن طالما انا خائنة اخرجنى من حياتك لم اعد اريدك انا اكرهك ..اكرهك ..ابتعد عنى ..ابتعد عنى "
وانهارت فى البكاء وقد شعرت بان انفاسها تتراجع والهواء لا يكفيها واحتبست الدموع واختنقت الانفاس واسودت الدنيا حولها وتساقطت كل الجدران فوقها
تراجع مما حدث وتحرك الى باب الغرفة ليخرج منها غاضبا ولكنه استدار وارتد اليها عندما سمع صوت مكتوم خلفه فوجدها مكومة على الارض وقد فقدت الوعى اسرع اليها بلهفة وخوف ادرك انها فاقدة للوعى وجسدها يرتجف بشده خلع جاكتته واحاطها بها ثم حملها واسرع الى الخارج لاقرب مشفى
**********
رفع راسه التى كان يضعها بين ذراعيه ونهض ليقف امام الطبيب الذى قال
“ حضرتك مع الانسة رنين "
هز راسه وقال" زوجتى اقصد مكتوب كتابنا ...كيف حالها "
رد الطبيب " سيئة.. الحرارة مرتفعة جدا واضح انها اصيبت ببرد حاد ..ولكن الاهم الحالة النفسية .."
مرر ادم يده بشعره وقال " لا افهم "
قال الطبيب " انهيار عصبي ..هى مصابة بانهيار وترفض اى دواء ولكن بالطبع المهدءات تفاعلت معها ونامت ونحن نمنحها الدواء بالمحاليل .."
حدق بالطبيب وقال" والحل يا دكتور "
قال " بالطبع نحن سنعالج الشق البدنى وغدا سنطلب دكتور محمود سامى اخصائى نفسية وعصبية لعلاج الشق النفسي هذا اذا قررت البقاء عندنا لانها بحاجة للبقاء تحت الملاحظة "
هز راسه وقال" بالطبع ستبقي ..لابد من علاجها باى شكل "
هز الطبيب راسه وقال" ان شاء الله"
قال ادم " هل يمكن ان اراها ؟"
قال الطبيب " هى لا تشعر بشئ الان فلا داع للزيارة ستنقل الى غرفتها وقتها يمكنك البقاء معها فقط نطمن عليها وتستقر الحرارة "
شكر ادم الطبيب وما هى لحظات حتى راى عمته وعم صابر يسرعون اليه .. لم يواجه نظرات عمته التى سالته
“ ماذا حدث لابنتى ماذا اصابها انطق واخبرنى "
ابتعد من امامها ولكنها اعادته وقالت " تعالى هنا وتحدث ماذا فعلت بها احكى "
نظر لصابر الذى قال" ادم نحن قلقين طمنا عليها "
سقط على اقرب مقعد وبدء يحكى لهم ما حدث ...ما ان انتهى حتى قالت العمة بغضب
" غبي ..انت غبي وعالجت غباءك بغباء اكبر منه "
لم ينظر اليها وقال بضعف " عمتى ارجوكى انا "
قاطعته " انت ماذا ..انت غبي ليست اميرة هى المراة التى تثق بها وتسلم بكلامها .. كان عليك ان تتحرى الصدق فى كلامها قبل ان تنساق وراءها ..وتلك الفتاة المسكينة بدلا من ان تداوى جرح قلبها ادميته اكثر بغيرتك العمياء... واوقعتها فى الخطأ ماذا كنت تنتظر منها ان تسامحك وتعود اليك من اول كلمة واين كرامتها كامراة رات زوجها بين احضان إمرأة اخرى ...وليست اى إمرأة..انها المرأة التى كانت تراك معها وترى تصرفاتكم سويا وتحملتها ووثقت بك الان ماذا تريد منها ؟ ان تصدقك كيف وانت لم ترحمها ونفذ رصيدك عندها ..."
نظر اليها وقال " وانا ..واهانتى التى اهانتها لى هى التى استفزتنى بذكر ذلك الكلب الذى لا اعلم من اين اتى وكيف ظهر هكذا وفى ذلك التوقيت بالذات "
قالت العمة" انت غضبت لمجرد كلمة وضربتها ..ماذا عن قلبها التى انشق بسهم الخيانة انت غير عادل يا ابن اخى الفتاة لم تخطأ فيما قالته لك ، فبالنسبة لها اسر هو الرجل الصالح الذى يخبرها بحبه ويحارب من اجلها ومخلص لها وباق عليها غير انه يرتبط بها برابط الصداقة ايضا وفى المقابل ماذا قدمت انت لها ... لا شئ "
اخفض راسه وشعر بانه تائه فى بحر الظلمات ..لا يرى ولا يسمع ولا يعلم الى اين يذهب ومن اين يعود
عادت العمة تضغط بكل قوتها " اسمع يا ادم رنين لن تتحمل كل ذلك وعندما تفيق لن تقبل ان تعود اليك انا اعرف هذه الفتاة جيدا فابحث لنفسك عن حل لتلك الازمة ..هذا اذا كنت تريدها ان تبقي بحياتك "
نظر اليها بقوة وهو يعلم انها على حق رنين لن تقبل ان تعود ولن تسامحه مهما حاول ان يطلب السماح وضع راسه بين يديه ولم يرد
ربت عم صابر على كتفه وقال" الحب يا بنى مفتاح كل الابواب ..فقط تنازل عن كبريائك واسمعها صوت قلبك المتالم لفراقها ...ضمها لصدرك ضمة عاشق ضعيف مغرم بقلبها الصغير ..فالمرأة عندما تكون فى اقوى حالتها لا يهزمها الا الحب ..ولن تعيدها اليك الا بالحب "
نظر بقوة لصابر ولكنه لم يرد كيف يمكن ان يعترف لها بحبه وهى الان لا تريده وتكرهه بل وترفضه بحياتها ارتد فى مقعده واستند براسه الى الحائط وشعر بصداع شديد يدق راسه مرر يديه الاثنين بشعره ثم اغلق عيونه من ذلك الالم الذى ينتشر بكل جزء من ثنايا فؤاده
***
امضي الجميع الليلة بالمشفى حتى هيثم وصل اليهم متاخرا ولكنه ظل معهم الى الصباح الباكر عندما قرر الاطباء نقلها الى غرفة عادية رغم انها لم تفيق بعد
جلست العمة بجانب فراشها وهو من الجانب الاخر ناظرا اليها وتلك الهالات السوداء تحيط عيونها ..
اين زهرتى البنفسجية..اين الشفاه الوردية
اين ابتسامة الفتاه ..لحظة العشق المنسية
الندم يشق صدرى ..والحب ينهل من قلبي
يدمينى الما يا بنية ...من صوت انفاسك الندية
اشتاق لنظرة هنية من بين عيونك البنفسجية
تعيدنى للحياة قبل الغرق فى الاحزان المنسية
نامت العمة بينما اقترب هو من الفراش وسقط على ركبتيه بجانب فراشها ...امسك يدها يستمد منها القوة على البقاء ثم همس بصوت يكاد لا يسمع
“ رنين ..انا اسف .. لم يعد للكبرياء مجال ..اعلم انى سبب احزانك دموعك واشجانك ولكن غصب عنى خوفى عليكى وعلى عمتى السبب كنت احاول ان اعرف خطط اميرة ولكن بدلا من ان اصطادها ..اصطادتنى ..هل ستتركينى كما تركتنى امي من قبل حتى ان ادرك معنى الامومة واعيش لطيم بالحياة ام ترحلى لبشر اخرين وايضا تتركينى كما فعل ابى واصبحت ايضا يتيم ..رنين انا ايضا تعبت من قسوة الحياة عشت عمرى وحيد ولولا عمتى وعم صابر لضعت بالحياة وعشت فيها طريد او شريد .. حتى فى وجودهم كنت اشعر انى وحيد الا منذ ان رايتك وقتها فقط ادركت ان حياتى كلها تغيرت اصبح لها معنى اخر غير العمل حياة من نوع اخر لاول مرة ادرك ان لى قلب يدق ..يعشق..يهيم فى عيونك وعقل يغيب وقت وجودك ..لا تتركينى ارجوكى رنين لا تفعلى لن اتحمل فراقك ساموت ولو كنت على قيد الحياة لا تتركينى ارجوكى لا معنى لوجودى لانكى انتى الوجود ... عودى لتعيدى لى قوتى وانا اعدك انى لن اكون كما كنت ولن اترك حقك مهما حدث عودى رنين ارجوكى .."
وانسابت دمعة حزينة من عينه تشق صمت حزنه وتكسر كبرياء قلبه ..قبل يدها بقوة ثم عاد ونظر اليها وهمس
" بحبك يا حبيبة القلب ..بحبك ولم اعرف الحب الا معكى ..بحبك حبيبتى فلا تتركينى "
قبل يدها مرة اخرى ..دق الباب فعاد لمكانه على المقعد وراى الممرضة وهى تدخل لتضع الدواء بالمحلول المتصل بيدها نهض وخرج ليشعل سيجارة ثم اخرج هاتفه واجرى اتصالا
“اين انت ؟" استمع الى الرجل ثم قال
" حسنا ..لا انت لا تقم بعملك جيدا اين هى الان ؟ "
عاد وقال " لا .. من اليوم لن ارحمها احضرها لى من اى مكان او اعرف مكانها واخبرنى اذهب الى الشقة ربما تكون هناك وان لم تفعل خلال اليوم فاعتبر انك لم تعد تعمل معى "
ثم اغلق الهاتف وهتف " لن اتركك يا اميرة ولم يعد يهمنى من تكونى حقى وحق زوجتى لابد وان اعيده "
عاد الى غرفتها كان الطبيب عندها وما ان راه حتى قال " كيف حالها اليوم ؟"
نظر اليه الطبيب وقال" لا جديد انها لا تتحسن ولا تستجيب لاى دواء"
ققال ادم بحزن " وماذا ؟ هل سنتركها هكذا ؟"
هز الطبيب راسه وقال " بالطبع لا الطبيب النفسي سيمر عليها وبالتاكيد هو سيتعامل معها بالعلاج "
هز راسه ولم يرد وخرج الطبيب ربتت العمة على كتفه وقالت" لا تخاف عليها هى قوية وستعود هى فقط بحاجة للراحة لذا هى تهرب من مواجهة الواقع ولكن شخصيتها القوية ستعيدها "
هز راسه ولم يرد كان يعلم انها قوية ولكنه ايضا يعلم ان ما تعرضت له كان كبير ويتمنى ان تمر الازمة على خير
عندما اتى المساء كان يقف مع رجله امام باب المشفى وهو يقول" هذا جيد دعنا نذهب "
قبل ان يتحرك ناداه عم صابر" ادم الى اين ؟”
اخفض راسه وهو يدخن سيجارته وقال" مشوار عمل وساعود "
امسكه صابر وقال" انتظر ساتى معك "
حدق فيه بقوة فاكمل صابر " انت تعلم انى لن اتركك وانا اعلم ما يدور براسك هيا دعنا نذهب "
لم يعارضه وتحرك الجميع ... بعد وقت وصل الى شقة فى مكان هادئ نزل هو والرجلين وتوقفت بجانبهم عربة شرطة وبوكس اتجه ادم الى الرائد رفعت الذى نزل من العربة
قال ادم" اعلم انك اتيت على مسؤليتى ولكن انا ايضا متاكد مما اخبرتك به "
نظر اليه الضابط وقال " انا لا اشكك فى كلامك ولكنى اتعجب لانها من اقاربك "
اشاح ادم بوجهه بعيدا وقال" لم يعد يهم لقد دفعت ثمن القرابة غاليا والان لدينا الفرصة المناسبة ولن تتكرر هيا بنا “
صعد الجميع الى الاعلى بهدوء وما ان وصلوا حتى دق ادم الباب ولكن لم يفتح احد دق ادم بقوة ولكن ما من مجيب نظر ادم للضابط وقال
"ساكسر الباب "
ولكن ظهر البواب بملابسه امامهم وقال" لا يوجد احد يا باشا .. لقد انتهى عقد الايجار امس ورحلت تلك المراة بصراحة جميع السكان ارتاحوا منها ومن تصرفاتها "
توقف ادم ونظر للضابط الذى بادله النظرة ثم قال " ماذا تعنى ؟"
قال البواب " استغفر الله العظيم سمعتها مش عاجبة السكان "
قال الضابط " ماذا تعنى ؟"
قال البواب " اكثر من رجل ياتون كلما اتت هنا "
اغمض ادم عيونه ومرر يده بشعره هل يمكن ان تكون هذه ابنة عمته انها عار عليهم ولكنه ليس بغاضب لانها لا تستحق الا ما ستناله من الخزى والعار ...
انتهى الرائد من اخذ اقوال البواب ثم التفت الى ادم وقال" الان فقدناها اليس كذلك ؟ لا رجالى يعرفون مكانها ولا رجالك "
اطفأ ادم سيجارته وقال" لن اتركها ساصل اليها انها لن تفلت منى ليس بعد ما عرفت انه عارنا "
ربت الرائد على كتفه وقال" لا تستحق ان تخسر حياتك من اجلها فقط ابلغنى ودع الامر لى القانون اولى بها "
نظر اليه صابر وقال" هو على حق هناك من يحتاجك بالحياة وهى لا تستحق "
حدق به لحظة ثم هز راسه ولم يرد.. عاد الى المشفى متاخرا مجهد ومتعب ومثقل بالهموم ..راى عمته تجلس بالخارج اتجه اليها وقال
“ كيف حالها "
*****
لم تعد تريد الحياة ..ولكن مازالت تجذبها الحياة ..فتحت عيونها فرات العمة ابتسمت لها وقالت
“ انتى بخير يا ابنتى ؟"
اغمضت عيونها وابعدت وجهها وعادت للبكاء امسكت المرأة يدها وقالت" افعلى ما شأتى من البكاء ولكن لا تنهارين فانتى اقوى من الانهيار رنين التى عرفتها اقوى من ذلك بكثر "
فتحت عيونها وقالت" لم اعد استطيع ليس بعد الخيانة كلام "
قالت العمة " لم يفعل .. انها مكيدة اميرة "
هزت راسها وقالت بغضب " وانا اكتفيت منها وهو يستحق لانه هو الذى تركها تقودنا لهذا الطريق كم اخبرته بنواياها وهو يتركها تفعل ما تشاء .. تهيننى امامه وتتقرب منه امامى وتستهين بزواجنا وهو يتقبل الامر وانا كان على ان اثق به .. والان ماذا ؟ بعد الذى رايته بعينى ماذا تريدون منى ..انا لا اريد تلك الحياة ولا ذلك الالم انا لا اريد لا اريد "
وانهارت فى البكاء مرة اخرى..نادت العمة على الممرضة التى اسرعت باحضار الطبيب واعطاها حقنة مهدئة نامت بعدها بوقت قصير...
نظر لعمته وقال " والان "
قالت " الطريق صعب يا بنى قلبها مجروح ليس جرح واحد وانما تعددت الجراح لذا انا لا اعلم كيف الشفاء "
التصق بالحائط واسند راسه عليها وهو لا يعلم ماذا يفعل
فى الصباح فتحت عيونها كان النهار قد اطل من بين الزجاج شعرت بصداع ولكنها اعتدلت قليلا فراته ينام على المقعد الذى امامها طالت نظرتها اليه لماذا يبقي هنا بجانبها وماذا ستفعل قلبها يؤلمها لقربه كما يؤلمها لفراقه لا تعرف ماذا تفعل لن تقبل ان تعود اليه ولكن كيف ستكون حياتها بدونه ..
رن هاتفه فجأة فانتفض من مكانه واعتدل وهو يستعيد نفسه بينما أغمضت هى عيونها لا تريد مواجهته ابعد هاتفه ولمح دمعه على خدها اقترب منها ومسح دمعتها وقال بحزن
“ انا السبب ..نعم انا سبب دموعك ولكن غصب عنى ..والله لم اخونك ابدا منذ عرفتك ولم ارى او اعرف امراة اخرى سواكى ..رنين ارجوكى لا تتركينى ..ربما اخطات ولم اجيد التفكير فى تصرفى مع اميرة ولكنى كنت ابغى حمايتك انتى وعمتى ...ولكن اقسم انى لم اخونك لا اعلم كيف اثبت برائتى لكى ولكنى برئ انا لا ارى بحياتى سواكى فعليكى ان تغفرى لى وتسامحينى "
رن هاتفه مرة اخرى كان هيثم فقام ووقف امام النافذة ورد ..فتحت هى عيونها وكانت تشعر ببعض الراحة من كلماته التى سمعتها وقد اقسم انه لم يخونها دون ان يعلم انها سمعت كل كلمة قالها واصابت كل كلماته صميم قلبها ...
يتبع....
أنت تقرأ
رواية عزبة الدموع. بقلمى داليا السيد
Romanceانت سبب المى ودموعى..حبي وشجونى..ومع ذلك لن ارحل الا.....لعزبة الدموع